الشيخ عبدالرحمن السديس: بعض فتاوى الفضائيات تزين سفك الدماء وتناثر الأشلاء وأعمال الع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216078 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7826 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 52 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859606 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393951 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-02-2024, 09:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي الشيخ عبدالرحمن السديس: بعض فتاوى الفضائيات تزين سفك الدماء وتناثر الأشلاء وأعمال الع

الشيخ عبدالرحمن السديس: بعض فتاوى الفضائيات تزين سفك الدماء وتناثر الأشلاء وأعمال العنف والإرهاب



في حوار له مع مجلة الدعوة أكد فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أهمية الفتوى في الشريعة الإسلامية ومكانتها العظيمة، وحذر فضيلته من خطورة التجرؤ على الفتوى بغير علم راسخ ولاسيما في القنوات والمحطَّات الفضائية, وأعرب عن أمله أن يكون هناك اهتمام من قبل العلماء بهذا الموضوع وتتابع الأبحاث والدراسات فيه؛ ليضعوا حلاًّ لهذه الفوضى العارمة، والفتاوى الشاذة.
- لماذا الفضائيات؟
- كيف ترون فضيلة الشيخ أهمية انعقاد هذا المؤتمر وفي هذا الوقت بالذات؟
- الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فلقد أحسنت الرابطة صنعًا، ووفقت -بحمد الله- إذ اختارت هذا الموضوع المهم، وفي هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا، إن من المتقرِّر أن للفتوى في شريعتنا الغرَّاء منزلةً جليلة، ومكانة سامية عظيمة، وقد كان لعلماء الشريعة فيها -بفضل الله- عبر العصور القدحُ المعلّى، وفي الأمة الدور المجلّى، ولاسيما في المستجدات والنوازل، ويكفي أنّ مقام المفتين هو التوقيع عن ربِّ العالمين، كما ذكر ذلك العلامةُ ابنُ القيم رحمه الله في كتابه القيم “إعلام الموقعين” وفي ذلك من التشريف والتكليف ما لا يخفى، ومع اهتمام السلف بالفتوى وتواردهم على حلائبها فقد كانوا يتهيبونها، ويودّون أن لو كفوا مؤونتها، يقول عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله: “أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله ما منهم من محدث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث، ولا من مفت إلا ود أن أخاه كفاه الفتوى”.
- ولماذا كان اختياركم لهذا العنوان بالتحديد وهو فتاوى الفضائيات مع العلم بأن هناك محاور كثيرة يمكن طرقها في مجال الفتوى؟
- صحيح لكن بلا شك أن القنوات الفضائية انتشرت مؤخراً انتشاراً واسعاً ووصلت لأطراف العالم وملايين الناس، وانطلاقًا من الحرص على مقام التوقيع عن رب العالمين؛ إذ هو أعلى مراتب العلم، كما لا يخفى ما لخطورة التجرؤ على الفتوى بغير علم راسخ، وخصوصًا في القنوات والمحطَّات الفضائية، ومن تأتي أهمية هذا البحث، وإن المتأمل في واقع الفتوى المعاصرة، لتتأكد له أهمية هذا الموضوع وطرحه والتذكير به، فكم يرى الناظر نزلاء في حلائب العلم والمعرفة، وهم ليسوا منهما في شيء؟! ديدنهم الجرأة على الفتوى، والتجاسر على التحليل والتحريم، وهم من قليلي البضاعة في أحكام الشريعة ولربما نَسَبَ ما يراه إلى الإسلام، ترى أحدهم يجيب عن عظيم المسائل مما لو عُرِضَ على عمر رضي الله عنه لجمع له أهل بدر، وكم يتملَّكك العجب وأنت تسمع عبارات التعظيم لذواتهم، والتعالي في نفوسهم، قاموسهم: رأينا كذا، ترجيحنا، اختيارنا، والذي نراه، ونحن، وهلم جرًّا.
يقولون هذا عندنا غير جائز
ومَنْ أنتم حتى يكون لكم عِنْدُ؟!
وما عَلِم هؤلاء أن الجرأة على الفتوى جرأة على النار، وأن التجاسر عليها اقتحام لجراثيمها، والعياذ بالله! وأصبح الحديث في الحلال والحرام كلأً مباحًا لكل راتع، واستطال كثيرٌ على منازل العلماء، ومقامات العظماء والفقهاء، وعمدوا إلى أمور من الثوابت والمبادئ، وجعلوها عرضة للتغيير والتبديل، بدعوى تغير الفتوى بتغير الزمان، وكثر التحايل على الشريعة.
الانفلات والترخص
- لكن قد يقول بعضهم إنك تحمّل الأمر أكثر مما يحتمل جهلاً منهم بالواقع، أليس كذلك؟
- نعم هذا قد يقال كما تفضلت، ولكن الذي قد لا يعلمه كثير من القائلين به ما ترتب على هذا الانفلات من مطالبة بعض مفكري العصر بالترخص والتفلت من الأحكام، وعمدت بعض وسائل الإعلام، وقنواته المسموعة والمقروءة والمرئية، إلى إثارة قضايا كلية من الدين مع بعض المتعالمين ممن:
يمدون للإفتاء باعًا قصيرة
وأكثرهم عند الفتاوى كذلك
ومما زاد الطين بلة والداء علّة، ما انتشر في هذا العصر من الفضائيات وشبكات المعلومات (الإنترنت)، وما يطلق عليه فضائيات الفتوى، أو شبكات ومواقع الفتوى على الشبكة العنكبوتية، وما تعيشه من فوضى الفتاوى، وما تسببه من إثارة البلبلة والتشويه المتعمد، فهي بحق مَبَاءات في ناصية الجهل والقول على الله بغير علم، فبضاعتها الجرأة، وعملتها الإثارة، وأساطينها نكرات مجاهيل، يزينون سفك الدماء وتناثر الأشلاء، وأعمال العنف والإرهاب، وبعضها تعمد إلى مفتين يحققون أغراضها، ويسوِّقون أهواءها، همّها المتاجرة والتكسب بالفتوى دون اكتراث إلى حاجة الناس إلى فتاوى منضبطة بالضوابط الشرعية، ومبنية على الأسس العلمية والمقاصدية والقواعد الأصولية، مما كان له كبير الأثر وخطيرهُ على الوعي الإسلامي الصحيح لدى عامة المسلمين، كل ذلك يؤكد أهمية طرح هذا الموضوع وتتابع الأبحاث والدراسات فيه؛ ليضع الغُير على مقام التوقيع عن رب العالمين حلاًّ لهذه الفوضى العارمة، والفتاوى الشاذة، والإسهاب غير المنضبط في هذا المجال العظيم.
لذا، فإن الواجب - حماية لبيضة الإسلام، ودفاعًا عن أحكامه وتشريعاته - أن يُعنى بهذه القضية، غيرةً على الشريعة، والغيرة على الشريعة من المكارم، وهي أولى من الغيرة على المحارم، واستصلاحًا للأديان وهو أولى من استصلاح الأموال والأبدان، فكم تسمع من فتاوى فجَّة لا زمام لها ولا خطام، لا تُنَوَّرُ بِنُورِ النص، ولا تزدان ببيان حِكَم الشريعة ومقاصدها وأصولها، تبنى على التجري لا على التحري، لا تقوم على قدم الحق، فتعنت الخلق، وتشجي الحلق، وحق لهؤلاء أن تسلم الأمة من لأوائهم، وتحذر من غلوائهم.
فالواجب أن يقوم بهذا العمل المؤهلون دون المتعالمين، والأصلاء دون الدخلاء؛ حفظًا لدين الأمة، وتوحيدًا لكلمتها، وضبطًا لمسالكها ومناهجها؛ لتكون مبنية على الكتاب والسنة؛ بفهم سلف الأمة - رحمهم الله ـ وبذلك تسلم الأمة من غوائل المحن، وبواعث الفتن، وتوجد العواصم ـ بإذن الله - من قواصم الجريمة الشنيعة، وهي: القول على الله بغير علم. وليس من شكٍّ في أن الاستباق التقاني، والتسارع الإعلامي، له أثرٌ لا يُنْكر في انتشار الفُتيا، وتعزيز شمولها، وتحقيقها لكثيرٍ من نتائجها، ومقاصدها، وإصابتها معاقد الحق، في الحلال والحرام، والتشريع والأحكام.
ولا يُنكر الجانب السلبي الذي أناخ بِكَلْكَلِه، وأطل بخطوبه في كثير من ديار الإسلام عَبْرَ الأقنية والفضائيات، تمثّل ذلك في فوضى الإفتاء، ومزالقه الظاهرة، وتسيُّب الفُتيا، مما يُنْذِرُ بمأساةٍ إفتائية خطِرَة، لم يَعْرِف التاريخ لها مثيلاً.
لذلك فلا بد من تحديد الضوابط الشرعية لصحة الفتوى في الفضائيات وإعلاء منارها، وسيتحقق ذلك -بإذن الله- من خلال الضوابط الشرعية، التي أرى أنها قمنة بانتشال الفُتْيا من واقعها المُرِّ، وكبحها دون الانحدار في مجاهل الغُلوِّ والشطط، والتعالم والتجاسر، والهوى، والانحياز، والعجلة، والفوضى، التي ضربت بِجِرَانِها على كثيرٍ من الأقنية والأقطار.
ضوابط الفتاوى
- هلا تفضلتم ببيان بعض أهم الضوابط التي ترونها في هذا السياق؟
- أعتقد أن من أهم الضوابط أهلية المفتي، وتحقق شروط الإفتاء فيه. وهي كما ذكر أهل العلم خمسة: الإسلام، والعقل، والبلوغ، والعدالة، والاجتهاد، فهل يا تُرى تحققت هذه الشروط في مفتي الفضائيات؟ ومتى تحققت هذه الشروط في المفتي، فسيسلك بالفتوى والمستفتين مسالك الهدى والرشاد، وبضدها تتميز الأشياء.
والاعتماد على الأدلة الشرعية لتكون الفتوى محلاًّ للاعتبار، والقبول، والانضباط، وهذه الأدلة هي: الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس، فهل تنبني كثيرٌ من فتاوى الفضائيات اليوم على هذه الأسس، أم إنها عريّةٌ عن بعضها، لا تعدو رأيًا أو كلامًا إنشائيًا مسرودا.
ثم الثقة بالوسيلة الإعلامية وأمانة القائمين عليها وذلك باختيار القناة الإعلامية الموثوقة، التي تسعى في جدٍّ وصدق لإعلاء راية الإسلام، ونُصرة قضايا المسلمين، وبيان أحكام الشريعة بين العباد، ويتأكّد هذا الاختبار في هذه الآونة التي كثُرت فيها الأقنية المتاجِرَة بالدين، المسَمْسِرَة بقضايا الأمة ومناهجها الدعوية والخيرية والإصلاحية، بل في زمنٍ طَمَّت فيه المحطات الفضائية التي تتربَّص بالدين، وتبُثُّ السُّم الزُّعاف، بدعوى الانفتاح والتيسير تارة، وبدعوى المرونة والإصلاح أخرى.
وينبثق عن هذا التحري: الوقوف على أمانة القائمين على القناة وأغراضهم ومآربهم، ومدى مِصْدَاقِيَّتهم المِهَنِيِّة والخُلقية؛ إذ ربما حرَّفوا الفتوى نقصًا أو زيادة أو تدليسًا، وهذا الاختيار والتحرِّي من شأنهما احترام منصب الإفتاء، وألا يكون التعويل فيه إلا على الأكفاء.
ولما كانت بيانًا لحكم شرعي، وتَحْمِلُ في طياتها تبليغه للسائل؛ لذا وجب تقديمها بأسلوب مبين، وكلام واضح قويم، وخُلُوّها من المصطلحات التي يتعذر على المستفتي فهمها، وسلامتها من الشذوذ الذي يصادم الأدلة الشرعية والمقاصد المرعية، ويعد في هذا العصر طعنةً نجلاء في خاصرة الأمة، وأشواكًا في لهواتها.
مع سلامة الفتوى من الغموض والغرابة والإجمال حتى لا يقع السائل في الحيرة والشك، وقد جاءت الشريعة الغرَّاء بالرحمة والتيسير على العباد، والنَّأي بهم عن الحرج والمشاق دون دون تتبُّع للرُّخص، أو مصادمةٍ للنصوص الصحيحة الصريحة.
ومن الضوابط المهمة التي يُهَاب بلحظِها في الإفتاء؛ ليتَّصف بالدقة والشمول، والتجانُفِ عن النقص والقصور، اعتبار مقاصد الشريعة العميمة وغاياتها العظيمة، ومآلاتها الحكيمة. وليس يخفى أن هذا الملحظ الدقيق والمسلك العميق في الفتيا لا يُسْطاع إلا من لدن حاذقٍ زَكِنٍ قد رسخ في أعماق الشريعة باعه، وعم منها انتفاعه، وإن ما يُلحظ في فتيا الفضائيات من الخلخلة والتأرجح وقلة الرسوخ وعدم اعتبار غايات الشريعة ومراميها، لهو سببٌ فاتك بهذا الأصل العظيم -عَنَيْت: الإفتاء- الذي يحتاج مزيد الضبط والتسوير، دون أنصاف المفتين وأشباههم.
ومما يساق ضمن الضوابط المعتبرة في الفتيا - وخصوصًا ما نحن بصدده: الفضائية المباشرة- ضابط التروي والتثبُّت، وعدم الانبعاث في الإجابة، بل لا بد من الاستفصال في السؤال، وحسن الإصغاء؛ لأن الفتوى الفضائية، يتلقاها من المسلمين ما لا يُحْصون كثرة في المعمورة، والزلل فيها كالنار في الهشيم، يعز تدارُكه وشَعْبُه.
وإنَّ تصدَّر الفضائيات وبريقِها الإعلامي مدعاة الجُرْأة، والتعالم، مع ما يُزَيِّن به الشيطان من الغرور والعُجْب، فيمنع المفتي من التوقف والإحجام دون الفتوى، إن جَهِل الحُكم؛ لذا، فإن كَابِحَ: لا أدري-الذي غدا كالكبريت الأحمر في هذا الأوان نُدرةً- عند خفاء الجواب، واشتباه وجه الحق في الفتيا، أمر يجب أن يتوارد عليه المُفْتُون: دُرْبَةً وتدريساً، تأصيلاً وتأسيساً؛ لأنه الحصن الأشم دون الوقوع في الزلل.
ومن الضوابط المهمة لإحكام الفتيا دون المفاسد والمحاذير: أن يتولى ولي الأمر، أو من ينُوبُه، تنصيب المُفتِين وانتقاءهم، أو منعهم والحَجْر عليهم،
ومن الضوابط الصوارم، لفتاوى الفضائيات، التي تُذَاع على عالم مفتوح، لا يُفرِّق بين الملل والمذاهب، والفرق والمشارب، والثقافات والأفكار، قَصْرُ فتاوى القضايا المهمات، والنوازل والملمَّات على ولاة الأمور ومَنْ في حُكْمِهم من القُضاة والعلماء الموثوقين، والجهات المخوَّلة، كالمجامع الفقهية والهيئات الشرعية؛ كي تُحْكَم الأحكام، وتُزَمَّ أمور المسلمين والإسلام.
ومن الضوابط المهمة، في إعزاز جانب الإفتاء الفضائي، ألا يقدم “برامجه” إلا المؤهلون من طلبة العلم، وكان سَمْتُهم يتوافق وهَيْبة الإفتاء والشريعة؛ لأن طالب العلم يُمكنه استيعاب السؤال وتحريره على الوجه الصحيح، بخلاف غير المؤهلين من الإعلاميين، الذين يتصدَّرون هذه الحلائب الخطرة، وهم ليسوا في العِير ولا في النَّفير من هذه الرسالة الربانية.
بين السلب والإيجاب
- يوحي كلامكم بأن فتاوى الفضائيات لا تتوافر إلا على السلبيات والنقص.. ما تعليقكم؟
- الآثار لفتاوى الفضائيات: الحق أن آثارها على قسمين: إيجابية وسلبية، فمن إيجابياتها: القيام بواجب البلاغ والتَّبيين، وحماية جناب التوحيد من المحدثات، وإبطال التنديد، وانتشار العلم وانحسار الجهل، والاستثمار الأمثل للفضائيات، وانتظام أحوال الأمة، وارتباطها بعلمائها وولاتها، وانضباط الفتوى، وحصرها في الأكفاء، وتحقق مقاصد الشريعة في تطبيق شرع الله، وضبط منهجية التلقي في الفتوى، وتحقق الأمن الفكري، وبناء جيل يتحلى بالوسطية والاعتدال واضطلاع الأمة ببيان أحكام الإسلام عالميًا، ونشر هداياته.
وأما الآثار السلبية، فهي: تشويه معالم الدين. وخطورة الزَّلل في الفتيا. والعَجَلَة في الفتيا. والتحايل لدى بعض المستفتين. وانتهاز الفُتْيا لمآرِب مشبوهة. وعدم اعتبار العوائد والأعراف. والتساهل وتقصي فتاوى المتساهلين. وخطورة تعارض الفتاوى وأثره. وعدم القدرة على استكمال الأدلة. والتَّحرُّج من قول “لا أدري”
- وكيف ترون العلاج الناجح لهذه القضية بشكل عموماً؟
- أرى أن من الضرورة توعية المجتمعات الإسلامية بفقه الاستفتاء والفتوى، واستثمار قنوات العصر وتقاناته في ذلك, وتوحيد جهود المجامع الفقهية فيما يتعلق بالفتوى والإفتاء، وتفعيل دورها، وإمدادها بالخبراء والباحثين في شتى المجالات، والاتفاق عالميًا على اقتصار الفتوى على ثلةٍ معلومة وجهة موثوقة في كل قُطر، والعمل على ألا يتولَّى تقديم برامج الفتوى إلا طلبة العلم وأهل الاختصاص، دون غير المؤهلين من الإعلاميين والصحفيين، وعقد مؤتمرات وندوات دورية تجمع المفتين، وتناقش شؤون الفتوى ونوازلها، والعمل على إيجاد هيئة عليا من علماء الأمة الموثوقين، تُعد مرجعيةً موثوقة للتلقي والاستفتاء, والعمل على تأهيل المفتين، وإعداد دورات علمية تصقل مواهبهم وتنمي ملكاتهم, والإعداد الجاد، والتهيئة المدروسة، لما يُعرف بصناعة الفتوى وفن الإفتاء, والعمل على إيجاد جيل متخصص يحمل هم الإفتاء، ويُعنى بقضاياه وشؤونه، وشروطه وآدابه، وجميع متعلقاته وجوانبه العلمية والأدبية والاجتماعية والنفسية, وتخصيص كليات جامعية، وأكاديميات، ومعاهد، تهتم بشؤون الفتوى وإعداد المفتين, وطباعة مصادر الفتوى الموثوقة، وجعلها في متناول المفتين والباحثين والدارسين, وتأسيس قنوات فضائية تُعنى بالفتوى العالمية، والنوازل والقضايا الكبرى, والتوارد على وضع ميثاق شرف عالمي للاجتهاد والفتوى, والتنسيق البنَّاء بين دور الإفتاء ووسائل الإعلام والقنوات الفضائية بما يحقق ضبط الفتوى ويفعِّل دورها ويجلي آثارها وينأى بها عما يخالف ذلك, مع الحَجْرُ على أنصاف المفتين في الفضائيات، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية, والاهتمام بالارتقاء بلغة الخطاب وأسلوب البيان لدى المفتي، لتقديم الفتوى بقالب مشوقٍ ومؤثر, والعمل على إمداد جهات الفتوى بفرق عمل تُسهم في تقريب ما يكون عونًا للمفتي لأداء رسالته على الوجه الصحيح, وضرورة تخصيص هيئة إفتائية مستقلة تُعنى بفتاوى الأقليات.
رابطة العالم الإسلامي
- لا يسعني في ختام هذا الحوار إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لكم صاحب الفضيلة على رحابة صدركم وحسن استقبالكم، فهل من كلمة أخيرة؟
- أشكر الله عزَّ وجلَّ على ما منَّ به من انعقاد هذا المؤتمر المبارك في رحاب الصرح الإسلامي العتيد رابطة العالم الإسلامي، ثم إني أزجي من الشكر أجزله، ومن الدعاء أوفره، لراعي المؤتمر الموقر، خادم الحرمين الشريفين – وفقه الله - داعيًا الله أن يجعل رِعَايَتَه لهذا المؤتمر في موازين حسناته، ولصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة الذي حضر حفل الافتتاح وألقى كلمة خادم الحرمين نيابةً عنه - وفقه الله - كما أزجي عاطر الشكر ومزيد الثناء، لمعالي شيخنا الأستاذ الدكتور: عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، ونطاسيِّها المسدد على جهوده الدؤوبة ومساعيه الحثيثة في خدمة المسلمين وقضاياهم المهمة، وأخص بالشكر والتقدير المجمع الفقهي الأشم، وفي الصدارة فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: صالح بن زابن المرزوقي، كفاء سعيه لتميُّزِ هذا المؤتمر.


اعداد: forqan




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.22 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]