أربع رَكَائِز لِلتَّاجِرِ الْمُسْلِم - حفظ الأمانة.. وصدق الحديث.. والعفة.. وحسن الخل - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858536 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 392958 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215501 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-10-2021, 07:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي أربع رَكَائِز لِلتَّاجِرِ الْمُسْلِم - حفظ الأمانة.. وصدق الحديث.. والعفة.. وحسن الخل

أربع رَكَائِز لِلتَّاجِرِ الْمُسْلِم - حفظ الأمانة.. وصدق الحديث.. والعفة.. وحسن الخلق

الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر



روى الإمام أحمد في «مسنده» من حديث عبد الله بن عمرو، أن رسول الله؟ قال: «أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلاَ عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا: حِفْظُ أَمَانَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ»، هذا حديث عظيم جدير بكلِّ تاجر مسلم أن يتأمله، وأن يكون نصب عينه، بل ينبغي أن يُشاع بين التجار وفي المحلات التجارية وبين الشركات حتى يُصَحِّحَ لمن اشتغل بالتجارة مساره وطريقته في البيع والشراء والتعامل، وذلك بأن تكون هذه الأمور الأربعة أسسًا ثابتةً عنده لا يساوم فيها مهما كان الربح.

ففي الحديث معالجة حكيمة وعظيمة جداً للفساد الكبير الذي يحصل لأخلاق الناس عند الإقبال على الدنيا وحطامها والتجارة واكتساب المال وطلب الأرباح، وأنَّه لا سلامة من ذلك إلا بأن يحافظ التاجر على هذه الأسس الأربعة المذكورة في الحديث، ويحرص على ألا يخرم منها شيئا، ويجعلها بمثابة الركائز التي لا يقبل أن تضيع، ثم هو لا يبالي إن فاته شيء من الدنيا في سبيل محافظته على هذه الركائز، حتى وإن كان بين يديه مكاسب كبيرة وأرباح كثيرة؛ فإنها لا تحطّم شيئا من هذه الأسس؛ مستحضرًا دومًا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «فَلاَ عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا»؛ فهو غير مبال بما يفوته من الدنيا في سبيل محافظته وتمسكه بهذه الخلال الجليلة والخصال العظيمة المذكورة في الحديث.

امتحان شديد

والإنسان يُمتَحن امتحانا شديدا في هذه الأمور الأربعة عندما يدخل مجال التجارة؛ فأحيانًا تعرض له أرباح كثيرة مغرية جداً، لكنها تحتاج منه إلى أن يكذب أو أن يغش ونحو ذلك؛ فيدخل في مساومة مع نفسه، هل يُحصِّل هذا الربح بمثل هذه المسالك؟ أم يقول كما دلَّ الحديث: لا عليَّ ما فاتني من الدنيا، ولْتبقَ لي هذه الأسس؟ حتى لو كان في ظاهر الأمر أنه لن يربح، وأنه يخسر الصفقة أو التجارة أو يفوته شيء من الأرباح والمكاسب، فإنَّ الله -سبحانه تعالى- يعوِّضه خيراً؛ لأن الرزق والفضل بيده -سبحانه وتعالى. فقول النبي صلى الله عليه وسلم : «فَلاَ عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا»، يعدُّ ضمانًا للتاجر، أي فلا تأسَ على ما فات من الربح وإن كبر ولا تأسف؛ فإنك في خير وغنيمة حتى وإن فاتك هذا المال، ولك العوض المبارك من الله؛ ولهذا ينبغي على كل مَنْ يُقدِم على تجارة أن يتنبه لهذه الأسس الأربعة العظيمة، وأن تكون ثابتة عنده:

حفظ الأمانة

الأول (حِفْظُ أَمَانَةٍ)؛ أي هو أمين في تعاملاته، لا يغش، ولا يخدع، ولا يمكر، أمينٌ في حفظ حقوق الناس، وفي إعادة أموالهم، فلا يضيع حقوق الناس بل يرعى للأمانة حقّها، وقد يبتلى الإنسان عندما يدخل باب التجارة ويمتحن، هل يحافظ على الأمانة؟ أو يضيِّعها في سبيل أن يُحصّل مالاً أو يُحصّل شيئًا من حطام الدنيا؟ فكثير من الناس يسقط في هذا الامتحان ويضيِّع الأمانة في سبيل أن يكسب مالًا أو عرضاً من عرض الدنيا ومتاعها الزائل، ومن الناس من يتعامل بالأمانة في حدودٍ ضيقةٍ وفي مصالحَ محدودةٍ؛ فهو يتعامل بالأمانة في حدود من يعاملُه بها جزاءً له من جنسِ عملهِ، فإذا وجد أمينا عامَلَه بالأمانة، وإذا وجد خائِناً عاملَه بالخيانَة، وليس هذا شأنُ المؤمن؛ ففي (المسند) وغيره بإسناد صحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ»؛ فالأمانة مطلوبة في كل وقتٍ وحين وفي الأحوال جميعها، وهي ممدوحة في أحوالها جميعها، والخيانةُ مذمومة وقبيحةٌ في أحوالها جميعها، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : «وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَك»، نعم طالِبْهُ بحقِّك، لكن لا تعامِلْه بالخيانة؛ فإن الخيانة مذمومةٌ في كل وقت وحين.

صدق الحديث

الثاني (صِدْقُ حَدِيثٍ)، أي أنه لا يكذب، بل يحافظ على الصدق، وعندما يُحدِّث الناس في بيعه وشرائه دائماً يكون صادقاً، إذا قال لهم: «هذه البضاعة جديدة»؛ فهو صادق في كلامه، إذا قال: «هذا النوع أصيل»، يكون صادقاً في كلامه، إذا قال: «هذا من اليوم ليس من الأمس» يكون صادقا في كلامه، وهو في نفسه يقول: «ماذا يغنيني إذا كسبت من هذا ريـالا ومن ذاك ريالين أو عشرة أو ألفا أو أكثر وضاع مني خُلق الصدق وأصبحتُ كذّاباً»؟! وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ!؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّار»، هو مؤمن بأن الرزق بيد الله -سبحانه وتعالى-، وليست الريالات أو الدراهم بالتي تضيِّع خُلق الصدق عنده؛ لأن الصدق أصل ثابت وأساس لا يساوم فيه ولا يضيِّعه.

بينما بعض الناس أخلاقياته تَفسُد مع ممارسة البيع والحرص على الدنيا والمكاسب؛ فيُبتَلى بصفقات معيّنة يجد نفسه منساقاً إلى الكذب فيها، بل ربما يحلف أيمانا مغلّظة، وقد قال عليه صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ»، وذكر منهم: (الْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ)؛ فيبيع الصدقَ ويصبح كذابًا من أجل اكتساب شيء من الدنيا ومتاعها الزائل - والعياذ بالله.

حسن الخلق

الثالث (حُسْنُ خَلِيقَةٍ) أي يعامل الناس بالأخلاق الحسنة وبالآداب الكريمة، والمشتغل بالتجارة والبيع والشراء يشاهد من أصناف أخلاقيات الناس واختلاف طبائعهم، بل سيئي المعاملة منهم شيئاً كثيراً، ودوام الاحتكاك بالناس في البيع والشراء والمعاملات تؤثر على الأخلاق تأثيراً سلبياً إن لم يُحافظ على هذه الركيزة المبيَّنة في هذا الحديث (حُسْنُ الخَلِيقَة)؛ فيصبح التاجر حينئذ في صراع مع نفسه للمحافظة على حُسن خلقه، لا أن يبيع أخلاقه في السوق باحتكاكه بسيئي الأخلاق من الناس؛ إذ إنّ بعض الناس بسبب معايشته لأصنافٍ من الناس وحاجته للبيع والتجارة، أصبح لعّاناً طعّاناً بذيئاً سيئ الخلق، اكتسب هذا في تجارته وفي معاملته للناس؛ فضيّع هذه الخصلة بسبب اقتحامه التجارة ودخوله فيها دون محافظةٍ على هذه الركيزة العظيمة، والتاجر المسلم الناصح لنفسه لا يجعل التجارة واحتكاكه بالناس سببًا لضياع الأخلاق، وماذا يربح الإنسان إذا حصَّل مالاً وفسدت أخلاقه؟! وماذا تغني عنه أمواله وماذا تنفعه إذا فسدت الأخلاق؟!

العفة في الطعام

الرابع قال: (عِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ)؛ أي أن يتعفف في طعامه، وذلك بالحرص على اكتساب الحلال والبُعد عن الحرام والمتشابه، وقد قال صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ، فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ»؛ فهو حريص على عفّة مطعمه، أي الطعام العفيف الذي ليس فيه حرام وليس فيه شائبة حرام؛، فإذا كان البيع فيه ربا، أو غش، أو تدليس، أو نوع من أنواع البيوع المحرمة في الشريعة ابتعد عنه تمامًا؛ لأن من الأصول الثابتة عنده عفّة المطعم، لا يفرط فيه، ويبحث عن الربح بحثًا لا ينخرم فيه هذا الأمر.

بينما بعض الناس يدخل التجارة وميدان اكتساب الربح ولا يبالي في قضية عفة المطعم، ولا يبالي بالمال الذي اكتسبه هل هو من حلال أم من حرام؟ بل بعضهم قاعدته في هذا الباب: «الحلال ما حلَّ بيدك، والحرام ما حُرِمتَ منه»؛ فالذي حلّ بيده وصار في حيازته من أي طريق كان هو الحلال، والحرام ما لم تَطَله يده ولم ينله، فلا يبالي بحلال أم حرام، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ لَحْمٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ»، وذكر صلى الله عليه وسلم: «الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ؛ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ». أي: كيف يستجاب لمن كانت هذه حاله؟! ولهذا قال بعض السلف: «من سرَّه أنْ يستجيب الله دعوته؛ فليُطِب طُعمته»؛ فهذا باب حري بالتاجر المسلم أن يعنى به تفقهًا وفهمًا، فلا يُدخل على نفسه من الطعام والشراب شيئًا إلا بعد تفقه، فإذا كان طيِّباً طَعِمَهُ وشَرِبَه، وإذا كان حراماً أو مشتبهًا تركه وابتعد عنه؛ لأن من الأصول الثابتة عنده: طيب المطعم، لا يُساوَم في هذا الأمر، بل هو من الأمور الثابتة الراسخة عنده.


فلتحافظ أخي التاجر المسلم على هذه الركائز الأربعة ولا تُضيِّع منها شيئاً، ولتحذر من الشيطان والنفس الأمّارة بالسوء كأن يقال: «دخلت السوق بالصدق وبضاعتي كسدت، ولا تنفق إلا بضاعةُ الكذّابين أو الغشاشين من حولي، الذين يكذبون على الناس ويقولون والله هذا جديد ويحلفون»؛ فهو ميدان تمحيص للأخلاق، ولا يضرُّك ما فاتك من الدنيا، نصيحةً لك من نبيك صلى الله عليه وسلم، وسترى ذلك عند صبرك على السُّنة ومحافظتك على وصايا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، والعاقبة الحميدة لك في الدنيا والآخرة، أعاذك الله من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء، ورزقك المال الحلال والعيش الهنيء إنه سميع مجيب، والله أعلم، وصلى الله وسلَّم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.45 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]