فتوح أوروبا - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854620 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389540 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-04-2022, 04:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي فتوح أوروبا



فتوح أوروبا (1).. تحرير أنطاكية


كتبه/ محمد سرحان


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

تحرير أنطاكية(1):

في أواخر القرن الرابع الهجري حيث بدأ ميزان القوى بين أوروبا النصرانية والشرق المسلم يميل لمصلحة أوروبا، فلم يُضع الأوربيون هذه الفرصة الذهبية السانحة؛ فهب منهم الفارس الطامع في الأسلاب، والتاجر المتطلع إلى نفائس المشرق، والمرابح المندفع وراء الثروة، والفرنسي الهارب من المجاعة والطاعون، والمتدين المهووس التائق -"المشتهي"- إلى رشفة من ماء الأردن أو لمسة من جدران كنيسة القيامة، هب هؤلاء جميعًا يلبون دعوة البابا "أريان الثاني" إلى الحصول على الغفران إن هم خلَّصوا قبر المسيح من أيدي المسلمين، واتجهوا نحو الشرق الإسلامي.

وقد خاطوا الصليب على أكتافهم اليمنى فاندفعوا كالسيل لا يقف في وجهه شيء، ولا تصده عن غايته قوة، حتى وصلوا إلى أنطاكية أول قلعة من قلاع المسلمين، وأعظم حصن يفصل بينهم وبين "البيزنطيين"، وذلك سنة إحدى وتسعين وأربعمائة للهجرة، فنهض لهم واليها بجيشه وقارعهم دونها ما وسعه الجهد، ولكن المدينة سقطت في أيدي الصليبيين.

وكونوا منها ومما حولها أول إمارة للصليبيين في بلاد الإسلام، ودعيت هذه الإمارة باسم: "إمارة الرها" أو: "إمارة أنطاكية".

نزل سقوط المدينة العظيمة على المسلمين نزول الصاعقة فقامت الشعوب الإسلامية تلح على حكامها المتصارعين المتنازعين أن ينقذوا أنطاكية؛ فأذعنوا لذلك، وأرسلوا طائفة من جيوشهم؛ لتحرير المدينة المنكوبة، فحاصرتها الجيوش الإسلامية حصارًا شديدًا حتى تجرع الصليبيون الشقاء صنوفـًا، والعذاب ألوانـًا حتى أكلوا لحم الميتة، وشاء أحد القساوسة أن يشد من عزم الصليبيين المحاصرين فأخبرهم بأن أحد القديسين أبلغه أن الحربة التي طعن بها السيد المسيح -على زعمهم-(2)، مدفونة في موضع من أنطاكية، وأن عليهم أن يخرجوها، وأن القديسين سيحاربون معهم، ونبش الصليبيون الأرض واستخرجوا الحربة المزيفة المدسوسة؛ فجن جنونهم فرحًا بها، واندفعوا يقاتلون المسلمين حتى فكوا الحصار عن أنفسهم، ورسخت أقدامهم في المدينة العظيمة.

ومنذ ذلك اليوم غدت إمارة أنطاكية منطلقـًا للصليبيين وطريقـًا إلى بيت المقدس، وشجى "شوكًا" في حلوق المسلمين، وقذى في عيون السكان وما جاورها من بلاد الشام.

وبقي الأمر على هذا الحال ما يقارب قرنين من الزمان؛ ظهر خلالها قائدان كبيران من أعظم قواد المسلمين هما: الملك العادل "نور الدين محمود زنكي"، والبطل الفاتح المظفر "صلاح الدين الأيوبي"، لكن أيًا من القائدين الكبيرين لم يكتب له فتح المدينة العظيمة على الرغم من الهزائم التي أنزلها صلاح الدين بالصليبيين، وظلت أنطاكية تنتظر: اليوم العظيم، والفاتح العظيم.

أما اليوم: فهو الرابع عشر من رمضان سنة ست وستين وستمائة.

أما القائد: فهو بطل ظل على مدى سبعة عشر عامًا يشرق في أرض المسلمين ويغرب؛ ينازل التتار الوثنيين، ويقارع الصليبيين الباغين فما فُلَّ له سيف، ولا لانت له قناة، ولا انكسر في موقعة، حتى ألقى الله مهابته ورعبه في قلوب أعدائه وأعداء الله، ذلكم هو القائد البطل: "الظاهر بيبرس".

لم يعمد "الظاهر بيبرس" إلى فتح أنطاكية إلا بعد أن هيأ دولته وشعبه لهذا الأمر العظيم، ووطد ملكه، وعزز جيشه، وفتح بلادًا كثيرة على الطريق إلى أنطاكية؛ فخضد -"قطع"- شوكة التتار، وقطع أوصال الصليبيين، وغدت الفرصة سانحة أمامه، واتخذ بيبرس -رحمه الله- الأسباب المعينة على هزيمة الأعداء، واتخذ لنفسه أسلوبًا ومنهجًا عسكريًا فريدًا قوامه الصرامة في التعامل مع الأعداء، ووضع الخطط الحربية المناسبة، والسرية التامة في كل تحركاته وتوجهاته حتى مع جنده وقادته؛ فتهاوت أمامه المدن والقلاع، وطهرها من رجس الصليبيين.

حتى كان الموعد مع أنطاكية جمع بيبرس جمهرة جنوده في بلاد الشام، أتى بهم من مصر، والموصل، والحجاز، ومن كل مكان، واستقدم المنجنيق من دمشق، وحملها على ظهور الجمال فلما ناءت بها -"ثقلت عليها"- الجمال؛ حملها الأمراء والأجناد والقواد على الرقاب، وأخذ السلطان نفسه يعمل في جر الأخشاب مع البقر كما يقول المؤرخون! ولم يكن بين هذا الجيش اللجب رجل واحد يعلم إلى أين المسير!!

وأمر "بيبرس" بإبطال الخمور والمنكرات، وبنى مسجدًا في حمص، وهكذا كان معظم قادة المسلمين يقدمون الأعمال الصالحة قبل جهادهم، ويطهرون البلاد من المعاصي والمنكرات؛ لعلمهم أن ذلك هو طريق النصر، وما خذل المسلمون وما هزموا إلا بما قدمت أيديهم.

ودب الرعب في قلوب حكام الإمارات الصليبية التي ظلت باقية في العالم الإسلامي إلى ذلك الوقت، والتي كانت أنطاكية واحدة منها؛ فأرسلوا وفودهم تعرض عليه الهدنة ودفع الجزية فـَقَبـِل مهادنة أكثرهم، واستنكف -"رفض"- عن مهادنة بعضهم، وكان وفد أنطاكية من الذين ردوا على أعقابهم خائبين، وبذلك تمكن الداهية المحارب من التفرد بفريسته، وضمن لنفسه ولجيشه أن ينازلها وحيدة من غير معين، معزولة من غير سند.

ولم يكن ذلك الاستعداد كله عبثـًا: فأنطاكية مدينة من أعظم مدن العالم مناعة لها سور ممرد طوله اثنا عشر ميلاً، وعلى هذا السور ثلاثمائة وستون برجًا، وفي هذه الأبراج عشرون ألف شرفة يطوف عليها كل يوم وليلة أربعة آلاف حارس على التناوب.

وبلغ الجيش الإسلامي مشارف المدينة في يوم الجمعة من أيام رمضان المباركة، فكان ذلك شرف زماني ترجى فيه إجابة الدعوات، وأرسل المسلمون للنصارى يطلبون منهم الاستسلام؛ حفظـًا لأرواحهم، لكنهم لم يفعلوا؛ فهب المسلمون ليؤدوا فريضة الجهاد؛ لإعلاء كلمة الله، وهم يؤدون فريضة الصيام طاعة لله.

والتحم جند الله مع جند الشيطان في معارك حامية الوطيس دامت أربعة أيام متواليات، وفي غرة الرابع عشر من رمضان دخلت جيوش المسلمين المدينة الحصينة، وأنزل المسلمون من فوق بروجها راية الصليب، ورفعوا مكانها راية الإسلام، وسمعت من فوق شرفاتها أصوات المؤذنين بعد أن كانت تجلجل عليها دقات النواقيس، وكتبت كتب البشائر لأنحاء العالم الإسلامي بهذا النصر العظيم، والفتح الكبير.

فطوبى للشهداء الصائمين الذين فاضت أرواحهم عند أسوار أنطاكية، وأيديهم مشدودة على مقابض السيوف.

وشربة من ماء الكوثر للعطاش الذين ماتوا وفي أكبادهم ظمأ إلى الماء لا يفوقه إلا ظمؤهم إلى الشهادة.

وكان ملك أنطاكية خارجها فأرسل له السلطان "بيبرس" كتابًا يخبره بهذا الفتح ويصف له الوقعة، ويدعوه إلى الاستسلام، كتاب كله عز وفخار، واستعلاء بدين الله -تعالى- "انظره في كتاب: من معارك المسلمين في رمضان".

للاستزادة:

حدث في رمضان للدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا.

ري الظمآن للشيخ سيد العفاني.

وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) أنطاكية مدينة في تركيا بناها أنطيغونيا، وأتمها من بعده سلقوس سنة 300 قبل الميلاد وأصبحت ثالث مدن الإمبراطورية الرومانية.
(2) قال الله -تعالى-: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) (النساء:157)، وقال الله -تعالى-: (وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا . بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ) (النساء:157-158).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-05-2022, 02:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فتوح أوروبا



فتوح أوروبا (2)

.. فتح بلجراد والبوسنة والهرسك









كتبه/ محمد سرحان


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فتح بلجراد عاصمة المجر:


عزم ملك المجر على فك أي تعهدات كانت قد أُعطيت من قِبل أسلافه للدولة العثمانية، فأرسل له السلطان "سليمان القانوني" -رحمه الله- سفيرًا يطلب منه دفع الجزية أو الحرب؛ فأمعن ملك المجر في العداء ونقض العهود، وتحدَّى السلطان؛ فأمر بإعدام السفير، مما أثار غضب السلطان "سليمان"؛ فأمر بتجهيز الجيوش، وجمع كل ما تتطلبه من الذخائر والمؤن، وسار هو بنفسه في مقدمة الجيش، وأرسل أحد مشاهير قواده وهو "أحمد باشا" لمحاصرة مدينة "شابتس" القريبة من بلجراد -تقع إلى الشمال من بلجراد وتسمى اليوم "سابو تيكا"-، ففتحها يوم 2 شعبان سنة 927 هـ الموافق 8 يوليو سنة 1521 م، ووصل إليها السلطان في اليوم التالي.

ثم قاد الجيوش التي كانت تقوم على حصار هذه المدينة لمساعدة وزيره "بير محمد باشا" الذي كان يحاصر مدينة "بلجراد" ويضيق الخناق عليها، ودافع المجريُّون عن عاصمتهم دفاعًا شديدًا، غير أن جند المسلمين تمكَّنوا من فتحها في الخامس والعشرين من رمضان سنة 927 هـ الموافق 29 أغسطس سنة 1521م، وأخلى الجنود المجريين قلعتها، ودخلها السلطان، وصلَّى الجمعة في إحدى كنائسها بعد تحويلها إلى مسجد، وصارت هذه المدينة -التي كانت أمنع حصن للمجريين ضد تقدم القوات العثمانية- أكبر مساعد لها على فتح ما وراء "الدانوب" من الأقاليم والبلدان.

وأعلن السلطان هذا الانتصار بالكتابة إلى جميع الولاة، وإلى ملوك أوروبا، ثم عاد إلى "إسلام بول" -هكذا سماها محمد الفاتح، أي: مدينة الإسلام بالتركية، وهي القسطنطينية والتي تسمى الآن "إستنابول"- مكللاً بالنصر والظفر على الأعداء، وأرسل إليه قيصر الروس يهنئه بالفوز والظفر، وكذا فعل رئيس جمهوريتي: البندقية وراجوزه -وهي من النمسا الآن-.

2- فتح البوسنة والهرسك سنة 791 هـ، ومعركة "قوص أوه" أو "قوصره":

كانت الدولة العثمانية في أوج قوتها وازدهارها حينما اكتسحت أوروبا الشرقية، فتهاوت مدنها ودولها تحت ضربات الجيش العثماني المسلم، ووصلت طلائع هذا الجيش إلى مدينة "فيينا" لتحاصرها فترة من الزمن، ويتسابق ملوك أوروبا بإعلان الولاء والانقياد للسلاطين العثمانيين، الذين كان همهم الأول وشغلهم الشاغل الجهاد في سبيل الله، ونشر كلمة التوحيد في كل مكان.

ولنتوقف قليلاً في عهد السلطان "مراد الأول بن السلطان أورخان الغازي"، فقد كان من السلاطين العظام الذين جاهدوا في سبيل الله ففتحوا المناطق الواسعة في أوروبا.

وُلد هذا السلطان سنة ست وعشرين وسبعمائة للهجرة، ونشأ على كريم الأخلاق، ولما شبَّ اشترك مع والده في جهاد اليونان، فأظهر بسالة لا تُوصف وإقدامًا لفت الأنظار، وبعد وفاة والده تولَّى الحكم سنة إحدى وستين وسبعمائة هجرية؛ فقضى كل سِني حكمه في جهاد مستمر.

كانت أول أعماله الجهادية فتح مدينة "أدرنة"، فجعلها عاصمة لدولته، وظلت كذلك حتى فـُتحت القسطنطينية، ثم ساق جيشه هو نحو البلقان، فتبوؤوا مدنها، وافتتحوا حصونها، وأبرم معاهدة مع ملك اليونان، بَيْدَ أن هذه المعاهدة لم تستمر طويلاً؛ حيث نقضها اليونان، واستطاع السلطان "مراد الأول" أن يستولي على جزء كبير من أوروبا الشرقية، وأن يحيط بالقسطنطينية من جميع الجهات.

وهنا اضطرب ملوك أوروبا النصارى، وارتعدت فرائصهم، وأدركوا عظيم الخطر الذي تشكـِّله هذه الدولة المسلمة الفتيَّة، فطلبوا من البابا "أوربانوس الخامس" أن يأمر جميع الدول النصرانية أن تتحد للوقوف في وجه المسلمين، وإخراجهم من أوروبا قبل أن يجتازوا حدود البلقان، وحينئذٍ لا يستطيع أحد الوقوف في وجوههم، فيكتسحوا أوروبا كلها.

ولبَّى البابا استغاثتهم، وكتب لجميع ملوك أوروبا النصارى يأمرهم بالتأهب لمحاربة المسلمين، وأن يشنوا حربًا دينية للحفاظ على النصرانية في وجه الإسلام، ولم ينتظر الملك "أوروك الخامس" ملك الصرب وصول الإمدادات من أوروبا؛ بل استعان بالدول القريبة منه، وكوَّن جيشًا جرارًا من اليونان والصرب والمجر والرومان، وسار بهم إلى عاصمة العثمانيين "أدرنة"، فحاصرها، وكان السلطان "مراد" خارجها، فعاد مسرعًا بجيشه، وهاجم النصارى بغتة، حيث فوجئوا بالتهليل والتكبير وسيوف المسلمين تعلوهم؛ فلم يلبثوا إلا قليلاً حتى ولوا الأدبار تاركين الثرى مخضبًا بدمائهم، وهكذا فشلت محاولة الصرب هذه ضد المسلمين، وكان من نتيجة هذه المعركة أن تسابق حكام البلقان لإعلان الولاء للمسلمين ودفع الجزية لهم.

وفي سنة إحدى وثمانين وسبعمائة تحالف ملك الصرب الجديد "لازارجر بلينانوفتش" مع ملك البلغار على مهاجمة المسلمين، لكنهما بعد عدة مناوشات تحقـَّقا من عجزهما عن هزيمة العساكر الإسلامية، فأبرما صلحًا مع السلطان "مراد"، على أن يدفعا له خراجًا سنويًّا.

ولم يستمر هذا الصلح طويلاً؛ فقد نقضه النصارى، وبدأوا يعدون العدة لمحاربة المسلمين، إلا أن العثمانيين لم يُمهلوهم؛ فاجتاحت جيوشهم بلاد البلغار، وهزمت ملكها، واحتلت مدنها، وانتهى الأمر بأسر ملك البلغار.

ولما علم ملك الصرب "لازار" بذلك بدأ يستعد لمواجهة المسلمين، فألف جيشًا من الصرب والبوسنة والهرسك والألبان والأفلاق والبُغدان، وتعاهد الجميع على محاربة المسلمين والاستيلاء على الدولة العثمانية، وبلغ الخبر مسامع السلطان "مراد"، فألف مجلسًا للشورى والنظر في الأمر، لكن ولده "بايزيد" هتف قائلاً في المجلس: "الحرب الحرب.. والقتال القتال"، فأبطل كل مشورة، ودقت طبول الحرب، وسار الجيش الإسلامي إلى الأعداء، فالتقاهم في سهل "قوص أوه" أو "قوصره" سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، ونشب القتال بين الجانبين، ووثب المسلمون على النصارى، والتحموا معهم في القتال التحامًا لم يعُد يُرَى معه إلا جماجم طائرة، وفرسان غائرة، ودوي سلاح يدك الجبال الشامخة، وبقيت الحرب بينهما سجالاً مدة من الزمن؛ دافع الصليبيون الصرب خلالها دفاعًا مستميتـًا، وتناثرت الرؤوس، وأزهقت النفوس.

وفي أثناء المعركة انحاز صهر ملك الصرب بفرقته إلى المسلمين، ودارت الدائرة على الصربيين، وجرح ملكهم "لازار"، ثم وقع أسيرًا في يد المسلمين، وانتصر المسلمون على الصربيين، وكانت من المعارك الحاسمة في تاريخ أوروبا الشرقية، وظل ذكرها شهيرًا في أوروبا بأسرها، وزال استقلال الصرب، وخضعت كل بلادها للمسلمين، كما فقدت البلغار استقلالها من قبل.

وبعد المعركة أخذ السلطان "مراد" يتمشَّى بين الجثث، وينظر إليها بعين الاندهاش، إذ قام من بينها جندي صربي اسمه: "ميلوك كوبلوفتش"؛ فطعن السلطان بخنجر طعنة قاضية، وسقط -رحمه الله- ليسلم الروح بعد قليل.

وهكذا شهد سهل كوسوفا معركة "قوص أوه" أو "قوصره" الحاسمة بين المسلمين والصرب، وانتصر المسلمون انتصارًا عظيمًا، وأخذ الإسلام ينتشر في تلك البقاع حتى تحولت مناطق كاملة إلى الإسلام كما هو الحال في البوسنة والهرسك، وكوسفو، وغيرهما.

وكما يشهد هذا انتصار المسلمين؛ فقد شهد أيضًا غدر الصرب الذي ذهب ضحيته سلطان المسلمين "مراد"، فمات أوائل شهر رمضان سنة إحدى وتسعين وسبعمائة من الهجرة -رحمه الله-، وسجل التاريخ منذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا أن الصرب لا يلتزمون بعهد ولا ميثاق، ولا يعرفون في تعاملهم مع المسلمين إلا لغة القوة والبطش وسفك الدماء.

وكما غدر الصرب وأعوانهم بقائد المسلمين في تلك المعركة غدروا بالمسلمين جميعًا في البوسنة والهرسك، فقتلوا وأسروا واغتصبوا، لا يردعهم خلق ولا دين، ولا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، والعجب كل العجب أن وقف المسلمون -إلا من رحم الله- موقف المتفرج على هذا كله.

نسأل الله -تعالى- أن يعز الإسلام والمسلمين، وأن يرجع إلى المسلمين أمجادهم، وأن تعود هذه البلاد إسلامية كما كانت.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

للاستزادة:


"ري الظمآن" د/ سيد العفاني.

"الدولة العثمانية" د/ علي الصلابي.

"موسوعة التاريخ" محمود شاكر.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-05-2022, 12:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فتوح أوروبا



فتوح أوروبا (3).. فتح الأندلس









كتبه/ محمد سرحان


الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد؛

ففي العام الخامس والثمانين من هجرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-؛ التقى أمير مصر "عبد العزيز بن مروان" والد الخليفة الراشد "عمر بن عبد العزيز" بأخيه أمير المؤمنين "عبد الملك بن مروان", واستأذنه في أن يعزل "حسان بن النعمان" عن إمرة الجيوش الإسلامية في الشمال الإفريقي, وأن يلقي هذا العبء الثقيل على كاهل صديقه ومشيره "موسى بن نصير", فلم يرتح "عبد الملك" لذلك التدبير لعظيم ثقته بقائده "حسان", وبلائه في قتال البربر والروم في الشمال الإفريقي, لكن أمير مصر أصر على طلبه ووقف عنده, واستمسك به, فما لبث خليفة المسلمين أن استجاب له.

وما كاد موسى بن نصير يتلقى أمر الخليفة بتوليه على الشمال الإفريقي حتى بدأ في وضع خططه, وإعداد جيشه, وتكتيب كتائبه, وتسمية قواده, وقد عقد العزم على أن ينجز ما عجز عنه أسلافه -بإذن الله تعالى- من إخضاع البربر, وقمع ثوراتهم, وتوطيد الأمر في الشمال الإفريقي, وإكمال مسيرة الجهاد في سبيل الله -تعالى- واستكمال الفتوح, وكان حريصًا أشد الحرص أن يجعل في كل كتيبة مقاتلين خاضوا المعارك في الشمال الإفريقي نفسه وعرفوا مداخله ومخارجه, ووقفوا على مكايد الأعداء وحذقوا أساليبهم في القتال, وقرر أن يسند القيادات إلى ذوي الحمية والطاعة والذكاء ممن جاوز طيش الشباب, ولم يدخلوا في دعة الكهول, وأن يجعل أولاده من جملة قواده, وأن يضم إليهم أبناء الشهداء الذين ثـُووا تحت كثبان الرمال في تلك الديار شهداء في سبيل الله.

فعقد أربعة من ألويته لأربعة من أولاده, وعقد ثلاثة أخرى لثلاثة من أبناء عقبة بن نافع, وعقد ألوية غيرها لطائفة من أبناء البلاد أسلموا طائعين, وآمنوا مختارين, وغدا الإسلام أحب إليهم من نفوسهم التي بين جنوبهم, وفي طليعتهم مولاه "طارق بن زياد" -والمولى هو التابع الذي كان رقيقـًا له ثم أعتقه-, ثم أطلق كتائبه دفعة واحدة في اتجاهات متعددة بعد أن حدد لكل كتيبة قبيلة من القبائل الثائرة, أو عصابة من العصابات الناكثة الغادرة, أو قلعة من القلاع المستعصية, فأفاقت إفريقية ذات صباح, فإذا بالأرض تتزلزل تحت أقدامها في كل مكان, وشعر "الروم" و"البربر" معـًا أن دمًا جديدًا سرى في عروق المسلمين, وعزمًا عتيدًا نبض في أعصابهم, وقيادة حازمة أحكمت أمرهم, وقد شغلتهم الجائحة التي عمتهم جميعـًا عن أن ينصر الحليف حليفه أو أن يعين الأخ أخاه, فلكل قبيلة يومئذ خطب يرديها وشأن يغنيها.

وكان "موسى بن نصير" موزعـًا على القيادات كلها متصلاً بها جميعـًا لا تفوته حركة من حركاتها, ولا يغيب عنه تصرف من تصرفاتها, وما هو إلا قليل حتى توالت الانتصارات, وتساقطت الحصون, واستسلمت القبائل, وسيقت الغنائم تلو الغنائم على وجه فاق خيال المتخيلين, وجاوز حساب الحاسبين, ومضى المبشرون من "القيروان" إلى "الفسطاط" في مصر يحملون إلى أميرها "عبد العزيز بن مروان" أخبار النصر الكبير, فما إن تلقى الأمير بشارتهم حتى خر ساجدًا شكرًا لله واهب النصر, وكان المبشرون يحملون إلى أمير مصر كتابًا من موسى بن نصير يثبت فيه ما نقله الرجال من أخبار, ومع الكتاب بيان بنصيب بيت مال المسلمين من الغنائم وهو ثلاثون ألفـًا من الرقيق.

فلما همَّ "عبد العزيز بن مروان" بإرسال كتاب موسى بن نصير إلى الخليفة استكثر هذا العدد, وخشيَ أن يكون كاتب موسى بن نصير قد زل قلمه, أو أخطأ في الحساب فزاد في عدد الرقيق زيادة لا يصدقها عقل, فأرسل إلى موسى بن نصير يستوضح منه العدد؛ لأنه لا يكون كذلك إلا إذا بلغت الغنائم مائة وخمسين ألفـًا من الرقيق, ولعل الكاتب قد أدركه السهو, فكتب موسى بن نصير حقـًا لقد سها الكاتب, وزل قلمه، فحصة بيت المال من الرقيق ليست ثلاثين ألفـًا, وإنما هي ستون ألفـًا.

وكان موسى بن نصير لا يفتح البلد من البلدان إلا ويبث فيها الدعاة الذين يدعون الناس إلى الإيمان, ويعلمونهم القرآن, ويؤدبونهم بآداب الإسلام حتى خضعت بلاد المغرب على يديه, وأصبحت قوة من أعظم قوى الخير, وسلاحًا من أمضى أسلحة الجهاد في سبيل الله. ولما تم لموسى بن نصير فتح بلاد المغرب, ورفع رايات الإسلام فوقها وجد نفسه يقف وجهًا لوجه أمام بلاد الأندلس -إسبانيا حاليًا- لا يفصله عنها إلا مضيق ضيق, وكان يجلس على عرش الأندلس "لذريق" الذي سار في قومه سيرة فاسدة, ولم يرع لعماله حرمة, فغدر بابنة "يوليان" أحد كبار ولاته, فأقسم "يوليان" على أن ينتقم منه لشرفه المغصوب, وعرضه المسلوب, وكان يوليان واليًا على "سبتة" وكانت "سبتة" إذ ذاك ثغرًا إفريقيًا تابعـًا لملك الأندلس, فاتصل يوليان بموسى بن بصير, وأغراه بفتح الأندلس, وبَصًّره بمواضع الضعف فيها, ووعده بأن يضع سائر طاقاته في خدمة المسلمين.

ولم يشأ موسى بن نصير أن تضيع من يده هذه الفرصة, ولكنه لم يشأ أيضًا أن يركب المسلمين مراكب الغرر, فرأى أن يختبر صدق يوليان, وأن يسبر -يختبر- بلاد الأندلس بالسرايا المستطلِعة قبل أن يدفع إليها بالجيش الفاتح, فاختار مولى من مواليه من البربر يدعى "طريفـًا", وكان من أشجع الرجال, وأشدهم بأسًا وأصبرهم على القتال, فوضع تحت إمرته أربعمائة محارب ومائة فارس, وفي أوائل رمضان سنة إحدى وتسعين للهجرة عبر "طريف" المضيق المعروف اليوم بمضيق "جبل طارق", واستقر على الشاطئ الأندلسي في المكان الذي سمي بعد ذلك باسم "جزيرة طريف" تذكارًا لأول فاتح مسلم نزل في بلاد الأندلس.

أغار طريف برجاله على أرض الأندلس إغارات جريئة موفقة, وبث سراياه في أرجائها في شجاعة وإقدام مذهلين ثم عاد إلى قائده موسى بن نصير يقود السبايا الكثيرة, ويجر المغانم النفيسة الوفيرة, ويحمل المعلومات القيمة, ويبشر بإمكان الفتح, ويؤكد صدق يوليان. فعزم موسى بن نصير على الفتح, وجعل يبحث عن القائد الذي يُرَجَّى لمثل هذا الأمر العظيم, فنثر كنانة رجاله بين يديه, وعجم -اختبر- عيدانها ليرى أيها أصلب عودًا, وأقرّ مكسرًا فما وجد إلا فتى الفتيان "طارق بن زياد" المعروف بالثبات حين تنخلع القلوب, المشهور بالإقدام حين تحجم كبار النفوس.

وفي يوم مجيد من أيام سنة اثنتين وتسعين للهجرة؛ فصل طارق بن زياد عن البر الإفريقي بسبعة آلاف من الجند جلهم من البربر تحملهم أربع سفن كبيرة أعدت لذلك، فألقت السفن مراسيها عند الصخرة العتيدة القائمة على الشاطئ الأوروبي, والمعروفة اليوم في سائر اللغات الدنيا باسم "جِيبر التَّارْ" أو جبل طارق.

بثَّ طارق بن زياد عيونه في كل مكان, واستعان بخبرات يوليان فجاءته الأنباء بأن "لذريق" حشد له من الجند عشرة أمثال ما معه, وأعد للقائه من العدة ما لا قبل له به, فأرسل إلى موسى بن نصير يستنجده فأنجده بخمسة آلاف من عسكره, وبذلك بلغت عدة المسلمين في معركة الفتح الأولى اثني عشر ألفـًا من المجاهدين, وكان مما شد من أزر طارق بن زياد أنه كان حين يعبر البحر رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في نومه, وقد حفت به كوكبة من المهاجرين والأنصار وهم متقلدوا السيوف, متنكبوا القسي -يحملونها- ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يناديه قائلاً: "تقدم لشأنك يا طارق"، ثم دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه أصحابه إلى بلاد الأندلس, ودخل هو وجيشه وراءهم, فهب طارق من نومه فرحًا مستبشرًا, وأيقن أن هذا من الرؤيا الصالحة الصادقة, فقويت نفسه, واشتد فؤاده, ووثق من نصر الله.

وجمع "لذريق" جيشًا جرارًا مائة ألف مقاتل, وحشد فيه أمراء "القوط" وملوكهم وفرسانهم, ونزل الجيشان على مكانين متقاربين, فأراد لذريق أن يستطلع أحوال جيش المسلمين فندب لذلك رجلا يثق به, ويعرف نجدته وحذقه, ومضى رسول "لذريق" إلى غايته, فلما استشرفه -رآه- المسلمون وثبوا إليه فأطلق لفرسه العنان, وولى هاربًا, وأفلت من فرسان المسلمين بأعجوبة حتى بلغ معسكره خائر القوى, مقطوع الأنفاس, ولما سكت عنه الهلع قال للذريق: "خذ على نفسك أيها الملك -خذ الحيطة والحذر-, والزم الحذر على ملكك وجيشك, فقد جاءك من لا يريد إلا الموت, أو إصابة ما تحت قدمك".

وفي صبيحة الثامن والعشرين من رمضان سنة اثنتين وتسعين للهجرة كان لذريق يتجه للقاء طارق بن زياد وهو في عجلته الحربية. قد نصب له فوقها سرير من ذهب, وعلى رأسه مظلة مكللة بالدر, مرصعة باليواقيت والزبرجد -نوع من الأحجار الكريمة-, وقد تحلى بأبهى حلة, وتزين بأتم زينة, وقد أحاط حرسه بعربته إحاطة السوار بالمعصم, وحف به مائة ألف من جنوده وفي الجبهة الأخرى طارق بن زياد يدق بقدميه الأرض بارزًا صدره, مصلتـًا سيفه, واقفـًا على نشز -مرتفع- من الأرض يخطب جنوده خطبة الجهاد المشهورة: "أيها الناس: أين المفر؟ البحر من ورائكم, والعدو أمامكم, وليس لكم والله إلا الصدق والصبر".

وما إن أتم طارق خطبته حتى كان جيش الإسبان الكثيف يقترب من ساحة المعركة في بطء ويتهادى إليها في خيلاء, فقد كان مائة ألف, وجيش المسلمين اثنا عشر ألفا, ثم التقى الجمعان ودارت بينهما رحى معكرة ضروس دامت ثمانية أيام أبدى فيها المسلمون من ضروب البطولات وصنوف التضحيات, وفنون الحرب ما لا يزال يذكره التاريخ في أروع صفحاته, ثم انجلت المعركة عن نصر مؤزر أعز الله به أولياءه, وهزيمة منكرة أذل بها أعداءه. فولى لذريق الأدبار وانفسح الطريق أمام طارق وجنده, ومنَّ الله على جنة الدنيا بلاد الأندلس بنعمة الإسلام ورفعت على رباها الشم راية القرآن, ولقبت بعد ذلك بدرة التاريخ, وكان منها "قرطبة" التي كانت تسمى عروس الدنيا, وكان فيها ما كان من عز ومجد، وفخر وعلم وحضارة للمسلمين. وقال طارق بن زياد في فتح الأندلس:

ركبنا سـفـنـنا بالـمـجاز مـقـيـرا عسى الله أن يكون منا قد اشترى

نـفـوسـًا وأمــوالاً وأهــلاً بـجـنة إذا ما اشتهينا الشيء فيها تيسرا

ولسنا نبالي كيف سالت نفوسنا إذا نحـن أدركـنـا الـذي كان أجدرا

ونحن نقول اليوم:

عذرًا ربى المجد إن القوم قد هانوا وإنهم في أيادي المعتدي قد لانوا

عـذرًا فـما ردهـم عـمـا يـحـاك لهم وعــي ولا ردهــم ديـــن وقـــرآن

عــذرًا فــأروقـة الأحــزان حـافــلـة وسـاحـة الـفـرح المـقـتـول قيعان

عــذرًا فـبحـر المآسي لم يزل لجبًا يـمـوج فـي مـائـه قـرش وحيتان

عــذرًا فــإن بــلاد العـرب لاهــيــة تـضـج فـي صدرها عبس وذبيان

فاللهم انصر الإسلام والمسلمين, وأذل الشرك والمشركين, ودمر أعداء الدين, وحرر بلاد المسلمين.

وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

للاستزادة:

الطريق إلى الأندلس د/ عبد الرحمن رأفت باشا

ري الظمآن د/ سيد العفاني
البداية والنهاية للإمام ابن كثير




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 88.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 85.76 كيلو بايت... تم توفير 2.82 كيلو بايت...بمعدل (3.18%)]