الشعر الإسلامي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836848 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379384 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191224 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2666 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 661 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 945 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1098 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 854 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-05-2021, 03:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي الشعر الإسلامي

الشعر الإسلامي


د. سيد عبدالحليم الشوربجي






(وقفة مع الدعاوى المخطئة)



الشعر الإسلامي شِعرٌ منكفئ على نفسه، لا يُخاطب إلاَّ أفرادَه، فهو شعر ضيّق الأفق، بعيد عن روح العصر، ومتطلَّبات المجتمع، ولا يستطيع اختِراق مشاعِر ووجدان الإنسان المعاصر؛ لذا فهو بعيدٌ عن السَّاحة الأدبيَّة المُعاصرة، ولا يستطيع مُجاراتَها، أو ملاحقة التطوُّر الَّذي هو أهمّ سمات المجتمع المعاصر، ناهيك عن كونِه شعرًا وعظيًّا بالدَّرجة الأولى لا يَحمل جماليات الفنّ، ولا روح الإبداع، وليستْ فيه أدوات العمل الفنِّي الَّذي يرقى إلى درجة الآداب العالميَّة.

دعاوى كثيرة وتُهَم متعدِّدة توجَّه إلى الأدب الإسلامي بصفةٍ عامَّة، والشِّعر منه بصفة خاصَّة، فهل هذه الدَّعاوى حقيقيَّة أم هي دعاوى مُخطِئة ومغرضة يتفوَّه بها ويروِّج لها أعداء الفكر الإسلامي عامَّة، الَّذي تنامى في اتِّجاهات عديدة وقطاعات كثيرة، وجدَ أعداؤُه أنفُسَهم عاجزين عن ملاحقته ومحاصرته، فانبرَوا في كيْل الاتِّهامات الموجَّهة له، ساعدَهم على ذلك امتِلاكُهم منابرَ الفِكْر في عالمِنا العربي والإسلامي، فحجبوا عن الجُمْهور روعة هذا الشِّعْر، وحرموا النَّاس من متابعتِه والحكم عليه بأنفُسهم، وشغلوا مشاعرَهم بكل قبيح من القول والفنّ، ثمَّ باتوا يكيلون للشِّعْر الإسلامي التُّهم.

والمتأمِّل في مثل هذه الدَّعاوى يجد أنَّها بعيدة عن الواقع، وفيها قدْرٌ كبير من الخطأ والتجنِّي؛ فالشِّعر الإسلامي المعاصر استطاع أن يَحمل لواء القصيدة العربيَّة الأصيلة في الوقْت الَّذي تنصَّل فيه شعراءُ كثْر في عالمنا العربي منها، وتخلَّوا عنها بالانشِغال بفنونٍ أُخرى حينًا، وبتشْويهها وبتْر أعضائِها وسلْخِها من هُويَّتها وأصالتها حينًا آخَر، واستطاع الشِّعْر الإسلامي أن يُحافظ على ثوابت القصيدة العربيَّة الأصيلة، سواءٌ في شكْلِها أو في مضمونِها أو في أساليب التَّعبير المختلفة التي عرفت بِها القصيدة العربيَّة؛ ففي الوقْت الذي أُصيب فيه الشِّعر العربي في مقْتل مع بدايات النِّصْف الثَّاني من القرْن العشرين بتوجُّهه إلى الغرب قلبًا وقالبًا، سواءٌ في أشكاله أو في مضامينه، وتنصُّله من أصالتِه على أيْدي شُعراء زجُّوا به في أتُّون الحداثة والعصْرنة، فأفْقدوه رُوحه ووعْيَه تَحت دعاوى التطوُّر والتَّحديث ومواكبة العصر، فاستوْردوا أشكالاً من التَّعبير لا تُناسب جوَّ القصيدة العربيَّة، ناهيك عن الأفكار الكثيرة التي نبتتْ في تُربة غربيَّة غريبَةٍ عن تربتِنا العربيَّة، نقلوها لنا كما هي دُون مراعاة لواقِع تُرْبَتنا؛ ممَّا أثْمر نبتًا لا طعم لَه ولا رُوح فيه، فظلموا الشِّعْر العربيَّ ظُلمًا فادحًا، عامدين أحيانًا، وواهمين أحيانًا أخرى.

وخرجوا بالقصيدة العربيَّة عن شكلها، ثمَّ سلخوها من مضمونِها، وبعد أن تمَّ لهم ذلك أجْهزوا عليْها فأفقدوها رُوحها ووعْيها، ثم ألْقَوا بها بعيدًا في أتُّون الغموض ومتاهات الإبهام وضلالات المضمون، فحرمت القصيدة العربيَّة من المشاركة في بناء وعي الأمَّة الغائب، بل إنَّهم أرغموها قسرًا على تغْييب وعْي الأمَّة وشغلها عن قضاياها المصيريَّة بقضايا فارغة، لا تعبِّر إلاَّ عن نفسيَّات مريضة تائهة حائِرة، لا تعرف لها غاية، ولا تَهتدي إلى هدف، ولا تعبر عن واقع الأمَّة الحقيقي، ووجَد شعرُنا العربي نفسَه حائرًا في دروب المذاهب والتيَّارات الغربيَّة المختلفة، لا يَعرف له طريقًا ولا يَجد له مهربًا بعد أن جرَّه هؤلاء إلى هذا الطَّريق المظلم.

والشِّعر الإسلامي له ثوابتُه الفكريَّة والعقديَّة التي ينطلق من خلالِها المبدِع، تاركًا مشاعرَه وأحاسيسه تحلِّق في رحابِها معبِّرة عمَّا يَجول بخاطرِه، ولا يتعدَّى هذه الثَّوابت أيًّا كانت توجُّهات العصر ومتطلَّبات المجتمع؛ لأنَّ الأدب عامَّة ينبغي أن يعكس الواقِع ويقوِّمه إذا أحسَّ فيه باعوجاج، ولا ينبغي أبدًا أن يكون (إمَّعة) يسير مع الواقع حيث كان، فإذا كان الواقع فاسدًا فسد معه، وإذا كان صالحًا صلح معه - كما يدَّعي أرباب التيَّارات المنحرفة، وأصحاب الفنّ للفنّ، ودعاة فصْل الأدب عن القيم والمبادئ السَّائدة في المجتمع - وإنَّما ينبغي أن يكون صالحًا ومصلحًا على طول الخطّ، فإذا أحسَّ باعوجاج في الواقع قوَّمه ورسم له المنهج الَّذي يسير عليْه، وهذا هو دوْر الأدب دائمًا؛ أن يَبنِي للمجتمعات المنهج السَّويَّ الَّذي ينبغي أن تَسير عليه، ويكون هذا المنهج موافقًا لطبيعة المجتمع وتُراثه الفكري والعقدي.

فالشِّعْر الإسلامي إن كان لا يَسير في ركْب الواقع - كما يزعُمون - فلأنَّه ينظُر للواقِع بعين النَّاقد البصير الحريص على مصلحة الأمَّة، لا بِعين المنافق والمحابِي على حساب فِكْرِه واعتِقاده ومصلحة أمَّته، أما أنَّه لا يستطيع اختِراق مشاعر ووجدان الإنسان المعاصر، فهذه دعوى باطلة؛ لأنَّ الشعر الإسلامي في شكلِه ومضمونه يحمل جماليَّات العمل الفنّي الرَّاقي، ولكن ما ذنبُه إذا كانت مضامينُه لا تُرْضِي أذْواق ذوي النُّفوس المريضة، فلأنَّه يَحمل مضامين لا ترْضاها النفوس المريضة، ولا يُريدها أصحاب الأفكار المنحرِفة، كيلت له الاتِّهامات، وصوّبت له الضَّربات من كلِّ جانب.

والشِّعْر الإسلامي شِعرٌ يُخاطب النفوس السليمة ويَخترق المشاعر الحيَّة، فهو يعمل على إثارة كوامِن الخير في النُّفوس ويُحارب دوافع الشَّرِّ فيها، ويَحفِزها إلى العمل الصَّالح، وليْس بالضَّرورة أن يكونَ ذلك عن طريق الوعْظ المباشِر؛ بل يُمكن أن يغلَّف ذلك في عمل فني أدبي يقرِّب الفكرة إلى المتلقِّي، ويُحبِّبها إلى نفسه في صورة أدبيَّة تَحمل جماليَّات العمل الفنِّي الَّذي يَخترق المشاعر والأحاسيس قبل أن يُخاطِب العقل ويطْرح الرُّؤى والأفكار.

ويُخطئ مَن يعتقد أنَّ المقصود بالشِّعْر الإسلامي هو شعر المناسبات الدينيَّة، أو الشِّعْر الهائم في الخيالات الصوفيَّة البعيد عن الواقع، لا، بل إنَّ الشِّعر الإسلامي أشمل من ذلك بكثير، وأوْسع من هذه الدَّائرة التي حوصر فيها ردحًا من الزَّمن، فهو الشِّعْر الَّذي يحمل في مضامينه روعة الفِكْرة الإسلاميَّة، وفي أشكالِه جماليَّات لُغتنا العربيَّة الأصيلة التي تتدفَّق مفرداتُها بالمشاعِر والأحاسيس الموحية والمعبِّرة عمَّا في النُّفوس في كلِّ حالاتِها المزاجيَّة المختلفة، وهو الَّذي يعكس الواقع ويعبِّر عنْه برؤيةٍ سليمة وَفْقَ تصوُّرات ومفاهيم الإسلام، بعيدًا عن التصوُّرات المنحرِفة والمفاهيم الزَّائفة.

دعوة للاهتِمام بالشعر الإسلامي:
ومع ذلك؛ فإنَّ على الشعر الإسلامي دورًا كبيرًا في فرْض وجوده على السَّاحة الأدبيَّة المعاصرة كشِعر له خصائصُه وأفكاره التي ينبثِق منها، شأنُه في ذلك شأن أيِّ تيَّار شعري آخر، خاصَّة وأنَّ الواقع المعاصر يعجّ بالتيَّارات المختلفة، التي تعمل على الولوج إلى فِكْر ووجدان المتلقِّي بأساليب مُختلفة ومتعدِّدة، والشِّعر الإسلامي يَحمل في طيَّاته مقوّمات التيَّار الأدبي والشِّعري الَّذي يرقى إلى فرْض نفسه على السَّاحة الأدبيَّة والشِّعْريَّة المعاصرة؛ لكنَّه في حقيقة الأمر يَحتاج إلى جهود كثيفة بقدْر العراقيل والمعوّقات التي تقِف في طريقه، وهنا يأْتي دوْر الشُّعراء والمبدعين الَّذين ينطلقون في إبداعهم من ثوابتِهم الإسلاميَّة، أن يكونوا على مستوى الدَّور المنوط بهم فيتشبَّعون من الإسلام وتصوُّراتِه وينزلون إلى المجتمع واهتماماته، ولا عَيْب أن يستفيدوا ويأْخذوا بالأدوات الفنّيَّة المختلفة المطروحة في السَّاحة الأدبيَّة التي لا تتعارض مع عقيدتِنا وشخصيَّتنا الإسلاميَّة؛ فالحكمة ضالَّة المؤمن، والحقيقة أنَّ الأهمَّ من ذلك هو الاهتمام بالشّعر الإسلامي ومبدعيه من خلال وسائل الإعلام ووسائل النَّشر المختلفة التي تتبنَّى الفكرة الإسلاميَّة، وهنا أستعير كلِمة د/ عبدالباسط بدر: "فالأدباء الإسلاميون موجودون ومتوزّعون في أنحاء العالم العربي والإسلامي، يؤْذيهم الإهمال المتعمَّد، ويقلّل من أثرهم في ساحة الأدب ضعف إمكانات النَّشر لديْهِم وقلَّة اكتراث دور النَّشر بهم، وإعراض الأجهزة الرسميَّة في معظم الدول العربيَّة عنهم، وطبيعي أنَّ هذه المعوقات تسبب صعوبات كثيرة، وتخنقُ مواهب كثيرة لو فتحت لها المجالات لظهَر فيها الأديب الفذُّ الذي يهزُّ ساحة الأدب"[1].


ولعلَّ هناك دورًا آخَر لا يقلُّ في أهمّيَّته عمَّا سبق، وهو دوْر النقَّاد والدَّارسين؛ فعليْهم عبء ثقيل، وهو الاهتمام بالشِّعر الإسلامي ومبدعيه، والوقوف وراءه داعمين له، ومقوِّمين عثراته، وشاحذين هِمَم مبدعيه في إطار رؤية إسلاميَّة تنظر للأشياء بمنظار الإسلام الذي يرى الأشياء كما هي، دون مغابنة أو مغالاة.

وهكذا لا ينبغي أن يترك المبدعون المسلمون السَّاحة الأدبيَّة خالية للتيَّارات المنحرفة، الَّتي لا تعبِّر عن هويَّتنا العربيَّة والإسلاميَّة، والَّتي تحاول أن تفرض سيطرتَها دون رقيب أو حسيب، وإنَّما ينبغي أن يكونوا على قدْر المسؤوليَّة في إبداع أدبي وشعْري نابع من أصالتنا الإسلاميَّة والعربيَّة، يقف في وجه الدعاوى المخطئة والمغرضة، ويناهض التيَّارات المنحرفة.

ـــــــــــــــــ
[1] مذاهب الأدب الغربي "رؤية إسلامية" د/ عبدالباسط بدر (ص140) منشورات لجنة مكتبة البيت، شركة الشعاع للنشر، الكويت.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.68 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]