![]() |
|
|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() محاضرات منتدى تراث الرمضاني الثالث 1- أثر القرآن الكريم في تعزيز القيم الأخلاقية إنّ من أهمّ ما دَعا إليه القرآن الكريم تهذيب الأخْلاق، فقد أثنى اللهُ -تعالى- في كتابه الكريم على مَنْ زكى نفسه وأصلحها بمكارم الأخلاق ومحاسنها، في مواضع عدة؛ حيث قال -تعالى-: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} الشمس. كما أثنى على نبيه الكريم بحُسْن الخُلق في قوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم، وحصر النبي - صلى الله عليه وسلم - الغاية من بعثته الشريفة: إتمام مكارم الأخلاق، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق». رواه أحمد. وغير هذه من الأدلة الكثيرة التي تحدثت عن الأخلاق، وهو ممّا يدل على أنّ من أهم ما يدعو له ديننا الحنيف: هو حسن الخُلق، الذي به تَسمو النفوس، ويترابط به أفراد المجتمع المسلم. وكان العرب يتميزون بجملةٍ من الأخلاق الجميلة، كالكرم والشجاعة والسخاء ونصرة المظلوم، ولكن كان فيهم نقصٌ يحتاج إلى تكميل، وأعظم ذلك النقص الوقوع في الشرك، فإن الشرك ظلمٌ عظيم كما وصفه الله -عز وجل-، فالمشرك جاحدٌ لإحسان ربه، وجحود الإحسان من مساوئ الأخلاق، فكيف إذا كان هذا الإحسان من الله- تبارك وتعالى- للعبد، فيجحده العبد ويجعل شكر تلك النعم لغيره، أو يستعين بها على معصية خالقه ورازقه -سبحانه وتعالى.حُسن الخُلق غاية عظيمة فلا عجبَ إذًا أن يكون حُسن الخلق غاية عظيمة من غايات بعثة الرسل، والله -تبارك وتعالى- قد أثنى على أنبيائه ورسله بجملةٍ من الأخلاق الحسنة، وأجمل ذلك في قوله -سبحانه وتعالى- في سورة الأنبياء لما ذكر الله جملة من الأنبياء: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} الأنبياء.أما إمام الأنبياء - صلى الله عليه وسلم - فكان كما قال عنه ربه -عز وجل-: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم. وهو - صلى الله عليه وسلم - كان يتخلّق بأخلاق القرآن، التي أمره الله -تعالى- بها، حتى إنّ سعد بن هشام لما سأل عائشة -رضي الله عنها- فقال: يا أم المؤمنين، أخبريني عن خُلُق النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالت له: ألستَ تقرأ القرآن؟! قال: بلى، قالت -رضي الله عنها-: كان خلقه القرآن. متفق عليه. كان خلقه القرآن يعني أنّ كل ما يأمره الله -تعالى- به في القرآن، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعملُ به، ويتأدبُ بآدابه، ويقف عند حدوده، فمن أراد أن يعرف خُلُق النبي - صلى الله عليه وسلم - فليقرأ القرآن. ومع هذا فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينفك يدعو ربه -عز وجل- في قيام الليل، في ساعات الإجابة، أنْ يوفقه لحُسن الخُلق، فيقول: «اللهم اهْدني لأحسنِ الأخْلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرفْ عني سيّئها، لا يصرفُ عنّي سيئها إلا أنت». مع أنه -صلى الله عليه وسلم - نبيٌ معصوم، إلا أنه كان يدعو ربه بهذا الدعاء، ويبتهل إليه أن يهديه لأحسن الأخلاق، وأكرم الشيم. القرآن يهدي لمكارم الأخلاق هذا القرآن القريب منّا، والذي هو بين أيدينا، ويُتلى علينا ونقرؤه، الله -تعالى- يقول لنا: هذا القرآن يهدي، أي يدل ويرشد، إلى أقرب الطرق، وأحسن الأخلاق في جميع الأوجه، يهدي للتي هي أقوم في العقيدة، الإنسان يأخذ العقيدة الصحيحة الصافية من كتاب الله -عز وجل-، ويهدي للتي هي أقوم في العبادات، يهدي للتي هي أقوم في الأخلاق والسلوك، ويبشر المؤمنين الذين يؤمنون به إيماناً صحيحاً صادقاً فيه الاتباع الكامل، بأن لهم أجرا عظيما ينالونه في الآخرة. القرآن وتعزيز القيم وتزكية النفوس الصفات التي يحبها الله -عز وجل- من عباده أداء الأمانات كظم الغيظ والعفو والصفح وهذا الخُلُق سببٌ في جمع القلوب، لأنّ الإنسان إذا كان سريع الغضب، كثير الانتقام، غليظاً، شديدا قاسياً، فإنه تنفر وتنفض عنه الناس، كما قال الله -عز وجل-: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} آل عمران. فمن رحمة الله -عز وجل- أن جعل رسوله - صلى الله عليه وسلم - رحيماً بالناس، حليماً بهم، لذلك لا بد أنْ يتعوّد الإنسان كظم الغيظ، والحلم والصبر، ليكسب الناس ومودّتهم. {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} فالرسل عليهم الصّلاة والسلام، وأتباع الرسل من الدُّعاة إلى سبيل الله، هم من أعظم الناس إحساناً إلى الخَلْق، كما قال الله -عز وجل-: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} فصلت. والإحسان إليهم بالفعل يكون بإطعام الجائع، والتصدّق على المحتاج، وإعانة الضعيف، والتبسم في وجوههم، وفضاء حوائجهم. اعداد: الشيخ: د. محمد الحمود النجدي
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
••• جميع المشاركات والآراء المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع ••• |
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |