مأزق النقد في الصالونات الأدبية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-12-2022, 03:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي مأزق النقد في الصالونات الأدبية

مأزق النقد في الصالونات الأدبية


د. عبدالحميد محمد بدران



يرجع تاريخ الصالونات الأدبية إلى تاريخ قديم لَمَعَتْ فيه أسماء: سكينة بنت الحسين، وولَّادة بنت المستكفي، وغيرهما[1]، ثم خَلَفَ مِن بعد هؤلاء أجيالٌ وأجيالٌ توارثتْ فكرة الصالونات الأدبية، مدعومة بفكرة المنتدى العربي الذي يتحدث في كلِّ ما يجول بالفكر العربي؛ من سياسة وإبداع، وثقافة واجتماع، وكان مِن هذه الصالونات الشهيرة في صدر العصر الحديث -: صالون مي زيادة، وصالون العقَّاد، وصالون إسماعيل صبري في مصر، وصالون الفراهيدي في عمان، وغيرها.


غير أنَّ هذا اللون مِن الحَراك الأدبيِّ قد اشتهر منذ القدم برقَّة النَّقْد؛ حيث تَسود المجاملات والإطراء، في حين لا يتحدث عن العيوب والأخطاء إلا في إيماء وتورية، وخيرُ دليل على ذلك ما قاله الدكتور عمر الدسوقي في معرض حديثه عن شعر إسماعيل صبري: "إنه شاعر "صالون" وشاعر "الصالون" كما علمت يُراعي دائمًا غيره قبل أن يُراعي نفسَه، وقلَّما يفرغ إلى شعوره ووجدانه، وفي "الصالون" يسود الذكاء، والنكتة، وحُسْن التعبير، والمجامَلة"[2].


لقد كتبتُ منذ ثلاثة أسابيع تقريبًا مقالًا يضع الصالونات الأدبية مع المنتديات في قرن واحد، وكان عنوانه: (المنتديات والصالونات الأدبية: نشاط زائف، وعُقم مذموم)؛ ممَّا أثار حفيظة بعض المخلصين لكياناتهم الأدبية، على الرغم من نصِّي على أن هذا هو الغالب، فقلتُ: "لا أُجاوز الحقيقة إذا قلتُ: إن معظم المنتديات سواء أكانت جادَّةً أم بينَ بينَ، لا تُقدِّم لروَّادِها إلَّا وجبةً دسمةً مِن الإطراء غير الممَنْهج، يحسُّون مِن خلاله أنهم تربَّعوا على عرش الشعر بعصا موسى التي وهبتها إيَّاهم هذه المنتديات؛ ممَّا يجعلهم يَجوبون منتديات الشعر قاطبةً، باحثين عن كل ما يُلبِّي طموحهم ورغباتهم، فيُقابَلون بشهادة تقدير من هنا، أو كلمةِ إعجابٍ مِن ها هنا، أو لقب مِن هناك، وقد يخرج أنصاف الشعراء مِن مِثْل هذه المنتديات وقد صاروا أرباعَ شعراء؛ حيث لم يُفيدوا قاعدةً تضبط البنية، ولا لطيفةً تضبط الإيقاع، فكُلُّ همِّهم رَصْفُ كلماتٍ وتدبيجُ قوافٍ، فإذا ما قُوبلوا مرةً بتوجيه ناقد، انتفختْ أوْداجُهم، وولَّوا على أعقابهم مُدبرين.



أما الصالونات الأدبية فهي في معظمِها تقوم على المجامَلات والإطراء، وقلما يكون على رأسها قامةٌ شعريةٌ تُرسِّخ مذهبًا أو تدعو إلى اتِّجاه أدبي، فإذا ما كانت اللقاءاتُ، خرجتْ لنا القصائدُ المكرَّرة التي يعتزُّ قائلوها بما حقَّقته مِن إعجاب جماهيريٍّ، وكأنهم عقموا أن يُنتجوا نصوصًا جديدة، وأن يُحدثوا حَراكًا يقوم على التجريب والمغامَرة.


في مسابقات الصنف الأول تملأ شهادات التقدير الأسبوعية صفحات الروَّاد، بما يُشعر وكأن هؤلاء الروَّاد قد حملوا لواء الشعر، وتقلَّدوا إمارته، وفي لقاءات الصنف الثاني تملأ المصورات ودُروع التميُّز صفحات الأعضاء، بصورة تزهد مِن التكريم، وتنتقص مِن قدره.


أجيال وأجيال من الشعراء، لا يجمعهم اتِّجاهٌ شعريٌّ يحظى بجماهيرية لافتة، في غفوة مِن قلم الناقد الذي جرفه التيار، فهلَّل وصفَّق بيده، حتى أصاب قلمَه الركودُ.


وأقولها بصراحة: إنني ما زلتُ في انتظار صالونات تضع الأُسس والمناهج لتبنيَ وتُنشئَ جيلًا مِن الشعراء يحمل بصمتها ومنهجها، لا صالونات تتعهَّد ما كان مبنيًّا قبل وجودها، وتنتخب الصفوة للعرض لا للتعلُّم، وللتاريخ أقول: إننا في حاجة إلى عمل أدبي للتأريخ للصالونات الأدبية في عصرنا الحاليِّ، تطالب فيه الصالونات بأسماء أعضاء، مَصحوبة بقصيدتين وعمل نقدي من أبرز أعمالهم، لعلَّنا نُقدِّم شيئًا أكاديميًّا لقطاع هائل مِن المخلصين الذين أسهموا في دَفْع العملية الشعرية؛ لتحقيق ما تصبو إليه.


هذه مقدمة لا بُدَّ منها ليعلم منذ البداية أننا مع الفنِّ الهادف الذي ينبثق عن أصالة وموهبة ورسالة في آنٍ معًا، إلَّا أن الأمر لا ينبغي أن يُؤخَذ هكذا على عواهنه، فليس نقدُنا عملَ المنتديات أو الصالونات نيلًا منها، بقدر ما هو تسليط للضوء على أهمِّ السلبيَّات التي تقف في طريقها، وتحُدُّ مِن مسيرتها، والحكم بالطبع يخصُّ الجُلَّ، ولا يخصُّ الكل، فهناك في المنتديات من يُذكي جَذْوة الحراك، بما تُثيره من سِجالات ومعارضات ونقاشات ومحاضرات، وهناك مَن يفعل ذلك، ولكن على نحوٍ سرِّيٍّ لا يُفيد الشاعرُ منه سوى كونه حصل على جائزة، أمَّا كيف استَحَقَّ هذه الجائزة؟ وما مُقوِّمات الجودة في عمله ليحتذيها غيره مِن الأدباء؟ ومَن الناقد الذي رشَّحه لنيلها؟ لا شيء مِن ذلك إطلاقًا.


لقد خضتُ تجرِبةً نقديةً في أحد المنتديات مُدةً قاربت الشهور الأربعة، رأيتُ فيها بعين الناقد ظمأ شُداةِ الأدب لقاعدة نقدية يلتفُّون حولها، ولناقد غيور يُشير ويُوضِّح، ويُقوِّم ويُوجِّه، بدلًا من الشعارات المصورة التي تقنع أنظارهم، وتستنكرها عقولُهم، وما زلتُ على ثقةٍ من أن الجهاد حلال من أجل هذه الطائفة التي تُمارس الأدب بُحبٍّ جارفٍ دون ضابِطٍ من قواعده التي لم يقفوا عليها، في وقتٍ كان قصارى جهد القائمين على هذا المنتدى أن يُنبِّهوا على خطأ نحْويٍّ أو إملائي مِن جُملة الأخطاء التي يموج بها النصُّ؛ حتى يتسنَّى للقائم على هذا الأمر الوقوف مع أكبر عددٍ مِن النصوص المَعروضة، وكم تعرَّضتُ لمواقفَ جرَّاء تأفُّف الشادين من اختلاف التعليق، وخروجه عما ألِفَتْه آذانُهم من عبارات الثناء، ففكرتُ في تقديم وجبة دسمة من الخواطر النقديَّة تحت مسمَّى (وصايا نقدية)، أتحدَّث فيها عن ماهية الشعر، ووزن الشعر، وكتابة الشعر، وفن التعليق، وكيفية الوقوف مع النص، وأُسُس السِّجال الشعري، والفرق بين الكاتب والأديب، ممَّا كانت المواقف تستدعيه وقتَها.


وكانت تُزامِل هذه الخطوات الإرشادية خطوات أخرى نقديَّة عن أزمة النقد، فكتبتُ تحت عنوانات: (شهوة النشر / كراهية النقد / استفزاز الناقد)، فالناقد الجادُّ في صدام مع إشكاليات كثيرة؛ منها: ولع الشاعر أو مَنْ هو على طريق الشعر بالنشر قبل أن يفيءَ إلى عمله بالتنقيح أو التهذيب، وكيف يُهذِّب والصالونات والمنتديات تُرحِّب بما يكتب عاريًا عن أي تنقيح؟ ومن ثمَّ تكون كراهية النقد والناقد في آنٍ معًا إذا ما حاول أن يضع قلمه موجِّهًا أو مُصوِّبًا، ومِنْ ثمَّ يكون استفزاز الناقد بما حصده النصُّ المغضوبُ عليه من جوائز وهْميَّة لا تُكلِّف الصالون أو المنتدى سوى شهادة تقدير ورقيَّة أو وهْميَّة، ومن ثم يرفع النقدُ قلمَه عن الشعراء في الساحة؛ لأنهم ممَّن رُفِع القلم عنهم بالفعل، وتتدنَّى حركة الشعر بحيث يتسنَّمُها أنصافُ الشعراء وأرباعُهم.


أما عن شهوة النشر، فنحن على يقينٍ مِن أن طريق الأدب دائمًا ما يكون مَحفوفًا بالمكاره؛ كالشلليَّة وتضخُّم الأنا عند كثير من سدنة هذا العرش، ومن بِيَدِهم مقاليد الأمور، أمَّا طريق ضعف الأدب فدائمًا ما يكون محفوفًا بالشهوات والشبهات؛ كالمحسوبيَّة، والإطراء، وغيرها مِن الوسائل المجرَّمة.


وأظنُّ أن الشهوة الأولى التي تُغري مَنْ يدَّعي بضاعة الأدب هي شهوة النشر بدون ترخيص، وشهوة النشر شهوة مشروعة، لكنها مشروطةٌ بحيازة تراخيص ممَّن يملكون مهارة تقويم الفنِّ، ومشروطة ٌباستواء الأديب على سُوقِه، وخضوعه لاختبارات حياتية وأدبية، شُحِذت فيها آلتُه، ومشروطةٌ بسرعة استجابته وتقديره لدور الناقد الجادِّ، ومشروطةٌ بتطويع نفسه على قبول جديد الآخر قالبًا كان أو فكرًا، أو أُسلوبًا أو صورًا.


أما أن تُفسِحَ الصفحاتُ الترويجيَّة المجالَ لنشر النصوص الأدبية، دون تقويم مِن هنا أو نقد مِن هناك، فتلك جنايةٌ واضحةٌ على الأدب والأديب في آنٍ معًا، وأمَّا أن تمنحَ هذه الصفحاتُ أوسمةَ التميُّز لأصحاب هذه النصوص الهزيلة، فهذا عطاء مَنْ لا يملك، مَنْ لا يستحِقُّ، وأمَّا أن يظنَّ الحاصل على الشهادة أنه بلغ سنام الأدب، وأصبح فيه شيئًا مذكورًا، يحقُّ له ألَّا يعبأ بأي تقويم جادٍّ - فلا بُدَّ أن نَضَع في وجهه قول أبي هلال: "فإذا عَمِلتَ القصيدة فهذِّبْها ونقِّحْها بإلقاء ما غثَّ من أبياتها، ورثَّ ورذلَ، والاقتصار على ما حسُن وفخُم، بإبدال حرف منها بآخَرَ أجْودَ منه، حتى تستوي أجزاؤها، وتتضارع هواديها وأعجازها"[3].


وأما عن كراهية النقد، فبعض الشعراء ينظر للنقد على أنه مُحاولة تلمُّس أخطاء الشاعر لإظهارها واستغلالها في التشهير به، والحمد لله أن هذه الفئة من شُداة الأدب يظلُّون شُداةً حتى وإن داهَمَتْهم المنيةُ؛ لأن في اعتقادهم أن مجرد التمكُّن مِن النظم على بحر أو بحرين أو عشرة يضمن لهم الحشر في زمرة الشعراء! وما هكذا يُصنَّف الشعراء، ولا هكذا يُفهم النقد الذي هو تمييز الجيد من الأجود من القول، وهو يتمُّ تفعيله بالصورة المثالية حين يعود الكاتب إلى تقويم كل خاصية مِن خواص القصيدة بالتعليل الجيد والحجة الواضحة، وهو عملٌ منهجي يفيد منه الكاتبُ أيما فائدة، وبخاصة إذا لم يكن قد أقدم على طباعة ديوانه.


ولا يظن الشاعر أن مَهمةَ الناقد في توجيه الشعر خاصَّة نقدية لضعاف الشعراء؛ إذ العكس صحيح تمامًا، فلطالما تدارسَ الشعراء ومن لهم خبرة بالشعر، ولطالما انتُقِد كِبارُ الشعراء على مرِّ التاريخ، وخير مثال لذلك: ما وقع من النابغة الذبياني، وكان الحَكَمَ بالنسبة للشعراء وقتَها، يقول محمد بن سلام: لم يُقْوِ (أي: لم يقَعْ في عيب الإقواء في العَرُوض) أحدٌ من الطبقة الأولى ولا مِن أشباههم إلا النابغةُ في بيتين - قوله[4]:
أمِنْ آلِ مَيَّةَ رائحٌ أَو مُغتَدِي
عَجْلان ذا زادٍ وغير مزوَّدِ

زَعَمَ البَوارحُ[5] أنَّ رِحْلَتَنا غَدًا
وبذاكَ خَبَّرَنا الغرابُ الأسودُ




وقوله[6]:
سَقَطَ النَّصيفُ ولم تُرِدْ إِسْقاطَه
فتناوَلتْهُ واتَّقتْنا باليَدِ

بُمخَضَّبٍ رَخْصٍ كأنَّ بَنانَهُ
عَنَمٌ يكادُ من اللَّطافةِ يُعقدُ

فقدم المدينة، فعِيبَ ذلك عليه، فلم يأبهْ له حتى أسمعوه إيَّاه في غناء، وقالوا للجارية: إذا صِرتِ إلى القافية فرتِّلي، فلما قالت: (الغرابُ الأسودُ) و(باليَدِ) - علم فانتبَه فلم يعدْ فيه، وقال: قدمتُ الحجازَ وفي شعري صنعةٌ، ورحلتُ عنها وأنا أَشْعرُ الناس!


وأما عن استفزاز الناقد، فإن الناقدَ واثقُ الخُطا، يظلُّ ناقدًا مهما ظنَّ شانئوه أنهم سيعجزونه بعرض نصوصهم لنيل الأوسمة المصورة في أكثر مِن منتدى، ظانِّين أنهم سيُجهِزون عليه حين لا يستطيع أن يستخرج أمارات ضعفهم مِن نصوصهم الهزيلة، وهم في ذلك واهمون حد السفه، وهو مُقصِّر في الوقت ذاته؛ لأنه لم يسلك منهج التلطُّف الذي جاء على لسان أصحاب الفكر الراسخ المدافعين عن عقيدتهم في قول المولى عز وجل: ﴿ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 19].


ويَحْدُث استفزاز الناقد كثيرًا عندما يواجه الشاعر بخطأ فيلوح لك التذمُّر، وتأخذه العِزَّة بالإثم وهو يجهر لك باسم مَن صحَّح الديوان أو النصَّ الأدبيَّ، فلا يجد الناقد أمامَه إلَّا أن يردَّ ردَّ الواثق الممتلئ برُوح القاعدة: "والله لو صحَّحه سيبويه، وراجعه الخليلُ بن أحمد، ما قُلتُ إلَّا بما جاءت به لغة العرب".


وبعد هذه الحرب الضروس التي تزهد الناقد في البحث عن جماليات أيِّ نص أدبيٍّ؛ بغيةَ تحديد قيمته الفنية، هناك من يرضى ويقنع، ويلحُّ في الطلب لتوطيد الصلة، وهناك من يأبى ويعنف؛ حتى لا يظهر أمام المصفِّقين له أنه يُخطئ، أو أنه ما يزال على الطريق، وهذا الصنف أخطر على الأدب من أي تعتيم سياسي، أو أي كبت للحريَّات؛ لأن به يُشوَّه التاريخ، ويُوسَّد الأمر لمن لا يملك أدواته، فتعمُّ الفوضى، ويسودُ أدعياء الأدب الذين هم أشبه ما يكون بالعملة المزوَّرة التي لن تجد لها سبيلًا سوى سلة المهملات.


[1] ينظر: مجلة الرسالة (505/ 26)، السيدة سكينة بنت الحسين؛ للأستاذ سعيد الديوه جي.


[2] في الأدب الحديث (2/ 356).

[3] هوادي الخيل؛ أي: أعناقها.

[4] وبذاك تنعاب الغراب الأسود = عنمٌ على أغصانه لم يُعقَدِ.

[5] شدَّة الرِّياح مِن الشمال في الصيف دون الشتاء، كأنه جَمْعُ بارِحة، وقيل: البَوارِحُ الرياح الشدائد التِي تحمل التُّرابَ في شدَّة الهَبوات، واحدها بارِح، والبارِح: الريح الحارَّة في الصيف، والبَوارِح: الأنْواءُ؛ لسان العرب (2/ 411)، تهذيب اللغة (5/ 20).

[6] والنصيف: الخمار، وهو ثوب تتجلَّل به المرأة فوق ثيابها كلِّها؛ سُمِّي نصيفًا؛ لأنه نصَف بين الناس وبَينها فحجز أبصارهم عنها؛ تهذيب اللغة (12/ 143).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.00 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.89%)]