مناسك الحج - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 14-12-2021, 11:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مناسك الحج

مناسك الحج










الشيخ عبد القادر شيبة الحمد




(الحلقة الحادية عشرة)


أيها الإخوة المؤمنون، السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

أما بعد:
فإنه ينبغي للحجاج وهم في منى ومكة أن يعرفوا أنهم في أرض الحرم التي لا ينفر فيها صيد ولا يقطع منها شجر. ولقد جعل الله تبارك وتعالى بيته المحرم منطقة سلام تدريبًا لعباده عليه، ولفتًا لانتباههم إليه، وعملًا على توسيع دائرة السلام، فقد حرم على المحرمين أن يتعرضوا للطير وهي تطير في جو السماء أو تمشي على الأرض من سائر الصيد، وفي ذلك يقول الله عز وجل: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ﴾ [المائدة: 1]، ولم يستثن الإسلام شيئًا يباح أذاه في الحرم أو للمحرم غير الفواسق المعروفة بالضرر والأذى وهي العقرب والحية والكلب العقور وسائر أمثاله من السباع العادية وكذلك الغراب والحدأة والفأرة؛ فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما - واللفظ لمسلم - من حديث الصديقة بنت الصديق عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم: الحية والغراب الأبقع والفأرة والكلب العقور والحديَّا».

وفي رواية للبخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خمسٌ من الدَّواب ليس على المحرم في قتلهن جناح: الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور».


وقد أشار الله تبارك وتعالى إلى أن الصيد كان يقترب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم محرمون فلا يتعرضون له امتثالًا لأمر الله وتعظيمًا لحرماته وفي ذلك يقول الرب تبارك وتعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 94].

وقد أباح الإسلام للمحرم أن يأخذ صيد البحر وأن يأكل من صيد البر ما لم يصده هو أو يصد من أجله، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي قتادة رضي الله عنه أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتخلف مع بعض أصحابه وهم محرمون -وهو غير محرم- فرأوا حمارًا وحشيًا قبل أن يراه فلما رأوه تركوه، حتى رآه أبو قتادة رضي الله عنه، فركب فرسًا له، فسألهم أن ينالوه سوطة فأبوا، فتناوله فحمل عليه، فعقره، ثم أكل فأكلوا فندموا فلما أدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه، قال هل معكم منه شيء؟ قالوا: معنا رجله. فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فأكلها.

وفي رواية للبخاري ومسلم: فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « أمنكم أحد أمره أن يحمل عليها؟ أو أشار إليها؟ »، قالوا: لا، قال: « فكلوا ما بقي من لحمها».

وقد قضى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على المحرم إذا قتل صيدًا، وكان لهذا الصيد نظير من بهيمة الأنعام: الإبل والبقر والغنم، أن يلزم بتقريب قربان مثله وقد حكموا في النعامة ببدنة أي ناقة وفي بقرة الوحش ببقرة وفي الغزال بعنز، والضبع بكبش. فقد روى أبو داود وابن ماجه والدارمي من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضبع قال: « هو صيد، وفيه كبش إذا أصابه المحرم».

أما إذا كان الصيد لا مثيل له من بهيمة الأنعام فعلى من أصابه أن يتصدق بقيمته وسواء في ذلك من قتل الصيد وهو محرم عمدًا أو ناسيًا لإحرامه، وفسروا قوله: (فمن قتله منكم متعمدًا) أي قاصدًا قتله يعني ولو كان ناسيًا لإحرامه وفي ذلك يقول الله عز وجل: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ * أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [المائدة: 95، 96]، وقد أثر عن حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: ﴿ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا ﴾ [المائدة: 95]، قال رضي الله عنه: إذا قتل المحرم شيئًا من الصيد حكم عليه فيه، فإن قتل ظبيًا أو نحوه فعليه شاة تذبح بمكة، فإن لم يجدها فإطعام ستة مساكين، فإن لم يجدها فصيام ثلاثة أيام، فإن قتل أيلًا أو نحوه فعليه بقرة، فإن لم يجدها أطعم عشرين مسكينًا فإن لم يجد صام عشرين يومًا، وإن قتل نعامة أو حمار وحش أو نحوه فعليه بدنة من الإبل فإن لم يجد أطعم ثلاثين مسكينًا فإن لم يجد صام ثلاثين يومًا.

وقضى عمر رضي الله عنه فيمن قتل جرادة أن يطعم تمرة، وروي عنه: قبضة من طعام. وقد قضى الله تبارك وتعالى أن يحكم في ذلك اثنان ذوا عدل من المسلمين حيث يقول: ﴿ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ ﴾؛ ولذلك أثر أن أعرابيًا أتى أبا بكر رضي الله عنه وهو خليفة فقال: قتلتُ صيدًا وأنا محرم فما ترى عليَّ من الجزاء؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه لأبي بن كعب رضي الله عنه وهو جالس عنده: ما ترى فيها؟ فقال الأعرابي: أتيتك وأنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسألك فإذا أنت تسأل غيرك؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه: ما تنكر؟ يقول الله عز وجل: ﴿ فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ ﴾، فشاورت صاحبي حتى إذا اتفقنا على أمر أمرناك به. كما أثر عن قبيصة بن جابر رضي الله عنه قال: خرجنا حجاجًا فكنا إذا صلينا الغداة اقتدنا رواحلنا فنتماشى نتحدث، قال: فبينا نحن ذات غداة إذ سنح لنا ظبي أو برح فرماه رجل كان معنا بحجر فما أخطأ حشاه، فركب وودعه ميتًا فعظمنا عليه، فلما قدمنا مكة خرجت معه حتى أتينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقص عليه القصة وإذا إلى جنبه رجل كأن وجهه قلب فضة يعني عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فالتفت عمر رضي الله عنه إلى صاحبه فكلمه. وإلى حديث قادم إن شاء الله تعالى، والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.


المدينة المنورة في 21/11/1395هـ.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 22-12-2021, 04:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مناسك الحج

مناسك الحج










الشيخ عبد القادر شيبة الحمد




(الحلقة الثانية عشرة)




أيها الإخوة المؤمنون، السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

أما بعد:

فقد ذكرت في الحديث السابق أن الله تبارك وتعالى قضى على من قتَل وهو محرم صيدًا أن يحكم في ذلك اثنان ذوا عدل من المسلمين، وأشرت إلى أن الصدِّيق رضي الله عنه لما سأله الأعرابي الذي قتل الصيد وهو محرم استشار أبي بن كعب رضي الله عنه. وأن عمر رضي الله عنه لما سأله الرجل الذي قتل الظبي وهو محرم استشار عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وقد ذكر قبيصة بن جابر رضي الله عنه - وقد جاء مع الذي قتل الظبي - قال: فالتفت عمر إلى صاحبه يعني عبد الرحمن بن عوف فكلمه، ثم أقبل عمر رضي الله عنه على الرجل فقال: أعمدًا قتلته أم خطأ؟ فقال: لقد تعمدت رميه وما أردت قتله! فقال عمر رضي الله عنه: ما أراك إلا قد أشركت بين العمد والخطأ. اعمد إلى شاة فاذبحها وتصدق بلحمها واستبق إهابها. قال قبيصة رضي الله عنه: فقمنا من عنده فقلت لصاحبي: أيها الرجل عظم شعائر الله فما درى أمير المؤمنين ما يفتيك حتى سأل صاحبه. اعمد إلى ناقتك فانحرها فلعل ذلك أن يجزئ عنك. قال قبيصة رضي الله عنه ولا أذكر الآية من سورة المائدة: ﴿ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ ﴾ [المائدة: 95] فبلغ عمر رضي الله عنه مقالتي فلم يفجأنا منه إلا ومعه الدرة، فعلا صاحبي ضربًا بالدرة: أقتلت في الحرم وسفهت الحكم. ثم أقبل عليَّ، فقلت: يا أمير المؤمنين، لا أحل لك اليوم شيئًا يحرم عليك مني، فقال: يا قبيصة بن جابر، إني أراك شاب السن، فسيح الصدر، بيِّن اللسان، وإن الشاب يكون فيه تسعة أخلاق حسنة وخلق سيء فيفسد الخلق السيء الأخلاق الحسنة، فإياك وعثرات الشباب.



وكما لا يجوز للمحرمين أو المحلين أن ينفروا صيد الحرم فإنه لا يحل لهم أيضًا أن يقطعوا شجر الحرم فليحترس الحاج وهو في مزدلفة أو منى أو مكة أن يقطع الشجر فإن هذه كلها من أرض الحرم التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطع شجرها فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح فتح مكة: « لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا». وقال يوم فتح مكة: « إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد من قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها، ولا يختلى خلاها؛ أي: (لا يقطع حشيشها)، فقال العباس: يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لقينهم ولبيوتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إلا الإذخر ». وهو الحشيش الأخضر، وفي رواية لأبي هريرة رضي الله عنه: لا يعضد شجرها ولا يلتقط ساقطتها إلا منشد. وفي رواية للبخاري ومسلم من حديث أبي شريح العدوي رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح فقال قولًا سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به: حمد الله وأثني عليه ثم قال: « إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دمًا، ولا يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا له: إن الله قد أذن لرسوله صلى الله عليه وسلم ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيه ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب.



والمنهي عن قطعه من شجر الحرم أو حشيشه هو ما لم يستنبته الناس، وأما ما غرس الناس أو زرعوه فهو لهم وكذلك يجوز أخذ ما يبس من نبات الحرم، ولو قلع شجر الحرم بغير فعل آدمي جاز الانتفاع به، وهذه الأوامر النبوية لتقرير وتأكيد أن الحرم منطقة أمان وأرض سلام للإنسان والحيوان والطير وحتى الأشجار والنبات.



وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن أرض الحرم لم تكتسب هذه المزية ولا نزلت هذه المنزلة بفعل إنسان ولم يكن تحريمها في عصر دون عصر بل هي حرام بحرمة الله تعالى يوم خلق السموات والأرض ولذلك أشار الله تبارك وتعالى إلى امتنانه على قريش بتأمينهم في هذا الحرم الآمن حتى في عصر الجاهلية قبل الإسلام دين السلام وفي ذلك يقول الرب تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ﴾ [العنكبوت: 67]، وكما قال عز وجل: ﴿ وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص: 57]، وقد كان الرجل في الجاهلية يلقى قاتل أبيه أو أخيه في الحرم فلا يتعرض له بأذى حتى يخرج منه، وفي ذلك كله تدريب للإنسانية على السلام العملي مما لا نظير له في غير دين الإسلام الذي جعل السلام شعار أهله وتحية اللقاء بينهم وجعله ختام الصلاة عند الانتهاء من أدائها، وأشعر أهل السعادة دعاة السلام أن الله تبارك وتعالى يسلم عليهم يوم القيامة حيث يقول الرب تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ * لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ * سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ﴾ [يس: 55 - 58]، كما جعل من تكريم أهل الإسلام دعاة السلام أن الملائكة يدخلون عليهم في الجنة من كل باب يسلمون عليهم حيث يقول: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 23، 24]، وكما قال الله عز وجل﴿ وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ﴾ [إبراهيم: 23]، وإلى حديث قادم إن شاء الله تعالى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




المدينة المنورة في 22/11/1395هـ








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 22-12-2021, 05:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مناسك الحج

مناسك الحج


الشيخ عبد القادر شيبة الحمد




(الحلقة الثالثة عشرة)






أيها الإخوة المؤمنون، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد:

فقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجاج الذين ابتعدوا عن المعاصي والآثام بأنهم ليس لهم جزاء إلا الجنة فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. ووصف رسول الله صلى الله عليه وسلم من حج فلم يرفث ولم يفسق بأنه يرجع نقي الصحيفة مغفور الذنب فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه. وبيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحج المبرور وهو الخالي من المعاصي والآثام والمخالفات هو أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور.



وبيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حج المرأة إذا برته هو أفضل الجهاد بالنسبة لها فقد روى البخاري في صحيحه من حديث الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله ترى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: لكن أفضل الجهاد حج مبرور. وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن البشاشة وإفشاء السلام والبذل والمسامحة من أهم أسباب بر الحج فقد روى أحمد رحمه الله والطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. قيل: وما بره؟ قال: إطعام الطعام وطيب الكلام. كما بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا عند تبارك وتعالى من الجزاء الحسن للحجاج الذين يبرون حجهم فقد روى الطبراني والبزار وابن حبان بسند صحيح من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! كلمات أسأل عنهن! فقال صلى الله عليه وسلم: اجلس. وجاء رجل من ثقيف فقال: يا رسول الله! كلمات أسأل عنهن فقال صلى الله عليه وسلم: سبقك الأنصاري. فقال الأنصاري رضي الله عنه: إنه رجل غريب وإن للغريب حقًا فابدأ به، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الثقفي فقال: إن شئت أنبأتك عما كنت تسألني عنه، وإن شئت تسألني وأخبرك فقال: يا رسول الله! أجبني عما كنت أسألك، قال صلى الله عليه وسلم: جئت تسألني عن الركوع والسجود والصلاة والصوم. فقال: والذي بعثك بالحق ما أخطأت مما كان في نفسي شيئًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك ثم فرج أصابعك، ثم اسكن حتى يأخذ كل عضو مأخذه، وإذا سجدت فمكن جبهتك ولا تنقر نقرًا، وصل أول النهار وآخره. فقال: يا نبي الله فإن أنا صليت بينهما؟ قال: فأنت إذا مصل، وصم من كل شهر ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة. فقام الثقفي. ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأنصاري فقال: إن شئت أخبرتك عما جئت تسألني، وإن شئت تسألني وأخبرك. فقال: لا يا نبي الله أخبرني بما جئت أسألك! قال صلى الله عليه وسلم: جئت تسألني عن الحاج ما له حين يخرج من بيته وما له حين يقوم بعرفات وما له حين يرمي الجمار، وما له حين يحلق رأسه، وما له حين يقضي آخر طواف بالبيت. فقال: يا نبي الله والذي بعثك بالحق ما أخطأت مما كان في نفسي شيئًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن له حين يخرج من بيته أن راحلته لا تخطو خطوة إلا كتب الله له بها حسنة أو حط عنه بها خطيئة فإذا وقف بعرفات فإن الله عز وجل ينزل إلى سماء الدنيا فيقول: انظروا إلى عبادي شعثًا غبرًا اشهدوا أني قد غفرت لهم ذنوبهم وإن كانت عدد قطر السماء ورمل عالج، وإذا رمى الجمار لا يدري أحد ما له حتى يتوفاه الله يوم القيامة، وإذا قضى آخر طواف بالبيت خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.



كما أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحج يهدم ما كان قبله من الخطايا والسيئات فقد روى مسلم في صحيحه من طريق ابن شماسة المهري قال: حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت يبكي طويلًا، وحول وجهه إلى الجدار فجعل ابنه يقول: يا أبتاه! أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ قال: فأقبل بوجهه فقال: إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إني قد كنت على أطباق ثلاث لقد رأيتني وما أحد أشد بغضًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحب إليَّ أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار، فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم يمينه قال: فقبضت يدي قال: مالك يا عمرو؟ قال: قلت: أردت أن أشترط قال: تشترط بماذا؟ قلت: أن يغفر لي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله. كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحج والعمرة ينفيان الذنوب والفقر كما ينفي الكير خبث الحديد وأن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة فقد روى النسائي والترمذي بسند صحيح من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة. وإلى حديث قادم إن شاء الله تعالى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




المدينة المنورة في 23/11/1995هـ





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 22-12-2021, 05:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مناسك الحج

مناسك الحج


الشيخ عبد القادر شيبة الحمد



(الحلقة الرابعة عشرة)


أيها الإخوة المؤمنون، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فقد روى الإمام أحمد رحمه الله بإسناد صحيح من حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: « أن يسلم لله قلبك، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك». قال: فأي الإسلام أفضل؟ قال: « الإيمان ». قال: وما الإيمان؟ قال: « أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، والبعث بعد الموت». قال: فأي الإيمان أفضل؟ قال: « الهجرة ». قال: وما الهجرة؟ قال: « أن تهجر السوء ». قال: فأي الهجرة أفضل؟ قال: « الجهاد ». قال: فأي الجهاد أفضل؟ قال: « من عُقر جواده وأُهريق دمه ». قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ثم عملان هما أفضل - إلا من عمل بمثلهما -: حَجَّة مبرورة أو عمرة ».

وقد أشرت في حديث سابق إلى أن الحجة المبرورة أو العمرة المبرورة هي المنزهة عن المعاصي وهي كذلك التامة الكاملة إجابة لقول الرب تبارك وتعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 196]، كما أشار الله تبارك وتعالى إلى أسباب تمام الحج وكماله وأنه هو الخالي من الآثام المبتعد فيه الحاج عن كل معصية. لا يرفث ولا يفسق، ولا يجادل ولا يماري ولا ينازع، ولا يخاصم، وفي ذلك يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

وعلى الحاج أن يغتنم هذا التجمع العظيم لاكتساب المعارف والمحامد ومعاونة المحتاجين والمساكين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرشاد الضال، والمحافظة على شعائر الدين والإكثار من ذكر الله عز وجل، فهذا كله من التزود بتقوى الله التي هي خير زاد، ومن أهم ذلك الاستغفار الذي أرشد الله تبارك وتعالى الحجاج إليه في قوله عز وجل: ﴿ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 199]، ولقد كان من هدي حبيب الله ورسوله وسيد خلقه وإمام رسله محمد صلى الله عليه وسلم أن يستغفر الله تبارك وتعالى عقب كثير من أفعال الخير وأعمال البر، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا انتهى من صلاته استغفر الله ثلاثًا، وفي هذا لفت انتباه الفاعلين للخير ألا يغتروا بما بذلوا من الخير وألا يستكبروا بسبب طاعتهم فإن الطاعة التي تورث الاستكبار شر من المعصية التي تورث الذلة والانكسار والاستغفار؛ ولذلك وصف الرب تبارك وتعالى أهل الخير السابقين إلى المبرات المسارعين إلى الصالحات أنهم يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون وفي ذلك يقول الرب تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 57 - 61].

وقد كان إبراهيم خليل الرحمن وإسماعيل عليهما السلام وهما يقيمان للإنسانية أفضل بيت يضرعان إلى الله عز وجل أن يتقبل منهما وفي ذلك يقول الرب تبارك وتعالى: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 127، 128].

كما وصف عباد الرحمن بأنهم يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا مع أنهم يبيتون لربهم سجدًا وقيامًا ويقولون ربنا اصرف عنا عذاب جنهم إن عذابها كان غرامًا وفي ذلك كله يقول الله تعالى: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا * وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا * وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾ [الفرقان: 63 - 76].

وقد أشار الرب تبارك وتعالى في مواضع من كتابه إلى أن الاستغفار والإنابة إلى الله تورث رغد العيش في الدنيا ورضوان الله تبارك وتعالى في الآخرة حيث يقول: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12].



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المدينة المنورة في 24/11/1965هـ.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 93.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 90.08 كيلو بايت... تم توفير 3.32 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]