وما أدراك ماذا بعد الالتزام! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 211 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28440 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60061 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 842 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-10-2021, 05:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي وما أدراك ماذا بعد الالتزام!

وما أدراك ماذا بعد الالتزام!
صالح الشناط



أيها القارئ الحبيب والقارئة الكريمة، كثيراً ما قرأنا وسمعنا وشاهدنا دروساً ومحاضراتٍ وخُطباً حولَ التوبة، وليس في ذلك إسراف، فكثيراً ما تكررت التوبة في القرآن الكريم؛ بل سميت سورة كاملة بالتوبة، والإنسان وإن كان على الالتزام فهو بحاجة إلى التوبة، وانكسار القلب بين يدي الربّ ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ ﴾ [التحريم: 8]، فهو لا يدري أن قدمه ربما تزلّ، والله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: "لولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلاً".

فمن الله الثبات والهداية، وقال سبحانه: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27] فالثبات من الله، ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]، والهداية من الله.

وتأمل، يا رعاك الله، هذا الحديث الذي يجلب الوجل إلى القلب، قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ".

يعني أنا وأنت بحاجة دوماً إلى التوبة، لتنقية النفس من الدسائس وخفايا الذنوب، التي ربما قد تظهر عند موت الإنسان، قال ابن القيم رحمه الله: "وأما كون الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب، فإن هذا عمل أهل الجنة فيما يظهر للناس، ولو كان عملاً صالحاً مقبولاً للجنة قد أحبه الله ورضيه لم يبطله عليه[1].

وكما ذُكر أعلاه أن النبي صلى الله عليه وسلم ثباته بتوفيق الله، ونحن لسنا أكرم على الله من نبيه، فإن زلّ الملتزم، وعصى التقي، وانحرف الطائع، فليس ذلك نهاية الطريق، فباب التوبة من أعظم أبواب الرجوع للمولى، لتصحيح مساره في هذه الحياة التي تحفها الشهوات والشبهات التي باتت تتعاظم وتتسع وتكثر كلما مرّ الزمن.

إذاً حقيقة الخطاب بالتوبة ليس للعاصين وحسب بل وكذلك المستقيمين، فلا يظنن العبد أنه في مأمن، ولا يغتر بطاعته وقوته، فهو في حاجة دائمة إلى الانكسار والتذلل بين يدي الله كي لا تسلب منه الطاعة. وقد يبتلى العبد المستقيم بمعصية وهنا هو إلى واحد من أمرين: إما أن يفتح عليه باب الشهوات فتتبع المعصية الأخرى، وإما أن يتدارك الأمر ويتوب إلى الله منها ويخلي القلب منها، فتكون توبة نصوحاً، مجتمعةَ الأركان، فإن لم تكن كذلك نقضت لأنها غير تامة.

وأرجى آية في القرآن تميزت بها التوبةُ عن سائرِ الدين، قال سبحانه: ﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]. فلم يقل سبحانه يا عبادي الذين أذنبوا، وإنما قال: أسرفوا. وقال ابن كثير رحمه الله: "هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم إلى التوبة والإنابة، وإخبار بأن الله تبارك وتعالى يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها ورجع عنها، وإن كانت مهما كانت، وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر".

وأهل الله إن وقع بعضهم في معصية فر منها، بفطرته، فراره من الأسد، لما لها من وحشة في قلبه وآثار تجلب النقم والتعاسة، طالما حذر منها الصالحون، وجمعها ابن القيم -أي أضرار الذنوب- فقال:
حرمان العلم، والوحشة في القلب، وتعسير الأمور، ووهن البدن، وحرمان الطاعة، ومحق البركة، وقلة التوفيق، وضيق الصدر، وتولد السيئات، واعتياد الذنوب، وهوان المذنب على الله، وهوانه على الناس، ولعنة البهائم له، ولباس الذل، والطبع على القلب والدخول تحت اللعنة، ومنع إجابة الدعاء، والفساد في البر والبحر، وانعدام الغيرة، وذهاب الحياء، وزوال النعم، ونزول النقم، والرعب في قلب العاصي، والوقوع في أسر الشيطان، وسوء الخاتمة، وعذاب الآخرة.


فأبشر يا أيها التائب بأضطداد ما ذكر ابن القيم، وتبديل السيئات إلى حسنات، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 68 - 70].



[1] الفوائد" ص 163.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.01 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]