|
|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
المربي والعلم الشرعي
المربي والعلم الشرعي سعيد بن محمد آل ثابت من أجلّ صفات المربي اللازمة التحلي والتجمل بالعلم الشرعي، قال تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾، والمقصد هنا العلم الشرعي. ومن العلوم ما هو فرض عين في تعلمه، ومنها ما هو فرض كفاية، وأُثر عن الإمام أحمد - رحمه الله -: (أما ما يُقيم به الصلاة وأمر دينه من الصوم والزكاة (وذكر شرائع الإسلام) فينبغي له أن يتعلم ذلك). والعلم الشرعي هو العلم بالكتاب والسنة وشرائع الإسلام. وإن طلب العلم من قبل المربي، وثني ركبه عند العلماء له آثاره الحسنة على المربي، ومن معه من المتربين، ومن تلكم الآثار: • تزيين العقل بالعلم ورفع الجهل، والابتعاد عن الزلات والعثرات، وبذلك يبتعد عن الشبهات والشهوات، وهي مما يتأثر بها المتربي في يومه وليله، وإذا كان المربي يجهل مثلاً القول الصحيح فيمن يجد وسوسة في العقيدة، أو لا يُعدد شروط السفر للخارج، أو قد يكون ضبابياً في الإلمام بأحكام السفر نجد الخطأ والخلط عند المتربي وسوء الفهم للنصوص من قبل المربي. ولذا قيل العامل بلا علم كالسائر بلا دليل. • المعرفة بالله وأسمائه وصفاته، والمعرفة بأعمال القلوب، لاسيما أن هذه العلوم هي أجل العلوم، وإن الخوض في الخلافات، وفي زلات المجتهدين، وخوض القاصرين دون تقوى يُذهب الخشية، ويقسي القلب. قال ابن مسعود-رصي الله عنه-: (كفى بخشية الله علماً، وكفى بالاغترار به جهلاً)، وقال الحسن: (إنما العلم الخشية)، وقال الذهبي: (ومن تتبع رخص المذاهب، وزلات المجتهدين، فقد رق دينه). • سيكون صاحب مشورة ورأي، وسيسدد بإذن الله إذا جعل من القرآن خير جليس للتدبر، ومن السنة والسيرة أبهى صورة للتأمل، ولنتأمل حديث الذي قتل تسعة وتسعين نفساً. • يصبح خير قدوة لما يدعو إليه كطلب العلم مثلاً، وبالتالي فإنه سيكون خير من يصف الواقع، ويدرك الفتن من قبالتها. وثمة آثار وخيمة لسيء العلم، وقاصر الفهم من أقلها أن يكون جسراً للخطأ في الدين، والقول بغير علم، وتلبيس الحق بالباطل على من أؤتمن عليهم. ونلفت الانتباه أن هناك نزراً من المربين، يستصعب الطلب لاسيما إذا ضاق وقته، وكثرت أشغاله في الدعوة وغير ذلك، فيكن منه الاكتفاء، والارتواء بغرفات يسيرات لا تروي ولا تسد ظمأ. ومما يعين على العلم: 1. تقوى الله، والإخلاص في ذلك، والدعاء قل جل وعلا: ﴿ وَقُل رَّب زِدْنِي عِلْمَا ﴾، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه قال - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:- ".. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا الى الجنة...الحديث" رواه مسلم بهذا اللفظ. 2. حفظ القرآن الكريم، والقراءة في تفسيره وخاصة الأجزاء الأخيرة وآيات الأحكام. 3. الالتصاق ببعض العلماء، وطلبة العلم لا سيما في بعض دروسهم أو مجالستهم المجالس العلمية. 4. الاستماع لـ(ألبومات) الدروس العلمية في الأسفار وغيرها. 5. تكوين مكتبة في البيت تحوي صغار العلم وأصوله المُعتبرة، ويبدأ بقراءتها على أصحاب التخصص في ذلك. مع مراعاة تعلم طرق القراءة الصحيحة، وكذا القراءة السريعة، وفيها خير كثير. 6. الاشتراك مع بعض طلابه في الجلوس عند بعض العلماء لقراءة بعض المتون العلمية والأجزاء. 7. حسن إدارة الوقت، وتنظيمه وذلك يعين في دفع الفتور، ونيل العلم في أوقاته الفاضلة، ومحاولة تجديد نية الهمة العالية في التحصيل، والتدرج في نيل صغار العلم قبل كباره. العلم العلم فمن تكلم في غير تخصصه أتى بالعجائب، فكيف والمربي الذي يربي على التأصيل والتزكية أن يربي بجهل وعمعمة!
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |