فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-07-2021, 04:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي

فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي


المقدمة..


فهد بن عبد العزيز الشويرخ



الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فلا يخفى كثرة تفاسير القرآن الكريم, وهي تفاسير مختلفة في اتجاهاتها, متباينة في عقائد أصحابها, مما يحتم على المسلم أن يحرص على التفاسير النافعة التي هي على منهج أهل السنة والجماعة.
ومن أفضل التفاسير المختصرة في ذلك, والتي كُتبت بأسلوب سهل, تفسير العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي, رحمه الله, المسمى بـــــــ " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان "
ومن مميزات تفسيره عنايته رحمه الله, باستنباط الفوائد من الآيات, قال في تفسير سورة يوسف: فصل, في ذكر شيء من العبر والفوائد التي اشتملت عليها هذه القصة العظيمة, وقال في تفسير سورة الكهف: وفي هذه القصة العجيبة الجليلة من الفوائد والأحكام, والقواعد شيء كثير, ننبه على بعضه بعون الله, وقال في تفسير سورة القصص: فصل, في ذكر بعض الفوائد والعبر من هذه القصة العجيبة, وقال في تفسير سورة الأحزاب: وفي هذه الآيات المشتملات على هذه القصة فوائد, وقال في تفسير سورة "ص": فصل, فيما تبين لنا من الفوائد والحكم في قصة داود وسليمان عليهما السلام.
وقد يسّر الله الكريم لي فاخترتُ بعضاً من تلك الفوائد التي ذكرها في تفسيره, أسأل الله أن ينفعني وجميع المسلمين بها.
فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي: الجزء الأول
سورة البقرة:
* المتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية, والآيات الكونية.
* المؤمن يؤمن بكل ما أخبر الله به, أو أخبر به رسوله, سواء شاهده, أو لم يشاهده, وسواء فهمه وعقله, أو لم يهتد إليه عقله وفهمه.
* إقامة الصلاة, إقامتها ظاهراً, بإتمام أركانها, وواجباتها, وشروطها, وإقامتها باطناً. بإقامة روحها, وهو حضور القلب فيها, وتدبر ما يقوله ويفعله منها.
* عنوان سعادة العبد, إخلاصه للمعبود, وسعيه في نفع الخلق, كما عنوان شقاوة العبد, عدم هذين الأمرين منه, فلا إخلاص ولا إحسان.
* وصفت أعمال الخير بالصالحات, لأن بها تصلح أحوال العبد, وأمور دينه ودنياه, وحياته الدنيوية الأخروية, ويزول بها عنه فساد الأحوال, فيكون بذلك من الصالحين, الذين يصلحون لمجاورة الرحمن في جنته.
* استحباب بشارة المؤمنين, وتنشيطهم على الأعمال بذكر جزائها وثمراتها, فإنها بذلك تخف وتسهل.
* الحكمة: وضع الشيء في موضعه اللائق به.
* العبد إذا خفيت عليه حكمة الله في بعض المخلوقات والمأمورات فالواجب عليه التسليم, واتهام عقله, والإقرار لله بالحكمة.
* من اتبع هداه, حصل له الأمن والسعادة الدنيوية, والأخروية, والهدى, وانتفى عنه كل مكروه, من الخوف, والحزن, والضلال, والشقاء, فحصل له المرغوب, واندفع عنه المرهوب.
* من أمر غيره بالخير ولم يفعله, أو نهاه عن الشر فلم يتركه, دلّ على عدم عقله وجهله, خصوصاً إذا كان عالماً بذلك.
* الخشوع هو: خضوع القلب وطمأنينته, وسكونه لله تعالى, وانكساره بين يديه, ذلاً وافتقاراً, وإيماناً به وبلقائه.

* المعاصي يجر بعضها بعضاً, فالغفلة ينشأ عنها الذنب الصغير, ثم ينشأ عنه الذنب الكبير, ثم ينشأ عنها أنواع البدع والكفر, وغير ذلك, فنسأل الله العافية من كل بلاء
* الجاهل هو الذي يتكلم بالكلام الذي لا فائدة فيه, وهو الذي يستهزئ بالناس, وأما العاقل فيرى أن من أكبر العيوب المزرية بالدين والعقل استهزاءه بمن هو آدمي مثله, وإن كان قد فضل عليه, فتفضيله عليه يقتضي منه الشكر لربه, والرحمة لعباده




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-08-2021, 01:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي

الجزء الثاني


فهد بن عبد العزيز الشويرخ


{بسم الله الرحمن الرحيم }
سورة البقرة:
* لا يعترض على أحكام الله إلا سفيه جاهل معاند, وأما الرشيد المؤمن العاقل, فيتلقى أحكام ربه بالقبول والانقياد والتسليم, كما قال تعالى: ( {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} ) [الأحزاب:36]
* الأمر بالاستبياق إلى الخيرات, قدر زائد على الأمر بفعل الخيرات, فإن الاستباق إليها يتضمن فعلها, وتكميلها, وإيقاعها على أكمل الأحوال, والمبادرة إليها.
* من سبق في الدنيا إلى الخيرات, فهو السابق في الآخرة إلى الجنات, فالسابقون أعلى درجة, والخيرات تشمل جميع الفرائض والنوافل, من صلاة, وصيام, وزكاة, وحج, وعمرة, وجهاد, ونفع متعد وقاصر.
* لو شعر العباد بما للمقتولين في سبيل الله من الثواب, لم يتخلف عنه أحد, ولكن عدم العلم اليقيني التام, هو الذي فتر العزائم, وزاد نوم النائم, وأفات الأجور العظيمة والغنائم.
* الجازع حصلت له المصيبتان فوات المحبوب وهو وجود هذه المصيبة, وفوات ما هو أعظم منها وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر ففاز بالخسارة والحرمان, ونقص ما معه من الإيمان وفاته الصبر والرضا والشكران.
* الشاكر والشكور من أسماء الله تعالى, الذي يقبل من عباده اليسير من العمل, ويجازيهم عليه العظيم من الأجر, الذي إذا قام عبده بأوامره, وامتثل طاعته, أعانه على ذلك, وأثنى عليه ومدحه, وجازاه في قلبه نوراً وإيماناً وسعة, وفي بدنه قوة ونشاطاً, وفي جميع أحواله زيادة بركة ونماء, وفي أعماله زيادة توفيق.
* أليس من القبيح بالعباد أن يتمتعوا برزقه, ويعيشوا ببره, وهو يستعينون بذلك على مساخطه ومعاصيه, أليس ذلك دليلاً على حلمه وصبره, وعفوه وصفحه, وعظيم لطفه ؟ فله الحمد أولاً وآخراً, وباطناً وظاهراً.
* في قوله: ( فمن عفي له من أخيه ) ترقيق وحثّ على العفو إلى الدية, وأحسن من ذلك العفو مجاناً.
* الصيام من أكبر أسباب التقوى, لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه, فمما اشتمل عليه من التقوى...أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى, فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه, لعلمه باطلاع الله عليه.
* من دعا ربه بقلب حاضر, ودعاء مشروع, ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء, كأكل الحرام ونحوه, فإن الله قد وعده بالإجابة, وخصوصاً إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء, وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية, والإيمان به.
* أخبر تعالى أنه ( مع المتقين ) أي: بالعون والنصر والتأييد والتوفيق, ومن كان الله معه حصل له السعادة الأبدية.
* من لم يلزم التقوى تحلى عنه وليه, فوكله إلى نفسه, فصار هلاكه أقرب إليه من حبل الوريد.
* الإلقاء باليد إلى التهلكة...يدخل تحت ذلك أمور كثيرة, فمن ذلك:...الإقامة على معاصي الله, واليأس من التوبة, ومنها: ترك ما أمر الله به من الفرائض, التي في تركها هلاك للروح والبدن.
* الزاد الحقيقي المستمر نفعه لصاحبه في دنياه وأخراه, فهو زاد التقوى الذي هو زاد إلى دار القرار, وهو الموصل لأكمل لذة, وأجل نعيم دائماً أبداً, ومن ترك هذا الزاد فهو المنقطع به الذي هو عرضة لكل شر, وممنوع من الوصول إلى دار المتقين.
* ينبغي للعبد كلما فرغ من عبادة أن يستغفر الله عن التقصير, ويشكره على التوفيق لا كمن يرى أنه قد أكمل العبادة, ومنّ بها على ربه, وجعلت له محلاً ومنزلةً رفيعة, فهذا حقيق بالمقت ورد الفعل ,كما أن الأول حقيق بالقبول والتوفيق لأعمال أُخر.
* قال تعالى: ( والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة ) فيكون المتقون في أعلى الدرجات, متمتعين بأنواع النعيم والسرور, والبهجة والحبور, والكفار تحتهم في أسفل الدركات, معذبين بأنواع العذاب, والإهانة, والشقاء السرمدي الذي لا منتهى له. ففي الآية تسلية للمؤمنين, ونعي على الكافرين.
* سنته الجارية التي لا تتغير ولا تتبدل أن من قام بدينه وشرعه لا بد أن يبتليه, فإن صبر على أمر الله, ولم يبال بالمكاره الواقعة في سبيله, فهو الصادق الذي قد نال من السعادة كمالها, ومن السيادة آلتها.
* على من علّمه الله ما لم يكن يعلم, الإكثار من ذكر الله, وفيه الإشعار أيضاً بأن الإكثار من ذكره سبب لتعليم علوم أخرى, لأن الشكر مقرون بالمزيد.
* معاملة الناس فيما بينهم على درجتين: إما عدل وإنصاف واجب, وهو: أخذ الواجب, وإعطاء الواجب وإما فضل وإحسان وهو إعطاء ما ليس بواجب والتسامح في الحقوق فلا ينبغي للإنسان أن ينسى هذه الدرجة ولو في بعض الأوقات وخصوصاً لمن بينك وبينه معاملة أو مخالطة فإن الله مجاز المحسنين بالفضل والكرم.

* المراد بالقرض الحسن: هو ما جمع أوصاف الحسن, من النية الصالحة, وسماحة النفس بالنفقة, ووقوعها في محلها, وأن لا يتبعها المنفق منّاً ولا أذى, ولا مبطلاً ومنقصاً.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-08-2021, 10:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي

الجزء الثالث


فهد بن عبد العزيز الشويرخ

{بسم الله الرحمن الرحيم }
سورة البقرة:

* الرضا بعد وقوع القضاء المكروه للنفوس, هو الرضا الحقيقي.
* الصدقات يجتمع فيها الأمران: حصول الخير, وهو: كثرة الحسنات والثواب والأجر, ودفع الشر والبلاء الدنيوي والأخروي, بتكفير السيئات.
* الإنفاق في طرق الإحسان...خير وأجر وثواب عند الله ولهذا قال تعالى: ( { الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية } ) الآية, فإن الله يظلهم بظله يوم لا ظل إلا ظله, وإن الله ينيلهم الخيرات, ويدفع عنهم الأحزان والمخاوف والكريهات.
* أخبر تعالى أنه يمحق مكاسب المرابين, ويربى صدقات المنفقين, عكس ما يتبادر لأذهان كثير من الخلق, أن الإنفاق ينقص المال, وأن الربا يزيده, فإن مادة الرزق وحصول ثمراته من الله تعالى, وما عند الله لا ينال إلا بطاعته, وامتثال أمره.
* أكبر الأسباب لاجتناب ما حرم الله من المكاسب الربوية, تكميل الإيمان وحقوقه, خصوصاً إقامة الصلاة, وإيتاء الزكاة, فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر, وإن الزكاة إحسان إلى الخلق, ينافي تعاطى الربا, الذي هو ظلم لهم, وإساءة عليهم.
* تقوى الله وسيلة إلى حصول العلم.
سورة آل عمران:
* ( { كلما دخل عليها زكريا المحراب } ) وهو محل العبادة, وفيه إشارة إلى كثرة صلاتها

* المقصود الأعظم من سياق القصص أنه يحصل بها العبرة.
* كلما قوي إيمان العبد, تولاه الله بلطفه, ويسره لليسرى, وجنبه العسرى.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15-08-2021, 01:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي

الجزء الرابع


فهد بن عبد العزيز الشويرخ

بسم الله الرحمن الرحيم
سورة آل عمران:
* {والعافين عن الناس} يدخل في العفو عن الناس كل من أساء إليك بقول أو فعل والعفو أبلغ من الكظم, لأن العفو ترك المؤاخذة مع المساحة عن المسيء وهذا إنما يكون ممن تحلى بالأخلاق الجميلة وتحلى عن الأخلاق الرذيلة وممن تأجر مع الله وعفا عن عباد الله رحمة بهم وإحساناً إليهم...وليعفو الله عنه ويكون أجره على ربه الكريم.
* من رحمته بعباده المؤمنين أن قيض لهم من الأسباب ما تكرهه النفوس, لينيلهم ما يحبون, من المنازل العالية, والنعيم المقيم.
* ( حليم ) لا يعاجل من عصاه, بل يستأني به, ويدعوه إلى الإنابة إليه, والإقبال عليه, ثم إن تاب وأناب قبل منه, وصيره كأنه لم يجر منه ذنب, ولم يصدر عنه عيب, فـ لله الحمد على إحسانه.
* {وشاورهم في الأمر } أي: في الأمور التي تحتاج إلى استشارة ونظر وفكر.
* المشاور لا يكاد يخطئ في فعله, وإن أخطأ أو لم يتم له مطلوب فليس بملوم.
* { إنما نملى لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين} فالله تعالى يملي للظالم, حتى يزداد طغيانه, ويترادف كفرانه, ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر, فليحذر الظالمون من الإمهال, ولا يظنوا أن يفوتوا الكبير المتعال.
سورة النساء
* كل من تطلع وتشوف إلى ما حضر بين يدي الإنسان ينبغي أن يعطيه منه ما تيسر.
* الأولاد عند والديهم موصى بهم, فإما أن يقوموا بتلك الوصية فلهم جزيل الثواب, وإما أن يضيعوها فيستحقوا بذلك الوعد والعقاب, وهذا مما يدل على أن الله تعالى أرحم بعباده من الوالدين, حيث أوصى الوالدين مع كمال شفقتهما عليهم.
* توبة الله على عباده نوعان: توفيق منه للتوبة, وقبول لها بعد وجودها من العبد.
* على الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف, من الصحبة الجميلة, وكف الأذى, وبذل الإحسان, وحسن المعاملة, ويدخل في ذلك النفقة والكسوة ونحوهما.
* ينبغي لكم أيها الأزواج أن تمسكوا زوجاتكم مع الكراهة لهن, فإن في ذلك خيراً كثيراً, من ذلك: امتثال أمر الله وقبول وصيته التي فيها سعادة الدنيا والآخرة, ومنها أن إجباره نفسه _مع عدم محبته لها_ فيه مجاهدة للنفس والتخلق بالأخلاق الكريمة, وربما أن الكراهة تزول وتخلفها المحبة كما هو الواقع في ذلك, وربما رزق منها ولداً صالحاً نفع والديه في الدنيا والآخرة وهذا كله مع الإمكان في الإمساك وعدم المحظور




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15-08-2021, 01:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي

الجزء الخامس


فهد بن عبد العزيز الشويرخ

{بسم الله الرحمن الرحيم }


سورة النساء:

* أحسن ما حدّت به الكبائر, أن الكبيرة ما فيه حدّ في الدنيا, أو وعيد في الآخرة, أو نفي إيمان, أو ترتيب لعنة, أو غضب عليه.
* النفس أمارة بالسوء, ولكن من توكل على الله كفاه ما أهمه من أمر دينه ودنياه.
* ينبغي للجار أن يتعاهد جاره بالهدية, والصدقة, والدعوة, واللطافة بالأقوال, والأفعال, وعدم أذيته بقول أو فعل.
* {إن الله لا يحبُّ من كان مختالاً } أي: معجباً بنفسه, متكبراً على الخلق.( فخوراً) يثنى على نفسه ويمدحها, على وجه الفخر والبطر على عباد الله.
* من عفوه ومغفرته أن المؤمن لو أتاه بقراب الأرض خطايا, ثم لقيه لا يشرك به شيئاً, لأتاه بقرابها مغفرة.
* { والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس } أي: ليروهم, ويمدحوهم, ويعظموهم.
* أمر برد كل ما تنازع الناس فيه, من أصول الدين وفروعه, إلى الله والرسول, أي: إلى كتاب الله وسنة رسوله, فإن فيهما الفصل في جميع المسائل الخلافية, إما بصريحهما أو عمومهما أو إيماء أو تنبيه أو مفهوم أو عموم معنى يقاس عليه ما أشبهه
* إذا كان أولياء الشيطان يصبرون ويقاتلون وهم على باطل, فأهل الحق أولى بذلك
* يأمر تعالى بتدبر كتابه, وهو: التأمل في معانيه, وتحديق الفكر فيه, وفي مبادئه وعواقبه, ولوازم ذلك. فإن في تدبر كتاب الله مفتاحاً للعلوم والمعارف, وبه يستنتج كل خير, وتستخرج منه جميع العلوم, وبه يزداد الإيمان في القلب, وترسخ شجرته.
* إذا حصل بحث في أمر من الأمور, ينبغي أن يولى من هو أهل لذلك, ويجعل إلى أهله, ولا يتقدم بين يديه, فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ.
* النهى عن العجلة, والتسرع لنشر الأمور, من حين سماعها, والأمر بالتأمل قبل الكلام, والنظر فيه, هل هو مصلحة, فيقدم عليه الإنسان, أم لا ؟ فيحجم عنه ؟
* الإنسان بطبعه ظالم جاهل, فلا تأمره نفسه إلا بالشر, فإذا لجأ إلى ربه واعتصم به, واجتهد في ذلك, لطف به ربه, ووفقه لكل خير, وعصمه من الشيطان الرجيم.
* الإيمان الصحيح يمنع المؤمن من قتل أخيه, الذي عقد الله بينه وبينه الأخوة الإيمانية, التي من مقتضاها محبته وموالاته, وإزالة ما يعرض لأخيه من الأذى, وأي أذى أشد من القتل ؟
* العبد ينبغي له إذا رأى دواعي نفسه مائلة إلى حالة فيها هوى, وهي مضرة له, أن يذكرها ما أعد الله لمن نهى نفسه عن هواها, وقدم مرضاة الله على رضا نفسه, فإن في ذلك ترغيباً للنفس في امتثال أمر الله, وإن شق ذلك عليها.
* القلب صلاحه وفلاحه وسعادته بالإنابة إلى الله تعالى في المحبة, وامتلاء القلب من ذكره, والثناء عليه, وأعظم ما يحصل به هذا المقصود: الصلاة, التي حقيقتها: أنها صلة بين العبد وبين ربه.
* الخوف, يوجب قلق القلب وخوفه, وهو مظنة لضعفه, وإذا ضعف القلب ضعف البدن....والذكر لله والإكثار منه من أعظم مقويات القلب.
* الذكر لله تعالى مع الصبر والثبات سبب الفلاح والظفر بالأعداء.
* الصلاة ميزان الإيمان, وعلى حسب إيمان العبد تكون صلاته, وتتم وتكمل.
* من يقاتل ويصبر على نيل عزه الدنيوي إن ناله, ليس كمن يقاتل لنيل السعادة الدنيوية والأخروية, والفوز برضوان الله وجنته.
* إذا دعته نفسه إلى ما تشتهيه من الشهوات المحرمة, قال لها: هبك فعلت ما اشتهيت, فإن لذته تنقضي, ويعقبها من الهموم, والغموم, والحسرات, وفوات الثواب, وحصول العقاب, ما بعضه يكفى العاقل في الإحجام عنها.
* وسمى ظلم النفس ظلماً, لأن نفس العبد ليست ملكاً له, يتصرف فيها بما يشاء, وإنما هي ملك لله تعالى, قد جعلها أمانة عند العبد وأمره أن يقيمها على طريق العدل, بإلزامها الصراط المستقيم, علماً وعملاً, فيسعى في تعليمها ما أمر به, ويسعى في العمل بما يجب, فسعيه في غير هذا الطريق ظلم لنفسه وخيانة.
* الساعي في الإفساد لا يصلح الله عمله, ولا يتم له مقصوده.
* من كان عمله صالحاً, وهو مستقيم في غالب أحواله, وإنما يصدر منه أحياناً بعض الذنوب الصغار, فما يصيبه من الهم والغم والأذى وبعض الآلام في بدنه, أو قلبه, أو حبيبه, أو ماله, ونحو ذلك, فإنها مكفرات للذنوب, لطفاً من الله بعباده.
* الصلح بين من بينهما حق أو منازعة في جميع الأشياء خير من استقصاء كل منهما على كل حقه, لما فيه من الإصلاح, وبقاء الألفة, والاتصاف بصفة السماح.
* الهوى إما أن يعمي بصيرة صاحبه, حتى يرى الحق باطلاً, والباطل حقاً, وإما أن يعرف الحق ويتركه لأجل هواه, فمن سلم من هوى نفسه وفق للحق, وهدى إلى الصراط المستقيم.
* العزة لله جميعاً, فإن نواصي العباد بيده, ومشيئته نافذة فيهم, وقد تكفل بنصر دينه وعباده المؤمنين, ولو تخلل ذلك بعض الامتحان لعباده المؤمنين, وإدالة العدو عليهم, إدالة غير مستمرة, فإن العاقبة والاستقرار للمؤمنين.

* الإيمان يقتضي محبة المؤمنين وموالاتهم, وبغض الكافرين وعدواتهم.
* ذكر الله تعالى وملازمته, لا يكون إلا من مؤمن, ممتلئ قلبه بمحبة الله وتعظيمه.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15-08-2021, 01:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي


الجزء السادس


فهد بن عبد العزيز الشويرخ

{بسم الله الرحمن الرحيم }
سورة النساء:
* الشكر هو: خضوع القلب, واعتراف بنعمة الله, وثناء اللسان على المشكور, وعمل الجوارح بطاعته, وأن لا يستعين بنعمه على معاصيه.
* ( { أو تعفو عن سوء } ) أي: عمن أساء إليكم في أبدانكم, وأموالكم, وأعراضكم, فتسمحوا عنه, فإن الجزاء من جنس العمل, فمن عفا لله عفا الله عنه, ومن أحسن, أحسن الله إليه.
* كل ثواب عاجل وآجل, فمن ثمرات الإيمان, فالنصر, والهدى, والعلم, والعمل الصالح, والسرور, والأفراح, والجنة وما اشتملت عليه من النعيم, كل ذلك سبب عن الإيمان.
* القرآن العظيم...اشتمل...الأمر بكل عدل وإحسان وخير, والنهي عن كل ظلم وشر فالناس في ظلمة إن لم يستضيئوا بأنواره, وفي شقاء عظيم إن لم يقتبسوا من خيره
سورة المائدة:
* العبد عليه أن يلتزم أمر الله, ويسلك طريق العدل, ولو جُني عليه, أو ظُلِمَ, واُعتدي عليه, فلا يحلُّ له أن يكذب على من كذب عليه, أو يخون من خانه.
* ( { وجعلنا قلوبهم قاسية } ) أي: غليظة لا تجدي فيها المواعظ, ولا تنفعها الآيات والنذر, فلا يرغبهم تشويق, ولا يزعجهم تخويف, وهذا من أعظم العقوبات على العبد, أن يكون قلبه بهذه الصفة التي لا يفيد معها الهدى والخير إلا شراً.
* كل من لم يقم بما أمر الله به, وأخذ به عليه الالتزام, كان له نصيب من اللعنة وقسوة القلب, والابتلاء بتحريف الكلم, وأنه لا يوفق للصواب, ونسيان حظ مما ذكر به, وأنه لا بد أن يبتلى بالخيانة, نسأل الله العافية.
* القوي من أعانه الله بقوة من عنده, فلا حول ولا قوة إلا بالله.
* العقوبة على الذنب قد تكون بزوال نعمة موجودة.
* ( { فأصبح من النادمين} ) وهكذا عاقبة المعاصي, الندامة والخسارة.
* الفلاح هو: الفوز والظفر بكل مطلوب مرغوب, والنجاة من كل مرهوب, فحقيقته السعادة الأبدية, والنعيم المقيم.
* الإيمان إذا خلطت بشاشته القلوب لم يعدل به صاحبه غيره, ولم يبغ به بدلا.
* طهارة القلب سبب لكل خير, وهو أكبر داع إلى كل قول رشيد, وعمل سديد.
* من الربانيين؟ أي العلماء العاملين المعلمين, الذين يربون الناس بأحسن تربية, ويسلكون معهم مسلك الأنبياء المشفقين.
* للذنوب عقوبات عاجلة وآجلة, ومن أعظم العقوبات: أن يبتلى العبد ويُزين له ترك اتباع الرسول, وذلك لفسقه.
* محبة الله للعبد, هي أجل نعمة أنعم بها عليه, وأفضل فضيلة, تفضل الله بها عليه, وإذا أحب الله عبداً يسر له الأسباب, وهون عليه كل عسير, ووفقه لفعل الخيرات, وترك المنكرات, وأقبل بقلوب عباده إليه, بالمحبة والوداد.
* من لوازم محبة العبد لربه, أنه لا بد أن يتصف بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً, في أقواله وأعماله, وجميع أحواله, كما قال تعالى: ( {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} )
* من لوازم محبة الله للعبد أن يكثر العبد من التقرب إلى الله بالفرائض والنوافل.
* ومن لوازم محبة الله, معرفته تعالى, والإكثار من ذكره, فإن المحبة بدون معرفة بالله ناقصة جداً, بل غير موجودة, وإن وجدت دعواها, ومن أحب الله أكثر من ذكره.
* إذا أحبّ الله عبده قبل منه اليسير من العمل, وغفر له الكثير من الزلل.
* ( { وإن جندنا لهم الغالبون} ) وهذه بشارة عظيمة, لمن قام بأمر الله وصار من حزبه وجنده, أن له الغلبة, وإن أديل عليه في بعض الأحيان, لحكمة يريدها الله تعالى, فآخر أمره الغلبة والانتصار, ومن أصدق من الله قيلاً.
* من أعظم العقوبات على العبد, أن يكون الذكر الذي أنزله الله على رسوله, الذي فيه حياة القلب والروح, وسعادة الدنيا والآخرة, وفلاح الدارين,...أن تكون لمثل هذا زيادة غي إلى غيه, وطغيان إلى طغيانه, وكفر إلى كفره, بسبب إعراضه عنها, ورده لها, ومعاندته إياها, ومعارضته لها بالشبه الباطلة.
* إنما كان السكوت عن المنكر مع القدرة موجباً للعقوبة, لما فيه من المفاسد العظيمة منها: أن مجرد السكوت فعل معصية وإن لم يباشرها الساكت, فإنه كما يجب اجتناب المعصية, فإنه يجب الإنكار على من فعل المعصية.

* المعصية مع تكررها وصدورها من كثير من الأشخاص, وعدم إنكار أهل الدين والعلم لها, يظن أنها ليست بمعصية, وربما ظن الجاهل أنها عبادة مستحسنة, وأي مفسدة أعظم من اعتقاد ما حرم الله حلالاً ؟ وانقلاب الحقائق على النفوس ورؤية الباطل حقاً ؟ !!




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15-08-2021, 01:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي


الجزء السابع


فهد بن عبد العزيز الشويرخ


{بسم الله الرحمن الرحيم }
سورة المائدة :
* المتواضع أقرب إلى الخير من المستكبر.
* لا ينبغي للإنسان أن يتجنب الطيبات, ويحرمها على نفسه, بل يتناولها, مستعيناً بها على طاعة ربه.
سورة الأنعام:
* {قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين} وهذا السير المأمور به سير القلوب والأبدان, الذي يتولد منه الاعتبار, وأما مجرد النظر من غير اعتبار, فإن ذلك لا يفيد شيئاً.
* أما حقيقة الدنيا: فإنها لعب ولهو, لعب في الأبدان, ولهو في القلوب, فالقلوب لها والهة, والنفوس لها عاشقة, والهموم فيها متعلقة, والاشتغال بها كلعب الصبيان.
* أشد ما يكون من العذاب, أن يؤخذوا على غرة, وغفلة وطمأنينة, ليكون أشد لعقوبتهم, وأعظم لمصيبتهم.
* إذا كان التذكير والوعظ مما يزيد الموعوظ شراً إلى شره, كان تركه هو الواجب, لأنه إذا ناقض المقصود كان تركه هو المقصود.
* العلم يرفع الله به صاحبه, فوق العباد درجات, خصوصاً العالم العامل المعلم, فإنه يجعله الله إماماً للناس, بحسب حاله, ترمق أفعاله, وتقتفى آثاره, ويستضاء بنوره, ويمشى بعلمه في ظلمة ديجوره.

* { وهو اللطيف الخبير} من لطفه أنه يسوق عبده إلى مصالح دينه, ويوصلها إليه بالطرق التي لا يشعر بها العبد ولا يسعى فيها, ويوصله إلى السعادة الأبدية, والفلاح السرمدي, من حيث لا يحتسب, حتى أنه يقدر عليه الأمور التي يكرهها العبد, ويتألم منها, ويدعو الله أن يزيلها, لعلمه أن دينه أصلح, وأن كماله متوقف عليها, فسبحان اللطيف لما يشاء, الرحيم بالمؤمنين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18-08-2021, 11:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي


الجزء الثامن


فهد بن عبد العزيز الشويرخ

{بسم الله الرحمن الرحيم }

سورة الأنعام
* أهل الحق هم الأقلون عدداً, الأعظمون عند الله قدراً وأجراً.
* لا يتم للعبد ترك المعاصي الظاهرة والباطنة إلا بعد معرفتها, والبحث عنها, فيكون البحث عنها, ومعرفة معاصي القلب والبدن والعلم بذلك واجباً متعيناً على المكلف, وكثير من الناس يخفى عليه كثير من المعاصي, وخصوصاً معاصي القلب, كالكبر, والعجب والرياء, ونحو ذلك, حتى أنه يكون به كثير منها, وهو لا يحس به ولا يشعر
* من انشرح صدره للإسلام, أي: اتسع وانفسح, فاستنار بنور الإيمان, وحيي بضوء اليقين, فاطمأنت بذلك نفسه, وأحب الخير, وطوعت له نفسه فعله, متلذذاً به, عغير مستثقل, فإن هذا علامة على أن الله قد هداه, ومنّ عليه بالتوفيق.
* العباد إذا كثر ظلمهم وفسادهم, ومنعهم الحقوق الواجبة, ولى عليهم ظلمة, يسومونهم سوء العذاب, ويأخذون منهم بالظلم والجور أضعاف ما منعوا من حقوق الله, وحقوق عباده, على وجه غير مأجورين فيه, ولا محتسبين. كما أن العباد إذا صلحوا واستقاموا, أصلح الله رعاتهم, وجعلهم أئمة عدل وإنصاف.
* كل ظالم وإن تمتع في الدنيا بما تمتع به فنهايته فيه الاضمحلال والتلف.
* النهي عن قربان الفواحش, أبلغ من النهي عن مجرد فعلها, فإنه يتناول النهي عن مقدماتها, ووسائلها الموصلة إليها.
* بحسب عقل العبد, يكون قيامه بما أمر الله به.
* إذا تكلم العالم عن مقالات أهل البدع, فالواجب عليه أن يعطى كل ذي حق حقه, وأن يبين ما فيها من الحق والباطل, ويعتبر قربها من الحق, وبعدها منه.
* {كتاب أنزلناه مبارك} أي: فيه الخير الكثير والعلم الغزير, وهو الذي تستمد منه سائر العلوم, وتستخرج منه البركات فما من خير إلا وقد دعا إليه ورغب فيه, وذكر الحكم والمصالح التي تحث عليه, وما من شر إلا وقد نهى عنه, وحذر منه, وذكر الأسباب المنفرة عن فعله, وعواقبها الوخيمة.
* علم القرآن أجل العلوم وأبركها وأوسعها, و...به تحصل الهداية إلى الصراط المستقيم, هداية تامة, لا يحتاج معها إلى تخرص المتكلفين, ولا أفكار المتفلسفين, ولا لغير ذلك من علوم الأولين والآخرين.
* من أخلص في صلاته ونسكه استلزم ذلك إخلاصه لله في سائر أعماله وأقواله.
سورة الأعراف:
* القياس إذا عارض النص فإنه قياس باطل, لأن المقصود بالقياس أن يكون الحكم الذي لم يأت فيه نص يقارب الأمور المنصوص عليها, ويكون تابعاً لها, فأما قياس يعارضها, ويلزم من اعتباره إلغاء النصوص, فهذا القياس من أشنع الأقيسة.
* من أشبه آدم بالاعتراف, وسؤال المغفرة, والندم, والإقلاع إذا صدرت منه الذنوب, اجتباه ربه وهداه, ومن أشبه إبليس إذا صدر منه الذنب, لا يزال يزداد من المعاصي و لا يزداد من الله إلا بعداً.
* لباس التقوى يستمر مع العبد, ولا يبلى ولا يبيد, وهو جمال القلب والروح.
* عدم الإيمان هو الموجب لعقد الولاية بين الإنسان والشيطان.
* السرف يبغضه الله, ويضر بدن الإنسان ومعيشته, حتى إنه ربما أدت به الحال أن يعجز عما يجب عليه من النفقات.
* { وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} في أسمائه, وصفاته, وأفعاله, وشرعه.
* قال بعض السلف: أهل الجنة نجوا من النار بعفو الله, وأدخلوا الجنة برحمة الله, واقتسموا المنازل وورثوها بالأعمال الصالحة, وهي من رحمته بل من أعلى أنواع رحمته
* المعاصي تفسد الأخلاق والأعمال والأرزاق.
* الطاعات تصلح بها الأخلاق, والأعمال, والأرزاق, وأحوال الدنيا, والآخرة,

* من آداب الدعاء: الإخلاص فيه لله وحده,...إخفاؤه وإسراره, أن يكون القلب خائفاً طامعاً, لا غافلاً, ولا آمناً, ولا غير مبال بالإجابة.
* الإحسان في كل عبادة: بذل الجهد فيها, وأداؤها كاملة, لا نقص فيها بوجه من الوجوه.
* كلما كان العبد أكثر إحساناً, كان أقرب إلى رحمة ربه, وكان ربه قريباً منه برحمته, وفي هذا من الحث على الإحسان, ما لا يخفى.
* المعاصي تدع الديار العامرة بلاقع.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18-08-2021, 11:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي


الجزء التاسع


فهد بن عبد العزيز الشويرخ



{بسم الله الرحمن الرحيم }
سورة الأعراف:
* العبد لا ينبغي له أن يكون آمناً, على ما معه من الإيمان, بل لا يزال خائفاً وجلاً, أن يبتلي ببلية, تسلب ما معه من الإيمان, وأن لا يزال داعياً بقوله: [ يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ] وأن يعمل ويسعى, في كل سبب يخلصه من الشر, عند وقوع الفتن فإن العبد ولو بلغت به الحال ما بلغت فليس على يقين من السلامة
* سنة الله في عباده, أن العقوبة إذا نزلت, نجا منها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
* خاصية العقل النظر للعواقب, وأما من نظر إلى عاجل طفيف منقطع, يفوت نعيماً عظيماً باقياً فأنى له العقل والرأي ؟ !!
* {والذين يمسكون بالكتاب} أي: يتمسكون به علماً وعملاً, فيعملون ما فيه من الأحكام والأخبار, التي علمها أشرف العلوم, ويعملون بما فيها من الأوامر, التي هي قرة العيون, وسرور القلوب, وأفراح الأرواح, وصلاح الدنيا والآخرة.
* اتباع الهوى وإخلاد العبد إلى الشهوات يكون سبباً للخذلان.
* لما كان لا بد من أذية الجاهل, أمر الله تعالى أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه, وعدم مقابلته بجهله, فمن آذاك بقوله أو فعله لا تؤذه, ومن حرمك لا تحرمه, ومن قطعك فصِلهُ, ومن ظلمك فاعدل فيه.
* المؤمن مهتد بالقرآن متبع له, سعيد في دنياه وأخراه, وأما من لم يؤمن به فإنه ضال شقي في الدنيا والآخرة.
* الذكر لله تعالى, يكون بالقلب, ويكون باللسان, ويكون بهما, وهو أكمل أنواع الذكر وأحواله.
* من الآداب التي ينبغي للعبد أن يراعيها حق رعايتها: الإكثار من ذكر الله آناء الليل والنهار, خصوصاً طرفي النهار, مخلصاً خاشعاً, متضرعاً متذللاً, ساكناً, متواطئاً عليه قلبه ولسانه بأدب ووقار, وإقبال على الدعاء والذكر, وإحضار له بقلبه, وعدم غفلة, فإن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه.
سورة الأنفال:
* من نقصت طاعته لله ورسوله,...نقص إيمانه.
* قدم تعالى أعمال القلوب لأنها أصل لأعمال الجوارح, وأفضل منها.
* {يتوكلون} أي: يعتمدون في قلوبهم على ربهم, في جلب مصالحهم, ودفع مضارهم الدينية, والدنيوية, ويثقون بأن الله تعالى سيفعل ذلك.
* ينبغي للعبد أن يتعاهد إيمانه وينميه, وأن أولى ما يحصل به ذلك, تدبر كتاب الله تعالى, والتأمل لمعانيه.
* النصر بيد الله, ليس بكثرة عدد, ولا عُدد.
* ثبات القلب أصل ثبات البدن.
* الله إذا ثبت المؤمنين, وألقى الرعب في قلوب الكافرين, لم يقدر الكافرون على الثبات لهم, ومنحهم الله أكتافهم.
* من لطف الله بعبده أن يسهل عليه طاعته, ويسرها بأسباب داخلية وخارجية.
* من كان الله معه فهو المنصور وإن كان ضعيفاً قليلاً عدده.
* ليس الإيمان بالتمني والتحلي, ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال.
* حياة القلب والروح, بعبودية الله تعالى, ولزوم طاعته, وطاعة رسوله.
* إذا ظهر الظلم فلم يغير فإن عقوبته تعم الفاعل وغيره, وتتقى هذه الفتنة بالنهي عن المنكر, وقمع أهل الشر والفساد, وأن لا يمكنوا من المعاصي والظلم مهما أمكن
* العاقل يوازن بين الأشياء, ويؤثر أولاها بالإيثار, وأحقها بالتقديم
* امتثال العبد لتقوى ربه, عنوان السعادة, وعلامة الفلاح.
* ذكر هنا أن من اتقى الله حصل أربعة أشياء كل واحد منها خير من الدنيا وما فيها

الأول: الفرقان, وهو العلم والهدى الذي يفرق به صاحبه بين الهدى والضلال والحق والباطل, الثاني والثالث: تكفير السيئات, ومغفرة الذنوب....الرابع: الأجر العظيم, والثواب الجزيل, لمن اتقاه, وآثر رضاه على هوى نفسه.
* {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } فهذا مانع من وقوع العذاب بهم, بعد ما انعقدت أسبابه.
* من كان الله مولاه وناصره, فلا خوف عليه, ومن كان الله عليه, فلا عزّ له, ولا قائمة تقوم له.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 131.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 126.08 كيلو بايت... تم توفير 5.58 كيلو بايت...بمعدل (4.24%)]