نعمة بلوغ رمضان واغتنامه - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858820 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393212 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215602 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-03-2024, 02:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي نعمة بلوغ رمضان واغتنامه

نعمةُ بلوغِ رمضانَ واغتنامه

محمد بن أحمد زراك

الحمد لله الذي بلَّغنا شهر رمضان، وجعله شهرَ خيرٍ ورحمة وغفران، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكريم المنَّان، شهادةً تُورِثنا يوم القيامة النجاةَ والأمان، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، خيرِ مَن صام وقام رمضان، علمنا أن نغتنم أيام رمضان بالطاعة والبر والإحسان، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أهل الهمم الحِسان، وعلى من تبِعهم إلى يوم الدين بإحسان؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]؛ أما بعد فيا أيها المؤمنون والمؤمنات:
نحمد الله سبحانه الذي بارك في أعمارنا وبلَّغنا شهر رمضان، شهر الصيام والقيام والقرآن، والبر والإحسان، شهر الرحمة والغفران، فبلوغ رمضان والتوفيق لصيامه وقيامه من أعظم نِعَمِ الله علينا وإكرامه؛ فعن طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه: ((أن رجلين قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعًا، فكان أحدهما أشد اجتهادًا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستُشهد، ثم مكث الآخر بعده سنةً، ثم تُوفِّيَ، قال طلحة: فرأيت في المنام: بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة، فأذِن للذي تُوفِّيَ الآخر منهما، ثم خرج، فأذِن للذي استُشهد، ثم رجع إليَّ، فقال: ارجع، فإنك لم يأنِ لك بعدُ، فأصبح طلحة يحدِّث به الناس، فعجِبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أي ذلك تعجبون؟ فقالوا: يا رسول الله،‍ هذا كان أشد الرجلين اجتهادًا، ثم استُشهد، ودخل هذا الآخر الجنةَ قبله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس قد مكث هذا بعده سنةً؟ قالوا: بلى، قال: وأدرك رمضان فصام، وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟ قالوا: بلى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما بينهما أبعدُ مما بين السماء والأرض))[1]، الله أكبر!

انظروا - يا عباد الله - كيف فات هذا الرجل صاحبه، وسبقه في الدرجات والفضيلة، بسبب صيامه لرمضان، فنسأل الله تعالى الذي بلغنا رمضان، أن يعيننا على حسن اغتنامه في صالح الأعمال.

أيها الصائمون: إن عبادة الصيام ركن من أركان الإسلام الخمسة، التي لا يتحقق إسلام الإنسان إلا بالإتيان بها، وقد فرض الله الصيام على هذه الأمة كما فرضه على الأمم الماضية؛ يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، ووعَدَ الله من صام رمضان معتقدًا فرضه ووجوبه، وراجيًا من الله أجره وثوابه، بأن يغفر خطيئته وذنبه؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان، إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه))[2].

وحتى يفوز الصائم في هذا الشهر بمغفرة ذنبه، لا بد أن يجتهد في حفظ جوارحه من معصية الله ربه؛ يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنه: ((إذا صُمْتَ فلْيَصُمْ سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثِمِ، ودَعْ أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواءً))[3]، فكما صام المسلم عن شهوتَيْ بطنه وفَرْجِهِ، يلزمه أن يغضَّ بصره فلا ينظر إلى المحرَّمات، وأن يحفظ لسانه من الغيبة والنميمة، والكذب والزور، وغيرها من الآفات، ويحفظ سمعه من الاستماع للفسق والكلام الفاحش وسائر المهلكات، ومن لم يحفظ نفسه من هذه الذنوب والمخالفات، فليس له من صيامه إلا الجوع والعطش؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع))[4].

أيها المؤمنون، وقد شرع الله لنا أبوابًا كثيرةً للأعمال الصالحات، يجتهد المسلمون فيها ويتسابقون إلى الخيرات، وفي مقدمتها: صلاة التراويح، التي سنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيَّن ثوابها وفضلها؛ بقوله: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه))[5]، فلنحافظ جميعًا بالتراويح على قيام رمضان، ليجود الله علينا بالرحمة والغفران.

ومن أبواب الخير: الإنفاق والصدقات؛ فالمسلم حينما يصوم ويظل عطشانَ جائعًا، يجعله ذلك يحس بجوع الجائعين، وبحرمان المحرومين، فيتصدق عليهم بالمال، ويجود عليهم بالشراب والطعام؛ ولذلك رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم في الصدقات في رمضان فقال: ((أفضل الصدقة صدقةٌ في رمضان))[6]، فجُودوا - رحِمكم الله - بالصدقات، وأدخلوا السرور على الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات، يُعْظِم الله لكم الأجر والدرجات، فاللهم أعنَّا جميعًا على حسن عبادتك يا رب العالمين، نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبحديث سيد المرسلين، وغفر لي ولكم ولسائر المسلمين أجمعين، والحمد لله رب العالمين، ادعوا الله يستجب لكم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن من أبواب الخير في رمضان قراءةَ القرآن، فالمؤمن يجتهد في قراءة القرآن وتلاوته، ليجمع بين الشفيعين؛ استعدادًا لِما بعد موته، ليدافعا عنه أمام الله تعالى عند حسابه؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهواتِ بالنهار، فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفِّعني فيه، قال: فيشفعان))[7].

وقد كان المسلمون السابقون يُقبِلون في رمضان على القرآن، راجين من الله الثواب والإكرام، كان الصحابي الجليل تميم الداري رضي الله عنه يختم القرآن في سبع ليال[8]، وكان الأسود بن يزيد رحمه الله يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين[9]، وكان الإمام مالك رحمه الله إذا جاء رمضان يترك مدارسة الحديث ويقبل على تلاوة القرآن[10]، وكان الإمام البخاري رحمه الله في رمضان يجتمع إليه أصحابه فيصلي بهم إلى أن يختم القرآن[11].

فيا سعادة من اقتدى بالصالحين، وملأ أوقات هذا الشهر بالقرآن الكريم، راجيًا من الله الثواب الجزيل! يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 29، 30]، فاللهم وفَّقنا لتلاوة كتابك، واغتنام هذا الشهر في مرضاتك يا رب العالمين.

هذا، وأكثروا من الصلاة والسلام على النبي الأمين، فقد أمركم بذلك مولانا الكريم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت وسلمت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، خصوصًا الأنصار منهم والمهاجرين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم وفِّق للخير جلالة الملك أمير المؤمنين محمد السادس، اللهم انصره نصرًا عزيزًا تُعِزُّ به الدين، وتجمع به شمل المسلمين، اللهم بارك له في وليِّ عهده الأمير الجليل مولاي الحسن، واشدُدِ اللهم أزْرَهُ بصنوه الأمير السعيد مولاي رشيد، واحفظه اللهم في جميع الأسرة الشريفة يا رب العالمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وأدِم على بلدنا الأمن والأمان وعلى سائر بلاد المسلمين، اللهم بارك لنا في رمضان، واكتب لنا فيه الرحمة والغفران، والعتق من النيران، والفوز بالجنة والرضوان يا رب العالمين، اللهم أعنَّا في رمضان على حسن صيامه وقيامه، وعلى ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن ترزق كلًّا منا لسانًا ذاكرًا، وقلبًا خاشعًا، وعملًا صالحًا، وعلمًا نافعًا، وإيمانًا ثابتًا، ورزقًا طيبًا واسعًا، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين؛ ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]، ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].

[1] سنن ابن ماجه.

[2] صحيح البخاري.

[3] مصنف ابن أبي شيبة.

[4] سنن ابن ماجه.

[5] الموطأ.

[6] سنن الترمذي.

[7] مسند الإمام أحمد.

[8] سير أعلام النبلاء.

[9] المصدر نفسه.

[10] لطائف المعارف.

[11] سير أعلام النبلاء.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.47 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]