التربية الإبداعية والأسرة المسلمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12641 - عددالزوار : 220723 )           »          إذا كانت الملائكة لا تقرب جيفة الكافر فكيف ستسأله في القبر ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 130 - عددالزوار : 15853 )           »          حرف القاف (نشيد للأطفال) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          نوادر الفقهاء في مدح سيد الشفعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الجامع في أحكام صفة الصلاة 4 كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3959 - عددالزوار : 398707 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4428 - عددالزوار : 865071 )           »          أنماط من الرجال لا يصلحون أزواجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          أيها الأب صدر موعظتك بكلمة حب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-10-2021, 03:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,384
الدولة : Egypt
افتراضي التربية الإبداعية والأسرة المسلمة

التربية الإبداعية والأسرة المسلمة (1)
فاطمة عبدالرؤوف
لعل الحديث عن مخططات إفشال الأسرة المسلمة، أو حتى تحطيمها - أصبح مكرَّرًا وواضحًا للغاية، بل وليس من المبالغة في شيء أن نقول: إن هذا المخطط موجَّهٌ لكل أسرة طبيعية فطرية، باعتبارها أسرة نمطيَّة تقليدية، وهذه الأوصاف التي دُشِّنتْ في أَشهَر المواثيق الدولية المتعلقة بالمرأة والأسرة؛ كاتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة المعروفة اختصارًا "بسيداو"، والتي يعقد لها مؤتمرات دولية تعقد كل خمس سنوات؛ حتى يتم متابعتها ومعرفة ما تحقق منها، وما العقبات التي تقف حجرَ عَثْرةٍ في سبيل تحقيقها، وكل مؤتمر يخرج عنه وثيقة صادمة أكثر؛ لكشفها المزيد عن الأطروحة التي تتخفى وراء ألفاظها الغامضة. أقول: هذا المخطط تم الكشف عنه كثيرًا ونقدُه، وعُقدِت كثير من المؤتمرات المضادة، التي أوضحت أبعاد هذا المخطط وشرحت كثيرًا من طلاسم مفرداته، وشرحت آلية عمله التفكيكي التخريبي لبِنيةِ الأسرة المسلمة خاصة، والطبيعية عمومًا. ولا شك أن هذا العمل المعرفي على قدر بالغ من الأهمية؛ فهو الخطوة الأولى الأساسية لمعرفة منهجية عمل هؤلاء المفسدين في الأرض؛ حتى يمكن مواجهتهم، واتخاذ الإجراءات المطلوبة حِيالَهم، وهذا هو جوهر الحل والمواجهة؛ فالمعرفة وحدها لا تكفي ولا تقدم حلاًّ حقيقيًّا، ولكنها تكشف الطريق أمام صناعة الحل. ولا شك أن هناك كثيرًا من المؤسسات الـمَنُوطِ بها مواجهة هذا المخطط الشيطاني، تأتي على رأسها: الأسرة ذاتها، التي يريدون تحطيمها وتفكيكها، ولا يكفي في هذا السياق أن تكون ثابتة صامدة أمام مَعاوِلِ الهدم، ولكن لا بد لها من إستراتيجية جديدة تليق بتلك التحدِّياتِ الجسيمة، التي أفرزها العصر الحديث، تلك الإستراتيجية يمكن أن نطلق عليها: التربية الإبداعية، والتي تهدف لأمرين بالِغِي الأهمية: 1- تكوين أفراد على مستوى راقٍ في كافة الاتجاهات، بدءًا من عمق الإيمان وصحة العبادة ووضوح الأهداف، مرورًا بالاهتمام بالحالة الصحية واللياقة البدنية، وانتهاءً بتخصص علمي وعملي بالغ الأهمية شديد الإتقان. 2- الانتقال من طور الدفاع والمقاومة لطور المواجهة، وفرض قيم وأنماط معيشية جديدة بكل السبل الممكنة، والتي تبدأ بالدعوة الفردية، ولا تنتهي إلا بتقديم نماذج ناجحة للمحاكاة. وهذا أمر لا يمكن تحقيقه إلا بجهد عميق وضخم يستلهم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، الذي نجح في تكوين هؤلاء العظماء، الذين قدموا نماذج ناجحة ومختلفة تمامًا للحياة. • ملامح إبداعية: المتأمل لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم في التربية - وهو المربي الأعظم - سيتفهَّمُ حقيقة ما أعنيه بقضية التربية الإبداعية، فالنبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع كل مرحلة عمرية بما هي أهلٌ له، ويتعامل مع كل فرد وفقًا لاستعداده الشخصي وقدراته الفردية؛ فعندما يتعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع طفل صغير فالإبداع هنا يتحقق مع اللعب، فالطفل لا يفهم ولا يعي في هذه السن الصغيرة بغير هذه الوسيلة، فاللعب وسيلة للتعلم، واللعب وسيلة لتعلق مشاعر الصغير بالمربي، ومن ثَمَّ تكون هذه المشاعر هي البوابة الكبرى التي يدخل منها المربي لتعليم قواعد الحلال والحرام، ما يجوز وما لا يجوز. ولنتأمل هذا الموقف الذي يرويه محمود بن الربيع حيث يقول: "عقلت من النبي صلى الله عليه وسلم مَجةًّ مَجَّها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دَلْوٍ"[1]، فالنبي صلى الله عليه وسلم يداعب محمود بن الربيع ويلهو معه رغم كل أعبائه ومشاغله ومهامه الجسيمة؛ حيث يتخفف من ذلك كله ويمازح محمود بن الربيع، ويفتح معه بابًا للتواصل العاطفي، وهو نفس الشيء الذي قام به مع طفل فطيم يدعى أبا عُمَير، فعن أنس رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقًا، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير - أحسبه قال: كان فطيمًا - قال: فكان إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه قال: ((يا أبا عمير، ما فعل النُّغَيْرِ - طائر صغير كالعصفور -؟))، قال: فكان يلعب به[2]. فحتى الفطيم الصغير يحدِّثُه النبي صلى الله عليه وسلم، ويخاطبه ويهتم لأمر لعبه، ولعل عَلاقته صلى الله عليه وسلم بالحسن والحسين من المعلوم المشهور، وعلى الرغم من ذلك لا نستطيع القول: إن هذا الحب وهذا اللعب والمرح لم يكن له ضوابط؛ فعندما أخذ الحسن بن علي رضى الله تعالى عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فِيهِ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كخ كخ)) ليطرحها، ثم قال: ((أمَا شعرْتَ أنَّا لا نأكل الصدقة))[3]؛ فالتمرة قد وضعت في فم الحسن فعلاً، بمعنى أنها لن تعود لتمر الصدقة، وعلى الرغم من ذلك أصر النبي على طرحها؛ كي يجعل الدرس للحسن ملموسًا محفورًا في ذاكرته، وهذا ولا شك أسلوب إبداعي - أي العملية في التنفيذ - كما أن استخدام الرمز الصوتي " كخ" وتَكرارَه مرتين كمقدمة لكلامه، من أجْلِ لفت انتباه الحَسَن، وتهيئته للإصغاء لما يقال، ثم أنهى النبي صلى الله عليه وسلم كلامه بتوضيح السبب الذي لأجله نهاه عن أكل التمر، وعلينا أن نضع خطًّا أحمرَ تحتَ كلمة: "أمَا شعرتَ"، ولم يقل له: أمَا علمت؛ فالحَسَنُ ربما في عمر صغير، فليس لديه العلم الكافي؛ وإنما يستثير النبي صلى الله عليه وسلم تعليمه بتنمية مشاعره، التي هي أوقع من مجرد المعلومات الجافة التي لا تتفاعل مع القلب، وهذا قمة الإبداع في التربية. وعندما يلتقي النبي صلى عليه وسلم زيدَ بن ثابت، وكان في مرحلة عمرية مختلفة -كان وقتها في الحادية عشرة من عمره - فتًى نابهًا حافظًا لسبعَ عشرةَ سورةً من القرآن الكريم، هنا يُخطِّطُ النبي صلى عليه وسلم لاستثمار ذكائه بإبداع، فيوجِّهُه لتعلُّمِ اللغات، خاصةً العبريةَ؛ نتيجة حاجة المسلمين وحاجتِه هو صلى الله عليه وسلم لمن يتقن العبريَّةَ مع كثرة المعاملات مع اليهود.
[1] رواه البخاري.

[2] رواه مسلم.

[3] رواه البخاري.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.41 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]