|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مفهوم النجاح
مفهوم النجاح علي بن حسين بن أحمد فقيهي بوح القلم (تأمُّلات في النفس والكون والواقع والحياة) مفهوم النجاح • النجاح لفظٌ أخَّاذٌ ومفهوم رَقْراقٌ، ومصطلحٌ جذَّابٌ، وتعبيرٌ سيَّالٌ، ومدلولٌ فضفاضٌ يحمل في طيَّاته كلَّ معاني السموِّ والارتقاء والصعود والنهوض والتقدُّم والتطوُّر والفاعلية والدافعية. • يدخل مفهوم النجاح في كافة العلوم والفنون والمجالات والتخصُّصات العلمية والعملية، وإن كان اتصاله بالعلوم الإنسانية والإدارية ألصق وأولى. • في ظل الانخراط التعليمي للمنظومة الأممية بتحديد التعليم بسنوات محددة ومراحل معينة تقيد مفهوم النجاح لدى العامة والخاصة بالشهادات والدرجات العلمية النظامية. • انحصرت مدلولات النجاح والتفوُّق في الجانب المادي؛ مثل: (الثراء المالي، والشهرة، والمنصب، والشهادة، والوظيفة...). • ساهمت الدورات التدريبية، والمنصَّات التطويرية في ترسيخ وتعميق مفهوم النجاح والتفوُّق في الجانب المادي • اقتصرت الاختبارات التعليمية والمقاييس الذاتية على الكمِّ دون الكيف، والمعرفة دون الاتِّجاهات والسلوك، والتنظير دون التطبيق. هذه التصوُّرات والممارسات للنجاح أحدَثَتْ عددًا من المظاهر، والآثار تمثَّلَتْ في الأمور التالية: 1- قصر مفهوم النجاح في مجال مُحدَّد وجانب معين. 2- اختلال منظومة القيم بناء على التصوُّرات الخاطئة في المعارف والاتجاهات والسلوك والشعور. 3- ضعف الجانب المهني والمهاري والحرفي لدى الأجيال المتلاحقة. 4- نشأة المذهبيات المادية؛ مثل: (البراجماتية، والشيوعية، والرأسمالية). 5- سيطرة النظريات الإنسانية والنفسية؛ مثل: (الفردية، والذاتية، والحرية، والنرجسية، والفرويدية، والتطورية). 6- التمركز حول الإنسان والحياة واللذة والسعادة. 7- ضعف العلائق والروابط الدينية والأسرية والمجتمعية. 8- ظهور الأعراض والأمراض الصحية والنفسية؛ مثل: (القلق، والاكتئاب، والتوحُّد، والضغط، والسكر...) نتيجة للانغماس في المدنية. 9- الغفلة والإعراض عن الغاية والهدف من الخلق والحياة. 10- الإغراق والإغداق والزخرفة والبهرجة في الهدايا والأعطيات والهبات لكل الحفلات والمناسبات. 11- تلاشي معاني التعاون والتكاتُف والتبرُّع والتطوُّع والمشاركة والتفاعُل في المحاضن التعليمية والتربوية. 12- الصراع المحموم والصدام المحتدم والتنافُس الثائر والسباق اللاهث وراء الحديث والجديد والموضة والماركة للتباهي والاستعلاء. اختلال مفهوم النجاح والتفوُّق يرجع لجملة من الأسباب من أبرزها: 1- تعظيم قيمة الدنيا والحياة واللذة على الآخرة والجنة والنعيم. 2- الهزيمة النفسية والتبعية الفكرية والسلوكية للمذهبيَّات والنظريات الغربية والشرقية. 3- القصور في استحداث وتأسيس نظريات ومنظومات في النهضة والتقدُّم والتطوير والتميُّز تتَّسم بالأصالة والمعاصرة. 4- الغفلة والقصور عن دراسة وتحليل ظواهر التغيرات والتحوُّلات للأفراد والمجتمعات. 5- وسائل الإعلام والتقنية والتواصُل والاتصال التي ألغت الحواجز والحدود والموانع والقيود. 6- ضعف محاضن التربية والتوجيه والتعليم؛ مثل: (الأسرة، والمدرسة، والإعلام،...) عن مواجهة ومدافعة ومجاراة ومحاكاة الآثار الحديثة. 7- وضع العوائق المتوهمة أمام الرؤى والاجتهادات والمشروعات التي تسهم في رفعة الأمم. إن إعادة مفهوم النجاح ومدلول التفوُّق لمجاله الطبيعي ومعناه الحقيقي يتطلَّب جملةً من الإجراءات والخطوات تتمثَّل في الآتي: 1- التوازُن والتكامُل في التصوُّر والنظر بين الدنيا والآخرة. 2- توسيع مفهوم النجاح ليشمل كافة الجوانب الإنسانية والمجالات الحياتية؛ مثل: (الروح، والجسد، والقلب، والعقل، والشعور، والمال، والعلم، والمكانة، والسمعة، والصحة، والأسرة، والمجتمع...). 3- صياغة المفاهيم والقيم وَفْق النظرة الشرعية. 4- فتح باب الاجتهاد وتوسيع مجال التعاوُن وقبول الرؤى والأفكار المتَّزنة أمام المشروعات الثقافية والأُطروحات الفكرية الناقدة للواقع والمستشرفة للمستقبل. 5- التربية الواعية والتوجيه المتَّزِن والحوار الفعَّال والنقاش الهادف للجيل الصاعد. 6- التركيز على التخصُّص، والتأكيد على المنهجية، والاهتمام بالجودة في التعليم العام والعالي. 7- تفعيل دور مراكز البحث العلمي والجودة والتطوير وهيئات القياس والتقويم ومؤسسات الموهبة والتميُّز. 8- تحجيم الفوضوية والعشوائية، والتثاقف في مراكز التدريب ومنتديات الثقافة ومواقع التواصُل. 9- معرفة قيمة الذات وقدر النفس وتفعيل الإمكانات واستثمار الطاقات، في مقابل بذل العلم ونفع الناس وخدمة المجتمع. 10- الرفع من قيمة المهن والحرف اليدوية والصناعية والزراعية والتجارية، والتوسُّع فيها من خلال العناية بمعاهد التدريب وكليات التأهيل، والحذر من امتهانها وازدراء أصحابها. • ومضة: قال الحافظ ابن عبدالبر في (التمهيد): هذا كتبته من حفظي، وغاب عني أصلي: إن عبدالله العمري العابد كتب إلى مالك يحضُّه على الانفراد والعمل، فكتب إليه مالك: إن الله قسَّم الأعمال كما قسَّم الأرزاق، فرُبَّ رجلٍ فتحَ له في الصلاة، ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الصدقة، ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الجهاد. فنشر العلم من أفضل أعمال البر، وقد رضيت بما فتح لي فيه، وما أظنُّ ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خيرٍ وبرٍّ"؛ سير أعلام النبلاء (٨/١١٤).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |