أريد أن أغيِّر من حياتي وأن أكسب مَن حولي وأصلح قلبي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12603 - عددالزوار : 220492 )           »          إذا كانت الملائكة لا تقرب جيفة الكافر فكيف ستسأله في القبر ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 130 - عددالزوار : 15820 )           »          حرف القاف (نشيد للأطفال) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          نوادر الفقهاء في مدح سيد الشفعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الجامع في أحكام صفة الصلاة 4 كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3959 - عددالزوار : 398591 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4428 - عددالزوار : 864971 )           »          أنماط من الرجال لا يصلحون أزواجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          أيها الأب صدر موعظتك بكلمة حب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-01-2021, 09:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,346
الدولة : Egypt
افتراضي أريد أن أغيِّر من حياتي وأن أكسب مَن حولي وأصلح قلبي

أريد أن أغيِّر من حياتي وأن أكسب مَن حولي وأصلح قلبي


د. ياسر بكار


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا شابَّة تجاوزت الثامنة والعشرين من عمري، وبدأت في التاسعة والعشرين، أنا - ولله الحمد - مُصابَة بالصَّرَع الجزئي، والحمد الله بسيط جدًّا، وهو جزئي ولا يكاد يُؤثِّر علي حياتي، ولكن أدويته أتعبَتْنِي، وأيضًا خوف الناس من هذا المرض أيضًا أتْعَبَنِي؛ حيث إنه كيف يقبل شابٌّ الارتباط بي وأنا مُصابَة به؟ وأكيد أنه سوف يكون العلاج صعبًا مع الحمل لو كتبه الله ويسَّره لي، أنا أُخفِي المرض عمَّن حولي؛ كما تعلمون نحن في مجتمع لا يفهم ويقدِّر ذلك، وينظر لهذا المرض نظرةً أخرى، ولكن الحمد الله على كلِّ حال، وهذه النقطة تُسَبِّب لي الكثير من القلق المستقبلي من الزواج والحمل، والزوج وأهله... وغير ذلك.

وأيضًا لديَّ نقصٌ في الغُدَّة الدرقية، ولديَّ وسواس قهري في العبادة، بصراحة لا أجد لحياتي طعمًا، أصبحت أجد في الصلاة شيئًا صعبًا وهمًّا، وفوق هذا لا أجد في أسرتي ما يسعدني؛ وذلك لأني عصبيَّة وسُلوكي معهم فيه بعضُ الشِّدَّة؛ لذلك الكلُّ ينفر مِنِّي ويكرهني.

وهناك شيء آخر: أنا مُطلَّقة، وقصَّة طلاقي سبَّبت لي الكثير من الألم؛ حيث بدأ الزواج علي عدم الصدق من الزوج، وتقدَّم لي لأنه كان يهدِّد زوجته الأولى فقط، وعندما وافَقتُ عليه بعد أن أعطى الوالد عهدًا أنه لن يردَّ زوجته الأولى، وأنه سوف يُطلِّقها بعد أن تضع الحمل، وخلال فترة الملكة حصل ودخل بي، وبعد فترة اكتشفت أنه يُعاكِس البنات، وأنه مُقصِّر في الصلاة، وأنه لا يريد ترك الأولى، فما كان مِنِّي إلا أن طلبتُ الطلاق، ووقع الطلاق، ولي الآن سبع سنوات بعد الطلاق، تقدَّم لي ثلاثةُ شُبَّان؛ أحدهم عقيم، والآخر لا عمل لديه، والآخر لم أرتضِه.

أصبحتُ أَلُوم أبي وأمي؛ حيث لم أجد منهم النُّصح لي في الزواج السابق، وخاصَّة دخوله بي بعد العقد وقبل البناء، أعلم أن هذا جائز شرعًا لكن أثَّر هذا عليَّ كثيرًا، وأصبح كثيرٌ من الرجال لا يرغب في الزواج من مطلَّقة.

وكلَّما ذهبت لأيِّ مناسبة أجد ترحيبًا كبيرًا من النساء، والكثير يسأل عَنِّي، ولكن بمجرَّد معرفتهم أنِّي مطلَّقة الكلُّ يُعرِض، وأجد في نفسي ألمًا كبيرًا جدًّا، وأصبحت أُحمِّل أبي وأمِّي هذا الألم.

أنا - والحمد الله - جميلة ومتدَيِّنة، ولكن مرضي وطلاقي وشخصيَّتي العصبيَّة القَلِقة، وشعوري بالنقص جعل مِنِّي إنسانةً أخرى حتى مع أخواتي في المنزل؛ عصبية، شكَّاكة، ظالِمة، حَقُود، حاسدة، متوتِّرة، قلقة، متشائمة، أصبحت أشكُّ في كلِّ أحد، أصبحت عصبيَّة جدًّا، وقلقة، ومتوتِّرة.

هناك في المنزل مشاكل أخرى؛ مثل الفقر بسب الديون التي على والدي، كُنَّا في خير حال، ولكنَّ أبِي أبَى إلا أن يُحَمِّلنا من الديون ما لا نُطِيق، أمِّي هي الأخرى مريضة بالوسواس والضغط، بصراحة هي طيِّبة للغاية، ولكن سلبيَّة جدًّا جدًّا، وليس لها دورٌ في البيت أبدًا، ولقد انسحبَتْ من الحياة بسبب مرضها؛ حيث إنَّها تغتسل من 2 إلى 4 ساعات حتى لم أعد أجد مَن أشتكي لها الهم والألم.

وأبي عصبي ولا أجد منه إلا الدعاء والغضب.

وأخي الأكبر ترَك عمله وهو متزوِّج ولدَيْه طفل.

وأخواتي هم كلُّ شيء في حياتي، ولكنِّي خسرتهم بسبب أخلاقي السيِّئة والعصبية معهم، أُرِيد أن أكسب أخواتي، وأن أساعد نفسي، وأن أبرَّ أبي وأمِّي، أريد أن أكون إنسانة مِثاليَّة وقويَّة ومُتفائِلة، أُرِيد أن أحظى بقلبٍ مطمئن وسوي، أريد ألاَّ أخسر أحدًا وخاصَّة مَن كان لهم فضلٌ عليَّ مثل أخواتي، لا أريد أن أكون ظالمة، لا أريد أن أكون شكَّاكة، أريد أن أعيش سويَّة وبدون أدوية وعلاجات نفسيَّة، أريد أن أبحث عن العلاج السلوكي السوي لا الدوائي.

هذا بعض ما في نفسي التي تبحث عن الطمأنينة والأمان.

الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الأخت الكريمة، مرحبًا بك في موقع (الألوكة)، وأهلاً وسهلاً.

قرأتُ رسالتك باهتمام وأتفهَّم مشاعرك جيدًا، وأسأل الله - عزَّ وجلَّ - أن يكتب لكِ الأجر في كلِّ ما مرَّ بكِ من أحداث، هناك عِدَّة أمور أودُّ أن أركِّز عليها هنا:

بدايةً، اسمحي لي أن أحيِّيكِ على هذا الوعي والاستبصار بحالتك وما تُعانِين منه، هذا أمر رائع ومفيد، فهذه هي الخطوة الأولى في العلاج والتغيير، لكن تُرَى هل يكفي ذلك؟ بالتأكيد لا، فهناك أمور أخرى أرجو أن تُولِيها قدرًا من اهتمامك.

أولاً: أيُّ مريض يُعانِي من الصرع أو غيره من الأمراض العضوية لا بُدَّ أن يسأل نفسه: "كيف أرى هذا المرض؟"، يجب أن تطرحي نفس السؤال على نفسك، اعلمي أنكِ إذا كنتِ تنظرين إلى المرض على أنه دليلٌ على نقص أو ضعف أو عِلَّة فهذه مشكلة، ويجب أن تُبادِري بتغيير تلك النظرة بشكل كامل؛ فكما تعلمين المرض ما هو إلا ابتلاءٌ من الله - عزَّ وجلَّ - يسَّر له العديد من العلاجات الناجحة، وهذه نعمةٌ من الله لا بُدَّ أن نحمده عليها.

ما أريده منكِ هو أن تنظري لمرضك على أنه ابتلاءٌ، وتتقبَّليه وتُسلِّمي وتتوكَّلي على الله، ثم تأخذي بالأسباب، وتُتابِعي العلاج؛ لأن عدم الأخذ بالأسباب هو شكلٌ من أشكال رفض المرض وعدم قبوله، ويطعن في التوكُّل، وهذا أمرٌ له تداعيات نفسية خطيرة.

لقد رأيت بنفسي عددًا من المرضى ممَّن ابتلاهم الله - عزَّ وجلَّ - بعددٍ من الأمراض، لكن همَّتهم ونشاطهم في قبول المرض دون تذمُّر ومتابعة العلاجات المناسبة جعلتهم في حالة نفسيَّة مميَّزة، وتمكَّنوا من التعايُش مع مرضهم بشكل مقبول، أمَّا الغضب (لماذا أنا مصابة بهذا المرض؟! لماذا أنا؟!)، فهذا أمر لا يفيد أبدًا، أريدك أن تحوِّلي موقفك النفسي تجاه هذا الأمر من الغضب إلى القبول والتسليم، والعمل على السيطرة عليه من خلال عِدَّة أمورٍ، منها الأدوية.

ثانيًا: من الواضح أن لديك موقفًا سلبيًّا تجاه الأدوية، وهذا أمر غير صحيح؛ وسببه قُصور كبير في فهمك لهذه الأدوية، ودورها، وطريقة التعامُل معها، هناك العديد من الأدوية التي أثبتَتْ فعاليَّتها في علاج الصَّرَع والاكتئاب وأمراض الغُدَّة الدرقية، لا نُنكِر أن لها بعض الأعراض الجانبيَّة المزعِجَة، لكنها أعراض يمكن التعامُل معها، والتأقلم معها حيث يمكنك أن تعيشي حياتك بشكل مقبول.

أمَّا بالنسبة لتأثيرها على الزواج والحمل، فهناك آلاف النساء المصابات بالصَّرَع، لكن ذلك لم يمنعهنَّ من ممارسة حياتهن بشكل طبيعي والزواج والإنجاب، فكلُّ شيء يمكن التعامل معه وترتيبه وتنظيمه في وقت الحمل، فلا تخشَيْ شيئًا إذًا، وإذا فقط امتلكنا موقفًا نفسيًّا إيجابيًّا، أمَّا الرفض والشكوى فلا طائل منها.

ثالثًا: من الواضح أيضًا أنك تُعانِين من الاكتئاب، وهو مرض كسائر الأمراض يُصِيب الإنسان ويحتاج إلى علاج دوائي ونفسي على حدٍّ سواء، وربما كان لمرض نقص الغُدَّة الدرقية والصَّرَع دورٌ في تفاقُم أعراض الاكتئاب لديكِ، وأودُّ أن أؤكِّد أن التأخُّر في زيارة الطبيب النفسي وعلاج الاكتئاب سيزيد من شعورك بالألم والعصبية، وسوء العلاقات بينك وبين أخواتك والآخرين، هذا أمر مهمٌّ أرجو ألا تُهمِلي فيه.

رابعًا: من الأمور المهمَّة التي يجب أن تلقي لها بالاً هو علاقتك مع الأحداث الماضية، فأنت ما زلت عالقة في ذلك الماضي وذكرياته المؤلِمة، أعلم أنكِ مررت بفترات قاسِيَة ومُؤلِمة تلومين نفسك والآخرين عليها.

من الحقائق المهمَّة التي تَغِيب عن أذهاننا: أن الماضي ذهب ومضى وانتهى بكلِّ ما يحمله من قسوة ومعاناة، وأنَّنا أبناء اليوم، وأن أيَّة محاولة لإعادة إحياء تلك الذكريات أو استرجاعها تعني أننا ندمِّر سعادتنا وراحتنا بأيدينا، يجب أن تتجاوَزي هذه الذكريات حتى تتمكَّني من استكمال حياتك، يجب أن تتقبَّلي ما حدث وتغيِّري رؤيتك له، وتتجاوَزي ذلك، ولا تلومي أحدًا مهما كان، عندها فقط يمكنك أن تقودي حياة سعيدة هانئة.

أتمنَّى لكِ كلَّ الخير


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.35 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.11%)]