رمضان فى عيون الادباء متجدد - الصفحة 5 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213744 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 23-03-2023, 11:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد


رمضان فى عيون الادباء
رمضان بين الأطباء والشعراء

الدكتور حسان شمسي باشا

رمضان ، هذا الشهر العظيم ، كان له على لسان الشعراء ألوان وطيوف ، وسمات وآيات وعلى مر العصور استلهم الشعراء من فيوضات شهر رمضان ونفحاته أفكارهم للتعبير عن فرحتهم بمقدمه ، وحزنهم لوداعه ، وبدعوتهم المسلمين لانتهاز فرصة حلوله للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالطاعات وفعل الخيرات .

وكما فاضت قرائح الشعراء القدامى والمعاصرين بقصائد الإجلال والتعظيم لهذا الشهر المبارك ، كان هناك من الشعراء – عفا الله عنهم – من أظهر تبرمه منه صراحة أو تلميحا فهذا أبو نواس الذي ارتكب الموبقات وعاش عمره في انتهاك المحرمات وكان يتململ من شهر رمضان ، تصدمه الحقيقة فيعود إلى ربه ويتوسل إلى خالق الأرض والسماوات بأن يطيل شهر رمضان فيقول :

شهر الصيام غداً مواجهنا *** فليعقبن رعية النســــك
أيامه كوني سنين ، و لا *** تفنى فلستُ بسائم منـــك
وهو القائل في أخريات عمره :
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة *** فلقد علمت بـأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن *** فبمن يلوذ ويسـتجير المجـرم
أدعوك رب كما أمرت تضرعا *** فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
الصوم شهر الصحة :
تقول دائرة المعارف البريطانية:" إن أكثر الأديان قد فرضت الصيام وأوجبته، فهو يلازم النفوس حتى في غير أوقات الشعائر الدينية ،يقوم به بعض الأفراد استجابة للطبيعة البشرية"

وفي القرن العشرين ظهر عدد من الكتب الطبية في أمريكا وأوروبا تتحدث عن فوائد الصوم الطبي ، فكان هناك " التداوي بالصوم " لشلتون . وكتاب " الصوم الطبي : النظام الغذائي الأمثل " لآلان كوت ، و " الصوم أكسير الحياة " لهنرك تانر ، و " العودة إلى الحياة السليمة بالصوم الطبي " للوتزنر .

وحديثا أنشئ موقع على الانترنت فيه مجلة تسنعرض أحدث الأبحاث العلمية التي نشرت حول الصيام.

ولا شك أن في الصيام فوائد عديدة للجسم ، وتظهر فائدة الصوم بشكل جلي عند المصابين بالالتهابات الهضمية المزمنة ، وفي طليعتها : الالتهاب المعدي المزمن ، وعسر الهضم ، وتلبك الأمعاء . فالصوم يحمل إلى هؤلاء راحة قد تتجاوز الشهر ، وتكون ذات أثر كبير في شفائهم . كما أن المصابين بتشنج القولون كثيرا ما يستفيدون من الصوم ، وكذلك المصابين ببعض حالات التحسس ، فإن الصوم وتقنين الأغذية يساعدان على ذهاب الكثير من أعراض التحسس . وراحة الجهاز الهضمي أمر أساسي للخلاص السريع من بعض حالات الشري

Urticaria والحكة التي قد تنتج عن بعض الأغذية . ولا شك أن الصوم يفيد المصابين بالسمنة ، لأن الإفراط في الغذاء وقلة الحركة هما السببان الرئيسان للسمنة .ويؤكد عدد من الدراسات العلمية التي نشرت خلال السنوات القليلة الماضية حدوث نقص في الوزن بمقدار 2-3 كغ في المتوسط عند الصائمين خلال شهر رمضان.

وفي الصيام فائدة عظيمة لكثير من مرضى القلب ، وذلك لأن 10 % من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم ، وتنخفض هذه الكمية أثناء الصوم حيث لا توجد عملية هضم أثناء النهار ، وهذا يعني جهدا أقل وراحة أكبر لعضلة القلب.

وقدَّم كاتب هذا المقال بحثا في مؤتمر جمعية أمراض القلب السعودية في شهر فبراير عام 1998 اجري على 86 مريضا مصابا بأمراض القلب المختلفة من مرض شرايين القلب أو فشل القلب أو آفات صمامات القلب .

وقد استطاع 86 % من هؤلاء صيام كل شهر رمضان ، و 10 % من المرضى اضطروا إلى الإفطار لعدة أيام في رمضان . ومع نهاية شهر رمضان ، شعر 78 % منهم بتحسن في حالتهم الصحية ، في حين شعر 11 % منهم بازدياد الأعراض التي كانوا يشكون منها.

ويفيد الصيام في علاج ارتفاع ضغط الدم ، فإنقاص الوزن الذي يرافق الصيام يخفض ضغط الدم بصورة ملحوظة ، كما أن الرياضة البدنية من صلاة التراويح والتهجد وغيرها تفيد في خفض ضغط الدم المرتفع .

ويقدِّر الدكتور" شاهد أطهر" في بحث نشر عام 2000 في مجلة JIRIR على النترنت من الولايات المتحدة أن المصلي لصلاة التراويح يصرف 200 سعرا حراريا خلال صلاة التراويح.

وإذا ما التزم الصائم بغذاء معتدل ، وتجنب الإفراط في الدهون والنشويات ، وجد في نهاية شهر رمضان انخفاضا في معدل الكولسترول عنده ، ونقص وزنه ، ووجد في رمضان وقاية لقلبه ، وعلاجا لمرضه .

و قد تباينت نتائج الأبحاث العلمية في موضوع كولسترول الدم في رمضان . ففي حين وجد بعض الباحثين حدوث ارتفاع في معدل كولسترول الدم في رمضان ؛الا أن دراسات أخرى أثبتت حدوث انخفاض في معدل الكولسترول .

وتشير الدراسات الحالية إلى أنه لم تحدث أية مشاكل هامة عند صيام المرضى السكريين من النوع الثاني ( الذين يتناولون الحبوب الخافضة لسكر الدم ) ، أما المرضى الذين يتناولون الإنسولين فلا ينصحوا عادة بالصيام .

ويعتبر الصيام فرصة ذهبية للبدينين المصابين بالتهاب المفاصل التنكسي في الركبتين ، حيث يمكن استغلال هذه الفرصة بإنقاص الوزن وتخفيف الحمل الذي تنوء به مفاصل المريض . وكثير من مرضى السكر الكهلي بدينون وهنا يكون شهر رمضان فرصة لتخفيف وزنهم ، والسيطرة على سكر الدم . وهناك دراسات علمية تشير إلى أن صيام رمضان يحسن مناعة الجسم في مقاومة الأمراض المختلفة .

ولو اتبعنا النظام الدقيق في غذائنا ، ولم نكثر من الإفطار والسحور فوق طاقة الجسم تتم الفائدة ، ونحصل على المقصود من حكمة الصيام . ولكن – للأسف الشديد – فكثير من الصائمين يقضون فترة المساء في تناول مختلف الأطعمة ، ويحشون معدتهم بألوان عدة من الطعام ، وقد يأكلون في شهر الصيام أضعاف ما يأكلون في غيره ، أمثال هؤلاء لا يستفيدون من الصوم الفائدة المرجوة . يقول الشاعر معروف الرصافي وهو يصف بعض الصائمين الذين يتهافتون على الطعام غير مبالين بالعواقب :

وأغبى العالمين فتى أكــول *** لفطنته ببطنته انــــهزام
ولو أني استطعت صيام دهري *** لصمت فكان ديـدني الصيام
ولكن لا أصوم صيام قــوم *** تكاثر في فطورهم الطعــام
فإن وضح النهار طووا جياعا *** وقد هموا إذا اختلط الظـلام
وقالوا يا نهار لئن تــجعنا *** فإن الليل منك لنا انتـقـام
وناموا متخمين على امتـلاء *** وقد يتجشئون وهم نــيام
فقل للصائمين أداء فــرض *** ألا ما هكذا فرض الصـيام
وإذا كان الجوع سببا من أسباب رائحة الفم الكريهة ، فإن ريح فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، كما حدَّث بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم .

ويقول الشاعر الكبير محمد حسن فقي في قصيدة زادت أبياتها على 150 بيتا ، نظمها بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك :

رمضان في قلبي هماهم نشوة *** من قبل رؤية وجهك الوضـاء
وعلى فمي طعم أحسّ بأنــه *** من طعم تلك الجنة الخضـراء
لا طعم دنيانا فليس بوسعــها *** تقديم هذا الطعم للخلـفـاء
ما ذقتُ قط ولا شعرت بمثله *** ألا أكون به من السعــداء
الصوم والصحة النفسية:
انتشرت في عصرنا الأمراض النفسية وتفرعت ، وأنشئ لها العديد من المصحات والمستشفيات ، وتخصص فيها الأطباء والخبراء ، وصرفت على العقاقير البلايين من الدولارات . والحقيقة أن هناك علاقة وثيقة جدا بين الاضطرابات النفسية والأمراض العضوية التي تتمكن من جسم الإنسان . فالتوتر العصبي والقلق والاكتئاب والأرق كثيرا ما تنعكس على القلب بمختلف الأدواء من ارتفاع في ضغط الدم إلى مرض في شرايين القلب التاجية ، أو اضطراب في ضربات القلب . وربما انعكست تلك الاضطرابات النفسية على المعدة ، فإذا المعدة قد تقرحت ، وإذا القولون قد تشنج وسبب الألم . وقد يسقط بعض المصابين بالاكتئاب فريسة لتعاطي المسكرات أو المخدرات . ولا شك أن الصائم يعيش في ظل أجواء روحانية مشبعة بالثقة والإيمان . والتزام الصائم بالامتناع عن الطعام والشراب وشهوات الجسد ، يقوي الإرادة ، ويجعله قويا في مواجهة مشاكل الحياة ومن ثم تمتلئ نفسه باليقين والرضا ، وتخف عنه وساوس النفس والأوهام . ويجد الله تعالى دائما إلى جواره فيركن إليه . وحين يستطيع الصائم الوصول إلى تلك الدرجة بعبادته وصلاته وقراءته للقرآن ، يكون قد وصل إلى بر الأمان ، وحينئذ تقل الشكوى وتخف أعراض المرض ، حتى أن باحثين من الأردن وجدوا في بحث نشر انخفاضا كبيرا في معدل حدوث محاولات الانتحار في شهر رمضان . وفي هذه الأجواء الرمضانية عاش عدد من الشعراء تجاربهم ، فانطلقت ألسنتهم تلهج بالثناء على منحة السماء ، وتصور تلك المشاعر الروحانية التي تلهم بسكينة النفس ، وصفاء الروح ، وسمو الأحاسيس .

وفي شهر الصيام ، تصوم الجوارح كلها عن معصية الله تعالى ، فتصوم العين بغضها عما حرم الله النظر إليه ، ويصوم اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة ، وتصوم الأذن عن الإصغاء إلى ما نهى الله عنه ، ويصوم البطن عن تناول الحرام ، وتصوم اليد عن إيذاء الناس، والرجل تصوم عن المشي إلى الفساد فوق الأرض . قال أبو بكر عطية الأندلسي :

إذا لم يكن في السمع مني تصــامم *** وفي مقلتي غــض،وفي منطقي صمت
فحظي إذن من صومي الجوع والظما *** وإن قلت : إني صمت يوما فما صمت
وقال أحمد شوقي : " الصوم حرمان مشروع ، وتأديب بالجوع ، وخشوع لله وخضوع ولكل فريضة حكمة ، وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة ، يستثير الشفقة ، ويحض على الصدقة ، ويكسر الكبر ، ويعلم الصبر ، ويسن خلال البر ، إذا جاع من ألف الشبع ، وحرم المترف أسباب المتع ، عرف الحرمان كيف يقع ، والجوع كيف ألمه إذا لذع " .

ويرى حجة الإسلام أبو حامد الغزالي أن الصوم ثلاث درجات :

" صوم العامة : وهو كف البطن والفرج وسائر الجوارح عن قصد الشهوة .

وصوم الخصوص : وهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام . وصوم خصوص الخصوص : وهو صوم القلب عن الهمم الدنيئة ، وكفه عما سوى الله تبارك وتعالى " .

يقول الصابي في الذي يصوم عن الطعام فقط ويدعو إلى التخلي عن العيوب والآثام :

يا ذا الذي صام عن الطعام *** ليتك صمت عــن الظــلم
هل ينفع الصوم امرؤ طالما *** أحشاؤه مــلأى مــن الإثم
ويؤكد أحمد شوقي ذات المعنى فيقول :
يا مديم الصوم في الشهر الكريم *** صم عن الغيبة يوما والنمــيم
ويقول أيضا :
وصلِّ صلاة من يرجو ويخشى *** وقبل الصوم صم عن كل فحشا
فهذا الشاعر أحمد مخيمر يناجي رمضان قائلا :
أنت في الدهر غرة وعلـى الأر *** ض سلام وفي السماء دعــاء
يتلقاك عند لقياك أهل الـــ *** ـبر والمؤمنون والأصفيـــاء
فلهم في النهار نجوى وتسبيــ *** ـح وفي الليل أدمــع ونداء
ليلة القدر عندهم فرحة العمـ *** ـر تدانت على سناها السماء
في انتظار لنورها كل ليـــل *** يتمنى الهدى ويدعو الرجــاء
وتعيش الأرواح في فلق الأشوا *** ق حتى يباح فيها اللقـــاء
فإذا الكون فرحة تغمر الخلـ *** ـق إليه تبتل الأتقيــــاء
وإذا الأرض في سلام وأمـن *** وإذا الفجر نشوة وصفــاء
وكأني أرى الملائكة الأبـــ *** ـرار فيها وحولها الأنبيــاء
نزلوا فوقها من الملأ الأعلــ *** ـى فأين الشقاء والأشقياء ؟
إنه رمضان الخير الذي يرجع الروح إلى منبعها الأزلي ، فتبرأ من أدران الحياة ، وتتخلص من مباذل الدنيا ، وتتجه إلى الله خالق السماوات والأرض داعية مبتهلة . إنه رمضان الضيف الكريم الذي يعاود كل عام حاملا سننا علوية النظام كما يصوره الشاعر محمود حسن إسماعيل
أضيف أنت حل على الأنام *** وأقسم أن يحيا بالصــيام
قطعت الدهر جوابا وفـيا *** يعود مزاره في كل عــام
تخيم لا يحد حماك ركــن *** فكل الأرض مهد للخيـام
ورحت تسن للأجواء شرعا *** من الإحسان علوي النطام
بأن الجوع حرمان وزهـد *** أعز من الشراب أو الطعام
وهو يصور الصائمين المترقبين صوت المؤذن منتظرين في خشوع ورهبة نداءه :
جعلت الناس في وقت المغيب *** عبيد ندائك العاتي الرهيب
كما ارتقبوا الأذان كأن جرحا *** يعذبهم ، تلفَّت للطبيــب
وأتلعت الرقاب بهم فلاحـوا *** كركبان على بلد غريـب
عتاة الأنس أنت نسخت منهم *** تذلل أوجه وضنى جنـوب
إنه رمضان الذي تتجه فيه النفوس إلى الله بخشوع وإيمان .

يقول الشاعر مصطفى حمام :

حدِّثونا عن راحة القيد فيه *** حدثونا عن نعمة الحرمـان
هو للناس قاهر دون قهـر *** وهو سلطانهم بلا سلطـان
قال جوعوا نهاركم فأطاعوا *** خشعا ، يلهجون بالشكران
إن أيامك الثلاثين تمضــي *** كلذيذ الأحلام للوسنـان
كلما سرني قدومك أشجا *** ني نذير الفراق والهجـران
وستأتي بعد النوى ثم تأتي *** يا ترى هل لنا لقاء ثـان؟






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #42  
قديم 24-03-2023, 11:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

رمضان فى عيون الادباء
إلى رمضان
وليد قصاب



قلبي لأيامِ الهدى ظمآنُ *** وإلى جلالكَ عاشقٌ ولهانُ

وإلى سُويعات السكينة والرضى *** إني بغيرك تائهٌ حيرانُ
وأنا جَوى والوجدُ يخفُقُ في دمي *** يا سيدَ الأيامِ يا رمضانُ
نفسي التي صدِئتْ وأثقلها العَنَا *** خلف السرابِ وهدَها الجَرَيَانُ
تهفو إلى زمنٍ يعيد سمَّوها *** فيه الصفا والطُهر، والإحسانُ
فلقد عهدتُك بالسَّنا متدثراً *** وعهدتُ أنك رحمةٌ وأمان
وعهدتُ أنك شهرُ عزٍ وعُلا *** وشَّى خيوطَ المجدِ فيك بيانُ
فيك انتصاراتُ الخلود تتابعتْ *** شهدت عليها الأرضُ والأكوانُ
قلبي إلى ذاك الزمان مسافرٌ *** وإلى الذي قد كنتَه لهفانُ
وإلى فتى الإسلام تشربُ نورَه *** الأرضُ، والتاريخُ، والإنسانُ
والزحفُ، والنصرُ الجليلُ، وفتيةٌ *** علّمَتهم سُوَرَ الجهادِ فكانوا
شوقي إلى بدر يرفرفُ تاجُها *** فوق الدهورِ فصوّح الطغيانُ
وإلى سموّ الفتح في أم القرى *** صدَح الأذانُ ودُكّتِ الأوثانُ
وإلى ثرى حطينَ قلبي طائرٌ *** يزهو صلاحُ الدين والإيمانُ
ما كنتَ شهراً كالشهور جميعها *** أو كان مثَلكَ في الزمانِ زمانُ
بل كنتَ جوهرةَ الدهور تألقتْ *** لمَا تنزّل كالضّيا القرآنُ
فإذا لنا فوقَ النجوم بيارقٌ *** وبكلِّ أرضٍ حكمةٌ ولسانُ
ماذا أقول اليومَ يا رمضان؟ *** حلَ الصِّغارُ، وخيّم الخذلانُ
قلبي على جمر الأسى متحرقٌ *** ونمتْ على شطآنه الأحزانُ
عادتْ جيوشُ الكفر تدهم أمتي *** ويقودها من قرنِها الشيطانُ
من كلِّ فجِ أقبلتْ فرسانُهم *** وعتلا شعارُ الغدر والصُّلْبانُ
شوقي إلى حطينَ أخرى، إنه *** عاد الصليبُ يسوقه البُهتَانُ
وجميعَ أرضِ المسلمينَ تسوّروا *** لم تنجُ من أرجاسهم أوطانُ
رمضانُ لم يوقظْ كرامة أمتي *** أو يصحُ فيه من الكرى وسنانُ
قد كان رمزَ جهادها وجلادها *** كم ساح فيه إلى الفِدا فرسانُ
جعلوه شهر مآكلٍ ومشاربٍ *** يزهو به العطشانُ والجوْعَانُ
جعلوه شهراً للرذيلة والخنا *** وتنافسٍ يعصى به الرحمنُ
أو سهرةً ممطوطة حتى "الصبا *** ح" يقودها المخمورُ والعُرْيانُ
عُدْ شهر فتح مثلما عوّدتنا *** غرق السفين ومالنا رُبّانُ
عُدْ شهر قرآن، فما في غيره *** بين الضلالة والهدى فرقانُ






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 25-03-2023, 09:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

رمضان فى عيون الادباء
أحمد بن راشدين سعيد
أطيب المسك

وليالي العشرِ تنادينا *** وتصافحُنا وتحيّينا
تهتفُ: هيا شدّوا المئزرَ *** أحيوني ذكراً مسنونا
ما بين تلاوةِ قرآنٍ *** وصلاةِ الليل منيبينا
آياتُ الذكرِ تطهّرنا *** وصلاةُ الليلِ تزكّينا
عشرٌ مترعةٌ بالنور *** وبالإيمان تغشّينا
عشرٌ يبسطُ فيها الربّ *** يديه يجيبُ الداعينا
يغفرُ ذنباً يقبلُ توباً *** ويغيثُ المضطّرينا
بالرزقِ الواسعِ يكرمُنا *** ببلاءٍ حسنٍ يبلينا
عشرٌ هي هبةُ الرحمنِ *** تضيءُ الكونَ وتحيينا
ما كانت إلا فرجَ الهمِّ *** وللأرواح رياحينا
ما كانت إلا تذكرةً *** وبشائرَ قربٍ تدنينا
ما أطيبَها مسكَ ختامٍ *** عن مسك الدنيا يُغنينا
تأتي فتهشّ حدائقنا *** ورداً وتغردُ نسرينا
تبتلُّ جوانحُنا بالشوقِ *** ونسكبُ دمعَ مآقينا

تمضي الساعاتُ ولا ندري *** هل عشرُ ليالٍ تكفينا






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 26-03-2023, 11:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

رمضان فى عيون الادباء
مر خطفا في منامي
عبد الناصر محمد منذر رسلان


مرَّ طيفٌ من أمامي **** مرَّ خطفاً في منامي

وجههُ بالحسنُ بدرٌ **** شعَّ في جوفِ الظلامِ
خلتهُ بدراً منيراً **** سابحاً وسطَ الغمامِ
خلتهُ نجماً تهاوى **** حادَ عنْ ذاكَ النظامِ
واقتربتُ منهُ أرنو **** واشتياقي في تنامي
فانحنى قربي وقال َ **** بعدَ أنْ ألفى اهتمامي
إنّني نفحٌ وطيبٌ **** جئتُ منْ ذاكَ المقامِ
جئتُ والبشرى بكفّي **** أنثرُ الرحمه أمامي
جئتُ والناسُ بشوق ٍ **** لالتقائي كلّ عامِ
فالذنوبُ قد تنامتْ **** فوقهم ْ مثلَ الحطامِ
والهمومُ قدْ توالتْ **** في ازدحامٍ وازدحامِ
والعِدا قدْ فرّقوهمْ **** أوغلوهمْ في الخصامِ
كمْ فقيرٍ في انتظاري**** كمْ عجوزٍ كمْ غلامِ
كمْ يتيم ٍ باتَ يشكو**** ملَّ منْ قهرِ الفطامِ
كمْ دموعٍ في خشوعٍ **** أُذرفت خلفَ الإمامِ
جئتُ والغفرانُ ظلّي**** في السجودِ في القيامِ
قادمٌ ياصحبُ شوقاً **** أوصلوا عنّي سلامي
للثكالى لليتامى **** للأُلى تحتَ الرُكامِ
والجزاءُ فيَّ سرٌّ **** خصنّي ربُّ الأنامِ
خصّني اللهُ بعتقٍ **** يُرتجى يومَ الزحامِ
جئتُ والحزنُ بقلبي **** موقظاً عقلَ النيامِ
إنّني شهرُ الإلهِ **** إنّني شهرُ الصيامِ






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #45  
قديم 28-03-2023, 12:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

رمضان فى عيون الادباء
أشجان في وداع رمضان
صالح بن علي العمري


رمضانُ ما لك تلفظ ُ الأنفاسا *** أولمْ تكنْ في أفقنا نبراسا

لطفاً.. رويدك بالقلوب فقد سَمَتْ *** و استأنستْ بجلالِك استئناسا
أتغيبُ عن مهجٍ تجلُّك بعدما *** أحيا بك الله الكريمُ أُناسا
فلكلِّ نفسٍ في وداعك آهةٌ *** و العين تدمع والحشاشة تاسى
اسمع وداعك في نشيج مُشيِّعٍ *** ولظى فراقك يلهبُ الإحساسا
قد كنتَ غيثا للنفوس فأثمرتْ *** برًّا و إشفاقاً..و كنَّ يباسا
للتائبين مدامعٌ رقراقةٌ *** تُحيي الفؤادَ وتغسل الأرجاسا
كم في مقام الذلِّ من تنهيدةٍ *** تجلو الصدا والرَّان والأكداسا
والنفسُ ترتشفُ الضياءَ فتعتلي *** وتكادُ تسبحُ في الفضا استئناسا
أنبتَّ بالتقوى شِعَابَ قلوبنا *** و سقيتَ بالآي الكرام غراسا
وكسوتَ من حُلل الفضائل أنفسا *** فسعتْ إلى رب الملا أجناسا
ورُبى الأخوَّة أينعت من مؤثرٍ *** أو منفقٍ لله أو مَن واسى
نفحاتك الغنَّاء رفدُ سعادةٍ *** تستنزلُ الرحماتِ والإيناسا
ونسائمُ الأسحار تَذهبُ بالضنى *** وتهدهد الوجدان مما قاسى
وبكل سانحةٍ مآثر سنَّةٍ *** من نور أحمد أشرقت نبراسا
وتجولُ في رؤياك صحوةُ أمةٍ *** رفعت بأنوار العقيدة راسا
وتقلدت تاج الحضارة، وامتطت *** ظهر العلا المتمنع الميَّاسا
هذا هو التاريخ يشهد فافتحوا *** سفر الحقيقة واقرؤوا الكرَّاسا
وتمسَّكوا بسنا الرسالة وادحروا *** دعوى الدعيِّ، وأخرسوا الأرجاسا
ذودوا عن الهادي.. وأحيوا أمَّةً *** تتجرعُ الويلاتِ كاسا كاسا
فمعاركُ الأفكارِ أضرى شوكةً *** فقفوا على ثغرِ الحجا حُرَّاسا
يا شهرُ كم لي فيك من إشراقةٍ *** تطوي الظلامَ وتستجيلُ الياسا
ومعالمٍ تبني الحياة هدىً، وفي *** جنَّاتِ عدن ٍ تنشرُ الأعراسا
سبحان من أسداك جلباب التقى *** و كفاك زادا بالتقى ولباسا
ومضى هلال الصائمين فحَشْرَجَتْ *** ووقفتُ أجترعُ الأسى والباسا
و مضى الحبيبُ فهل لنا من ملتقى *** يُسلينِ.. أم تجني المنون غراسا
واها لقلبي في غروبك بعد أنْ *** ألِفَ الطريقَ.. وعاشرَ الأكياسا
أستودعُ الله الكريمَ مآثرا *** تعظ ُ القلوبَ و تطرد الوسواسا
و لسوف تبقى ذكرياتك حيَّةً *** الواعظاتُ.. وإنْ بدينَ خِراسا..







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #46  
قديم 29-03-2023, 04:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

رمضان فى عيون الادباء

احتفاء الشعراء بشهر رمضان الكريم
عبد الرزاق دياربكرلي

الشعراء، كغيرهم من محبِّي هذا الشهر الكريم، يستقبلونه بحبهم وفرحتهم، لكنهم يزيدون عليهم بمشاعرهم الدفاقة الوجدانية الفياضة، وبروحهم الطفولية البريئة، فهم يفهمون رمضان بقلوبهم، ويتعاملون معه بأحاسيسهم، ويعايشونه بأشواقهم وأحلامهم وآمالهم، ويحادثونه محادثة المحبِّ لحبيبه، والوالِهِ للمولَّه به.
الفرحة بقدوم رمضان:
فالشاعر يس الفيل، من مصر، في قصيدته (نَغَمُ اليقين)[1] يقول مرحِّباً به:
رمضان يا نغم السماء ويا مدى *** بالحبِّ يخطر بيننا بسَّاما
شهرَ الصيام تحيةً من شاعرٍ *** عن كلِّ ما يؤذي المشاعر صاما
والشاعر ناصر بن علي عليان، من السعودية، في قصيدته (بوابة الغفران)[2]؛ وجد في رمضان الريَّ من الظمأ شوقاً وفرحةً بلقاء هذا الحبيب، يقول:
تاقت الأنفس الظماء لريَّاك *** فشدت للأفق قلباً وناظِرْ
تتراءى هلالك الباسم الثغر *** يحيي سناه بادٍ وحاضِرْ
بسناك الدفاق يجلو ظلام اليأس *** تهدي إلى الهدى كلَّ حائِرْ
ذاك نبضٌ من الفؤاد تسامى *** في اشتياق إليك من روح شاعِرْ
والشاعر محمود محمد كلزي، من سورية، في قصيدته (هلال رمضان)[3]، رحَّب بهلال رمضان، فقد استقبله الكون بفرح وطرب وبشائر، حيث يقول:
هلَّ الهلالُ يفيض بالبشرِ *** متهادياً في زهوة العمرِ
الكون هلَّل ضاحكاً فرحاً *** متلألئاً متبسِّمَ الثغرِ
حتى النسائم هينمتْ طرباً *** تزجي البشائر أينما تسري
ذكريات النصر وآلام الضعف والفُرقة:
وإن إقبال رمضان يثير في نفوس المسلمين عامة، والشعراء منهم خاصة، معانيَ القوة التي كانوا عليها والضعف الذي صاروا فيه، ومعانيَ النصر الذي حققوه والهزيمة التي يعايشونها، ففيه سجلوا أعظم الانتصارات التاريخية، وبعزيمة الصيام تفتَّحت لهم أبواب النجاحات التي لا تنسى، لكن واقعهم يثير فيهم الحسرة والألم لما يرونه من فُرقة، وضعف، وهوان على الناس.
فالشاعر ناصر بن علي عليان، في قصيدته (بوابة الغفران)[4] يقول:
فيك خبَّ الأُلى إلى النصر سلُّوا *** كل سيفٍ، وأسرجوا كلَّ ضامِرْ
فانتشت منهم البطولات *** والتاريخ أهوى يخطُّ أزكى المآثِرْ
أما الشاعر سلمان بن زيد الجربوع، من السعودية، في قصيدته (عندما يغرب الجلال)[5]؛ فيشير بحزن عميق إلى واقع الحال المتردي الذي عليه المسلمون اليوم، فيقول:
الأمة الثكلى تعانق دمعها *** لا نضرة ترك الأسى..لا رونقا
في كل ناحية نواحٌ ضائعٌ *** ومطامعٌ تذر الجميع مفرقا
ويقول الشاعر ناصر بن علي عليان، في قصيدته (بوابة الغفران)[6]:
ألف واخجلتاه من أمسنا الزاهي *** ومن يومنا ومما نحاذِرْ
قد كبَتْ خيلنا وزلَّت خطانا *** ورمانا بكيده كل فاجِرْ
الأمل بعودةٍ قوية للإسلام والمسلمين:
لكن الأمل بعودة رمضان وأمة الإسلام أكثر قوة وأحسن حالاً، فنجده لدى الشعراء أملاً باقياً في النفوس حينما تستعيد الأمة الإسلامية مجدها، ووحدتها، وقوتها، وتضع بصماتها الإيمانية من جديد على جبين الإنسانية.
فالشاعر حسين أحمد الرفاعي، من الإمارات العربية المتحدة، في قصيدته (رمضان عذراً)[7]، يأمل في عودة رمضان والأمة قد أخذت مكانها تحت الشمس مجداً وعزةً، فيقول:
أملي كبير أن تجيء وأمتي *** قد أنجبت للعالم الأبطالا
تأتي وقد سُدنا البسيطة كلها *** وتبدلت أحوالنا أحوالا
ليلة القدر في رمضان:
وفي رمضان ليلة هي خيرٌ من ألف شهر مما سواه من الشهور، إنها ليلة القدر التي يتشوَّق كل مسلم في العالم لنيل الغفران فيها، والشعراء منهم كذلك..
فالشاعر حيدر الغدير، من السعودية، في قصيدته (في ليلة القدر)[8] بعد أن أحيا ليلة القدر بالصلاة والقرآن والدعاء والذكر، يتخيل نفسه وقد فاز بالغفران في ليلة القدر تلك، فيقول:
ظفرتُ بها وغشاني أمانُ *** وقرَّبها ضميري والجنانُ
وحيتني عوارفها اللواتي *** بسَمْنَ كأنهنَّ الأقحوانُ
ويسبح مع وجدانه وخياله وأحلامه البريئة ليصل إلى يوم الحشر مغفورَ الذنوب لا له ولا عليه، فيقول:
وجئتُ الحشرَ قد غُفِرتْ ذنوبي *** طليقاً، لا أُدين ولا أُدانُ
أنادي قد ظفرتُ فيالسعدي *** وجُودُ الله والثقةُ الضمانُ
وليلة القدر عند الشاعر جابر قميحة، من مصر، في قصيدته (لا.. يا أمير الشعراء)[9]؛ هي من مفاخر هذا الشهر الكريم، وهي من أجمل ما يتصف به، فيقول:
ولِلَيلةِ القدر العظيمة فضلُها *** عن ألفِ شهرٍ بالهدى الدفاقِ
فيها الملائكُ والأمين تنزلوا *** حتى مطالع فجرها الألأقِ
وداع رمضان:
أما وداع رمضان فله شأن آخر عند الشعراء؛ فهو وداعٌ ممزوج بالدموع، مترعٌ بعبق الأمل، إنهم يودِّعونه وهم من لحظة وداعه يستشرفون عودته أعواماً أُخر.
فالشاعر سلمان بن زيد الجربوع، في قصيدته (عندما يغرب الجلال)[10]، يتصدى لهلال العيد لا يريده أن يطلع، فيقول:
قف ياهلال العيد، لا تطلع فما *** دربٌ تلقفنا، ولا دمعٌ رقا
هلا رحمت سهادنا ببشارة *** قبل الرحيل، فقد عزَّ الملتقى
منازلة ضدَّ الشاعر أحمد شوقي دفاعاً عن رمضان:
لقد وضع الشاعر أحمد شوقي نفسه في موضع لا يحسد عليه، وذلك بقوله في قصيدته التي مطلعها:
رمضان ولَّى.. هاتها يا صاح *** مشتاقةً تسعى إلى مشتاقِِ
فقد انبرى له الشاعر جابر قميحة متصدياً لهذا الشعور العجيب من أحمد شوقي، وهاجمه هجوماً عنيفاً، وذلك في قصيدته المشار إليها آنفاً (لا.. يا أمير الشعراء)[11]، حيث يقول له:
لا.. «يا أمير الشعر» ما ولَّى الذي *** آثاره في أعمق الأعماقِ
وقسا عليه أكثر، بل أخرج من الملة كل مَنْ يقول مثلَ هذا القول، فقال مخاطباً إياه:
لا.. «يا أمير الشعر» ليس بمسلمٍ *** مَنْ صام في رمضان صومَ نفاقِ
فإذا انتهت أيامه بصيامها *** نادى وصفَّق: (هاتها يا ساقي)
وليس الشاعر جابر قميحة وحده مَنْ تصدى للشاعر أحمد شوقي في مقولته الشعرية تلك، بل هناك شعراء آخرون عرّضوا به ونقضوا كلامه، ومنهم الشاعر محمود محمد كلزي في قصيدته (طوبى لمدرسة الصيام)[12]، حيث يقول:
رمضان أقبل هاتها يا صاح *** راحاً من الراح بلا أقداح
راحاً تهيم بها الملائك والورى *** فتحلِّق الأرواح دون جناح
لكن الشاعر جابر قميحة ما يلبث أن يعود ويبقي باب الغفران مشرعاً فيقبس من أحمد شوقي قوله:
(الله غفار الذنوب جميعها *** إن كان ثَمَّ من الذنوب بواقي)[13]
وهكذا فقد تلاحم الشعر والشعراء في الاحتفاء بهذا الشهر الكريم، ورسموا بأحرفهم على جدرانه أصدق المشاعر، وأنبل الأحاسيس، وقابلوه بكل معاني الود والرحمة والأمل.
نسأل الله الكريم أن يقبل أعمالنا، ويغفر ذنوبنا، ويبارك علينا هذا الشهر الكريم، ويرزقنا والقراء الكرام عودته علينا أعوماً عديدة وسنين مديدة، اللهم آمين. والحمد لله رب العالمين.
__________________
[1] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 15.
[2] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 53.
[3] ديوانه (إسراء لوادٍ غير ذي زرع)، ص 33، كما نشرت القصيدة في مجلة المنتدى الإماراتية، العدد 104، شعبان 1412ه.
[4] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 53.
[5] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 35.
[6] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 53.
[7] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 52.
[8] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/ 2003م، 29.
[9] ديوان (حديث عصري إلى أبي أيوب الأنصاري)، مكتبة العبيكان، ط 1، الرياض، 1426ه/2005م، ص 27.
[10] مجلة الأدب الإسلامي، العدد 38، عام 1424ه/2003م، ص 35.
[11] ديوانه (حديث عصري إلى أبي أيوب الأنصاري)، نفس المصدر السابق، ص 27.
[12] ديوانه (إسراء لوادٍ غير ذي زرعٍ)، مكتبة العبيكان، ط1، 1431ه/2010م، ص 46، كما نشرت هذه القصيدة في مجلة المنتدى الإماراتية، العدد 162، شعبان 1417، وهي معارضة لقصيدة أحمد شوقي المشهورة.
[13] هذا البيت من قصيدة شوقي نفسها.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 30-03-2023, 12:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

رمضان فى عيون الادباء

هلال رمضان

محمد الأخضر الجزائري

امْلأِ الدُّنْيَا شُعَاعًا أَيُّهَا النُّورُ الحَبِيبْ
اسْكُبِ الأَنْوَارَ فِيهَا مِنْ بَعِيدٍ وَقَرِيبْ
ذَكِّرِ النَّاسَ عُهُودًا هِيَ مِنْ خَيْرِ العُهُودْ
يَوْمَ كَانَ الصَّوْمُ مَعْنًى لِلتَّسَامِي وَالصُّعُودْ
يَنْشُرُ الحُرْمَةَ فِي الأَرْ ضِ عَلَى هَذَا الوُجُودْ
يَفْتَحُ الأَرْوَاحَ لِلْحُبِّ وَيَمْضِي بِالصُّدُودْ
وَتَكَادُ العَيْنُ أَنْ تَنْظُرَ مِنْ خَلْفِ الحُدُودْ
وَتَكَادُ اليَدُ أَنْ تَلْمَسَ أَسْبَابَ الخُلُودْ
هُوَ عَهْدٌ قَدْ تَقَضَّى كُلُّهُ بِرٌّ وَجُودْ



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #48  
قديم 30-03-2023, 10:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

رمضان فى عيون الادباء
أحمد عرابي الأحمد


أتَعْلَمُ ما رَمضانُ؟


أشهْرَ النُّورِ أمطِرْنا يقينا
فإنَّا في فِرَاقِكَ قدْ ظَمِينا

فهَجْرُكَ في جوانِحِنا هَجيرٌ
ووَصْلُكَ سلسبيلٌ قدْ سُقِينا

أتى رَمضانُ قنْديلاً إلَينا
توقَّدَ في قُلُوبِ الذَّاكِرينا

أتى رَمضانُ يُسْكِنُنا جناناً
ويشْرَعُ بابَها للوافِدينا

فهيَّا سارِعُوا يا مُؤمنينا
لجنَّاتِ الخُلودِ مُهرْوِلينا

وناجُوا في ظلامِ اللَّيلِ ربًّا
يحبُّ سماعَ صوتِ التَّائبينا


أتى رَمضانُ، يا ربِّي أعِنَّا
نكونُ من العِبادِ الشَّاكِرينا

ومزِّقْ عن بصائرنا غِطاءً
فكمْ من نِعْمةٍ عنها عَمِينا

لنرْميَ خلْفَ أظْهُرنا المعاصي
ونُقْبِلَ نحْوَ بابِكَ طائعينا
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 30-03-2023, 10:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

نردِّدُ في خُشوعٍ واشتِياقٍ
كلامَ السَّابقينَ الأوَّلينا:

أطَعْنا إذْ سمِعْنا، فاعْفُ عنَّا
ووَفِّقْنا السَّبيلَ المُسْتَبِينا

صحابةُ أحمدٍ فينا نُجومٌ
فإنْ سِرْنا بدرْبِهِمُ هُدِينا

وإن حِدْنا وبالأهواءِ لُذْنا
خسرنا بعْدَها دُنْيا ودِينا

تأمَّلْ إذْ أتى رَمضانُ قاموا
وناجَوْا ربَّهمْ متضرِّعينا:

إلهَ العرْشِ سلِّمْنا لشهْرٍ
نكونُ بنورهِ متطهِّرينا

وإن رَمَضانُ ودَّعَهُمْ أسالُوا
دماً أبْكى الجوانِحَ لا العُيونا

ورُغْمَ صيامِهم وقيامِ ليلٍ
وفعْلِ الخيرِ فيهِ دائمينا

يُسائِلُ بعضُهمْ بعضاً: تُرانا
نودِّعُ شهْرنا مُتقبَّلِينا؟!

ولو أبْصَرْتهمْ همماً عِظاماً
وفوقَ الوجْهِ سِيما السَّاجدينا
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #50  
قديم 30-03-2023, 10:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد

نهارُهمُ صيامٌ ثمَّ ذِكْرٌ
وأخلاقٌ تُزكِّي الصائِمينا

وفي الليلِ ابتهالٌ وانكسارٌ
ويقْضونَ اللَّياليَ قائمينا

أتسألُ كيْفَ كانوا، كيفَ صاروا
صحابتُهُ هُداةً مُهْتدِينا؟

فقدْ عاشوا معَ القرْآنِ عُمْراً
لما أَوصى الإلهُ مطبِّقينا

قليلاً في الليالي يهْجَعونا
وبالأسْحارِ هم يستغْفِرُونا



صيامُ النَّفْسِ لا ظمأٌ وجوعٌ
ولكنْ حينَ نصْفَحُ عنْ أخينا

لمسكينٍ، يتيمٍ، أو فقيرٍ
نجُودُ بمالِنا مُتصدِّقينا

صيامٌ، إنْ بهِ الملْهوفُ نادى
رأى إخوانَهُ قلْباً حنونا

صيامٌ، إن يشاتِمْنا سفيهٌ
نسامِحْهُ، فإنَّا صائمُونا

نراقبُ ربَّنا في كلِّ شيءٍ
وفي هذا سنغدو مُحسنينا
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 149.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 143.54 كيلو بايت... تم توفير 6.07 كيلو بايت...بمعدل (4.05%)]