|
فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة ) |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الصهيونية والمؤامرة على فلسطين بقلم: د. الوصيف علي حزة كانت رحلة الإسراء والمعراج التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس إرهاصا بفتح هذه البقعة المباركة، ولذلك كان تعلق المسلمين بها كبيرا وعظيما، وما لبث عمر الفاروق رضي الله عنه بعد أن استتبت أحوال المسلمين حتى جيش الجيوش لفتحها باسم الواحد القهار، فأرسل أبا عبيدة قائدا عاما لجيوش المسلمين في الشام، ففتح دمشق ومعظم بلاد الشام، ثم فتح الأردن وأرسل إلى أهل إيلياء: «بسم الله الرحمن الرحيم، من أبي عبيدة بن الجراح إلى بطارقة أهل إيلياء وساكنيها، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله وبالرسول، أما بعد، فإنا ندعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، فإن شهدتم بذلك حرمت علينا دماؤكم وأموالكم وذراريكم وكنتم لنا إخوانا، وإن أبيتم فأقروا لنا بأداء الجزية عن يد وأنتم صاغرون، وإن أبيتم سرت إليكم بقوم هم أشد حبا للموت منكم لشربكم الخمر وأكلكم لحم الخنزير، ثم لا أرجع عنكم إن شاء الله تعالى حتى أقتل مقاتليكم وأسبي ذراريكم». وكتب بذلك إلى عمر رضي الله عنه، فأقره عمر وأمره بالاستعانة بالله، ولما أبى أهل إيلياء الصلح حاصرهم أبو عبيدة حتى قبلوا الصلح واشترطوا مجيء الخليفة عمر بنفسه، فاستشار أصحابه، فأشاروا عليه بالمسير لما لبيت المقدس من أهمية عظيمة، فركب عمر إليهم، كما قال الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية». فحين دخل عمر بيت المقدس صلى تحية المسجد وصلى بالمسلمين فيه صلاة الغداة، ثم جاء إلى الصخرة المشرفة وأزال ما عليها من تراب، وكان في استقباله صفرونيوس بطريق القدس ومعه أعوانه، واشترطوا على عمر ألا يسمح لليهود بسكنى القدس، فكتب لهم عمر رضي الله عنه العهدة العمرية أو الوثيقة العمرية وخلاصتها؛ «هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم ولصلبانهم، وأنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من خيرها شيء ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص، فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن. وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان بها من أهل الأرض، فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن سار مع الروم سار، ومن شاء رجع إلى أهله رجع، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية». [البداية والنهاية (7/ 55 وما بعدها) بتصرف] . وشهد على هذه الوثيقة: خالد بن الوليد وعمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان، وذلك سنة 15هـ، ودخل عمر رضي الله عنه بيت المقدس يوم الخميس، واستقر بها الإسلام. والعجيب أن صفرونيوس يشترط على عمر ألا يسكن بها يهودي، ويدور الزمان دورته، فنرى نصارى هذا العصر هم الذين يسعون بكل ما أوتوا من قوة لتمكين اليهود من القدس!! تمثل ذلك في وعد «بلفور» سنة 1917م، ثم تمكين بريطانيا إبان فترة الانتداب على فلسطين لليهود من الهجرة إلى فلسطين وقيام أمريكا بالدفاع عن اليهود والصهيونية، ضاربة بذلك جميع العهود والمواثيق الدولية. وعاشت القدس وفلسطين خالية من اليهود من عصر عمر رضي الله عنه، وحتى خلافة السلطان عبد الحميد العثماني. فأين كان اليهود طيلة هذا الزمان، تشتتوا في الأمصار وسكنوا بلاد الفرنجة الذين أذلوهم وأرهقوهم قتلا وحملوهم ما لا طاقة لهم به من الضرائب، حتى لجأ معظمهم إلى بلاد الأندلس، ولما سقطت الأندلس في أيدي الفرنجة هاجر اليهود مع المسلمين إلى بلاد المغرب، ولذلك نجد أن الجالية اليهودية في بلاد المغرب حتى أكبر جاليات اليهود في بلاد المسلمين، وتمتعوا بكامل حريتهم الدينية والاقتصادية، بل إن بعضهم وصل إلى درجة الوزارة، نحو ما وقع لموسى بن ميمون الطبيب اليهودي الذي كان وزيرا للناصر صلاح الدين الأيوبي في مصر. حتى ذكر المؤرخون أن يهود مصر استطاعوا أن يسيطروا على ثلث الاقتصاد المصري وتجارته، مما يؤكد هذه السماحة الدينية والخلقية للإسلام، ولكن اليهود قوم بهت، فقد تناسوا هذه السماحة واليد البيضاء التي امتدت إليهم إبان محنتهم في بلاد أوربا، ولا عجب فكل إناء بما فيه ينضح. هذا، وقد أرسل تيودور هرتزل - مؤسس الحركة الصهيونية - نيابة عن المنظمات والجمعيات اليهودية العالمية إلى السلطان عبد الحميد فعرض على الخليفة العثماني ملايين الجنيهات الذهبية، وأن يقوم اليهود بسداد ديون دولة الخلافة وبناء أسطول خاص بالدولة العثمانية، في مقابل تمكين اليهود من الهجرة إلى فلسطين وإعطائهم قطعة أرض يقيمون عليها دولة لهم، وكان ذلك في 19/ 6/1896، فرد عليه السلطان عبد الحميد: «إنني أنصحكم ألا تسيروا في هذا الأمر أبدا، لا أقدر أن أبيع ولو قدما واحدا من البلاد؛ لأنها ليست ملكي، ولكنها ملك لشعبي، ولقد حصل شعبي على هذه الإمبراطورية بإراقة دمائهم، وقد غذوها فيما بعد بدمائهم، وسوف نغذيها بدمائنا قبل أن نسمح لأحد باغتصابها، ليحتفظ اليهود ببلايينهم، فإذا قسمت الإمبراطورية فقد يحصل اليهود على فلسطين بدون مقابل، إنما لن تقسم إلا جثثنا، ولن أقبل بتسريحنا لأي غرض». [القدس عربية إسلامية (ص210) ] . هذا هو السلطان عبد الحميد الخليفة العثماني الذي يحرص العرب في تاريخهم الحديث على تشويه سمعته وسمعة دولة الخلافة، ويا ليتهم كانوا بديلا عنها، ولكنهم كما يقول القائل: نرقع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع ولقد تمت فصول المؤامرة بمباركة بريطانيا وحمايتها للشراذم اليهودية وطرد أصحاب الأرض من ديارهم بغير حق في أسوأ صورة من صور سرقة الشعوب في عالم يزعم أنه يدعو إلى حقوق الإنسان، ولسان حالهم يقول: قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر ولقد شجعت بريطانيا الميليشيات اليهودية؛ كالأرجون، وعصابة شتيرن بقيادة بيجن وشامير على بث الرعب والإرهاب في القرى والمدن الفلسطينية، وكانت هذه العصابات إذا حلت بقرية أو مدينة تأتي بخيرة شبابها فترديهم قتلى وتدمر المنازل وتشعل الحرائق، ثم تترك من بقي منهم أحياء يفكر في المصير المجهول، حتى خرج معظم السكان من قراهم ومدنهم. وبعد أن كان عدد اليهود قبل الانتداب البريطاني خمسة وستين ألفا؛ إذ بهم يصلون في عام 48 إلى ستمائة ألف صهيوني، وتم التمكين لليهود بفضل معاونة الإمبراطورية البريطانية، وتحولت المساجد في كثير من قرى فلسطين ومدنها إلى خرائب أو حظائر للمواشي، والعياذ بالله. وما يزال الملايين من أهلنا الفلسطينيين ينظرون من خلف الأسلاك الشائكة في الأردن وجنوب لبنان إلى ديارهم، وقد شابت الرءوس، وهم ينتظرون العودة التي ينكرها عليهم العالم المتحضر، إرضاء للصهاينة الملاعين، فإلى الله المشتكى. ولقد كتبت على صفحات التوحيد سلسلة «أسباب النصر الموعود على شرذمة اليهود»، وكلي أمل في أن يخرج - بإذن الله تعالى - من أصلاب المسلمين قائد مقدام يحقق الحلم الإسلامي، ويطهر الأقصى من دنس اليهود. وبهذه المناسبة أذكر هذا الحوار الذي وقع بين أحد المسلمين وبعض اليهود، يقول المسلم: عندنا في القرآن أنكم تفسدون في الأرض مرتين، وفيه أيضا أننا نقاتلكم ونهزمكم ونطردكم من أرض فلسطين، ونحن على يقين من هذا. فقال اليهودي: ونحن على يقين مثلكم. فقد حكت لنا التوراة عن هذا، ولكن ليس في هذا الجيل، أنتم أضعف من أن تفعلوا، ونحن أقوى من أن نهزم أمامكم. فقال له المسلم: عجيب أمرك! وهل ترى هذا حقا؟ فقال اليهودي: اسأل نفسك، ألا تقرأ صحف الصباح؟ انظر فيها لتعرف الفرق بين العرب وإسرائيل، ثم أنت تقول أن المسلمين سيهزمون اليهود، أين هم هؤلاء المسلمون؟ ولعل هذا يحدث بين أحفادنا وأحفادكم، ليس في هذا الجيل. لن نراه أنا ولا أنت. [اليهود في مصر بين الماضي والحاضر (ص149، 150 بتصرف) ] . وإذا كان الصهاينة قد خططوا قرابة مائة عام وبذلوا أموالا طائلة لاختطاف فلسطين، تحكمهم وتدفعهم الحماسة والعصبية الدينية، فمن المؤكد أنهم لن يخرجوا من فلسطين عن طريق مؤتمرات الضعة والهوان وبيانات الاستسلام والوهن وكراهية الموت، وإنما سيخرجون على أيدي رجال ذكرهم المولى جل وعلا في سورة «الإسراء»: {بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا} . وقال تعالى: {فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا} [الإسراء: 7] . فاللهم عجل بنصرك، وأظهر عجائب قدرتك، وطهر بيتك، وهيئ للأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، {ويومئذ يفرح المؤمنون. بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم} [الروم: 4, 5] . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |