|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
رد: إضاءات سلفية
إضاءات سلفية(11) - الكـــرم ومجاهدة النفس قال ابن مسكويه: الكرم إنفاق المال الكثير بسهولة من النّفس فى الأمور الجليلة القدر، الكثيرة النّفع. قال الكفويّ: الكرم إن كان بمال فهو جود. وإن كان بكفّ ضرر مع القدرة فهو عفو. وإن كان ببذل النّفس فهو شجاعة. قال أبو حامد الغزاليّ: والكريم من أسماء الله تعالى؛ هو الّذي إذا قدر عفا، وإذا وعد وفى، وإذا أعطى زاد على منتهى الرّجاء، ولا يبالي كم أعطى ولمن أعطى، وإن رفعت حاجة إلى غيره لا يرضى، وإذا جفي عاتب، ولا يضيع من لاذبه والتجأ. ويغنيه عن الوسائط والشّفعاء، فمن اجتمع له جميع ذلك لا بالتّكلّف، فهو الكريم المطلق وذلك لله سبحانه وتعالى فقط. من معاني الكرم في القرآن الكريم: 1- الحسن، قال تعالى: {إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيم}ٌ (النمل/ 29) . 2- السّهل، قال تعالى: {وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً} (الإسراء/ 23) . 3- الكثير، قال تعالى: {وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً} (الأحزاب/ 31) . 4- العظيم، قال تعالى: {رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} (المؤمنون/ 116) . 5- الفضل. ومنه قوله تعالى في (بني آدم) : {أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيّ}َ (الإسراء/ 62). أي فضّلت عليّ، وفيها: وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ (آية/ 70). 6- الصّفوح، ومنه قوله تعالى في (الانفطار) (آية 6) {ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيم}ِ. وعن سلمان الفارسيّ- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ الله حييّ كريم، يستحيي إذا رفع الرّجل إليه يديه أن يردّهما صفرا خائبتين» رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني. وعن أبي شريح العدويّ- رضي الله عنه- قال: سمعت أذناي وأبصرت عيناي حين تكلّم النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، فقال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته «7» ، قيل: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: «يوم وليلة، والضّيافة ثلاثة أيّام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» متفق عليه. مجاهدة النفس قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} (النازعات: 40، 41). ومجاهدة النفس هي محاربة النّفس الأمّارة بالسّوء بتحميلها ما يشقّ عليها بما هو مطلوب في الشّرع. قال ابن القيّم- رحمه الله تعالى-: جهاد النّفس على أربع مراتب: الأولى: مجاهدتها على تعلّم الهدى ودين الحقّ. الثّانية: مجاهدتها على العمل به (أي: بالهدى ودين الحقّ) بعد علمه. الثّالثة: مجاهدتها على الدّعوة إلى الحقّ. الرّابعة: مجاهدتها على الصّبر على مشاقّ الدّعوة إلى الله، وأذى الخلق، ويتحمّل ذلك كلّه لله. ثمّ قال- رحمه الله- عقب ذلك: فإذا استكمل المسلم هذه المراتب الأربع صار من الرّبّانيّين، فإنّ السّلف مجمعون على أنّ العالم لا يستحقّ أن يسمّى ربّانيّا حتّى يعرف الحقّ ويعمل به ويعلّمه، فمن علم وعمل وعلّم فذاك يدعى عظيما في ملكوت السّموات. عن ربيعة بن كعب الأسلميّ- رضي الله عنه- قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأتيته بوضوئه وحاجته. فقال لي: «سل» فقلت: أسألك مرافقتك في الجنّة. قال «أو غير ذلك؟» قلت: هو ذاك. قال: «فأعنّي على نفسك بكثرة السّجود» رواه مسلم. قال أبو بكر الصّدّيق- رضي الله عنه- في وصيّته لعمر حين استخلفه: «إنّ أوّل ما أحذّرك: نفسك الّتي بين جنبيك». وسأل أحدهم عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- عن الجهاد، فقال له: «ابدأ بنفسك فجاهدها، وابدأ بنفسك فاغزها». قال ابن القيّم- رحمه الله-: لا يسيء الظّنّ بنفسه إلّا من عرفها. ومن أحسن الظّنّ بنفسه فهو من أجهل النّاس بنفسه. قال الشّاعر: يا من يجاهد غازيا أعداء دي ن الله يرجو أن يعان وينصرا هلّا غشيت النّفس غزوا إنّها أعدى عدوّك كي تفوز وتظفرا مهما عنيت جهادها وعنادها فلقد تعاطيت الجهاد الأكبرا اعداد: وليد دويدار
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |