|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
رد: السنن الإلهية
السنن الإلهية (11) سنة الله في المكر والماكرين (قانون المكر) يصفني صاحبي بـ(البيتوني)، قلما تجدني خارج المنزل بعد صلاة العشاء، إلا لتلبية دعوة زفاف، أو قضاء حاجة ضرورية، أو مع الخواص بين فترة وأخرى. دعاني للعشاء بمناسبة منزله الجديد، كانت دعوة خاصة مع صديق مشترك بيننا، ورابع لم ألتقه من قبل (أبو وائل)، بعد التعارف والمعتاد من الأحاديث، سألني: - أنا من المتابعين لكتاباتك، وأكثر ما أحببت كلامك عن الأسماء والصفات؛ حيث كنت من المتخوفين من الخوض في هذا الباب؛ لأنه يتعلق بالله -عز وجل-، تعرف الشعور بأنك ترغب أن تتعلم وفي الوقت نفسه تخاف أن تقرأ شيئا وتفهمه بطريقة خطأ، فتوقف؟.. هكذا كان موقفي من هذا الباب، بصراحة. أعجبني صدق أبى وائل، مع أنني لم ألتقه من قبل، تابع حديثه، بينما كنا أنا وأبو أحمد وأبو سعد نستمع: - مثلا، قوله -تعالى-: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (الأنفال:30)، وقوله -تعالى-: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (آل عمران:54)، كنت أتوقف عند هاتين الآيتين وأمثالها، و(أخاف) أن أقرأ تفسيرها، فأتركها وأؤمن بها، مع أن في النفس شيئا. سكت قليلا، ينتظر تعليقنا، كان مضيفنا (أبو أحمد)، أول المعلقين. - لقد اطلعت على ما قبل في هذه الآية، من سورة الأنفال، وذلك أن أولها: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}. في اللغة، المكر تدبر بالخفاء يفضي بالممكور به إلى ما لا يحب؛ فالكفار كانوا يخططون لأسر النبي - صلى الله عليه وسلم - أو قتله أو إخراجه خفية، والله محيط بما يعملون، وفي المقابل يأتي تدبير الله بحفظ نبيه ونجاته ويُسقَط في أيدي من أرادوا المكر به، فنسبة المكر لله، صفة مدح وثناء؛ لأنه يدبر لصالح أوليائه، وضد أعدائه، واستخدم اللفظ ذاته من باب المماثلة، ولا يمكر الله -عز وجل- إلا بمن يستحق ذلك؛ فهي صفة مقيدة بفئة محددة من أعداء الله. تدخلت هنا. - ولله -عز وجل- سنة نافذة، في المكر والماكرين، بمعنى قانون ثابت لا يتغير ويتعطل ولا يحابي، مجمل هذا القانون، {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} (فاطر:43). طلب (أبو سعد) تفصيلا، تدخل مضيفنا. تابعت حديثي: - حتى نفهم الموضوع نبدأ بهاتين الآيتين وتمامهما: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} (فاطر). وقوله -تعالى- في سورة الأنعام: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (الأنعام:123). في هذه الآية يبين الله -عز وجل- أن (أكابر المجرمين) هم الذين يمكرون بالناس؛ وذلك حتى لا يظهر الحق، وحفاظا على رئاستهم ومكانتهم وجاههم وسلطانهم، كما يفعل (الملأ)، من كل قوم، ووردت كلمة (المكر) بتصريفاتها أربعا وأربعين مرة، في كتاب الله، وبتتبع الآيات نجد أن المكر وقع في الماضي، للأنبياء والصالحين، وسوف يقع دائما في المجتمعات، إلى يوم القيامة، ومكر الطغاة والظالمين بأهل الحق، ويرجع عليهم، دائما، وهذا (قانون إلهي)، {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ} (النحل:26)، ويغفل هؤلاء الماكرون أن مكرهم مرصود، معلوم، ولكنهم لا يفقهون: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ} (يونس:21)، فهو خزي لهم في الدنيا، وعذاب لهم يوم القيامة. {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} (فاطر:10). قاطعني (أبو سعد): - أفهم من كلامك أن المكر يقوده (الأكابر) و(الملأ)، وعلية القوم الذين لهم القوة والسلطة والسطوة؟! - نعم، وذلك أنهم يريدون أن يخفوا ويغلفوا أذاهم وعذابهم للصالحين والمصالحين وأهل الحق، كما قال -تعالى-: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (النمل:48-52)؛ فالأقوام الذين مكروا بالأنبياء أهلكهم الله، وجعلهم عبرة، وبعد ختام الأنبياء، من يمكر بأهل الحق والمصلحين من الناس، ينال جزاء مكره، (وكل مكر سيء يرجع على أهله) حتى بين عامة الأفراد! {وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}! وهذه الآيات تبعث الطمأنينة في قلوب المؤمنين، أن أعداء الله يمكرون بأهل الحق، والله -عز وجل- يمكر بأعداء الحق، وشتان بين مكر الأفراد، ومكر الله، وهذا المحور يثبته الله بقوله: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (الأنفال:30)، {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} (فاطر:43)، فهو قانون ثابت نافذ إلى يوم القيامة، في تفسير المنار، للشيخ محمد رشيد رضا: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (آل عمران). {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ} أي ومكر أولئك الذين أحس عيسى منهم الكفر به، فحاولوا قتله وأبطل الله مكرهم فلم ينجحوا فيه، وعبر عن ذلك بالمكر على طريق المشاكلة، كذا قال الجمهور. ولكن ورد في سورة الأعراف إضافة المكر إلى الله - تعالى - من غير مقابلة بكر الناس، قال: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}، والمكر في الأصل: التدبير الخفي المفضي بالممكور به إلى ما لا يحتسب، ولما كان الغالب أن يكون ذلك في السوء؛ لأن من يدبر للإنسان ما يسره وينفعه لا يكاد يحتاج إلى إخفاء تدبيره، غلب استعمال المكر في التدبير السيئ وإن كان في المكر الحسن والسيء جميعا قال -تعالى-: {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}، ووجه الحاجة إلى المكر الحسن أن من الناس من إذا علم بما يدبر له من الخير أفسد على الفاعل تدبيره جهله فيحتاج مربيه أو متولي شؤونه إلى أن يحتال عليه ويمكر به ليوصله إلى ما لا يصح أن يعرفه قبل الوصول؛ إذ يوجد في الماكرين الأشرار والأخيار والله خير الماكرين؛ فإن تدبيره الذي يخفى على عباده إنما يكون لإقامة سننه وإتمام حكمه، وكلها خير في نفسها، وإن قصر كثير من الناس في الاستفادة منها بجهلهم وسوء اختيارهم. فالذين كانوا يمكرون السيئات لمقاومة إصلاح الرسل حرصا على رياستهم وفسقهم وفسادهم لم يكونوا يشعرون بأن عاقبة مكرهم تحيق بهم لجهلهم بسنن الله -تعالى- في خلقه، وهم جديرون بهذا الجهل، وأما قوله -تعالى-: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، فهو بيان حالتهم العامة الدائمة في معاملته - صلى الله عليه وسلم - هو ومن اتبعه من المؤمنين بعد التذكير بشر ما كان منها في مكة، ولذلك لم يقل: (ويمكرون بك) أي: وهكذا دأبهم معك، ومع من اتبعك من المؤمنين، يمكرون بكم ويمكر الله لكم بهم كما فعل من قبل؛ إذ أحبط مكرهم، وأخرج رسوله من بينهم إلى حيث مهد له في دار الهجرة، ووطن السلطان والقوة، {والله خير الماكرين}؛ لأن مكره نصر للحق، وإعزاز لأهله، وخذل للباطل، وإذلال لأهله، وإقامة للسنن، وإتمام للحكم، ومن الدعاء المرفوع: «وامكر لي ولا تمكر علي» (صحيح ابن ماجه). اعداد: د. أمير الحداد
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
رد: السنن الإلهية
السنن الإلهية (12) سنة الابتلاء - هل لابد من ابتلاء المؤمن؟ ونزول المصائب عليه؟ - نعم، لا مفر من ذلك، وهذه سنة إلهية، وردت في كتاب الله -تعالى- وفي سنة النبي - صلى الله عليه وسلم . كما قال -تعالى-: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} (البقرة:214)، وقال -تعالى-: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (آل عمران:142). وقال -تعالى-: {وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ} (العنكبوت:11)، أي يتحقق علم الله، ويظهر بتمييز المؤمنين عن المنافقين. وفي الحديث: عن مصعب بن سعد عن أبيه قال:« قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل من الناس، يبتلى الرجل حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقه، خفف عنه، وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة» (السلسلة الصحيحة). زميلي في العمل، من بلاد الشام، حاصل على الهوية الألمانية، والتحق بالعمل معنا منذ ثلاث سنوات، يناقشني بين فترة وأخرى في العقيدة. - لا أفهم هذه النقطة، المنطق يقول: إن أتباع الرسل يعيشون حياة طيبة هادئة، مريحة، والكفار ينبغي أن ينالوا الشقاء والتعب، هذا هو المنطق الذي يعيش عليه الغرب عموما. لم أستغرب منطقه، لطول عيشه في ألمانيا، وقلة علمه بقضايا العقيدة. - هذه فكرة بشرية، ينشرها بعض الناس لتجيب البشر بالتزام أوامر الله، سواء في النصرانية أو الإسلام، ولكنها فكرة لا تتفق والقوانين والسنن الإلهية التي وضعها الله لخلقه، والابتلاء لا يعني المصائب فحسب، بل يبدأ البلاء بمخالفة دواعي النفس والطبع، كالاستيقاظ لصلاة الفجر، والالتزام بأداء الصلوات في أوقاتها، وكذلك بالمرض، والخوف، كما قال -تعالى-: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (البقرة:١٥٥-١٥٧)، والعقيدة أن هذه الدنيا دار ابتلاء. قاطعني: - نعم دار ابتلاء، بمعنى دار اختبار وامتحان، ولكن ليس (دار مصائب). ابتسمت لمقولته: - الاختبار يكون بما شاء الله بالخير والشر وما يحب العبد وما يكره: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} (الملك:2)، ويقول -تعالى-: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (الأنبياء:35). بل مما يبتلي الله به عباده ما رزقهم من قدرات ذهنية أو بدنية أو مادية، ليتبين للناس مدى قيامهم بالواجبات فيما رزقهم الله -عز وجل-: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} (الأنعام:١٦٥)، والابتلاء يكون للأفراد وللأمة، فالقانون الثابت أنه (لابد من الابتلاء)! يقول الله -تعالى-: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (آل عمران:١٨٦)، ويذكر الله لنا أمثلة كثيرة في كتابه، وفي سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أنواع البلاء كما في قصة طالوت وجالوت: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (البقرة:249). بقي صاحبي منصتا، ثم علق: - دعني استوضح، هل ابتلاء المؤمنين يكون بالشدة أم بالرخاء؟! - الابتلاء يكون بكليهما، وربما يكون اختبار الرخاء أشد فتنة. كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد قدم أبو عبيدة بن الجراح بمال من البحرين؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أبشروا وأملوا ما يسركم! فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم» (متفق عليه). - ولكن الحديث الأول، حديث أشد الناس بلاء الأنبياء، يوحي بأن البلاء والمصائب والشدة تكون لأهل الدين. - نعم، هو كذلك، كما في حديث عن عبدالله بن مغفَّل - رضي الله عنه - قال: قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله والله إني لأحبك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: انظر ماذا تقول؟ قال: والله إني لأحبك ثلاث مرات فقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن البلايا أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه» (السلسلة الصحيحة). إن المصائب تزيد إيمان العبد وتعلقه بالله وترفع منزلته عند الله وتطهره من الذنوب والخطايا، بافتراض أنه يصبر على هذه المصائب، وهكذا كانت وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه في بداية العدوة عندما اشتكوا له شدة ما يلاقون من كفار قريش، قالوا: «ألا تستنصر لنا؟»، ألا تدعو الله لنا؟ فجلس محمرا وجهه، فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض ثم يؤتى بالمنشار فيجعل على رأسه فيجعل فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد، ما دون عظمه من لحم وعصب لا يصرفه ذلك عن دينه» (متفق عليه). وإليك ما جاء في تفسير بعض هذه الآيات من تفسير المنار: أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (آل عمران:142)، كأنه يقول: قد خلت من قبلكم أمم أوتوا الكتاب ودعوا إلى الحق فآذاهم الناس في ذلك فصبروا وثبتوا، ألا تصبرون مثلهم على المكاره، وتثبتون ثباتهم على الشدائد؟ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة وتنالوا رضوان الله -تعالى- من غير أن تفتنوا في سبيل الحق فتصبروا على ألم الفتنة وتؤذوا في الله فتصبروا على الإيذاء كما هي سنة الله -تعالى- في أنصار الحق وأهل الهداية في كل زمان؟ وقوله -عز وجل-: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (آل عمران:140)، الكلام متصل بما قبله، والخطاب فيه لمن شهد وقعة (أحد) من المؤمنين فإنه -تعالى- أرشدهم في الآيات السابقة إلى أنه لا ينبغي لهم أن يضعفوا أو يحزنوا، وبين لهم حكمة ما أصابهم وأنه منطبق على سنته في مداولة الأيام بين الناس وفي تمحيص أهل الحق بالشدائد، وفي ذلك من الهداية والإرشاد والتسلية ما يربي المؤمن على الصفات التي تنال بها الغلبة والسيادة بالحق، ثم بين لهم هذا أن سعادة الآخرة لا تنال أيضا إلا بالجهاد والصبر فهي كسعادة الدنيا بإقامة الحق والسيادة في الأرض فسنة الله فيهما واحدة فقال: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} (البقرة:214). اعداد: د. أمير الحداد
__________________
|
#13
|
||||
|
||||
رد: السنن الإلهية
السنن الإلهية (١٣) سنن الله في الظالمين
اعداد: د. أمير الحداد
__________________
|
#14
|
||||
|
||||
رد: السنن الإلهية
السنن الإلهية (14) سنن التمييز بين الطيب والخبيث - من القوانين الإلهية أنه -سبحانه- لا يساوي بين المختلفات، ولا يفرق بين المتماثلات. - هذه عبارة مجملة، صعبة الفهم، هلاّ ذكرتها بكلمات أسهل، وبأمثلة حتى يفهمها عامة الحضور. كانت هذه مقدمة درس حضرته في إحدى ديوانيات رواد المسجد، يجتمعون كل ثلاثاء بعد صلاة العشاء، ربما يقرؤون كتابا يشرحه أحدهم، أو يدعون شيخا أو متخصصا في مجال الاقتصاد أو الطب أو العلوم السياسية؛ ليلقي لهم الضوء على جونب من تخصصه. الحضور متقاعدون أغلبهم، وبعض طلبة الجامعة. - من الممكن أن نعطي أمثلة كثيرة من كتاب الله وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - على هذه القاعدة، مثل قول الله -تعالى-: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ (18) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ} (السجدة). وقوله -تعالى-: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (القلم). وقوله -عز وجل-: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (الأنفال:37)، وقوله -سبحانه-: {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت). وقوله -عز من قائل-: {وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ} (العنكبوت:11). هذه الآيات وغيرها كثير تبين أن سنة الله في البشر أن يميز الصادق من الكاذب، والمؤمن من المنافق، والصالح من السيء، ومن آمن بصدق وإخلاص ومن أظهر الإيمان وأخفى غيره. وإليكم بعض ما ورد في كتب التفسير في بيان هذه السنة الإلهية والقانون الرباني. لم يجعل الله إيمان النّاس حاصلاً بخوارق العادات، ولا بتبديل خَلْق العقول، بل جعله -سبحانه- باختيار العبد وجعل للإيمان اختبارات ليميز الخبيث من الطيب وهذا هو القانون الذي بينه -سبحانه- بقوله: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت:3)، وقوله -سبحانه-: {وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ} (العنكبوت:11)، فيكون معنى: {وليعلمن اللهُ} لِيُظْهِرَ عِلْمَهُ لِلنَّاسِ بِظُهُورِ الْمَعْلُومِ لَهُ، أَيْ يَعْلَمُ النَّاسُ ذَلِكَ وَيُميّزُونَهُ. وَجَعَلَ جَهَنَّمَ مَأْوَى لِلْكُفَّارِ وَحْدَهُمْ فِي الآخِرَةِ ; لِأَجْلِ أَنْ يُمَيِّزَ الْكُفْرَ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْحَقَّ وَالْعَدْلَ مِنَ الْجُوْرِ وَالطِّغْيَانِ، فَلَنْ يَجْتَمَعَ فِي حِكْمَتِهِ سُبْحَانَهُ الضّدَّانِ، وَلَا يَسْتَوِي فِي جَزَائِهِ النَّقِيضَانِ {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَفْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} (المائدة:100) الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ الْمَعْنَوِيَّانِ فِي حُكْمِ الْعُقَلَاءِ وَالْفُضَلَاءِ، كَالْخَبِيثِ وَالطَّيِّبِ الْحِسَيَّيْنِ فِي حُكْمِ سَلِيمِي الْحَوَاسِ.. فَالْخَبِيثُ فِي الدُّنْيَا خَبِيثٌ فِي الْآخِرَةِ لَا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، وَلِذَلِكَ قَالَ: {وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا} أَيْ وَيَجْعَلُ -سُبْحَانَهُ- الْخَبِيثَ بَعْضَهُ مُنْضَمًّا مُتَرَاكِبًا عَلَى بَعْضٍ بِحَسَبِ سُنَّتِهِ -تَعَالَى- فِي اجْتِمَاعِ الْمُتَشَاكِلَاتِ، وَانْضِمَامِ الْمُتَنَاسِبَاتِ، وائتلاف الْمُتَعَارِفَاتِ، وَاخْتِلَافِ الْمُتَنَاكِرَاتِ، ومن حكمته -سبحانه- ألا يطلع عباده على الغيب الذي يعلمه، فاقتضت حكمته الباهرة أن يبتلي عباده ويفتنهم بما به يتميز الخبيث من الطيب من أنواع الابتلاء والامتحان فأرسل رسله، وأمر بطاعتهم، والانقياد لهم، والإيمان بهم، ووعدهم على الإيمان والتقوى الأجر العظيم. فانقسم الناس بحسب اتباعهم للرسل قسمين: مطيعين وعاصين، ومؤمنين ومنافقين ومسلمين وكافرين، ليرتب على ذلك الثواب والعقاب وليظهر عدله وفضله، وحكمته لخلقه. وقوله -سبحانه-: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (القلم). وإنكار جعل الفريقين متشابهين كناية عن إعطاء المسلمين جزاء الخير في الآخرة و حرمان المشركين منه؛ لأن نفي التساوي وارد في معنى التضاد في الخير والشر في القرآن وكلام العرب، قال -تعالى-: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ} (السجدة:18)، وقال: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} (ص:28)، أفنجعل أيها الناس في كرامتي ونعمتي في الآخرة الذين خضعوا لي بالطاعة، وذلوا لي بالعبودية وخشعوا لأمري ونهيي كالمجرمين الذي اكتسبوا المآثم، وركبوا المعاصي، وخالفوا أمري ونهيي؟ كلا، ما الله بفاعل ذلك. فذلك معنى نفي المشابهة كقوله: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} (الرعد:16)، وقوله -عز وجل-: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (19) عن قتادة قوله: «أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِنَا كَمَنْ كانَ فاسِقا لا يَسْتَوُونَ» قال: لا والله ما استووا في الدنيا ولا عند الموت ولا في الآخرة». اعداد: د. أمير الحداد
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 142 ( الأعضاء 0 والزوار 142) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |