|
|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الرياح في المرسلات والنازعات
الرياح في المرسلات والنازعات د. حسني حمدان الدسوقي حمامة قَسَمٌ وتحذير: القسم من الله، والتحذير من رسوله؛ يُقسِم تعالى بالذاريات في قوله تعالى في الآية الأولى من سورة الذاريات: ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾ [الذاريات: 1]. ويحذِّر رسول الله من الذَّرِّ في قوله صلى الله عليه وسلم: ((غَطُّوا الإناء، وأَوكئوا السِّقاء؛ فإن في السَّنة ليلةً ينزل فيها وباء، لا يمرُّ بإناء ليس عليه غطاء، أو بسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)). قسم: ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾ [الذاريات: 1]. تقتضي معالجةُ هذا القَسَم ضرورة ذِكر أنواع القَسَم في مطلع سور الذاريات والمرسلات والنازعات؛ حيث يقول تعالى: • ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا * فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا * فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا * فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ﴾ [الذاريات: 1 - 4]. • ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا * وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا * فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا * فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا ﴾ [المرسلات: 1 - 5]. • ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴾ [النازعات: 1 - 5]. وجواب القسم: على تعدُّدِ معانيه يكاد يكون واحدًا، وهو وقوع يوم القيامة؛ ففي السورة الأولى نجده ﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ﴾ [الذاريات: 5، 6]، وفي السورة الثانية: ﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ ﴾ [المرسلات: 7]، وفي النازعات: ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ﴾ [النازعات: 6]. ما الذاريات والمرسلات والنازعات؟ الذاريات: هي الرِّياح باتفاق، وقد جاء في مختصر تفسير ابن كثير فيما روي عن سعيد بن المسيَّب قال: جاء صَبِيغٌ التميمي إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا أمير المؤمنين، أَخبِرْني عن ﴿الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾، فقال رضي الله عنه: هي الرياح، ولولا أني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول ما قلتُه. قال: فأَخبِرْني عن ﴿الْجَارِيَاتِ يُسْرًا ﴾، قال رضي الله عنه: هي السفن، ولولا أني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول ما قلتُه. وقيل: الذاريات: هي الريح، والحاملات: هي السحاب، والجاريات: السفن، وقيل: النجوم، والمقسِّمات: الملائكة. ووجود حرف الفاء في الأقسام الثلاثة التي تلي قَسَمَ ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾، تشير إلى أن الأقسام الأربعة يجمعها رابطٌ واحد، عبْرَه تتصاعد أو تتطور الرياح. هذا الإعجاز في السُّنة له علاقة بالسحابة السوداء، وتلوُّث الهواء، والوقاية من الأمراض، من ذاريات، إلى حاملات، إلى جاريات. وفي النهاية يأتي تدبير تلك الرياح وما ينجم عنها. المرسلات: ورد في تفسير ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا ﴾ [المرسلات: 1] أنها الرياح التي ترسل متتابعةً، وقيل أيضًا: الملائكة، وقيل: الرسل، وقيل: السحاب. أما ﴿الْعَاصِفَاتِ عَصْفًا ﴾، فهي الرياح بغير خلاف، وإن كان قيل أيضًا في تفسيرها: إنها الملائكة الموكَّلون بالرياح، أو بعصف روح الكافر، وقيل: إنها الآيات المهلِكة؛ كالزلازل والخسوف. وقيل عن ﴿النَّاشِرَاتِ نَشْرًا ﴾: إنها الملائكة الموكَّلة بالسحب فينشرونها، والرياح التي يُرسِلُها الله نشرًا للسحاب، والأمطار التي تنشر النبات، وما يُنشَر من الكتب وأعمال العباد، والبعثُ تُنشَر فيه الأرواح. أما ﴿الْفَارِقَاتِ فَرْقًا ﴾، فهناك اتفاق على أنها الملائكة تَفرِق بين الحقِّ والباطل، أو تفرق من الرزق والآجال والأقوات، وقيل: الرياح تفرق بين السحاب وتبدِّده، وقيل: الفرقان، وقيل: الرسل. النازعات: وأيضًا تعدَّدت التفسيرات بالنسبة لآيات القَسَمِ في صدر سورة النازعات؛ فقيل عن ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ﴾: الملائكة تَنزِع أرواحَ بَني آدم، وقيل: أنفُسَ الكفار، وقيل: الموت. أما ﴿النَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴾، فقيل: إنها الملائكة، وقيل: النجوم، وقيل: السفن، وقيل: أنفُس المؤمنين، وقيل: الموت، وقيل: الوحش، وقيل: النفوس. ونفس الحال بالنسبة لقوله تعالى: ﴿وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ﴾؛ فقيل: الملائكة، أو النجوم، أو السفن، أو أرواح المؤمنين. واتُّفِق على أن ﴿الْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴾: هم الملائكة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |