المرأة والأسرة - الصفحة 5 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
معلومات عامة الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية العلاج بالاعشاب والنباتات

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 6804 - عددالزوار : 73092 )           »          فضل الدعاء (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الثبات على الدين في ظل الفتن (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          من أصبح جُنبًا في يوم بارد فهل يتيمَّم؟ (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          من صلى البردين دخل الجنة (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          توضيح مقولة: «السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها» (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          ما يفعله الشخص عند التثاؤب (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          شكر النعم (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 97 )           »          معنى الشرك الأصغر (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 92 )           »          50×50 .. وإعادة الحياة (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 106 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 09-10-2023, 03:50 PM
الصورة الرمزية ابو معاذ المسلم
ابو معاذ المسلم ابو معاذ المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 122,001
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1193

الفرقان





الأسرة أساس صلاح المجتمع
الأسرة نواة المجتمع ومنطلق صلاح أفرادها من عدمه؛ فإذا أُنشئت الأسرة على تقوى من الله -تعالى-، كانت منبتًا حسنًا لأفرادها ذكورًا وإناثًا، ومعينًا صالحًا للمجتمع والأمة، أما إذا أنشئت بعيدا عن ذلك، فلا شك أنها تُصبح خطرًا عظيمًا على المجتمع.
من أسباب فشل بناء الأسرة الصالحة
من أسباب الفشل في بناء الأسرة الصالحة: ضعف العقيدة الإسلامية، وغياب معاني الإيمان بالله واليوم الآخر ومراقبة الله في النفوس؛ مما يؤثر سلبًا على العلاقات الأسرية بعضها ببعض.
ومما يؤدي -بلا شك- إلى كثرة المخالفات الشرعية، والعادات السيئة، حتى إن رب الأسرة ربما يرى أبناءه وبناته يتخلفون عن أداء الفرائض في أوقاتها، وربما يسمع عنهم ممارسة أنواع من المعاصي والآثام دون أن يحذرهم أو يذكرهم، وفي الجانب الآخر يهتم بكسوتهم وإطعامهم، ويجلب لهم ما يسعدهم في الجانب المادي، وهذا وإن كان من واجباته، ولكن ما هو أوجب منه معرفة العقيدة الإسلامية والارتباط بها علمًا ومعرفة وسلوكًا وأدبًا، ومنهجًا، وحياة، ومن أجل ذلك ربط الإسلام بين العقيدة وبناء الأسرة؛ لأن هذا البناء إن استقام سهل على أفراد الأسرة الاستجابة لبقية فروع الإسلام وتعاليمه، وفي الحديث: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِه».
من مقاصد القرآن الكريم: تَكْوِينُ الأُسرةِ الصالحة
من المقاصد التي استهدفها القرآن الكريم: تكوينُ الأسرة الصالحة، التي هي الرَّكيزة الأُولى للمجتمع الصالح، ونواةُ الأُمَّة الصَّالحة، ولا ريب أن أساس تكوين الأسرة هو الزَّواج، وقد عدَّه القرآن آيةً من آيات الله، مثل خلقِ السماوات والأرض، وغيرهما، فقال الله -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: 21)، فقد أشارت الآية الكريمة إلى الدَّعائم الثلاث التي تقوم عليها الحياةُ الزوجية، وهي: السُّكون، والمودَّة، والرَّحمة، وقد سمَّى القرآنُ العظيم الارتباط بين الزوجين: (مِيثَاقًا غَلِيظًا)، كما في قوله -تعالى-: {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} (النساء: 21)، والمقصود به العقدُ القويُّ المتين، وعبَّر القرآن الكريم عن مدى القرب واللُّصوق والدِّفء والوقاية والسِّتر بين الزوجين، فأنزل كلًّا منهما من الآخر منزلة اللِّباس لصاحبه، فقال -تعالى-: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} (البقرة: 187).
من أهداف الزواج في القرآن
مِن أوَّل أهداف الزواج في القرآن: الذريةُ الصالحة، التي تقرُّ بها أعين الأبوين؛ لذا قال -تعالى-: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} (النحل: 72)، ومن دعاء عباد الرحمن: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (الفرقان: 74).
الكلام الطيب كالدواء
الكلام الطيب كالدواء على الجرح، فله تأثيره العجيب في استجلاب النفوس، ومن شواهد ذلك ما ورد عن عائشة -رضي الله عنها-: «ما عاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعامًا قط، إن اشتهاه أكله وإلا تركه»، فليست الألفاظ السيئة من خلقه - صلى الله عليه وسلم -، بل إنه لا يقول إلا خيرًا، فقد خدمه أنس - رضي الله عنه - عشر سنين فما عاتبه على شيء لم يفعله، أو على شيء فعله.
التركيز على قيمة العمل وليس الدرجات
تقع على الأهل مسؤولية التركيز على قيمة العمل وليس الدرجات، وعليهم أن يزرعوا الثقة والأمل في نفوس أبنائهم، وأن المثابرة والصبر والتحمل أكثر أهمية من الموهبة والمقدرة الشخصية؛ فالذي يفوز في نهاية المطاف هو من يقدر على التحمل والجلد، وأن من أمضى الأسلحة التي يملكها الانسان هي الوقت والصبر، وعلى الأسرة ان تتوقع لأبنائها دائما توقعات إيجابية.
إظهار الخلافات يزعزع استقرار الأسرة
إظهار الخلافات أمام الأبناء يزعزع تماسك الأسرة واستقرارها؛ فالزوجان الحكيمان يعرفان أن المضرة في هذا منعكسة على الأولاد، ولربما أزالت جانبًا من التربية التي اجتهد فيها الزوجان في أولادهم، فهذه الخلافات يجب أن تقل ولا تكون أمام الأبناء، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خيرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيركم لأهلي».
إياكِ والمساس بكبرياء الرجل!
إياك والمساس بكبرياء الرجل فهي أرق من قشرة البصل. تقول امرأة: قلت لزوجي في لحظة غضب: «يا ليتني لم أتزوجك»!. توقعت أنه سيصرخ أو حتى يصل الأمر لـتعنيفي، لكنه كان صامتاً وخرج من البيت، وعاد بعد مدة. ومنذ عودته أحسست بأني أعيش مع رجل آخر، هذا ليس زوجي! فهو صامت لا يفرح، ولا يحزن، ولا يجامل ولا يجادل ولا يناقشني أصلاً. يقوم بواجباته المنزلية فقط. لقد مرت على محادثتنا سنوات والوضع كما هو عليه. وعندها (فهمت) ما معنى الكلمة التي تغير الإنسان. علمت أنني خسرت زوجي ونفسي وسعادتي من أجل كلمة.
الرفق من أسباب الخير والسعادة
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أراد الله بأهل بيتٍ خيرًا أدخل عليهم الرفق»، ولا شك أن هذا من أسباب السعادة المنشودة؛ فالرفق يكون في الكلام والتعامل على حد سواء. قال - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شَيءٍ إلَّا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شَيءٍ إلَّا شانَهُ».

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #42  
قديم 10-10-2023, 04:45 PM
الصورة الرمزية ابو معاذ المسلم
ابو معاذ المسلم ابو معاذ المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 122,001
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1194

الفرقان



الرفعة بالقرآن في الدنيا والآخرة
إن الله -عز وجل- وعد حفظة كتابه بثمرات كثيرة، منها الرفعة في الدنيا والآخرة؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا، ويضع به آخرين»، فهنيئاً لكِ أن يكون ابنك أو ابنتك ممن يرفعهم هذا القرآن العظيم ويعلي شأنهم.
ثَوابُ مَنْ تُعَلِّمُ أَولادَها القرآن
تعليم القرآن العظيم للأولاد الصِّغار سُنَّة مُتَّبَعة عند سلفنا الصالح -رضي الله عنهم- أجمعين، فاللَّذان يعلِّمان أولادَهما كتابَ الله -عز وجل- ويصبران على ذلك، لهما أجرٌ عظيم، يتناسب وتعبهما وصبرهما وتحملهما المشقة في ذلك، بِأَنْ يُكْسَيا حُلَّتَين لا يقومُ لهما أَهْلُ الدنيا. ففي الحديث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وَيُكْسَى وَالدَاهُ حُلَّتَين، لا تَقُومُ لَهُمْ الدُّنيا وما فيها، فَيَقُولان: يا رَبِّ، أَنَّى لَنَا هذا؟ فَيُقَالُ: بِتَعْلِيمِ وَلَدِكُما القُرآنَ»، وَحُقَّ لهذين الوالدين أن يَعْجَبا ويَدْهَشا مِنْ هذا الإنعام العظيم الذي حَصَلا عليه من حيث لا يحتسبان، فعندما يُكْسَى هذان الوالدان حُلَّتَين عظيمتين من حُلَلِ الجنة أغلى وأثمن من الدنيا وما فيها، يتساءلان في دهشة: مِنْ أين لنا مِثْلُ هاتين الحلتين وليس لنا -فيما نعلم- من العمل والطاعات ما يؤهِّلُنا للفوز بهذه الكرامة العظيمة؟ فَيُجابان: بتعليم ولدكما القرآن وصبركما عليه وإخلاص النُّصح له، وهكذا فإنَّ صاحب القرآن مِنْ أَبَرِّ الناسِ بوالديه، ولو عَلِمَ كَلُّ والِدين ما يحصل لهما عند الله -تعالى- من الكرامة والرِّفعة بأخذ ولدهما للقرآن العظيم لبادر إلى دفع أولادهما دفعاً، وحثِّهم حثاً على تعلُّمِ القرآن الكريم وتلاوته وتدبره. لذلك ينبغي لولي الصغير أن يوجهه إلى تعلم كتاب الله -تعالى- منذ صغره؛ لأنَّه به يتعلم توحيد ربّه، ويأنس بكلامه، ويسري أثره في قلبه وجوارحه، وينشأ نشأةً صالحة على هذا، قال الحافظ السيوطيُّ -رحمه الله-: تعليمُ الصبيانِ القرآن أصلٌ من أصول الإسلام، فينشؤون على الفطرة، ويسبق إلى قلوبِهِم أنوارُ الحكمة قبل تمكن الأهواء منها، وسوادها بأكدار المعصية والضلال.
رسالة إلى المعلمة
أختي المعلمة الفاضلة: إن عملك عظيم، إذا أحسنت القيام به، وتستطيعين من خلاله أن تنالي الحمد في الدنيا، والأجر في الآخرة إذا اصطحبت الإخلاص فيه وتركت أثرا طيبا لدى طالباتك، وأهم ما يجب عليك -أختي المعلمة- أن تكوني قدوة في مظهرك وملبسك، ووضحي للطالبات اللباس الشرعي الساتر الذي دلنا عليه القرآن الكريم، وبينته لنا السنة النبوية، فقد كثر في زماننا الداعين إلى نزع الحجاب عن الفتاة، وإبعادها عن سياج الصون والعفاف.
من آداب النساء في المساجد
على المرأة المسلمة أن تعلم أنَّ خروجها إلى المسجد له آداب شرعية، يجب مراعاتها والأخذ بها، حتى تحقق من خلالها مرضاة الله -جل جلاله-، وتنال الأجر العظيم على أدائها، فإليك أخيَّـتي بعض النصائح المفيدة:
  • استأذني قبل الخروج من المنزل من ولي الأمر (الأب أو الزوج).
  • امشي بسكينة ووقار، وتجنبي وضع البخور والعطور، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -[-: «أيما امرأة أصابت بخورًا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة» (رواه مسلم).
  • احرصي على نظافة البدن والملبس، وتجنبي أكل كل ماله رائحة كريهة؛ فإنه يؤذي المصليات.
  • أفرغي قلبك مما سوى الله -عز وجل- وأخلصي النية له، قال الله -عز وجل-: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِمْ شَعَائِر الله فَإنْها مِنْ تقْوى الُقلوبِ} (الحج:32).
  • احرصي على غلق هاتفك النقال حتى لا يفوتك الخشوع.
ينبغي أن يكون البيت مكانا للذكر
قال - صلى الله عليه وسلم -: «مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت»، فلابد من جعل البيت مكانا للذكر بأنواعه؛ سواء ذكر القلب، وذكر اللسان، أو الصلوات وقراءة القرآن، أو مذاكرة العلم الشرعي وقراءة كتبه المتنوعة، فكم من بيوت المسلمين اليوم هي ميتة بعدم ذكر الله فيها.
الزينة الحقيقية
إنَّ لباس التقوى وحلية الإيمان هو الحلية الحقيقية والزينة التامة الكاملة التي من فقَدَها فقَدَ الخير والفضيلة، وفَقَد الحُسن والجمال، فأيُّ جمال يتصور بدون إيمان؟! وأيُّ حسْنٍ يتصوَّر دون تقوى الرَّحمن؟! نعم قد تكون هناك مظاهر زائفة وأمور يُفتن بها الناس، ويظنون أنهم بها على أكمل زينة وأحسن حلية، إلا أنَّهم بفقْدهم لزينة الإيمان وحلاوة الإيمان فقدوا الزينة الحقيقية والجمال الحقيقي.
علمي أبناءك ما يسعدهم في الدنيا والآخرة
على كل أم أن تعلم أبناءها ما يسعدهم في الدنيا والآخرة من العلوم الشرعية النافعة، وأهم ذلك التوحيد، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما مِن مولودٍ إلا يُولَدُ على الفِطْرةِ فأبَواهُ يُهَوِّدانِهِ، أوْ يُنَصِّرانِهِ، أوْ يُمجِّسانِهِ»، وكذلك الآداب والحقوق والواجبات، علموهم بر الوالدين، علموهم صلة الأرحام، علموهم احترام الكبير، والعطف على الصغير.
الحياة الزوجية لا تستقيم إلا بالمعاشرة بالمعروف
إن الحياة الزوجية لا تستقيم إلا بالمعاشرة بالمعروف، القائمة على أداء الحقوق التي دعا إليها الشرع الحكيم، والخلق الجميل، وذلك بأداء ما أوجب الله على الرجل أداءه نحو زوجته من الحقوق، ومن أعظم ذلك: حسن عشرتها، وطيب صحبتها، وإحسان الأقوال والأفعال معها. يقول -تعالى في هذه السورة الكريمة-: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء:19)، فإذا حصل من الزوجة شيء من التقصير في الأمور الدنيوية-وهذا شيء وارد في الحياة الزوجية من الزوج ومن الزوجة أيضًا- فعلى الزوج أن يصبر؛ فإن الاستقصاء ليس من شيم الكرام، وصبرُه هذا دون أن يلجأ إلى الطلاق قد يفضي إلى خير كثير، كولد صالح، وعاقبة حسنة صارت إلى ما يرضى ويحب.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 24-10-2023, 06:31 PM
الصورة الرمزية ابو معاذ المسلم
ابو معاذ المسلم ابو معاذ المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 122,001
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1195

الفرقان







مفتاح السعادة يكمن في القلب
مفتاح سعادة الإنسان يكمن في قلبه؛ فقلب المؤمن قوي العزيمة، لا تفت فيه الهموم ولا المحن، بل تجليه ليصير أكثر بهاءً ونقاءً، يقول -تعالى- في سورة طه: {مَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} (سورة طه: 123-126).
ذكر الله من أسباب سعادةالبيوت
روى أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تجعلوا بيوتَكم مقابرَ، إنَّ الشيطانَ ينفِرُ منَ البيتِ الذِي تُقرأُ فيهِ سورةُ البقرة»، وعندَ الإمامِ أحمد: «يَفِرُّ منَ البيتِ الذي تُقرأ فيه سورةُ البقرة».
فالبيوتُ بيتانِ، بيتٌ يُقرأُ فيهِ القرآنُ، فهوَ بيتُ السَّعةِ والرحمة والإيمانِ والطمأنينة، وعليه تنزل ملائكةُ الرحمنِ، وبيتٌ يسكن فيه الشيطانُ، كما في الخبر عن ابن سيرين -رحمه الله- أنه قال: «البيت الذي يقرأ فيه القرآن تحضره الملائكة، وتخرج منه الشياطين، ويتسع بأهله ويكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن تحضره الشياطين، وتخرج منه الملائكة، ويضيق بأهله ويقل خيره»؛ فلذلكَ علينا أنْ نملأ بيوتنا بالقرآن تلاوة ومدارسة، وأنْ تكونَ هُناكَ حلقاتٌ قرآنيةٌ للأبناءِ في البيوتِ، معَ دوامِ متابعتهم على قراءةِ ورد يومي من القرآنِ، ولابدَّ منْ جعلِ نصيبٍ منَ الصلاةِ في البيوتِ، فكثير من النوافلِ صلاتُها في البيتِ خيرٌ من المسجدِ، وصلاة المرأةِ في بيتِها أعظمُ فضلًا، وإذا عُمّر البيت بالصلاة والقرآن نزلت فيه الرحمة وحفته السكينةِ وحضرته الملائكة، وأمَّا منْ أعرضَ عنِ القرآنِ فهو أهلٌ لأن يأوي الشيطان إليهِ ويشاركه بيته طعامًا وشرابًا وبياتًا، وإذا وُجدتِ الشياطينُ في البيوتِ أفسدوا الحياةَ، وأذهبُوا الاستقرارِ، وأثاروا العداوةَ بينَ الزوجينِ، ولكنْ إذا وُجدَ القرآنُ وتلاوتُه وُجدتِ الملائكةُ والرحمةُ، فإنَّه لا مكانَ للشيطانِ في بيوتِ عبادِ الرحمنِ، وبهذا تتحققُ السعادةُ والاستقرارُ.
التوازن في الحزن والفرح
من الأخطاء التي تقع فيها بعض النساء الإسراف في حالة الفرح، والانتكاس الشديد في الأحزان، وتصبح المرأة عرضة لهزات نفسية متتابعة ومتوالية نتيجة لهذه الحال، ولا شك أن الاقتصاد في الأحزان والأفراح منهج قرآني حكيم، قال -تعالى-: {لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}، وبالطبع ليس من بني آدم أحد إلا وهو يحزن ويفرح، لكن أهل الإيمان ينظرون للأحداث كلها بأنها مقدرة في علم الله -سبحانه-، فيورث في قلوبهم الرضا بالنتائج، فتصير نفوسهم ثابتة متوازنة كلما تغيرت أحوال الزمان، فأمر المؤمن كله له خير، سواء أكان في سراء أم ضراء، لكن إنما عليه الصبر والشكر، فلا أسى يكسر النفس، ولا فرح يستخف بها، ولكن رضا وتسليم، وحمد واعتراف بالنعمة.
القيمة الأساسية بين الزوجين
الاحترام بين الزوجين هو القيمة الأساسية التي يجب المحافظة عليها وعدم التفريط فيها، فالحب قد يقل أو تختفي ملامحه ويضعف أثره بين الزوجين في خضم المشكلات التي يعانيها كل منهما، ورغم ذلك تستمر الحياة الزوجية بينهما ولكن إذا مُس الاحترام بينهما أو تصدعت أركانه لن تقوم للبيت قائمة.
أم عمارة -رضي الله عنها
هي نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف، كنيتها أم عمارة، نشأت في يثرب في حي بني النجار، أحد البيوت التي شرح الله قلوب أهلها للإسلام، حضرت بيعة العقبة الثانية رغم ما كان يحف الخروج إليها من مخاطر، كما حضرت بيعة الرضوان وعمرة القضاء، وكان لأم عمارة مواقف جليلة في غزوة أحد؛ حيث أبلت البلاء الحسن في الدفاع عن راية الإسلام والتضحية من أجله بروحها ومالها وأهلها، وظلت متنقلة في أرض المعركة من أجل تقديم الخدمات الضرورية للمجاهدين ومداواة الجرحى وتطبيبهم وسقاية الماء، لقد شهد لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعظيم صنيعها وجميل فعلها؛ حيث قال -عليه الصلاة والسلام-: «ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة؟»، روت أم عمارة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث في مختلف العبادات والتوجيهات النبوية، وروى عنها عبادة بن تميم الأنصاري، وعكرمة بن عبد الله العلامة الحافظ المفسر، وأم سعد جميلة بنت سعد الأنصارية، وأحاديثها في السنن الأربعة، وفي زيارة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأم عمارة في بيتها وعيادة الصحابة لها واهتمام الخلفاء الأربعة بها بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، دليل على ما تحظى به المرأة المسلمة من مكانة وتكريم، وتقدير لإسهاماتها العظيمة.
وعي المرأة المسلمة
من صفات المرأة المسلمة أنَّها تعي ما يدعو إليه التغريب من سعيه لتغيير ما هي عليه من صفات فاضلة وأخلاق زاكية وحياء؛ فتحذرُ أشدَّ الحذر من تلك الوسائل الهادمة للفضائل والأخلاق الحسنة، وكذلك تُحذِّر غيرها من الوقوع فيما وقع فيه من اغتررن بها وانسقن خلفها، وتعمل على نصحهن وإرشادهن.
إن مع العسر يسرًا ومع الضيق فرجًا
قال الله -تعالى-: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» (سورة الشرح:5، 6)، في هذه الآية خير عظيم؛ إذ فيها البشارة لأهل الإيمان بأن للكرب نهاية مهما طال أمده، فسنن الله في الأرض لا تتبدل ولا تتحول، وإذا تخلفت وعود البشر وتبدلت قوانينهم، فوعد الله لا يتخلف، وسنة الله لا تتبدل، قال السلف -رضوان الله عليهم في هذه الآية-: «لن يغلب عسر يسرين»، وقالوا: «لو كان العسر في جحر ضب لدخل عليه اليسر فأخرجه».
حشمة المرأة
عَنْ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَن جرَّ ثوبَهُ خيلاءَ لم ينظُرِ اللَّهُ إليهِ يومَ القيامةِ»، فقالَت أمُّ سَلمةَ: «فَكَيفَ يصنَعُ النِّساءُ بذيولِهِنَّ؟» قالَ: «يُرخينَ شبرًا»، فقالت: «إذًا تنكشفَ أقدامُهُنَّ»، قالَ: «فيُرخينَهُ ذراعًا، لا يزِدنَ علَيهِ»، مما يستفاد من الحديث أن ستر المرأة وحشمتها وحياءها عائد إلى قوة إيمانها ودينها، أمَّا مَن رقَّ دينها وضعف إيمانها، فإنها لا تبالي بتلك الحشمة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 24-10-2023, 09:42 PM
الصورة الرمزية ابو معاذ المسلم
ابو معاذ المسلم ابو معاذ المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 122,001
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1196

الفرقان



قمة السعادة وكمالها
إن لذة الحياة وجمالها، وقمة السعادة وكمالها، لا تكون إلا في طاعة الله وهي الاستقامة على أمر الله وسلوك طريقه، ليسير الإنسان في الحياة مطمئن الضمير، مرتاح البال، هادئ النفس، دائم البِشر، طلق المحيا، يعفو عمن ظلمه، ويغفر زلة من أساء إليه، يرحم الصغير ويوقر الكبير، يحب الخير لغيره، ويسعى في قضاء حاجات الناس.
من آداب الحديث والحوار
  • احذري الثرثرة وكثرة الكلام! قال -تعالى-: {لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} (النساء: 114)، واعلمي أن هناك من يحصي كلامك ويعده عليك قال -تعالى-: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق: 18)، وليكن كلامك مختصرًا وافيًا بالغرض الذي من أجله تتحدثين.
  • ليس جميلاً أن تتحدثي بكل ما سمعت؛ فإن في هذا مجالاً للوقوع في الكذب، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: «كَفَى بالمرءِ كذِبًا أن يحدِّثَ بِكُلِّ ما سمِعَ».
  • إذا أردت الحديث فإياك والتعاظم والتفاصح والتقعر في الكلام! فهي صفة بغيضة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث يقول: «إنَّ مِن أبغضِكُم إليَّ وأبعدِكُم منِّي يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ والمتشدِّقونَ والمتفَيهِقونَ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، قد علِمنا الثَّرثارينَ والمتشدِّقينَ فما المتفَيهقونَ؟ قالَ: المتَكَبِّرونَ».
  • ليكن حديثك بخير وإلا فالصمت أولى بك، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ».
  • إياك ومقاطعة الناس أحاديثهم أو ردها عليهم أو إظهار الاستخفاف بها! وليكن حسن الاستماع أدبًا لك، والرد بالتي هي أحسن شعارًا لشخصك.
  • احذري من السخرية بطريقة كلام الآخرين! كمن يتلعثم في كلامه أو عنده شيء من التأتأة أو اللثغة، قال -تعالى-: {يأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم}، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المسلِمُ أخُو المسلِمِ، لا يَظلِمُهُ ولا يَخذُلُهُ...» الحديث.
واجبنا تجاه أهل فلسطين
يزداد ألم المسلمين وأسفهم يومًا بعد يوم على الحال التي آل إليه المسجد الأقصى، ولا يخفى على أيِّ مسلم ما يعانيه المسلمون في فلسطين من آلام وقتل وتشريد، وشدة حاجتهم إلى الكساء والطعام والدواء؛ ولذا فإنَّ من الواجب على المسلمين المسارعة إلى نجدتهم ومدِّ يد المساعدة لهم، والوقوف معهم في محنتهم، والله -جل وعلا- يثيب المؤمن على ما يقدِّم لإخوانه ثواباً عاجلاً وثوابًا أخرويا، يجد جزاءه في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، قال الله -تعالى-: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} (المزمل:20)، وقال -تعالى-: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (سبأ:39).
غرس حب المسجد الأقصى في نفوس الأبناء
الأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع، ومن ثم فإن نجاح أي قضية إنما يبدأ من الأسرة، وبقيامها بدورها المطلوب في تكوين الوعي لدى هذا النشء الصغير منذ طفولته الأولى، وحتى نربي جيلاً قويا واعيًا بمقدساته وقضاياه ولا سيما فلسطين والمسجد الأقصى، فإليكم بعض المقترحات التربوية لتخبرهم فيها عن فلسطين: (1) التربية بالقدوة الحقيقة أن الطفل يتعلم بالقدوة أكثر مما يتعلمه بغيرها من الطرائق بنسبة تصل إلى 70%؛ لذلك فلابد أن تؤمن الأسرة بقضية فلسطين وتقدر أهميتها، وتتابع أخبارهم، وتدعو لهم، وتساعدهم بكل ما أتيح لهم، فيولي طفلها اهتماماً لما تهتم به أسرته. (2) التربية بالقصة القصة من أهم الوسائل التربوية لتعليم الأطفال، ولها أثر بالغ في نفوسهم، وتساعدهم دائمًا على تذكر الأحداث التي تسردها بعكس ما تُروى لهم بطرائق روتينية مملة؛ لذا لابد من الإعداد الجيد للمحتوى الذي ستقصه، واختيار اللغة والتعبيرات التي تلائم عمرهم. (3) التربية بالدعاء خصص وقتًا للدعاء أمام أبنائك لفلسطين والمسجد الأقصى وأهله، وبالتكرار سيترسخ في ذهن طفلك هأهمية المسجد الأقصى، وشاهد بنفسك أثر هذا الأسلوب التربوي الرائع. (4) التربية بالعطاء يمكنك أن تغرس قيمة العطاء لدى طفلك بِحَثِّه على اقتسام جزء من مصروفه لإخوانه بفلسطين، فيجب توضيح ذلك للطفل، وتحفيز شعور المؤاخاة مع أطفال فلسطين، وأيضًا هو مجال مناسب لتعلمه فضل الإنفاق في سبيل الله، وبذلك تغرس تلك القيم غرسا قويا ومتينا.
(حسبي الله ونعم الوكيل) لجلب النعماء ودفع الضرِّ
هذه الكلمة المباركة (حسبي الله ونعم الوكيل) تقال في مقامين: مقام طلب المنافع، ومقام دفع المضار:
  • فمن الأول: قول الله تبارك و-تعالى- {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ} (التوبة: 59).
  • ومن الثاني: قول الله تبارك و-تعالى- {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} (آل عمران:173-174).
وجُمِعَ الأمران في قول الله -عزَّوجلَّ-: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} (الزمر:38). أي: قل حسبي الله لجلب النعماء، ولدفع الضرِّ والبلاء.
المؤمنون جسدٌ واحد
قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله في تعليقه على حديث النبي [-: «مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ، مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى»، وهكذا فالمؤمنون جسد واحد، والمؤمنات كذلك، كلهم جسد واحد، وكل يعلم حال الجسد إذا أصيب بمرض في أي موضع منه عم الألم وعم التعب، وهذا مثل عظيم، هذا مثل من النبي مثل عظيم -عليه الصلاة والسلام- يدعو إلى التكاتف العظيم، والتعاون بين المسلمين والمسلمات، والتعاطف، ويرفق به ويواسيه إذا احتاج، ويعينه على قضاء دينه، ويدفع عنه الظلم، ويجتهد في كل خير ينفعه، ودفع كل شر.
الابتلاء سنة كونية قدرية
قال الله -تعالى-: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (1) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت:1- 2)، البلاء فيه تمحيص واختبار لمن لزم الجادة، وأراد الوصول إلى الجنة، فهي سُنَّة كونية مقدرة على العباد إلى يوم الميعاد، فلا مرد لها، ولا سبيل لإيقافها، فالناس فيها قسمان: قسم صبروا ورضوا بقضاء الله وقدره، ففازوا بالحسنيين، وقسم قنطوا ويئسوا فخسروا الدنيا والآخرة؛ لذا وجب على المسلم الذي يبتلى في دينه، أو نفسه، أو ولده، أو ماله، أو غير ذلك من أنواع الابتلاءات أن يصبر نفسه، وأن يرضى بقضاء الله وقدره، وأن يحمد الله -تعالى- على تدبيره.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #45  
قديم 01-11-2023, 01:04 PM
الصورة الرمزية ابو معاذ المسلم
ابو معاذ المسلم ابو معاذ المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 122,001
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1197

الفرقان





الالتزام بآداب الإسلا م
لن تؤدي الأسرة المسلمة دورها التربوي على الوجه الأمثل، إلا إذا التزمت الآداب الإسلامية في جميع أمورها، في طعامها وشرابها، في نومها واستيقاظها، في مجالسها وأحاديثها، في جدِّها وهزلها، في أفراحها وأتراحها، وفي سائر شؤونها، وفي هذا الجو الإيماني، وفي هذا الرقي الأخلاقي ينشأ الجيل المسلم.
الأسرة وأثرها في التربية الإيمانية
للتربية الإيمانية ثمراتها الباقية للأسرة؛ حيث ينعم الأبوان ويتمتعان ببِرِّ أولادهما الصالحين الذين تربوا على الأخلاق والقيم الأصيلة، وينتفعان بصلاحهما بعد مماتهما؛ لأن الله -تعالى- ينفعهما بدعاء ولدهما الصالح، ويرفع درجتهما باستغفاره وصلاحه.
وفي ذلك يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقولُ يارب أنَّى لي هذه؛ فيقول باستغفار ولدك لك»، فمن أراد أن يُرزق ببر أولاده فليجتهد في تربيتهم تربية إيمانية؛ لأن المؤمن يعرف حق الله -تعالى- عليه وحق أبويه وحق زوجته وأولاده وسائر الحقوق، ومن أحب أن ينعم بصحبة أهله في جنات النعيم فإن الطريق إلى لَمِّ شمل الأسرة في الجنة يبدأ من التربية الإيمانية للذرية قال - تعالى في سورة الطور-: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ }(الطور:21)، وقال -عزوجل في سورة الرعد-: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ على هِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23) سَلاَمٌ عليكُم بِمَا صَبَرْتُم ْفَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} (الرعد: 23-24)، من هنا كانت أهمية التربية وثمراتها العاجلة والآجلة، وفوائدها الجمة للآباء والأبناء، للفرد والمجتمع، في الدنيا وفي الآخرة.
الترابط والمودة
من المقومات الأساسية للأسرة المسلمة الترابط الأسري بين أفراد الأسرة جميعهم، فإذا اجتمع الزوجان على أساس من الرحمة والاطمئنان النفسي المتبادل، فحينئذ يتربى الناشئ في جو سعيد يملؤه الثقة والاطمئنان، والعطف والمودة، بعيدًا عن القلق والعقد والأمراض النفسية التي تضعف شخصيته، ولقد أنشأ الله - تعالى - العلاقة الزوجية على أساس المودة والرحمة والسكينة والطمأنينة، قال - تعالى -: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم21)، وما أحوج النشء إلى الحياة الهادئة الهانئة، الآمنة المطمئنة، التي تسودها روح المودة والرحمة بين جميع أفرادها!
أحداث غزة وقيمة تحمل المسؤولية
أكثر ما يزيد من قوة الشخصية لدى الطفل، هو تعويده على المشاركة داخل الأسرة وتحمل مسؤولية قراراته، ومن ثم لا يعيش دور الضحية عندما يتعرض لمشكلة في حياته، بل يسعى جاهدا لإدراك الخطأ وحل المشكلة، ومن خلال المشاهد التي تظهر حجم الدمار الذي حل بغزة على وسائل التواصل الاجتماعي من الممكن أن نعلم الطفل قيمة تحمل مسؤولية الدفاع عن العقيدة والوطن، وكيف يواجه هؤلاء الأبطال العدو المحتل بكل قوة وشجاعة؟!
أمهات أنجبن عظماء
  • هذا أمير المؤمنين، أريب العرب، معاويةُ بنُ أبي سفيان -رضي الله عنهما- من كان وراءه؟ لقد كان وراءه أمٌّ عظيمة هي هند بنت عتبة -رضي الله عنها-، وكان معاوية إذا نوزع الفخر بالمقدرة، انتسب إلى أمه فصدع أسماع خصمه بقوله: أنا ابن هند.
  • وهذا أمير المؤمنين أعدل الملوك وأروعهم، وأورعهم، وأزهدهم أبو حفص عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله تعالى- من كان وراءه؟ إنها أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب أكمل أهل دهرها كمالاً، وأكرمهم خلالاً.
  • وهذا سفيان الثوري -رحمه الله-، فقيه العرب، ومحدثهم، إنه أمير المؤمنين في الحديث، وما كان ذلك العَلَم الشامخ والإمام الجليل إلا ثمرةَ أُم صالحةٍ حفظ لنا التاريخ مآثرها وفضائلها ومكانتها، وإن كان ضَن علينا باسمها، روى الإمام أحمد بمسنده عن وكيع قال: «قالت أم سفيان لسفيان: يا بني: اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي»، فكانت - رحمها الله - تعمل وتقدم له؛ ليتفرغ للعلم، وكانت تتخوَّله بالموعظة والنصيحة، قالت له ذات مرة فيما يرويه الإمام أحمد: «يا بني إن كتبت عشرة أحرفٍ فانظر هل ترى في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك؟ فإن لم تر ذلك فاعلم أنها تضرك ولا تنفعك».
(المقارنة).. من الأساليب التربوية الفاشلة
المقارنة، أسلوب لا يَمُتُّ إلى التربية والتوجيه بأيّة صلةٍ، ويقوم على مَبْدأ مقارنة الولد بإخوته مثلاً أو بأبْناء الجِيران، أو بأحد الأقارب بطريقة فيها الكثيرُ من الاستفزاز للطفل، هذا الأسلوب لا علاقةَ له بالتربية والتوجيه والإرشاد، بل سيكونُ له نتائجُ عكسيَّة تدفعُ الولدُ إلى سلوك اتِّجاه سلبي مُعاكِس لما يريده الآباءُ بوصفه نوعا من ردِّ الفعْلِ ضدَّ السلوك الإيجابي الذي يقومُ به ابنُ العمِّ أو ابن الجيران، وعمومًا فإن لكلِّ طفل قدراتٍ ومميزاتٍ مختلفة عن غيره، ويجبُ على الآباء تقديرُ إمكانيَّات أولادِهم تقديرا صحيحا، ولا يقارنونهم بغيرهم.
كيف ننصر المسجد الأقصى؟
يقول الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: «الطريق إلى القدس طريق واحد لا بديل عنه، هو الإيمان والتقوى والعمل الصالح، وما ضاع المسجد الأقصى إلا لأننا فرطنا في إيماننا، وضيعنا معالمه وأوامره، ولا يرجع المسجد الأقصى إلا أن نرجع لتدارك ما فرطنا، فنعود إلى رب العالمين، باتباع كتابه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - على منهج السلف الصالح».
التوجيه التربويّ في المَواقِف
عن عمر بن أبي سلمى رضي الله عنه قال: «كنت غُلاَمًا في حجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت يدي تَطِيش في الصحفة، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا غلام، سَمِّ الله، وكُلْ بيمينك، وكُلْ ممَّا يَلِيك، فما زالت تلك طعمتي بعدُ»؛ وفي هذا الحديث أصلٌ آخر مهم، وهو ضَرُورة التوجيه التربويِّ في المَواقِف والأحداث؛ ذلك أنه أثبت في ذهن المربَّى، وأوضح له من التوجيهات التربوية العامَّة؛ لذا قال عمر رضي الله عنه في هذا الحديث: فما زالت تلك طعمتي بعد.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #46  
قديم 07-11-2023, 11:33 PM
الصورة الرمزية ابو معاذ المسلم
ابو معاذ المسلم ابو معاذ المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 122,001
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 119

الفرقان





حقيقة الصبر
الصبر هو حبسُ النفس عن الجزَع، واللسان عن الشكوى، والجوارح عن المعاصي والذنوب، بمعنى أن يتلقَّى العبد البلاءَ بصدر رحب دون شَكْوى أو سخط، وهو الإيمان الكامل واليقين الذي ليس فيه شكٌّ بأنَّ ما أصابك ما كان ليخطئَك، وما أخطأك لم يكن ليصيبَك، وإنَّما كل شيء بقضاءِ وقدَر.
سنة الابتلاء.. وفضيلة الصبر
من سنن الله التي لا تتبدل ولا تتخلف أنه يبتلي الناس ليعلم الصادق من الكاذب، والمؤمن من الكافر، والصابر من الجازع، وليميز كل فريق عن الآخر {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}(الأنفال). والقرآن الكريم ينص في آياته المحكمات على أن الابتلاء سنة من سنن الله في الخلق {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}(الملك)، ومن يتأمل التاريخ والوقع وأحوال نفسه والناس من حوله لا يكاد يرى إنسانا إلا وقد ابتلي بنوع من أنواع البلاء: إما في نفسه وعافيته وماله، وإما في أهله وأقاربه وعياله، لا يخلو أحد من ذلك على الإطلاق ولكنهم بين معجَّل ومؤجَّل، فالابتلاء قصه طويلة، وتاريخ ممتد بدأ منذ أنزل آدم إلى الأرض، فلابد من الابتلاء حتى لا يكون الإيمان مجرد ادعاء يناله كل من ادعاه دون أن يُبتلى لتُعرف حقيقة دعواه {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت:2، 3)، فالابتلاء تمحيص ليُعلم أهل الصدق من أهل الكذب، وليُعلم أهل الإيمان من أهل النفاق، وليعلم الله الصابرين.
نحو دور تربوي إيجابي منشود في تربية الأبناء
تعد تربية الأبناء مسؤولية عظيمة أمام الله -عزوجل-؛ إذ في صلاحهم صلاح المجتمع والأمة، ولعل تربية الأبناء والتعامل معهم فن يستعصي على كثير من الآباء والأمهات والمربين، وكثيرا ما نتساءل عن أجدى السبل للتعامل مع الأبناء؟ ولكي نحسن التربية يجب إعادة النظر في بؤر الاهتمام والوسائل والأساليب المستخدمة في التربية، ولا شك بأن القضية الحاسمة في هذا الموضوع تكمن في دراسة سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وكيف كانت تربيته وتعامله؟ فهي النموذج المتكامل الذي نستطيع من خلاله استقاء الأسس التربوية الصحيحة كافة التي تنتج إنسانًا إيجابيا فاعلًا.
المرأة المسلمة وحسن الخلق
الخلق الحسن هو قوام حياة المرأة المسلمة، وعليه مدار سعادتها فإن رزقته فقد رزقت كل خير، وإن حرمته فقد حرمت من كل خير، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول لمن جاء يسأل عن البر «البر حسن الخلق» (رواه مسلم)، كما سئل - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الجنة فقال: «تقوى الله -تعالى-، وحسن الخلق» (رواه الترمذي)، وقال - صلى الله عليه وسلم في بيان شرف حسن الخلق-: «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا» (رواه البخاري والترمذي وأحمد)،والأخلاق الفاضلة تكتسب بالمواظبة والتعود، فرِّوضي نفسك عليها، وتعَّودي التخلق بها، وواظبي عليها تفوزي -إن شاء الله تعالى- بحسن الخلق، فحسبك خيراً وشرفاً أن توصفي بحسن الخلق.
من سمات المرأة المسلمة الثبات على الحق
إن المرأة المسلمة تتميز بالثبات على الحق؛ فهي سابقة بالخيرات، منافسة في الطاعات، تسارع إلى مغفرة من ربها ورضوان، ليس في قاموس شخصيتها الوقوف أو التقهقر للوراء، لا تبدد طاقاتها ذات اليمين وذات الشمال، بل هي على الصراط المستقيم، تمتثل قول مولاها -عزوجل-: {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} (الأنعام:153) مستعينة بالله -تعالى- تردد قوله الحق: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} (الفاتحة:6).
الصمت وحسن السمت من الأخلاق الفاضلة
عليك أختي المسلمة أن تمسكي لسانك عن كثرة الكلام بلا فائدة، وأن تكوني حسنة السمت، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» (رواه البخاري ومسلم)، وإذا تكلمت فأوجزي في الكلام، وتكلمي بالمعروف فقط، قال الله -تعالى في تأديب نساء النبي صلى الله عليه وسلم -: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى...}(الأحزاب : 32، 33)، والزمي حسن السمت في لباسك، ومشيك وقعودك، وفي عملك، وقولك.
أهل الصَّبْر هم أهلُ الخير والشُّكر
أهل الصَّبْر هم أهلُ الخير والشُّكر؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه عنه عمرُ بن سعد بن أبي وقَّاص، عن أبيه، قال: قال رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «عجبتُ للمؤمن! إذا أصابَه خيرٌ حمِد الله وشَكَر، وإنْ أصابتْه مصيبةٌ حمِد الله وصبَر، فالمؤمن يُؤجَر في كلِّ أمره، حتى يُؤجر في اللُّقمة يرفعها إلى فِيِّ امرأته».
المرأة الداعية
قال الشيخ ابن باز -رحمه الله - في رده على سؤال: عن المرأة والدعوة إلى الله، ماذا تقولون؟، فأجاب -رحمه الله- بقوله: على المرأة المسلمة الدعوة إلى الله -عز وجل-، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن النصوص من القرآن الكريم والسنة المطهرة تدل على ذلك، ثم عليها أن تكون مثالًا للعفة والحجاب عن الرجال الأجانب، وتبتعد عن الاختلاط، وتكون دعوتها مع العناية بالتحفظ من كل ما يُنكر عليها، وعليها أن تبتعد عن اللباس الذي قد تفتن الناس به، وأن تكون بعيدة عن كل أسباب الفتنة، من إظهار المحاسن، وخضوع في الكلام، مما ينكر عليها.
الهدية إلى الجيران
دعت الشريعة الإسلامية إلى الترابط والتآخي والتآلف؛ فحينما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - آخي بين المهاجرين والأنصار؛ لتتآلف القلوب، وتقوى أواصر الأخوة بين المسلمين؛ ولهذا شجع الإسلام كل خصلة تقوي تلك الروابط، ومن هذا وصيته بالجارة لنساء المؤمنين وزوجات المؤمنين من بعدهن بالإحسان إلى جارتها، عن طريق إعطائها مما من الله به من طعام أو شراب، ولو شيئًا محقَّرًا عند الناس، فإنه سينفع الجارة ويدخل عليها السرور؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها، ولو فرسن شاة».

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #47  
قديم اليوم, 05:09 PM
الصورة الرمزية ابو معاذ المسلم
ابو معاذ المسلم ابو معاذ المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 122,001
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1199

الفرقان



العقيدة هي الأساس
كانت العقيدة وما زالت هي أساس الدعوات ورأس المطالب، وتوحيد الله ومعرفته، ودعوة النبيين كلها تدور حول هذا الأصل ومتطلباته وآثاره، فينبغي للإنسان أن يكون هذا هو أول مطالبه ومبدأ علومه، وأصل أصوله.
القوامة تعزيز للمكانة لا تقليل لها
قال الله -تعالى-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِم}، الإسلام دينٌ يقوم على السواءِ، وكل أحكامه تبتغي الحياة المستقيمة للمرء، وحسن تطبيقه للاستخلاف في الأرض. ولذلك فإن آية القوامة جاءت في سبيل ترسيخ مبادئ الحياة الزوجية، قال ابن العربي -في تفسير الآية-: «قوله: {قَوَّامُونَ} المعنى: هو أمين عليها، يتولى أمرها ويصلحها في حالها، ولا شك في أن الشرع قد جعل للرجل حقوقا وواجبات تليق به، كما جعل للمرأة حقوقا وواجبات تليق بها، وهما يختلفان في ذلك باختلاف الطبيعة التي خلق عليها كل منهما، وقوامة الرجل على المرأة ثابتة بنصوص الكتاب والسنة، وهي قوامة تكليف ومسؤولية أمام الله -عز وجل-، وليست لتشريف الرجل على المرأة، وهي أيضا للترتيب وتدبير أمور الأسرة، وليست للتسلط على المرأة وإذلالها، فعلى هذا المعنى الشرعي ينبغي أن يفهم أمر القوامة، والقوامة لا يترتب عليها زيادة في مكانة الرجل في الإسلام، أو كونه مفضلًا على المرأة في الثواب، إنما هي نموذج عيش مشترك يرجو الغاية نفسها في الآخرة.
واجبنا تجاه قضية فلسطين
قضية فلسطين هي قضية كل المسلمين، والاعتداء عليها يعني الاعتداء على كل المسلمين، وإن ما تواجهه أرض فلسطين عموما وغزة خصوصا في الفترة الأخيرة، يعد انتهاكات وخرقا للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، وإن نصرة فلسطين والفلسطينيين المظلومين والمستضعفين واجب أخلاقي وإنساني وشرعي، توجبه علينا الظروف القاسية التي يمر بها إخواننا، من قصف متواصل؛ وتقتيل، وهدم بيوتهم وسلب أرضهم ومحاولة تهجيرهم، ونحن مطالبون ببذل الوسع والجهد لنصرتهم بما نملكه ونقدر عليه، وعلينا أن نوقن أن النصر من عند الله، وأنه كائن لا محالة لعباده المؤمنين؛ لأنه وعد الله، وقد جرت سنة الله في خلقه أن ينتصر الحق ولو بعد حين.
المرأة وقضايا الأمة
ينطلق اهتمام المرأة المسلمة بقضايا أمتها من مبدأ الولاية العامة بين المؤمنين والمؤمنات، قال -تعالى-: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}، قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: وصف الله المؤمنين بضد ما وصف به المنافقين، فقال‏:‏ ‏{‏وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ‏}‏ أي‏:‏ ذكورهم وإناثهم ‏{‏بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ‏}‏ في المحبة والموالاة، والانتماء والنصرة‏، {‏يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ‏}‏ وهو‏:‏ اسم جامع، لكل ما عرف حسنه، من العقائد الحسنة، والأعمال الصالحة، والأخلاق الفاضلة، وأول من يدخل في أمرهم أنفسهم، ‏{‏وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ‏}‏ وهو كل ما خالف المعروف وناقضه من العقائد الباطلة، والأعمال الخبيثة، والأخلاق الرذيلة‏، ‏{‏وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ‏}‏ أي‏:‏ لا يزالون ملازمين لطاعة اللّه ورسوله على الدوام‏.‏
الابتلاء سُنّةٌ ماضية ثابتة
من أصول الإيمان أن نعتقد أن الله -تعالى- حكيم في جميع أفعاله؛ لا يفعل شيئاً إلّا لحكمة تامّة، عَلِمَها مَنْ عَلِم، وجَهِلَها مَنْ جَهِل؛ ومن ذلك إنزال البلاء بالعباد؛ فاللهُ -تعالى- لا يُنْزِل البلاءَ عبثاً، حاشاه -سبحانه-، وإنما يُنْزله لحِكَمٍ عظيمة جليلة، بيّنَها في كتابه وسُنة نبيّه - صلى الله عليه وسلم -، فابتلاء العباد سُنّةٌ ثابتة ماضية من الله -تعالى- في جميع خلقه؛ ليختبر صدقَ إيمانهم، قال -تعالى-: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت:2-3).
جلباب الحياء
جلباب الحياء أعظم ما تستتر به المرأة المسلمة، وله أثر عظيم في صلاح أقوالها وأفعالها وتصرفاتها، وإن من علامات حيائها قرارَها في بيتها، ووقارها في حديثها، وإسباغ جلبابها عند خروجها، واجتنابها مواطن الاختلاط، وغلبة الستر والصيانة والعفة عليها.
الحياء منهج حياة
جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الحياء منهج حياة، وضابطا للإنسان، يضبط به أعماله وأفعاله؛ فعَنْ أبي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ الْبَدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت»(الْبُخَارِيُّ)، فمن نزع منه الحياء لم يبال بما يفعل، حلالا أم حراما، كريما أو خبيثا، صالحا أو طالحا؛ لأنه لا حياء عنده من الله ولا اعتبار للناس في نظره؛ فهو جريء على القبائح، مقبل على النقائص، وإذا كان الحياء في الرجال مروءة وأخلاقا وكمالا وجمالا، فإنه في النساء أكمل وأجمل، وهو فيهن زينة وجمال، وحسن وبهاء وعفة، وهو أزين زينتهن وأفضل أخلاقهن.
المرأة التي نريد
  • المرأة التي نريد: هي الأم المربية التي تخرج الأجيال، وبقدر صلاح الأم أو فسادها يقاس حال المجتمع صلاحًا وفسادًا، ولذلك أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - باختيار الزوجة ذات الدين.
  • والمرأة التي نريد: هي المعلمة والمتعلمة، فتتعلم ما يهمها من أمور دينها وتتفقه فيه، ثم تنطلق داعية ومعلمة لغيرها.
  • والمرأة التي نريد: هي المرأة التي تقوم بما يقوم به الرجل من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد جمع الله -عز وجل- بينهما بقوله: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (التوبة:71).
المجتمعات والحياء
إن الحياء في المجتمعات صمام أمان، ومصدر صيانة؛ فإنه يرتفع بأخلاق أفراده، ويسمو بآدابهم، ويزيد ترابطهم، ويعزِّز لُحْمَتهم، ويقوِّي أُلْفَتهم، ويشيع بينهم الخصال الكريمة والفعال الحميدة، ويدعوهم إلى الخير والبر ومكارم الأخلاق، فيُحتَرم أهلُ الفضل، وتُصان الحرمات، ويُترفَّع عن السفاسف والرَّذائل، ويزداد المجتمع بذلك أمنًا وأمانًا، وخيرًا وصلاحًا، وإذا ذهب الحياء فسدت الأذواق، وساءت الأخلاق.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 56 ( الأعضاء 0 والزوار 56)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.


 ••• جميع المشاركات والآراء المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع •••

انضم الينا عبر فيس بوك

انضم الينا عبر فيس بوك

إجعلها بداية تصفحك للأقسام  

شبكة الشفاء الاسلامية  لإعلاناتكم إضغط هنا

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 134.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 130.08 كيلو بايت... تم توفير 4.63 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]