أعمال القلوب - الصفحة 4 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
معلومات عامة الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية العلاج بالاعشاب والنباتات

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 6806 - عددالزوار : 73092 )           »          فضل الدعاء (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الثبات على الدين في ظل الفتن (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          من أصبح جُنبًا في يوم بارد فهل يتيمَّم؟ (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          من صلى البردين دخل الجنة (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          توضيح مقولة: «السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها» (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          ما يفعله الشخص عند التثاؤب (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          شكر النعم (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 97 )           »          معنى الشرك الأصغر (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 92 )           »          50×50 .. وإعادة الحياة (اخر مشاركة : ابو معاذ المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 106 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 10-10-2023, 04:31 PM
الصورة الرمزية ابو معاذ المسلم
ابو معاذ المسلم ابو معاذ المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 122,003
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أعمال القلوب

أعمال القلوب

د. أمير الحداد

– خشوع القلب لما نزل من الحق واجب


- من محاسن حضور الجماعة، سؤال الإخوة عنك إذا غبت عن صلاتين أو ثلاث، على غير عادتك؛ لذلك عندما التقيت (أبا وليد) بعد غياب يومين عن صلاة الجماعة، صافحته بحرارة، وسألته عن السبب.
- الحمدلله، كل الأمور بخير -بفضل الله.
رافقني بعد الصلاة.
- بصراحة لا عذر لي في الغياب، ولكني شعرت أنني لا أخشع في صلاتي بالمسجد، فأصابني الكسل، وحديث نفس ووسوسة: بألا داعي للذهاب إلى المسجد؛ فكنت أصلي في البيت.
- أعلم ذلك، ولا عذر لي كما قلت لك، ولكن أود أن أصلي بخشوع، كما قال الله -تعالى-: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (المؤمنون).
- الخشوع عمل قلبي، يجتهد الإنسان في تحصيله، ويزيد وينقص، وربما يغيب أحيانا؛ ففي الحديث عن أبي ربعي حنظلة بن الربيع الأسيدي أحد كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لقيني أبو بكر - رضي الله عنه - فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قلت: نافق حنظلة يا أبا بكر، نكون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين، فإذا رجعنا إلى الأزواج والضيعة نسينا كثيرا، قال: فوالله إنا لكذلك، انطلق بنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانطلقنا؛ فلما رآه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لك يا حنظلة؟ قال: نافق حنظلة يا رسول الله، قال : وما ذاك؟ قلت: نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين، فإذا رجعنا عافسنا الأزواج والضيعة ونسينا كثيرا، قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: لو تدومون على الحال التي تقومون بها من عندي، لصافحتكم الملائكة في مجالسكم، وفي طرقكم، وعلى فرشكم، ولكن يا حنظلة ساعةً وساعةً.. ثلاث مرات» رواه مسلم.
فالمسلم تتقلب حاله، من زيادة الإيمان والخشوع والتقوى وتنقص، ولكن لا يترك صلاة الجماعة؛ بزعم أنه لا يخشع فيها.
توقفنا عند مركبته.
- ما معنى الخشوع؟
- لفظ (خشع) ورد في القرآن سبع عشرة مرة، جاء في خمسة عشر موضعا بصيغة الاسم، مثل قوله: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}، وجاء في موضعين بصيغة الفعل في قوله -تعالى-: {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا} (طه:108)، وقوله -تعالى-: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} (الحديد:16).
ولفظ (خشع) له أربعة معان:
- الأول: التصديق والتسليم، مثل قوله -تعالى-: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} (البقرة:45).
قال الطبري: إلا على الخاضعين لطاعته، الخائفين سطواته، المصدقين بوعده ووعيده.
- الثاني: التواضع والخضوع، مثل قوله -تعالى-: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (الأنبياء:90). أي متواضعين خاضعين.
وقوله -عز وجل-: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} (القلم:43)، أي: خاضعة أبصارهم للذي هم فيه من الخزي والهوان.
- الثالث: التذلل: ومنه قوله -تعالى-: {الذين هم في صلاتهم خاشعون}، قال الطبري: خشوعهم فيها تذللهم لله فيها بطاعته وقيامهم بما أمرهم بالقيام به فيها.
- الرابع: سكون الجوارح، ومنه قوله -تعالى-: {وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا} (طه:108)، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: سكنت.
والخشوع من آخر ما يتحصله العبد في العباد بعد مجاهدة، ولذلك يكون أول ما يفقده، كما قال حذيفة: أول ما تفقدون من دينكم الخشوع.
وقال الحسن البصري: الخشوع هو الخوف الدائم اللازم للقلب؛ لذلك اتفقوا أن الخشوع محله القلب.
وخشوع كل عبد على قدر علمه بربه، ويتحصله الإنسان في الصلاة بحضور قلبه، فعلى قدر حضور القلب في القراءة بتدبر وتفكر، وفي الركوع، وفي السجود، يكون الخشوع: إذا استحضر العبد أنه إذا كبّر للصلاة فإنه يقف بين يدي الله (أي أمام الله -عز وجل).
فإذا قال العبد الحمدلله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال الله: مجدني عبدي، وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال الله: هذه بيني وبين عبدي ولعبد ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال الله: هؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل. (مسلم) عن أبي هريرة.
هذا في الفاتحة، وهكذا ينبغي أن يستحضر العبد قلبه، فيسمع ما يقرأ، فتدخل المعاني قلبه، ويتحصل الخشوع.
- أحيانا، يتصنع المرء هيئة الخشوع، وليس بخاشع!
نظرت إلى صاحبي مبتسما.
- ولماذا يتصنع الخشوع؟
لم انتظر إجابته، تابعت حديثي.
يقول الفضيل بن عياض: يكره أن يرى على الرجل الخشوع أكثر مما في قلبه.
ويقول ابن القيم -في الفرق بين خشوع الإيمان وخشوع النفاق-: «خشوع الإيمان هو خشوع القلب لله بالتعظيم والإجلال والوقار والمهابة والحياء؛ فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والخجل والحب والحياء وشهود نعم الله؛ فيخشع القلب لا محالة؛ فيتبعه خشوع الجوارح، وأما خشوع النفاق فيبدو على الجوارح تصنعا وتكلفا، والقلب غير خاشع».
أردت أن أنهي الحديث ليذهب كل منا لحاجته.
- يا أبا وليد، حضور الجماعة، عمل جسدي، تسمع الأذان، فتتوضأ وتخرج من بيتك، وتأتي إلى المسجد فتصلي مع الإمام، هذه الأمور تجلب لك ما لا يحصى من تكفير السيئات وتكثير الحسنات، ورفع الدرجات، وبعد ذلك تتحصل على ما تريد من التقوى والخشوع والإنابة، إلى غير ذلك من أعمال القلوب، وفقني الله وإياك.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 10-10-2023, 04:32 PM
الصورة الرمزية ابو معاذ المسلم
ابو معاذ المسلم ابو معاذ المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 122,003
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أعمال القلوب

أعمال القلوب

د. أمير الحداد

– مفتاح الرغبة في الآ خرة الزهد في الدنيا


تميز الشيخ (حامد) بخطب الموعظة والترغيب والترهيب، صوته الجهوري وأسلوبه الخطابي، ولغته السلسة، جعلت مسجده قبلة من أراد أن يرق قلبه، وتذرف عينه، ويتذكر الآخرة في خطبة الجمعة.
طلب صاحبي أن نصلي عنده آخر جمعة من العام الميلادي (2022)، ظنا أننا سنكون في الصف الأول، ولما وصلنا المسجد قبل الأذان الأول، لم نجد مكانا إلا في الصف الثالث، فأدينا السنة، وجلست أقرأ سورة الكهف، وبقي صاحبي يصلي ركعتين إلى أن يصعد الخطيب المنبر، وهذه عادته دائما. لم يخيب ظننا الشيخ حامد، ألقى موعظة بليغة عن قيمة الوقت، وفناء الدنيا واغتنام الفرص للاستزادة والاستعداد للآخرة.
دعنا نستعيد ما ذكره الشيخ، جزاه الله خيرا.
كنا في انتظار خروج المركبات من المواقف، وهذا يستغرق بعض الوقت لكثرة المصلين.
- مدار (الرغبة والرهبة) اللذان لابد أن يكونا مجتمعين في قلب كل مؤمن، مدارهما الشكر وطلب العافية والتوبة النصوح، وهما (الرغبة والرهبة) مفتاح التوفيق، {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}.
علقت على كلام صاحبي.
- وهنا ذكر الشيخ قضية مهمة، وهي أن (الرغبة والرهبة) بيد الله، وفضل الله يؤتيه من يشاء، ويضعهما الله في قلب العبد إذا كان القلب صالحا لهذه الهبة، فعلى العبد أن يهيئ قلبه، ويدعو ربه، فيرزقه الله (الرغبة والرهبة)، وهما أساس التوفيق والفلاح.
- والموعظة، التي هي الأمر والنهي مقرونان بالرغبة بالنعيم والرهبة من العذاب، يحتاجها، المنيب الطائع، والمعرض الغافل، والمعارض المتكبر، أرسل الله موسى وهارون إلى الطاغية فرعون، ليعظاه، ويذكراه، ويأمراه، وينهياه: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (طه44). {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى} (طه:48). وكذلك الموعظة لخيرة البشر (الصحابة) كما في الحديث عن عرباض بن سارية: «وعظنا رسول الله -[- موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون» (صحيح أبي داود).
تيسرت أمورنا، وتمكنا من الوصول إلى الطريق السريع الموصل إلى المنازل التي لا تبعد إلا سبع دقائق عن المسجد.
- هل لك أن تبحث في كتاب الله عن آيات الرغبة والرهبة؟
- لك ذلك يا (أبا صالح).
- سبحان الله! هكذا بدأت حديثي بعد أن انتهيت من البحث في هاتفي.
- اسمع يا (أبا صالح).
الرغبة بمشتقاتها تكررت 8 مرات في كتاب الله، والرهبة بمشتقاتها تكررت 8 مرات في كتاب الله، واجتمعت (الرغبة والرهبة) في آية واحدة فقط هي قوله -تعالى-: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (الأنبياء:90).
أما الآيات فهي:
1- {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ} (التوبة:59).
2- {عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ} (القلم:32).
3- {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} (البقرة:130).
4- {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ} (النساء:127).
5- {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ} (التوبة:120).
6- {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب} (الشرح).
7- {قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} (مريم:46).
وآيات الرهبة:
1- {لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ} (الحشر:13).
2- {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (البقرة:40).
3- {قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} (الأعراف:116).
4- {وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} (الأعراف:154).
5 - {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} (الأنفال:60).
6- {وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} النحل:51).
7- {سْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} (القصص:32).
- إنه كلام الله -سبحانه.
واسمع هذه الموعظة التي ظهرت لي للتو:
قال علي بن أبي طالب -رضي اله عنه -: إياكم وتحكيم الشهوات على أنفسكم! فإن عاجلها ذميم، وآجلها وخيم، فإن لم ترها تنقاد بالتحذير والإرهاب، فسوفها بالتأميل والإرغاب، فإن الرغبة والرهبة إذا اجتمعا على النفس ذلت لهما وانقادت. ثم ضمنها تلاوة كتابه المنزل ليتدبر ما فيه، من أوامره ونواهيه، ويعد إعجاز ألفاظه ومعانيه، ثم بأوقات راتبة، وأزمان مترادفة؛ ليكون ترادف أزمانها وتتابع أوقاتها سببا لاستدامة الخضوع له والابتهال إليه، فلا تنقطع الرهبة منه ولا الرغبة فيه، وإذا لم تنقطع الرغبة والرهبة استدام صلاح الخلق. وبحسب قوة الرغبة والرهبة يكون استيفاؤها على الكمال أو التقصير فيها حال الجواز. (انتهى).
وفي القرآن الكريم من المواعظ والترغيب والترهيب، والوعد والوعيد ما يوجب للعبد الرغبة والرهبة، وإذا وجدت عند الإنسان الرغبة في الخير والرهبة من الشر أوجب ذلك تقديم مراد الله على مراد النفس، وصار ما يرضي الله أحب إلى العبد من شهوات نفسه، وينبغي أن يجمع في دعائه بين الرغبة والرهبة.
ومن حسن الدعاء الجمع فيه بين الرغبة والرهبة، فإنها من سنن الأنبياء قبلنا، قال -تعالى- عن زكريا: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (الأنبياء:90). ومن كمال الدعاء أن يجمع الداعي حال دعائه بين الرغبة والرهبة والتوبة: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 10-10-2023, 04:34 PM
الصورة الرمزية ابو معاذ المسلم
ابو معاذ المسلم ابو معاذ المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 122,003
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أعمال القلوب

أعمال القلوب

د. أمير الحداد

لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه

في إحدى زياراتي القصيرة إلى الشارقة، رافقني (أبو عبدالله)، وهو من محبي السفر في المركبة، وأنا أستثقل السفر بالمركبة، ولاسيما إذا لم تكن مدة السفر تزيد عن خمسة أيام. كانت رحلتنا بهذه المركبة ليوم واحد، غادرنا الثلاثاء ورجعنا الأربعاء، استأجرنا مركبة من المطار، وكالعادة بدأنا الرحلة بتناول الغداء في مركز التسوق الرئيسي في عجمان. - وهل يوصف القلب بالاستقامة؟ لأن الحديث الذي أعرفه يرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - أحد الصحابة، فيقول: «قل آمنت بالله، ثم استقم» كأنه يأمره بالتزام العمل الصالح. - تعني حديث سفيان بن عبدالله الثقفي: «أن رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: قل آمنت بالله ثم استقم، فقال الرجل: يا رسول الله، وما أخوف ما تخاف علي؟ فأشار أو أومأ إلى لسان نفسه» (مسلم). - نعم هذا الحديث. - في الشرح بيان بأن الاستقامة ثمرة للإيمان الصحيح، فلا استقامة نافعة إلا بعد الإيمان الصحيح، وهذا عمل قلبي، قال ابن رجب: «والاستقامة هي سلوك الصراط المستقيم وهو الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة ولا يسرة، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها: الظاهرة والباطنة وترك المنهيات كلها» انتهى كلامه. أحضر العامل غداءنا، وتابعنا حديثنا. - فالاستقامة، تعني السير على المنهج الصحيح دون إفراط ولا تفريط ودون زيادة أو نقصان، وإذا وقع العبد في تقصير، تاب ورجع إلى الصراط المستقيم. أما وصف القلب بالاستقامة فقد ورد في حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه» (صحيح الترغيب)؛ فالقلب هو أساس الاستقامة، بأن يلتزم الصراط المستقيم، كما قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «الاستقامة: أن تسقيم على الأمر والنهي ولا تروغ روغان الثعلب». - تشبيه جميل، وربما يمكننا أن نقرب المعنى لعامة الناس بأن تقول لأحدهم: ارسم لي خطا مستقيما، فإذا رسمه، قل هذه هي الاستقامة، دون اعوجاج، ولا دوران، بل التزام بالمنهج الصحيح الذي جاء من عند الله. - من أين أتيت بفكرة الخط المستقيم؟ أعجبتني!. - خطرت على بالي، وربطت بين أحرف (استقامة) و(خط مستقيم). - أحسنت! - دعني أقرأ لك بعض الآيات التي وردت في الاستقامة، يقول -تعالى-: {اهدنا الصراط المستقيم} (الفاتحة:6). ويقول -سبحانه-: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (هود:112). ويقول -عز وجل-: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ} (فصلت:6). ويقول -سبحانه-: {وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا (16) لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا} (الجن). ويقول -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} (فصلت:3). وأخيرا: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (الأحقاف:13). قال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: «فلم يلتفتوا عنه يمنة ولا يسرة فلم يلتفتوا بقلوبهم إلى ما سواه لا بالحب ولا بالخوف ولا بالرجاء ولا بالسؤال ولا بالتوكل، بل لا يحبون إلا الله ولا يحبون معه أندادا ولا يحبون إلا إياه، لا لطلب منفعة ولا لدفع مضرة ولا يخافون غيره كائنا من كان ولا يسألون غيره..» مجموع الفتاوى ج 28 ص32. أنهينا غداءنا، وتوجهنا إلى مركبتنا، رفع أذان الظهر، نظرت إلى صاحبي، قررنا أداء الصلاة ثم متابعة بنود جدول أعمالنا. بعد الصلاة، وقد جمعنا العصر قصرا بعد صلاة الظهر، تامة. - الآية، من سورة هود: {فاستقم كما امرت}، سمعت أنها أشد آية نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم . - الرواية عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: ما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آية هي أشد عليه من هذه الآية، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: «شيبتني هود وأخواتها». وفي رواية، عن الحسن أنه قال: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «شمروا شمروا.. وما رؤي ضاحكا بعدها». انطلقنا إلى منزلنا، لنأخذ الغرف، ونضع الأمتعة قبل أن نذهب إلى موعدنا في موقع البناء لنلتقي بمهندس المشروع الساعة الثالثة عصرا. إن الاستقامة تعنى: الاعتدال والتوازن، إنها في الحكمة والإصابة والسداد، والاستقامة مطلب نفيس وعظيم، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «أعظم الكرامة لزوم الاستقامة». والاستقامة تحتاج إلى جهد وصبر ومجاهدة، وذلك بعد عون الله وفضله وتوفيقه؛ فهو -سبحانه وتعالى- الموفق لسلوك طريق الاستقامة، بل أمر عباده أن يسألوها ويطلبوها منه -عز وجل- في كل وقت، بأن يقول العبد في كل صلاة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (الفاتحة: 6). ويقول -سبحانه-: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام: 153). فالمطلوب من العبد الاستقامة؛ فإن نزل عنها فالتفريط والإضاعة.. جاء في الحديث عن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن أفضل أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلَّا مؤمن» (صحيح ابن ماجه)، وقوله: «استقيموا، ولن تحصوا». أي: لن تطيقوا ولن تبلغوا كل الاستقامة، لكن على الإنسان المسلم أن يحاول، فإن لم يقدر على السداد فالمقاربة .. كما بين ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الآخر بقوله: «سددوا ، وقاربوا، واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله»، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل» (صحيح الجامع). فالاستقامة هي الاتباع لا الابتداع مع إخلاص القلب لله -عز وجل.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.


 ••• جميع المشاركات والآراء المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع •••

انضم الينا عبر فيس بوك

انضم الينا عبر فيس بوك

إجعلها بداية تصفحك للأقسام  

شبكة الشفاء الاسلامية  لإعلاناتكم إضغط هنا

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 85.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 82.70 كيلو بايت... تم توفير 2.78 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]