في النقد الأدبي: ما الأدب؟ ما النقد؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 28 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859100 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393445 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215739 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-10-2022, 06:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي في النقد الأدبي: ما الأدب؟ ما النقد؟

في النقد الأدبي: ما الأدب؟ ما النقد؟


سعيد العيماري




يَفرض علينا الحديث عن النقد الأدبي البدءَ بتتبُّع الجانب المفهومي باعتباره يُشكِّل جوهرَ أي بحث أو دراسة، ومن هذا المنطلَق سنعمَل هنا على الكشف عن الدلالات التي يَحملها مفهوما الأدبِ والنقد، مُحاولين الإجابةَ عن السؤال: ما الأدب؟ وما النَّقد؟ وما وجه العلاقة بينهما؟

في تحديد مفهوم الأدب:
غالبًا ما توظَّف كلمة (أدب) دون التفكير في تحديد دلالاتها وتوضيح معالمِها، وكأن المعنى الذي تَحمله معروف لا يتضمن أي إشكال، والحال أن للكلمة تاريخًا طويلًا تطوَّر فيه معناها.

فإذا كانت أغلب الدراسات التي تناولت المفهوم عند العرب تُشير إلى أنه لم يَرِدْ في العصر الجاهلي، فإن للكلمة حضورًا في صدر الإسلام للدلالة على التهذيب والخُلق الحسن، وكذا التثقيف والتعليم، استنادًا إلى ما ورد في الحديث الشريف، حين قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((أدَّبني ربي فأحسَن تأديبي)).

غير أن شيوعَ استِعمال لفظ (أدب) كان خلال العصرين الأموي والعباسي، وقد ورَدَ بمعانٍ مختلفة؛ إذ استعمل بدايةً بمعنى التعليم بطريق الرواية، وأُطلق لفظ المؤدِّب على الذي يوكل إليه تعليم أبناء الخاصة وهو مِن أصحاب العلوم والبيان، كما أُطلِقت كلمة (أدب) على العلم بالشعر والأنساب والأمثال والأخبار، فظهرت علوم اللغة ووُضعت أصولها، وأُدرجت هي الأخرى في باب الأدب، إلى أن نمَتْ واستقل بعضها عن الآخر، ليَقتصر معنى التأدب خلال فترة لاحقة على المأثور من الشعر والنثر.

وذهب "ابن خلدون" إلى أن علم الأدب لا موضوع له في إثبات عوارضه أو نفيها؛ وإنما المقصود منه عند أهل اللسان ثمرته، وهي الإجادة في فنَّي المنظوم والمنثور على أساليبهم ومناحيهم[1]، وقد اعتبر كل من "أحمد الشايب" و"عبدالعزيز عتيق" هذا التحديد الذي قدمه "ابن خلدون" يتضمن الكثير من الخلط؛ ذلك لأن الأدب لا بد له مِن موضوع.

وفقًا لذلك كله يبدو أن كل ما ورد عن العرب بخصوص الأدب لا يشير إلى ماهيته وجوهره، بقدر ما يُحاول حصره في المأثور من المنظوم والمنثور، دون تقديم مفهوم جامع يرصد مميزاته ومُكوِّناته، وحتى "لسان العرب" قيد دلالة الكلمة في معنى التأدب والتهذيب.

وعلى خلاف ذلك، فإن الدراسات الحديثة حاولت أن تقدم تعريفًا للأدب يكشف عن ماهيته من خلال مكوِّناته وعناصره، وإن كنا قد لاحظْنا تشعُّب دلالة هذا المفهوم واختلافها من اتجاه إلى آخر، لدرجة أنه أصبح من الصعب الحصول على تعريف موحَّد وشامل للأدب.

وهكذا، رأى أحمد الشايب "أن الأدب يمتاز أول ما يمتاز بأننا نعود إليه ونكرر قراءته... وعليه؛ فالأدب: هذه النصوص الخالدة التي يقرؤها الناس مرةً ومرة؛ لِما تحمل من قيم خالدة، وإثارة العواطف والانفعالات هي التي تكسب الأثر قيمة خالدة..."[2]، فهو بالنسبة إليه يتوفر فيه شرطان: الخلود، والإقبال عليه، بالإضافة إلى حَملِه قيمًا تؤكِّد ذلك الخلود، وقد أضاف الكاتب أيضًا أنه ينحلُّ إلى عناصر أربعة تشكل عموده وركيزته؛ وهي: العاطفة، والخيال، والفكرة، والصورة.

أما "عبدالعزيز عتيق"، فيحدِّد ماهية الأدب باعتباره: "الكلام الذي يَخرج الأديب بألفاظه عن معانيها الأصلية؛ للدلالة على معانٍ أخرى تستفاد بالإيحاءات والتداعي والقرائن"[3]، وإن كان لاحَظَ أن ذلك لا يَنطبِق على جميع أنواع الأدب وأجناسه.

بينما ذهب "عز الدين إسماعيل" - مستندًا إلى ما ورَدَ عن "هدسن" - إلى أن الأدب تعبير عن الحياة وسيلتُه اللغة، مضيفًا أنه لا يَنقل الحياة حرفيًّا بقدر ما ينقُل إلينا فهمَ الأديبِ للحياة من خلال تجارِبه الشخصية؛ ليُحقِّق المُتعة أو المنفعة التي قال بها "هوراس" مند أمد بعيد، ومؤكدًا في الآن نفسه أنه ثمَّة أربعة عناصر تشترك في تكوين العمل الأدبي، تتحدد في: العنصر العقلي، والعنصر العاطفي، وعنصر الخيال، والعنصر الفني أو عنصر التأليف والأسلوب[4].

وهكذا تعدَّدت التعاريف وتباينت، دون أن تقدِّم مفهومًا جامعًا مانِعًا لماهية الأدب، ولعل هذا ما دفع "عبدالفتاح كيليطو" إلى التأكيد على أن "التعريف الذي نود العثور عليه غير موجود، وإن كانت هناك طبعًا عدة تعريفات، لكنها لا تشمل إلا قِسمًا مِن الأدب، وتبقى عاجزةً عن الإحاطة بأقسام أخرى، ومن ثمة رأى أن تعريف الأدب محاولة سابقة لأوانها، ولن تنتج ثمارها إلا في إطار نظرية شاملة لكل أنماط الخطاب"[5].

يَضعنا هذا الطرح أمام إشكال يرتبط بمادة البحث الأدبي؛ أي: كيف نميز الأدب عن غيره؟ وما الذي يُعَدُّ أدبًا؟ وما الذي لا يُعدُّ أدبًا؟

يُشير "رينه ويلك" و"أوستن وارين" في كتابهما "نظرية الأدب" إلى أن "إحدى طرق تعريف الأدب اعتباره كل شيء مطبوع... وذهب "إدوين كرينلو" إلى أن كل ما يتصل بتاريخ الحضارة يدخل في نطاق الأدب"[6]، هو قول عام ومُنفتح على حقول معرفية لا تخص مجال الأدب؛ وإنما تشمل الهندسة والطب والتاريخ... ولذلك أشار الكاتبان إلى توجه آخر "يقصر الأدب على أمهات الكتب؛ أي: تلك التي تتميز بالشكل أو التعبير الأدبي مهما كان موضوعها، وهنا يكون الأساس هو القيمة الجمالية وحده"[7].

والتركيز على القيمة الجمالية من شأنه أن يفتح أمامنا الباب للحديث ليس فقط عن الأعمال الأدبية الخالدة أو المشهورة، بل أيضًا عن تلك الأعمال التي تتضمَّن هذا الجانب الجمالي من خلال مُكوِّناتها وعناصرها الفنية، والتي تشكل نظامها الداخلي الذي يفرض على المتلقي تصنيف الأدبي عن غير الأدبي؛ ولذلك اعتبر الأدب "لغة؛ أي: نظام علامات لا تتمثل كينونته في نظر بارث في هذه اللغة، بل في نظامه"[8].

في تحديد مفهوم النقد:
ينبغي التأكيد بدايةً على أن النقد ملازم للأدب، على أنه غير سابق عليه؛ ذلك أنه يُعتبَر ضربًا من المعرفة والتعليق والحكم والتقييم للعمل الأدبي، فإذا كان الأدب نشاطًا إبداعيًّا خلاقًا، فالنقد فعالية وقراءة لهذا النشاط.

وقبل الخوض في تحديد الدلالة الاصطلاحية للنقد، نبدأ بالإشارة إلى المعنى اللغوي الذي تحمله الكلمة في القاموس والمعجم، فقد ورَدَ اللفظُ في "لسان العرب" بدلالات مختلفة؛ فهو خلاف النَّسِيئَة، والنقد والتنقاد: تمييز الدراهم وإخراج الزيف منها، كما قد يحمل معنى العيب والتجريح؛ إذ ورد عن أبي الدرداء قوله: "إن نقدت الناس نقدوك، وإن تركتهم تركوك"، ونقَدَتْه الحية بمعنى لدغته، ونقَد الطائرُ الحَبَّ أخذه واحدةً واحدة، واستعملت بمعنى تعقب الأدباء لرصد أخطائهم والتشهير بها حتى لا يقع فيها الآخرون، ولعلَّ هذا ما جعل الدلالة السائدة للَّفظِ عند المهتمين من العرب بالشعر تمييزَ جيِّد الشعر من رديئه، وهو معنى يناظر المعنى اللغوي الأصلي "تمييز صحيح الدراهم من فاسدها".

استنادًا إلى ذلك كله، يُمكن الجزم بأن تاريخ الأدب عند العرب - واليونان قبلهم - قد تضمن إشارات إلى معنى التمييز بين الجيد والرديء، فاهتمَّ بنقد الأدب فلاسفة اليونان وتناولوه بالدراسة، ولنا في كتاب "الشعر" لأرسطو دليلٌ واضح، وقد صار مرجعًا للمُهتمِّين بالبلاغة والنقد.

كما نشأ النقد عند العرب بداية في شكل "مُلاحظات على الشِّعر والشعراء، قوامها الذوق الطبيعي الساذج"[9]؛ إما بهدف تجويد الشعر أو تجريح الشعراء، اعتمادًا على "الانفعال والتأثر، دون أن تكون هناك قواعد مدوَّنة يَرجِع إليها النقاد في الشرح أو التعليل"[10].

ومع ظهور الإسلام ساد ما يُمكن أن نُسميه المعيار الأخلاقي للحكم على جودة الشِّعر، وإن كنا نجد ملاحَظات تجعَل "الشعر قائمًا على الأهواء والشر، فإذا دخل في الخير ضعُف"[11]؛ كمُلاحظة "الأصمعي" على شعر حسان، بَيْدَ أن التعامل مع الأدب سيعرف تطورًا ملحوظًا بدءًا مِن القرن الثاني الهجري، في ظلِّ الصراع بين القديم والمحدَث، ليخوض فيه علماء اللغة والأدباء والمتأثِّرون بما نقل عن اليونان، وتطفو إلى السطح مواضيع الموازنة والوساطة، وتظهر قضايا من قبيل: الطبع والصنعة / اللفظ والمعنى / عمود الشعر / القديم والمحدث / السرقات الأدبية... أشارت إلى التوجه النقدي الجديد القائم على تتبُّع الأدب (الشعر منه على وجه التحديد) استنادًا إلى مقاييس ومعايير.

تضعنا هذه اللمحة الموجزة عن تاريخ النقد عند العرب أمام طبيعة النقد وخصائصه؛ حيث الفهم والتحليل والتفسير والتعليق والحكم تمثِّل عناصر العملية النقدية التي مِن شأنها أن تُفضي إلى الإفصاح عن قيمة العمل الأدبي، استنادًا إلى الذوق الذي يتأتى بالدُّربة والممارسة.



يتبع






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 83.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 81.95 كيلو بايت... تم توفير 1.77 كيلو بايت...بمعدل (2.11%)]