رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله - الصفحة 11 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         آفاق التنمية والتطوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 4618 )           »          أعمال القلوب الطاعات والذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          المرأة المسلمة.. مكانتها وحقوقها في الشريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 578 )           »          ذنوب القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 3474 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 63 - عددالزوار : 7989 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 63 - عددالزوار : 7094 )           »          كم يظلم الإنسان نفسه! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 453 )           »          كـف عن الشكـوى وابـدأ العمـل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          هذا الطريق الوعر!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #101  
قديم 29-04-2021, 07:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,598
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

قطوف


د. عبدالحكيم الأنيس



راقب الله
"كان بعضُ السلف يقول: إذا تكلمتَ فاذكر مَنْ يسمع، وإذا نظرتَ فاذكرْ مَنْ يرى، وإذا تفكرتَ فاذكر مَنْ يعلم".
(كشف المشكل لابن الجوزي 1/131)



اعمل بعلمك
قال الزمخشري في تفسير قوله تعالى: ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9]:
"... وأراد بالذين يعلمون: العاملين من علماء الديانة، كأنه جعل مَنْ لا يعمل غير عالم، وفيه ازدراءٌ عظيم بالذين يقتنون العلم ثم لا يقنتون، ويَفْتَنّون ثم يُفْتَنُون بالدنيا، فهم عند الله جهلة، حيث جعل القانتين هم العلماء...".
(الكشاف 3/390)



بث العلم
"عوتب ابنُ المبارك فيما يفرّق من المال في البلدان دون بلده، فقال:
إني أعرفُ مكان قوم لهم فضلٌ وصدق، طلبوا الحديث فأحسنوا طلبه، لحاجة الناس إليهم احتاجوا، فإنْ تركناهم ضاع علمهم، وإنْ أعنّاهم بثُّوا العلم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم. لا أعلمُ بعد النبوة أفضلَ من بث العلم".
(سير أعلام النبلاء 8/387)



ذم التقليد
قال الإمام أبو الفرج ابن الجوزي البغدادي:
"إن نفع العلم بدرايته لا بوراثته.
وبمعرفة أغواره لا بروايته.
وأصل الفساد الداخل على عموم العلماء بتقليد سابقيهم، وتسليم الأمر إلى معظميهم، من غير بحثٍ عما صنَّفوه، ولا طلبٍ للدليل عما ألّفوه".
(نواسخ القرآن ص11)



أخلاق النبلاء
قال القاضي محارب بن دثار: صحبنا القاسم بن عبد الرحمن إلى بيت المقدس، فغلبنا على ثلاث:
على قيام الليل.
والبسط في النفقة.
والكف عن الناس.
(الأنس الجليل للعليمي 1/187)



الرجل الكامل
قال الإمام الشافعي: لا يكمل الرجل في الدنيا إلا بأربع:
بالديانة.
والأمانة.
والصيانة.
والرزانة.
(مناقب الإمام الشافعي للبيهقي 2/189)



لا تصر على الظلم
قال الرازي في تفسير قوله تعالى: ﴿ فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 14]:
"فيه إشارة إلى لطيفة وهي: أن الله لا يعذِّب على مجرد وجود الظلم، وإلا لعذّب مَنْ ظلم وتاب، فإنَّ الظلم وُجد منه، وإنما يعذِّب على الإصرار على الظلم، فقوله ﴿ وَهُمْ ظَالِمُونَ يعني: أهلكهم وهم على ظلمهم، ولو كانوا تركوه لما أهلكهم".
(مفاتيح الغيب 9/37)



خوف المتيقظين
قال الزاهد العابد الخائف رياح بن عمرو القيسي: لي نيف وأربعون ذنباً، قد استغفرت لكل ذنب مئة ألف مرة.
(حلية الأولياء 6/194)



درجات المرؤة
قال ميمون بن مهران:
أول المرؤة: طلاقة الوجه.
والثاني: التودد إلى الناس.
والثالث: قضاء الحوائج.
(شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 18/129)



احذر الفجار
قال مالك بن دينار: إنك إن تنقل الأحجار مع الأبرار، خير لك من أن تأكل الخبيص مع الفجار.

وأنشد:
وصاحِبْ خيارَ الناس تنجُ مسلّماً
وصاحِبْ شرَارَ الناس يوماً فتندما


(تفسير القرطبي 7/27)



طعم العبادة
قيل للإمام العابد الزاهد المحدث طبيب القلوب وهيب بن الورد القرشي المكي مولى بني مخزوم (المتوفى سنة 153هـ): هل يجد طعم العبادة مَنْ يعصي الله تعالى؟
قال: لا، ولا مَنْ هَمَّ بمعصية.
(تهذيب التهذيب 11/170 -171)



ما خفي أعظم
قال الإمام سفيان الثوري: ما بحثنا أحداً يتناول أبا بكر وعمر إلا وجدنا ذلك أيسر عمله!
(ربيع الأبرار 1/407)



الناس!
قال الصحابي الجليل حكيم الأمة أبو الدرداء في (الناس):
إنْ قارضتَهم قارضوك، وإنْ تركتَهم لم يتركوك.
ومعناه: إنْ طعنتَ فيهم وعبتَهم فعلوا بك مثله، وإنْ تركتَهم منه لم يتركوك.
(تفسير الطوسي 7/20)



لا تتكبر
"قال بعضُ السلف:
إذا كان ذنب المرء من قِبل الشهوة فارجه، وإذا كان من قبل الكبر فلا ترجه، لأن إبليس كان ذنبه من قبل الكبر فلم تُقبل توبته، وكان ذنب آدم من قبل الشهوة فتاب الله عليه، وقد أشار بعضُ الشعراء إلى هذا المعنى فقال:
إذا ما الفتى طاح في غيِّه
فَرجِّ الفتى للتقى رَجِّهِ

فقد يغلط الركبُ نهجَ الطري
ق ثم يعودُ إلى نهجِهِ


(تفسير الماوردي 3/316)



أصل الشر
قال النسفي في تفسير قوله تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾ [الجاثية: 23]:
فأصل الشر: متابعة الهوى، والخير كله في مخالفته، فنعم ما قال:
إذا طلبتك النفسُ يوماً بشهوةٍ
وكان إليها للخلافِ طريقُ

فدعها وخالف ما هويتَ فإنما
هواك عدوٌّ والخلاف صديقُ


(تفسير النسفي 3/303)



لاتهن نفسك
قال الحكيم الأديب أبو الفرج علي بن الحسين بن هندو (المتوفى بجرجان سنة 420هـ): إنما المرءُ حيث يجعل نفسه.
(تاريخ حكماء الإسلام للبيهقي ص 109)



الاستعداد للرحيل
قال الإمام الزاهد الكبير بشر بن الحارث الحافي البغدادي رحمه الله:
ينبغي لمن يعلمُ أنه يموت أنْ يكون بمنـزلة مَنْ قد جمع زاده فوضعه على رحله، لم يدع شيئاً مما يَحتاج إليه إلا وضعه عليه.
وقال: ما كره الموتَ إلا مريبٌ، وأنا أكره الموت.
(تهذيب تاريخ دمشق الكبير لبدران 3/241)



حرِّرْ عقلك
قال رياح بن عمرو القيسي:
لا تجعل لبطنك على عقلك سبيلاً، إنما الدنيا أيام قلائل.
(لواقح الأنوار للشعراني 1/117)


أخس طبع
قال الحسنُ بن الفضل: ذكر الله تعالى الشر في هذه السورة (الفلق)، ثم ختمها بالحسد ليظهر أنه أخس طبع.
(المحرر الوجيز 16/387)




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #102  
قديم 30-04-2021, 06:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,598
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

قبل الرحيل



شريفة الغامدي





ها هي أيَّام الشهر الفضيل تُسارِع بالرحيل.









حقًّا والله كانتْ أيامًا معدودات، مضَتْ سريعًا وكأنها سُوَيعات! فلله الحمدُ أنْ بلَّغَنا هذه الأيام الفاضلة، ونسأَلُه - تعالى - القبولَ.





أَزِفَ الرحيلُ، فهل لنا من وقفةٍ مع أنفسنا، نُسائِلها:


ما الذي انسلَخنا به من رمضان؟ ما الذي كسبناه؟ وما الذي أضَفناه لنا ولصحائِفنا فيه؟ ماذا غيَّرنا في داخلنا؟ وماذا أصلَحنا في أنفسنا؟ وما رقعنا من شقوقنا؟


مَن منَّا نالَ الرحمة؟ ومَن غُفِر له؟ ومَن عُتِقَ من النِّيران؟ مَن ابيَضَّتْ صحيفة أعماله؟ ومَن تلطَّخت بالسواد؟


مَن أفلَحَ؟ ومَن تزكَّى؟ ومَن خاب؟ ومَن تردَّى؟


مَن نهى النفس عن الهوى؟ ومَن انساقَ وراء أهوائها؟


مَن منَّا شمَّر وشدَّ المئزر وقام إيمانًا واحتسابًا؟


ومَن منَّا شغلَتْه زحمة الأسواق عن ليلةٍ خير من ألف شهر؟ وما أدراك ما ليلة القدر؟ ليلة العمر، ليلة الرحمة والعتق.


مَن منَّا رُفِعَ له فيها عملٌ صالح؟ ومَن منَّا لم يصدَّه فضلُها عن عمله الطالح؟


مَن منَّا أطال السجود والتعبُّد والدعاء والرَّجاء، مَن منَّا أحسَنَ؟ ومَن منَّا أساء؟





ها هي الرحلة الرمضانيَّة قاربَتْ على الانتهاء، فأين حطَّتْ بك رحالك؟ وما هي وجهتك الأخيرة؟ وما كان زادُك في هذه الرحلة؟ اسأل نفسَك وأجِبْها بصدقِ الصدوق: هل كانتْ رحلة موفَّقة هذا العام أم أنها ككلِّ عام؟!





يا شهر الصيام ترفَّق:


"يا شهر رمضان ترفَّق، دموع المحبين تدفَّق، قلوبهم من ألم الفِراق تشقَّق، عسى وقفة للوداع تُطفِئ من نار الشَّوق ما أحرَق، عسى ساعة توبةٍ وإقلاعٍ ترقع من الصيام ما تخرَّق، عسى مُنقَطِع من ركْب المقبولين يلحَق، عسى أسير الأوزار يُطلَق، عسى مَن استَوجَب النار يُعتق، عسى رحمةُ المولى لها العاصي يُوفَّق"[1].





مَن منَّا أقبَلَ؟ ومَن منَّا أقصَرَ؟ مَن منَّا أتَمَّ؟ ومَن منَّا قصر؟ ومَن أقلَّ ومَن أكثَر، ومَن منَّا تعثَّر ومَن منَّا استغفر؟


مَن عاد كيوم ولدته أمُّه؟ ومَن عاد وعلى جسده جبالٌ من الذنوب تحملها؟


مَن منَّا المقبول فنُهنِّيه كما قال ابن مسعود - رضِي الله عنه؟ ومَن المردود فنعزِّيه؟


مَن منَّا أَذهَبتْ سيِّئاتُه حسناتِه؟ ومَن مِنَّا أذهبتْ حَسناتُه سيِّئاتِه؟


ومَن منَّا أذهَبَ طيِّباته في الحياة الدنيا وشغَلَه الاستكثارُ من الطعام والشراب والملذَّات والملهيات والمسليات؟


مَن لم يزدد في شهر الطاعة إلا غفلة؟





اسأل نفسك وحاسِبْها وعاتِبْها وتَلافِ ما ضيَّعتْ وفرَّطت فيه في هذا الشهر الكريم، فوالله ما بقي منه شيءٌ يُذكَر، اختمْ بالخير شهر الخير؛ فإنما الأعمال بالخواتيم.





واحذر أنْ تكون ﴿ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ [النحل: 92] بالعودة إلى المعاصي والآثام بعد شهر الصيام، فالطاعة والعبادة والتوبة ليسَتْ في هذا الشهر فقط وتنتَهِي بانتهاء أيَّامه، إنما هو البداية لتَجدِيد العهد والنَّدَم على ما فات والإحسان فيما بقي، فمَن أحسن فيما بقي غُفِر له ما مضى، ومَن أساء فيما بقي أُخِذَ بما مضى وما بقي.







سَلاَمٌ مِنَ الرَّحْمَنِ كُلَّ أَوَانِ

عَلَى خَيْرِ شَهْرٍ قَدْ مَضَى وَزَمَانِ


سَلاَمٌ عَلَى شَهْرِ الصِّيَامِ فَإِنَّهُ

أَمَانٌ مِنَ الرَّحْمَنِ كُلَّ أَمَانِ


لَئِنْ فَنِيَتْ أَيَّامُكَ الغُرُّ بَغْتَةً

فَمَا الْحُزْنُ مِنْ قَلْبِي عَلَيْكَ بِفَانِ










ما فاتَ فاتَ أحبَّتي، وهيْهات أنْ تعود الأيَّام والساعات، فتَدارَكوا الليالي الباقيات.





اللهم اجعَلْنا من المقبولين، ولا تجعلنا من المحرومين.






[1] "لطائف المعارف"؛ ابن رجب الحنبلي.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #103  
قديم 30-04-2021, 06:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,598
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

همسة في ختام رمضان


أ. عبدالله بن محمد بادابود




يا أهل رمضان ..
يا من صمتم إيمانًا واحتسابًا، نحسبكم، والله حسيبكم..
يا من قضيتم أروع اللحظات في خير الشهور، وأروع الأيام في خير الشهور..
يا من صمتم لله عز وجل طاعةً لأمره، وطلبًا لرضاه، وشوقًا للقياه..
يا من حافظتم على الصيام من المفسدات، ظاهرات وباطنات..

ابتعدتم عن الغِيبة، والنميمة، والكذب، وقول الزور، والحلف الكاذب... وغيرها من الآفات.
ابتعدتم عن صرف البصر للمحرمات، من صور الكاسيات، وبرامج الفضائيات من المحرمات.

يا من صرفتم الجوارح لله؛ فاللسان شغل بذكر الله، والقلب شغل بالتفكر في آيات الله، والعين نظرت لكل ما يرضي الله..

تذوقتم طعم السعادة، والراحة، والطمأنينة..
هل من سعادةٍ بالبعد عن الله وأوامر الله؟!
لا، والله، كل خير تجده بالقرب من الله، وكل خير تريده تجده ببث الشكوى لله.
شهر رمضان.. شهر التوبة.. فكم من تائب عاد، وكم من مذنب استغفر!
شهر رمضان.. شهر القرآن.. فكم من هاجر عاد لكتاب ربه، وكم من لاهٍ تأمل وتدبر!
شهر رمضان.. شهر القيام.. فكم من مؤمن تهجد لربه مولاه، وتقرب ساجدًا لربه فما عصاه!
شهر رمضان.. شهر الصدقة.. فكم من متصدق سعِد بصدقته، وعاش الطمأنينة والراحة بعد العطاء!
شهر رمضان.. شهر الصلة والإحسان والبر.. فكم من قاطع وصل رحمه، وعاش سعيدًا بوصله!
شهر رمضان.. شهر الفرص.. ومن لا يغتنم الفرص يندم، وها نحن على أعتاب الوداع..
وداع رمضان.. وداع روحانيته.. وداع صيامه.. وداع قيامه.. وداع التراويح.. وداع الأرواح المحلقة بالإيمان..

نسأل الله أن تدوم تلك الأعمال، نسأله الثبات على الخيرات، نسأله البُعد عن المحرمات!

مشروع:
ليكن لنا وقف في الخير..
وقف مصحف شريف، أو مساهمة في بناء مسجد، ولو بالقليل..
المساعدة في كماليات المسجد من المناديل، وسلة المهملات، وأدوات التنظيف..

المساهمة في كفالة الأيتام، ولو بالقليل..

المساهمة في حلقات القرآن..
المساهمة في كفالة داعية أو طالب علم..
المساهمة في شراء حجاب شرعي لبعض المسلمات في الخارج..
وكل ذلك عن طريق الجمعيات الرسمية الموثوقة، مثل: الندوة العالمية للشباب الإسلامي، أو هيئة الإغاثة الإسلامية، وغيرها.

دعوة لـ:
لتكن البسمة شعارك من الآن، للجميع.. الغني والفقير، والصغير والكبير، والقريب والبعيد. لتعود نفسك إفشاء السلام على من تعرف، ومن لا تعرف.

لتعود نفسك تقديم المساعدة والعون لكل شخص تستطيع أن تقدم له ولو القليل، لتعود نفسك الدعاء في كل ما تريد، وكل ما ترجو.. فالله قريب مجيب يحب السائلين الملحين، لتعود نفسك الصدقة، ولو بريال يوميًّا.. فهي تدفع السوء، وتبارك في الرزق، وتطهر المال.

لتعود نفسك إماطة الأذى عن الطريق، حتى لا يؤذى أخوك المسلم.

لتعود نفسك التلطف مع الحيوانات وإطعامها.. وتذكر أن بغيًّا سقت كلبًا، فدخلت الجنة. لتعود نفسك القرب من القرآن، تلاوة، وتدبرًا، وتأملاً، وحفظًا، ومراجعة.

لتعود نفسك حضور مجالس العلم، وسماع دروس العلم، وقراءة الكتب النافعة.
لتعود لسانك الذكر، والاستغفار.
لتكن حياتك كلها رمضان.

وقفة وفاء:
لتكن لك وقفة وفاء مع المرضى بالزيارة، والدعاء، والتخفيف عليهم بطيب الكلام.
لتكن لك وقفة وفاء مع الموت ممن غادروا الدنيا، بالدعاء، والصدقة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #104  
قديم 30-04-2021, 06:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,598
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

فرحة وبهجة
محمد إياد العكاري



ها قد انتهى رمضان وقلوبنا تتحسر على وداعه، وأرواحنا تئنُّ حزناً على فراقه، أتى ومضى سريعاً، فما أكرمه على قلوبنا من ضيف حلَّ علينا بالخيرات والبركات، وما أعظمه في أرواحنا من شهر نتوق فيه للرحمات والنفحات، مرت أيامه ولياليه، وذهب أثر صيامه وأماسيه . كأنها البرق لمحةً، والريح سرعةً فما استقبلناه حتى ودعناه، ومضت معه صحائفنا وأعمالنا وما سطرنا فيه فهل يا تُرى فزنا بآماله ومراميه؟ وهل نلنا ما أعد الله سبحانه لنا فيه؟ نرجو المولى سبحانه وهو ذو المنِّ والعطاء صاحب الفضل والجود أن يعفو عن الزَّلل، ويرزقنا الإخلاص لنخرج منه، بحلل العفو والغفران، والعتق من النيران، وهذا هو الفوز وهذا هو العيد، أجل هو الفرحة بعد الطاعات، والقبول بعد القربات، فليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن صام وأناب، وقام وتاب وهذا هو السعيد بالعيد، وللشاعر علي الزبيدي أبياتٌ يقول فيها: قف أيها الشهرُ لو يستوقف العجلُ ***أهكذا" أجمل الأيام تُختزلُ قف لم يزل للمشوق الصبِّ ظامئةٌ*** ترنو إليك وفي أحداقها وجلُ رحلت لا لوم إذ يبكيك ذ و شجنٍ***فربما حال د ون الملتقى الأجلُ وأقبل العيد هل يلقاهُ من حُرموا ***هيهات ليس لهم، بل عند من قُبلوا أجل هو العيد لمن يتقبل الله منه، وهو الكريم المنان ذو الجود والإحسان، هذا هو العيد فرحةٌ بالصيام، وبهجةٌ بالقبول، ومتعةٌ بالوصول، ثم لينهي المسلمون صيامهم بصدقةٍ الفطر طهرةٌ للصائم وطعمةٌ للفقراء، وغنى وكفٌ لهم عن السؤال، ليبدأ المسلمون عيدهم بالتكبير والتهليل، وما أنداه والله وما أبهى موسيقاه. الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله وبحمده بكرةً وأصيلاً. لا إله إلا الله ولا نعبدوا إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. ليتواصلوا بعدها وترى العناق والتقبيل، وتشهد الفرحة تسكن الوجوه، والبهجة تغمر القلوب، وتلقى فيه البر والصلة، والخير والحب، والصفاء والود العيد فرحةٌ وبهجة أجل والله فطوبى وطوبى للجميع وكل عام وأنتم بخير.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #105  
قديم 01-05-2021, 12:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,598
الدولة : Egypt
افتراضي أحكام الصيام






أحكام الصيام (1)
















تركي بن إبراهيم الخنيزان




حديثنا اليوم عن الركن الرابع من أركان الإسلام، وهو صوم رمضان:



- والصيام هو: التعبد لله تعالى بالإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات، من طلوع الفجر[1] (وهو وقت أذان الفجر) إلى غروب الشمس (وهو وقت أذان المغرب)؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].







ولشهر رمضان فضائل عظيمة، منها:



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ»؛ [متفق عليه].








وقال صلى الله عليه وسلم: «مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ»؛ [متفق عليه].







وقال صلى الله عليه وسلم في فضل الصوم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قال اللهُ تعالى: إِلا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أطْيَبُ عِنْدَ الله مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»؛ [رواه البخاري].







ويجب صيام رمضان على المسلم البالغ العاقل المُستطيع، ومن كان مريضًا يشقُّ عليه الصوم، أو خاف زيادةَ المَرَض بصيامِه، أو مسافرًا، فيجوز لهما الفطر، ويقضيانه إذا زال عُذرُهما، ومن كان مرضه مُزمِنًا لا يُرجى شفاؤه يُفطِر ويُطعم عن كل يوم مسكينًا، وكذلك من لا يُطيقُ الصومَ لكِبَرِ سِنِّهِ[2].







ويَحرُم الصيامُ على الحائض والنُّفساء، ويجب عليهما قضاؤه بعد طُهرِهما.







ويُستحبُّ للصائم: أن يتسحَّر ويؤخرَ السُّحور، كما يُستحبُّ له تعجيلُ الفِطرِ، ويجبُ عليه اجتناب المعاصي القولية والفعلية باختلافها، وإن سابَّهُ أحدٌ أو قاتله فليقُل: إنِّي صائم.







اللهم بلِّغنا شهر رمضان، واجعَلنا ممن يصومه ويقومه إيمانًا واحتسابًا، نكتفي بهذا القدر، ونلتقي في اللقاء القادم - بمشيئة الله - لنتحدث عن مُفطِّراتِ الصوم ومُبطِلاتِه.








"المصدر: كتاب عطر المجالس"















[1] مَن طلَع عليه الفَجرُ وفي فَمِه طعامٌ، فعليه أن يَلفِظَه، ويُتِمَّ صومَه، فإنِ ابتلَعَه بطَلَ صومُه.




[2] ويُباحُ للحامِلِ والمرضِعِ الفِطرُ في رَمَضانَ، إذا خافتا على نَفْسَيهِما أو على وَلَدَيْهما، وعليهما القضاء.

















__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #106  
قديم 01-05-2021, 12:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,598
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أحكام الصيام

أحكام الصيام (2)
تركي بن إبراهيم الخنيزان





تحدثنا في اللقاء الماضي عن شهر رمضان وفضله وبعض أحكامه، ونواصل حديثنا اليوم عن مُفطّراتِ الصوم ومُبطِلاتِه، فمن المُفطرات التي يَبْطُلُ بها الصوم:

الجماع، والاستمناء.

والأكل والشرب عمدًا، وكل ما كان بمعنى الأكل والشرب كالإبر المغذية وحُقن الدم.

إخراج الدمِ بالحجامة.

والتقيؤ عمدًا.


خروج دم الحيض والنفاس من المرأة.

ولا تُفسدُ المفطراتُ السابقةُ الصومَ إلا بشروط ثلاثة: أن يكون عالِمًا بالحكم، ذاكرًا، مُختارًا، (إلا الحيض والنفاس).

ومن الأمور التي يَكثُر السؤال عنها وليست من المُفطرات، ما يلي:
تحليل الدم، وخلع الضرس، والإبر غير المُغذِّية، وبخاخ الربو والأكسجين، والتَّحامِيل (اللَّبُوس) في الدُّبُر[1]، وقطرة الأنف إذا لم تصل للحلق، وقطرة العين والأُذُن.

والسَّواك، ومعجون الأسنان (مع التحرز من بلعه)، والبُخور (ولا يستنشقه).

والاحتلام، والرُّعاف، وبلع النُّخامة.

والاستحاضة للنساء، والصُّفرة والكُدرة في غير وقت العادة للنساء.

اللهُمَّ عَلِّمْنَا مَا يَنْفَعُنَا وانْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا وَزِدْنَا عِلْمًا، نكتفي بهذا القدر.


"المصدر: كتاب عطر المجالس"




[1] وكذلك التقطيرُ في فَرجِ المرأةِ والتَّحاميل المهبليَّة والغَسُول.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #107  
قديم 01-05-2021, 05:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,598
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

رمضان ولى.. فماذا بعد؟!


أبو أنس عبدالوهاب عمارة






الحمد لله جلت حكمته فيما شرع، وعظمت رحمته فيما قضى وقدر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه، ولا معقب له في حكمه، ولا راد لقضائه، يفعل ما يشاء بحكمته، ويحكم ما يريد بعزته، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا ومعلمنا وقائدنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمدا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ما ترك من شيء يقربنا من الله والجنة إلا ووضحه لنا وفصله تفصيلاً، وما ترك من شيء يقربنا من النار ويبعدنا عن الله إلا ونهانا عنه، وحذرنا تحذيرا. فهو البشير النذير وهو السراج المنير، اللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما، عدد ما أحاط به علمك، وخط به قلمك، وأحصاه كتابك، وارض اللهم عن سادتنا: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وارض اللهم عنا معهم أجمعين.

وبعد:
معاشر المسلمين، انتهى رمضان. أتصدقون؟! أم أنكم مثلي تتعجبون؟! ولكن هذه طبيعة الأيام، وسنة الله في كونه.

يقول الشاعر أبو البقاء الرندي:
لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ
فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ

هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ
مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ

وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ
وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ

يُمَزِّقُ الدَهرُ حَتماً كُلَّ سابِغَةٍ
إِذا نَبَت مَشرَفِيّات وَخرصانُ

لِمثلِ هَذا يَبكِي القَلبُ مِن كَمَدٍ
إِن كانَ في القَلبِ إِسلامٌ وَإِيمانُ



بالأمس القريب استقبلنا شهر رمضان وها نحن نودعه وقلوبنا مملوءة بالشوق والحنين وعيوننا مملوءة بالدموع ولا ندري هل لنا معه عودة.

قلوب المتقين إلى هذا الشهر تحن ومن ألم فراقه تئن.

وكيف لا تجري للمؤمن على فراقه دموع وهو لا يدري هل بقي له في عمره إليه رجوع!!


رمضان مسابقة في سوق الرحمة والغفران والعتق من النيران سوق انتصب ثم انفض ربح فيه الرابحون الصائمون القائمون الذاكرون السابقون بالخيرات، وخسر فيه الغافلون والساهون اللاهون.

فهنيئاً لمن صابر وصبر وصلى لله وشكر، هنيئاً لمن تلا كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار، وناجاه واستغفره بالأسحار، هنيئاً لمن رجاه ودعاه مستحضراً قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، معاشر الصائمين القائمين الشاكرين الذاكرين المكبرين، إخوتاه يا من صمتم وقمتم، وخشعتم ودعوتم، هنيئا لكم، هنيئا لمن صام رمضان إيمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه، هنيئا لمن قام رمضان إيمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه، هنيئا لمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه، هنيئاً لمن فطَّر فيه صائماً وأطعم جائعاً وأعطى سائلاً، هنيئاً لمن أحسن إلى يتيم وأدخل الفرحة إلى قلب أسير وأحيى كبد مسكين، هنيئاً لمن أتم فريضته وختم عبادته، هنيئاً لمن تقبله الله في رمضان.

روى أن عليا ابن أبي طالب رضي الله عنه كان ينادي في آخر ليلة من رمضان: يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه ماذا فات من فاته الخير في رمضان وأي شيء أدرك من أدركه فيه الحرمان.

أحبابي:
ها قد عدنا إلى حياتنا كما كانت قبل رمضان، فكيف سيكون حالنا بعد رمضان؟ هل سنواظب على عبادتنا الرمضانية أم على بعضٍ منها؟ أم سنحيل أيامنا صحراء مجدبة وأرضاً قاحلة من العبادة والصلة الوثيقة بالله تعالى؟ وهل سنجعل ليالينا وقلوبنا وأرواحنا مظلمة تفتقر إلى نور الطاعة والعبادة.

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #108  
قديم 01-05-2021, 05:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,598
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

وسائل الإعلام



الرائي (التلفزيون)


د. فهمي قطب الدين النجار







رأي آخر عن تأثير الرائي (التلفزيون):

يرى بعضُ الباحثين المُحدَثين أن الطفل السويَّ لا يتأثَّر ببرامج العنف وغيرها من البرامج السيئة في التلفزيون، وليس هو الذي يتسبَّب في انحراف الأطفال، إلا أنه يساعد المُنحرِِف بطبيعته بأن يُقدِّم له الوسيلة التي تُساعِده في تنفيذ السلوك السيئ.




أما الأطفال الأسوياء الذين تربوا في بيئة نظيفة خيِّرة، وعندهم أساس من السلوك الخير، بالإضافة إلى التوجيه المستمر من الأسرة لأبنائها، فإن هؤلاء لا يؤثِّر فيهم التلفزيون إلا تأثيرًا طفيفًا، وتربية الأسرة هي الغالبة على تأثيره.




ويَرُدُّ على هذا الرأي الدكتور إبراهيم إمام بقوله: "تأخُذ الدول الغربية في معظمها بنتائج البحوث الأخيرة التي تُهوِّن من التأثير الضار للتلفزيون على جميع الأطفال باعتبار أن الطفل العادي الطبيعي السوي هو المعيار الذي ينبغي القياس عليه، ولكن الحقيقة أن وسائل الإعلام - وخاصة التلفزيون - أصبحَت جماهيريَّة بحكم طبيعتِها، ومِن ثَمَّ فإن تأثيرها وبائيٌّ عام، ولا يُمكن القول بأن الوباء غير ضارٍّ إذا نجا منه بعض الأفراد، وحتى المريض الذي يشفى من آثار الوباء ويظلُّ مُعتدلاً أو مصابًا بمضاعفات أخرى، لا يمكن إهماله أو التهوين من شأنه.




ولا شكَّ أن إصلاحيات الأحداثِ تُعطي لنا أمثلةً حيَّةً وواقعية لضحايا المُجتمَع من التلوث الإعلامي بوجه عام، والتلفزيون بوجه خاص، صحيح أن التلفزيون ليس هو السبب الوحيد للانحِراف وجنوح الأحداث، كما أنه ليس مسؤولاً وحده عن الأمراض النفسية والعُضوية التي قد تُصيب الأطفال، ولكن لا يُمكن في الوقت نفسه إنكار أثر التليفزيون في تلوث بيئة الطفل"[14].




القيم الإسلامية للرائي:

إن برامجَ الرائي بوضعها الحالي خطرة على كلِّ قيمة إسلامية، أخلاقية وتاريخية ولُغوية، وبنظرة واحدة نُلقيها على البرامج التلفزيونية العربية، سنَجِد رُكامًا هائلاً ورهيبًا من المسلسلات والأغاني المائعة والخليعة والتمثيليات، والصور الرخيصة، والمناظر الداعرة، وحتى أفلام الكرتون المخصَّصة للأطفال وأصبَح الكبار يُشاهِدونها، لا تخلو من المناظر الفاسِدة.




ماذا نَنتظِر من هذه البرامج، سوى فِقدان القدرة على التمييز بين الخير والشر، وبين النافع والضار، بين الأخلاق القويمة والأخلاق الزائفة؟




وننظُر مرة أخرى إلى واقع التليفزيون في أكثر البلاد العربية، فماذا نجد؟

1- إن التلفزيون لا يُقدِّر رجالَ الأمة من العلماء والمُهندِسين والأطباء وأساتذة الجامعات بقدر تقديره (للفنانات) والراقصين والراقصات، ونجوم الكرة والمُطرِبين والمُطرِبات، الذين يَحتفِل بهم دائمًا، ويُهيِّئ لهم المقابلات التلفزيونية في أجواء جذَّابة براقة تَخلب الألباب، بشكل يجعلهم قدوةً للجيل التليفزيوني.




2- إن البطل في تصوُّر جيل التليفزيون ليس هو الرجل المؤمن المُجاهِد، الذي لا يَخاف الموت، الجريء في الحق، مِن أمثال الصحابة والتابعين وأبطال الإسلام على مرِّ الزمان، بل هو من أبطال الأفلام والمسلسلات كما يُطلِق عليهم مُخرِجو الأفلام، الذين يقومون بأدوار خليعة، فاسدة، أو بأدوار مُجرمين يَقتلون الناس.




3- المسلسلات التليفزيونية، في معظمها تُظهِر المُمثلات الفاسِدات بأبهى صورة وكذلك المُمثلون، بينما تُظهِر رجال الإسلام من العلماء إن اضطروا لإظهاره - أو هم قاصِدون إظهاره - بأسوأ منظَر، وأسوأ سلوك، وكأنهم يقولون للمُشاهد: هؤلاء قدوتُنا ونماذجنا للحياة، لا أولئك!




4- أكثر المسلسلات تدور حول الحب والعِشق، بين الشباب والشابات مِن طلبة الجامِعات، وتُظهِر الاختلاط في النوادي والمُنتزهات؛ لتُعوِّد المشاهِدين على هذه المناظر، ويتقبَّلها على أنها لا بدَّ منها، وإن كانت حرامًا.




5- كثير من العادات السيئة، والأمور المُحرَّمة، يُبرِزها التلفزيون أثناء التمثيليات؛ مثل: (شرب الخمر والتدخين، وإطالة الشعر على هيئة الهيبيين)، وثبَتَ أن الشباب يُقلِّد فسقةَ المُسلسَلات في هذا.




6- تَشيع في التلفزيون القيمُ السلوكية الفاسدة؛ مثل (الكذب، والخداع، والتآمُر على الآخرين، والغيبة والنميمة بين النساء)، عن طريق الإعلانات والمُسلسلات التمثيليَّة، فيعيش عليها الأطفال والشباب، ونجد الصعوبة بعد ذلك في غرْس القيم الإسلامية الأصيلة في نفوسِهم.




7- اللغة العامية والسوقية التي يَستخدِمها التلفزيون في التمثيليات والمسلسلات يُقلِّدها الأطفال، وخاصة ما يُرافِقها من حركات مائعة وسلوك شائن، ويُردِّدها الأطفال في البيت والشارع والمدرسة، ولا تُجدي نصائح الأبوَين والمُعلِّمين في ترْك هذه الألفاظ؛ لأن التأثير التراكمي للتلفزيون أقوى أثرًا وأبعد مدى.




8- تزوير التاريخ الإسلامي في كثير من المسلسلات التاريخية، ويَصدُر هذا إما عن نيَّة خبيثة، وهذا هو الأرجح ما دام القائمون على التلفزيون بعيدين عن الإسلام وتصوراته، وإما لتلميع بعض المواقف - بنظرهم - حيث يجب ألا يَخلو الموقف التاريخيُّ أو المسلسل من مواقف الحب والغرام، والأمثلة على هذا كثيرة جدًّا؛ إذ إن كل المسلسلات التاريخية لا تخلو من هذا الأمر.




9- بعض المسلسلات تَخدم العدو اليهودي أكثر مما يُراد من إظهار قسوة العدو وتعذيبه وسجنِه بطريق غير مباشر، وخاصة تلك المسلسلات التي يظهَر فيها العدو وهو يُقدِّم أعداءه الفلسطينيِّين إلى المحاكم القضائية، مع حرية الدفاع عن أنفسهم، ونصْب المحامين لذلك، وتبرئة البعض وسجن البعض الآخر، وهذا تلميعٌ لوجه العدو.




10- وحتى البرامج المخصَّصة أصلاً للأطفال، مثل أفلام (الكرتون) أو القصص الأجنبية المُترجَمة، نجدها لم تُنتَج للأطفال المسلمين، وإنما لأطفال الغرب، بل إن المجتمع الغربي ذاته نبذ أنواعًا كثيرة منها، مثل أفلام الخيال العِلمي المثيرة، بل أفلام الفضاء، والقتال الدائر في الفضاء... إلخ، وتبيَّن للعلماء ضررُها في تخريب نفسية الأطفال؛ إذ تُسوِّغ أعمال العنف في نفوسهم، وتجعلهم يتعوَّدون عليها، فضلاً عن الاستغراق في الخيال وضرره على الأطفال، بالإضافة إلى كثير من أفلام الرسوم المتحرِّكة (الكرتون) تتضمَّن قصص الحب والغَرام، حتى بين الكلاب والحَيوانات الأخرى، والقتال مِن أجْل الأنثى، واللصوصيَّة والاحتيال والكذب وغيرها من الصفات غير الأخلاقية، فهل يدعونا هذا إلى إعادة النظَر فيها؟
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #109  
قديم 01-05-2021, 05:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,598
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

رمضان ولى.. فماذا بعد؟!


أبو أنس عبدالوهاب عمارة






أيها الأحباب...
كثيرا ما يشعر الناس بكسل وفتور بعد انقضاء الطاعات ولاسيما بعد شهر رمضان المبارك وما إن لملم رمضان رحاله إلا وأغلقت المصاحف، وجفت العيون، وطويت سجاجيد الصلاة، وسكتت الألسن التي طالما لهجت بذكر الله، وبَشمت البطون التي طالما جاعت حسبة لله، وابتلت العروق التي طالما تشققت تطلعا لما عند الله. فهُجر القرآن، وترك الصيام، واستبدل الناس بذكر ربهم نجوى لا خير فيها.

وهذا ربما يكون من النفس التي تميل إلى الراحة والدعة أو من الشيطان.

فعندما نحدث الناس عن صيام ستة أيام من شوال عَنْ أَبِى أَيُّوبَ الأَنْصَارِىِّ - رضى الله عنه - أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ".رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.

فبعض الناس يقول وهو يمن في عبادته كفاية أننا صمنا رمضان وتسمع كلاما يدل على أنهم يمتنون على الله بصيامهم ويظن الواحد منهم وكأنة كان في غزوة غزاها مع رسول الله وخالد بن الوليد وكأن كل واحد منهم قد حصل على صك الغفران، أو كأنه سمع بكلتا أذنيه هاتفا يقول: اعمل ما شئت فقد غفر لك، ولا تضرك بعد اليوم معصية. فلقد صام ثلاثين يوما وقام ثلاثين ليلة وتصدق وعبد، وفعل، وفعل.

إلى هؤلاء، وإلى من صام وقام ودعا وخشع وبكي وتذلل وتصدق وفعل الخير إيمانا واحتسابا إلى هؤلاء جمعا هذه الكلمات.

أصناف الناس بعد رمضان:
الصنف الأول:
قوم كانوا على خير وطاعة قبل رمضان فلما جاء رمضان كانوا على نشاط واجتهاد في العبادة: قراءة قرآن،صيام، قيام، ذكر، صلة الأرحام، صلاة في المسجد، صلاة الفجر، تحري للحلال ولكل ما يرضي الله عز وجل. فإذا ذهب رمضان يتألمون على فراقه لأنهم ذاقوا حلاوة العافية فهانت عليهم مرارة الصبر، لأنهم عرفوا حقيقة ذواتهم وضعفها وفقرها إلى مولاها وطاعته، لأنهم صاموا حقاً وقاموا شوقاً، فلوداع رمضان دموعهم تتدفق، وقلوبهم تشفق، وهؤلاء القوم علموا ألا مستراح لهم إلا تحت شجرة الخلد وملك لا يبلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وتأكدوا أن الصالحات ليست حكرا على شهر من الشهور أو وقت من الأوقات. فعيشتهم بين الخوف وبين الرجاء حالهم كما قال الله عز وجل ﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ [المؤمنون: 57-1).

أي: هم مع إحسانهم وإيمانهم وعملهم الصالح، مشفقون من الله خائفون منه، وجلون من مكره بهم.

كما قال الحسن البصري: إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة، وإن المنافق جمع إساءة وأمنًا.

أي: يعطون العطاء وهم خائفون ألا يتقبل منهم، لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط الإعطاء. وهذا من باب الإشفاق والاحتياط، تفسير ابن كثير رضي الله عنه.

والمعنى الذين هم من خشية ربهم دائمون في طاعته، جادون في طلب مرضاته. والتحقيق أن من بلغ في الخشية إلى حد الإشفاق وهو كمال الخشية، كان في نهاية الخوف من سخط الله عاجلاً، ومن عقابه آجلاً، فكان في نهاية الاحتراز عن المعاصي.

﴿ والذين يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾ أن يؤدي ذلك على وجل من تقصيره، فيكون مبالغاً في توفيته حقه، فأما إذا قرىء ﴿ والذين يَأْتُونَ مَا أتَواْ ﴾ فالقول فيه أظهر، إذ المراد بذلك أي شيء أتوه وفعلوه من تحرز عن معصية وإقدام على إيمان وعمل، فإنهم يقدمون عليه مع الوجل، ثم إنه سبحانه بين علة ذلك الوجل وهي علمهم بأنهم إلى ربهم راجعون، أي للمجازاة والمساءلة ونشر الصحف وتتبع الأعمال، وأن هناك لا تنفع الندامة، فليس إلا الحكم القاطع من جهة مالك الملك. ثم إنه سبحانه لما ذكر هذه الصفات للمؤمنين المخلصين قال بعده: ﴿ أُوْلَئِكَ يسارعون فِى الخيرات ﴾ وفيه وجهان: أحدهما: أن المراد يرغبون في الطاعات أشد الرغبة فيبادرونها لئلا تفوت عن وقتها ولكيلا تفوتهم دون الاحترام. والثاني: أنهم يتعجلون في الدنيا أنواع النفع ووجوه الإكرام، كما قال: ﴿ فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 148]. ﴿ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [العنكبوت: 27] لأنهم إذا سورع لهم بها فقد سارعوا في نيلها وتعجلوها، وهذا الوجه أحسن طباقاً للآية المتقدمة، لأن فيه إثبات ما نفي عن الكفار للمؤمنين. تفسير الرازي.

ويقول صاحب الظلال في ظلاله هذا الدرس في السورة يبدأ بتصوير حال الناس بعد أمة الرسل تلك الحال التي جاء الرسول الأخير فوجدهم عليها. مختلفين متنازعين حول الحقيقة الواحدة التي جاءهم بها الرسل من قبل جميعاً.

ويصور غفلتهم عن الحق الذي جاءهم به خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم والغمرة التي تذهلهم عن عاقبة ما هم فيه. بينما المؤمنون يعبدون الله، ويعملون الصالحات، وهم مع هذا خائفون من العاقبة، وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون.. فتتقابل صورة اليقظة والحذر في النفس المؤمنة، وصورة الغمرة والغفلة في النفس الكافرة.

ومن هنا يبدو أثر الإيمان في القلب، من الحساسية والإرهاف والتحرج، والتطلع إلى الكمال. وحساب العواقب. مهما ينهض بالواجبات والتكاليف. فهؤلاء المؤمنون يشفقون من ربهم خشية وتقوى؛ وهم يؤمنون بآياته، ولا يشركون به. وهم ينهضون بتكاليفهم وواجباتهم. وهم يأتون من الطاعات ما استطاعوا.. ولكنهم بعد هذا كله: ﴿ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ لإحساسهم بالتقصير في جانب الله، بعد أن بذلوا ما في طوقهم، وهو في نظرهم قليل. إن قلب المؤمن يستشعر يد الله عليه. ويحس آلاءه في كل نفس وكل نبضة.. ومن ثم يستصغر كل عباداته، ويستقل كل طاعاته، إلى جانب آلاء الله ونعمائه. كذلك هو يستشعر بكل ذرة فيه جلال الله وعظمته؛ ويرقب بكل مشاعره يد الله في كل شيء من حوله.. ومن ثم يشعر بالهيبة، ويشعر بالوجل، ويشفق أن يلقى الله وهو مقصر في حقه، لم يوفه حقه عبادة وطاعة ولم يقارب أياديه عليه معرفة وشكراً.

وهؤلاء هم الذين يسارعون في الخيرات، وهم الذين يسبقون لها فينالونها في الطليعة، بهذه اليقظة، وبهذا التطلع، وبهذا العمل، وبهذه الطاعة. لا أولئك الذين يعيشون في غمرة ويحسبون لغفلتهم أنهم مقصودون بالنعمة، مرادون بالخير، كالصيد الغافل يستدرج إلى مصرعه بالطعم المغري. ومثل هذا الطير في الناس كثير، يغمرهم الرخاء، وتشغلهم النعمة، ويطغيهم الغنى، ويلهيهم الغرور، حتى يلاقوا المصير!
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #110  
قديم 02-05-2021, 04:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,598
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

وسائل الإعلام



الرائي (التلفزيون)


د. فهمي قطب الدين النجار



وبعد، ما العمل؟
ها نحن قد عرفْنا هذه الوسيلة الخَطيرة، واطَّلعنا على آراء علماء النفس والاجتِماع والإعلام فيها، وقد ازدادت هذه الوسيلة خطورةً وشرًّا عندما انتقل البثُّ عن طريق الأقمار الصناعيَّة، ودخل الحدود بدون رقابة ولا حِراسة.


وإن تَسارُع ازدياد القنوات الفضائية ذو وتيرة مُقلِقة لكل الخيِّرين والمُصلِحين في العالم الإسلامي، فقبل سنتَين لم يكن هناك في أي بلد عربي سوى قناة أو قناتين محليتَين.


أما الآن، ماذا نجد؟ عشرات القنوات الفضائية الموجَّهة نحو المنطقة العربية، ويُخطَّط لتأسيس قنوات فضائية جديدة، فضلاً عن تلفزيون العرب الذي بدأ بثَّه التجريبيَّ من إيطاليا، الذي سيُنافس القناة المصرية وتلفزيون الشرق الأوسط، وكذلك (التلفزيون البريطاني) (بي.بي.سي) الذي بدأ ببثِّ برامجه العربية، وهذا (سيَزيد الطين بِلَّة)؛ كما يقول المثل بأخباره (المُقَولبَة) المُغرِضة كما رأينا عند حديثِنا عن الإذاعة البريطانية.


ونسأل بعد ذلك كلِّه: ما العمل؟ مع العلم أن هذه الوسيلة قد دخلَت بيوتَ جميع المسلمين إلا ما نَدَر، إن شئنا أم أبَينا.


للإجابة عن هذا السؤال، نحتاج إلى وقفة طويلة نُقدِّم بها بعض الحلول التي يُمكن أن تكون حاضرةً في أذهانِنا جميعًا.
أول هذه الحلول: التقدُّم إلى جهاز الرائي وركله بأقدامنا وكسْره، والخلاص منه، أو عدم إدخاله إلى المنزل منذ البداية.
وثاني الحلول: ترْكه وشأنه، غير مُبالين بما يُقدِّم من خير أو شر كما هو حال كثير من مُسلمي اليوم!
وثالث الحلول: التعامل معه بأسلوب صارم وبحزْم للوقاية - ولو قليلاً - من شرِّه، والاستفادة مِن خيرِه.
ورابع الحلول: أسلمَة هذا الجِهاز وتحويله إلى وسيلة خير، بعد أن كان وسيلة شرٍّ.


وإن الحلَّ الرابع، هو الحل الأمثل والواقعي؛ حيث يمكن الاستِفادة من الرائي، باعتباره وسيلة تقنية مهمَّة، لها أثرُها في جميع المجالات الإعلامية والعِلمية، وحتى الصناعية والتجارية، وضرره ليس بذاته ومادته؛ وإنما بما يُقدَّم فيه من شرٍّ، أما إذا قدَّم الخير، فوجوده أفضل من عدمه، وأقصد بأسلمة الجهاز - إن صحَّ التعبير - أن يكون القائمون عليه مِن المُسلمين المُخلِصين، فيُعبِّر عن تصوُّر دولة مُسلمة وأمة مُسلِمة، وتكون قضيته الأولى الدعوة إلى الله، وزيادة الوعي العِلمي والثقافي والتاريخي لدى جماهير المُسلِمين.


والدعوة إلى الله، لا تَقتصِر على وسيلة واحدة، بل يَجب استِخدام كل وسيلة؛ مثل القصَّة والحوار، والمشاهِد الجميلة لآيات الله في الأرض والسماء والبِحار؛ قال تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ [فصلت: 53].


وكثير مِن الدعوات الهدامة الآن يُلبِسونها الثوبَ الجَميل، والألوان البراقة؛ فيَنخدِع بها الناس، ويؤمنون بها، فمِن الأحرى أن يُقدَّم الإسلام بأسلوب جذاب وبكلمة طيبة لا مُنفِّرة؛ ﴿ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ﴾ [الحج: 24].


هذا هو الحل الذي تتطلَّع إليه جماهير الصحوة الإسلامية الفتيَّة في كل البلاد العربية والإسلامية - بلهفة وشوق - طالبة الإسراع فيه لإنقاذ أجيال المسلمين مِن الضياع والبُعد عن طريقِ الله.


وحتى يتحقَّق هذا الأمل - بإذن الله - لا بدَّ مِن قَبُول الحل الثالث الذي يتضمَّن التعامل مع هذا الجهاز بصرامة وحزْم، حاثًّا الآباء والأمهات وجميع الرعاة في المجتمع على الاهتمام بالأبناء والبنات الصِّغار منهم والشباب، وأذكِّرهم بقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: 6]، وبقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته))؛ متفق عليه.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 173.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 167.72 كيلو بايت... تم توفير 5.88 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]