|
|
ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
بكاء السلف رحمهم الله
بكاء السلف رحمهم الله فهد بن عبد العزيز الشويرخ الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فنعم الله علينا تترا, وكثير منّا عنها غفلا, وإن من النعم التي لا يستشعر الكثيرون منّا أنها نعمة: نعمة البكاء, قال عز وجل: (وأن إلى ربك المنتهى*وأنه هو أضحك وأبكى ) [النجم:42-43] فالبكاء نعمة جليلة, يقول فضيلة الشيخ سعود بن إبراهيم الشريم إما وخطيب المسجد الجرام: "أيها المسلم, أيتها المسلمة, إن الله عز وجل أنعم عليكم بنعمة البكاء لتشكروه عليها, إذ كيف يعيش من لا يبكي, كيف تتفاعل نفسه مع الأحداث والمواقف, بماذا يترجم عن الحزن والأسى, بماذا يعبر عن الخشية والخوف من الله جل وعلا." فالبكاء نعمة, ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من عين لا تدمع, فمن دمعت عيناه, دلّ ذلك على رقة القلب ولينه, قال العلامة ابن القيم رحمه الله: متى أقحطت العينُ من البكاء من خشية الله, فاعلم أن قحطها من قسوة القلب, وأبعدُ القلوب من القلب القاسي. إن من الزهادة الخاسرة أن البعض زهدوا في البكاء من خشية الله, فآيات تتلى, وأحاديث تُروى, ومواعظ تلقى, لا يلين لها قلب, ولا تدمع لها عين, وسلف هذه الأمة رحمهم الله كان بعضهم يعرف بكثرة البكاء, وأنه من البكائيين, وقد جمعتُ ما يسر الله الكريم لي من مواقف بكي فيها السلف, أسأل الله أن ينفعني وإخواني المسلمين بما جمعت.
* قام عمرو بن عتبة يصلي, فقرأ حتى بلغ: ( {وأنذرهم يوم الآزفة} ) [غافر:18] فبكى حتى انقطع, ثم قعد. * عن القاسم بن معن, إن أبا حنيفة قام ليلة يردد قوله تعالى: ( بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر) [القمر:46] ويبكى ويتضرع إلى الفجر. * هناد بن السري, قام يصلي ويرفع صوته بالقرآن, ويبكي كثيراً * قال أحمد بن سهل الهروي: كنت ساكناً في جوار بكار بن قتيبة بن عبيدالله, فانصرفت بعد العشاء, فإذا هو يقرأ: ( { يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق} ) ( [ص:26] يقرأها وهو يبكي. * عبدالله بن حنظلة تلا رجل عنده هذه الآية: ( {لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} ) [الأعراق:41] فبكى. * قرأ عمر بن عبدالعزيز ليلة في صلاته سورة ( {والليل إذا يغشى} ) فلما بلغ قوله: ( {فأنذرتكم نارا تلظى} ) [الليل:14] بكى فلم يستطع أن يجاوزها, ثم عاد فتلا السورة حتى بلغ الآية فلم يستطيع أن يجاوزها مرتين أو ثلاثاً ثم قرأ سورة أخرى غيرها * شرب عبدالله بن عمر ماء بارداً واشتد بكاؤه, فقيل: ما يبكيك ؟ فقال: ذكرت آية من كتاب الله قوله: ( {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} ) [سبأ:54] فعرفت أن أهل النار لا يشتهون شيئاً, شهوتهم الماء البارد, وقد قال الله تعالى: ( { أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله} ) [الأعراف:50] وقرأ: (ويل للمطففين ) حتى بلغ قوله تعالى: ( {يوم يقوم الناس لرب العالمين } ) [المطففين:6] فبكى حتى خرَّ وامتنع عن قراءة ما بعده. وقال نافع مولى ابن عمر: ما قرأ ابن عمر هاتين الآيتين قط من آخر سورة البقرة إلا بكى. ( { وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه} ) [البقرة:284] * أتى الحسن بكوز من ماء ليفطر عليه, فلما أدناه إلى فيه بكى, وقال: ذكرت أمنية أهل النار وقولهم: ( {أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله} ) وذكرت ما أجيبوا به: ( {إن الله حرمهما على الكافرين} ) [الأعراف:50] * بكى عبدالله بن رواحة فبكت امرأته, فقال لها: ما يبكيك ؟ قالت: رأيت تبكى فبكيت, قال: إني ذكرت هذه الآية: ( {وإن منكم إلا واردها} ) [ مريم:71]وقد علمت أني داخلها, فلا أدري أناج منها أنا, أم لا. * عن عبدالله بن أبي مليكة قال: صحبت ابن عباس رضي الله تعالى عنه من مكة إلى المدينة, فكان إذا نزل قام شطر الليل, فسأله أيوب كيف كانت قراءته ؟ قال قرأ الآية: ( { وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد } ) [ق:19] فجعل يرتل ويكثر في ذاكم النشيج. * عن بشير قال: بتّ عند الربيع بن خثيم ذات ليلة, فقام يصلي فمرَّ بهذه الآية: ( {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون} ) [الجاثية:21] فمكث ليلته حتى أصبح ما يجوز هذه الآية إلى غيرها ببكاء شديد. * عن الأعمش عن أبي الضحى ثنا من سمع عائشة تقرأ ( {وقرن في بيوتكن } ) [الأحزاب:33] فتبكي حتى تبل خمارها. * قال إبراهيم بن الأشعث: سمعت فضيلاً ليلة, وهو يقرأ سورة محمد صلى الله عليه وسلم ويبكي ويردد: ( { ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم} ) [محمد:31] وجعل يقول: ونبلو أخباركم! ويردد ويقول: وتبلو أخبارنا! إن بلوت أخبارنا فضحتنا, وهتكت أستارنا, إن بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا. * قرأ مالك بن دينار هذه الآية: ( {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله} ) [الحشر:21] فبكى, وقال: أقسم لكم لا يؤمن عبد بهذا القرآن إلا صدع قلبه
* عن عبدالله بن دينار, قال: خرجت مع ابن عمر إلى مكة فعرسنا, فانحدر علينا راع من جبل, فقال له ابن عمر: أراع أنت ؟ قال: نعم, قال: بعني شاة من الغنم, قال: إني مملوك, قال: قل لسيدك أكلها الذئب, قال: فأين الله عز وجل ؟ قال ابن عمر: فأين الله ؟, ثم بكى, واشتراه بعد فأعتقه. * قال أحمد بن عاصم: سمعت مجيب ابن موسى الأصبهاني صاحب الثوري وخادمه, يقول: كنت عند سفيان الثوري إلى مكة, فكان يكثر البكاء, فقلت له: بكاؤك هذا خوفاً من الذنوب ؟ فأخذ عوداً من المحمل فرمى به, وقال: لذنوبي أهون علي من هذا, ولكني أخاف أن أسلب التوحيد. * قال خالد بن معدان: قال كعب الأخبار: لأن أبكى من خشية الله أحب إليَّ من أتصدق بوزني ذهباً.
* عبدالله بن سعيد بن أبي عون الرياحي, كان صالحاً ورعاً, أول من يدخل المسجد وآخر من يخرج منه, وكان بكاء عند قراءة الحديث. * قال الضبعي: كان الإنسان إذا رأى إسماعيل بن قتيبة بن عبدالرحمن السلمي, يذكر السلف لسمته وزهده وورعه كنا نختلف إليه...فيخرج إلينا. فيحدثنا وهو يبكي * ابن الغريق, قال أبو يعقوب بن يوسف الهمذاني: كان به طرش, فكان يقرأ علينا بنفسه, قرأ علينا حديث الملكين, فبكى بكاء عظيماً, وأبكى الحاضرين. * عيسى بن محمد بن عبدالله بن مؤمل الشنتريني, ذُكِر عنه أنه كان إذا قُرئ عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي بكاءً كثيراً.
* قال سرار أبو عبدالله: عاتبت عطاء السلمي في كثرة بكائه, فقال لي: يا سرار كيف تعاتبني في شيء ليس هو لي, إني إذا ذكرت أهل النار وما ينزل بهم من عذاب الله عز وجل وعقابه, تمثلت لي نفسي بهم, فكيف لنفس تغل يداها إلى عنقها وتسحب إلى النار أن لا تبكى وتصيح ؟ وكيف لنفس تعذب أن لا تبكي ؟ * قال مسمع بن عاصم: بت أنا وعبدالعزيز بن سليمان, وكلاب بن جري, وسلمان الأعرج, على ساحل من بعض السواحل, فبكى كلاب حتى خشيت أن يموت, ثم بكى عبدالعزيز لبكائه, ثم بكى سلمان لبكائهما, وبكيت أنا لبكائهم لا أدري ما أبكاهم, فلما كان بعد, سألت عبدالعزيز فقلت: يا أبا محمد ما الذي أبكاك ليلتئذ ؟ قال: إني والله نظرت إلى أمواج البحر تموج وتجول, فذكرت أطباق النار وزفراتها, فلذلك الذي أبكاني, ثم سألت كلاباً أيضاً نحواً مما سألت عبدالعزيز فوالله لكأنما سمع قصته, فقال لي مثل ذلك, ثم سألت سلمان الأعرج نحواً مما سألتهما, فقال لي: ما كان في القوم شر مني, ما كان بكائي إلا لبكائهم رحمة لهم, مما كانوا يصنعون بأنفسهم رحمهم الله تعالى. * يونس بن عبدالله بن محمد بن مغيث, قال صاحبه أبو عمر بن مهدي: كنت إذا ذاكرته شيئاً من أمر الآخرة يصفر وجهه, ويدافع البكاء, وربما غلبه. * عن بكر المزني أن أبا موسى الأشعري خطب الناس, فذكر في خطبته النار فبكى...وبكى الناس يومئذ بكاء شديداً. * بكى الحسن, فقيل: ما يبكيك ؟ قال: أخاف أن يطرحني غداً في النار, ولا يبالي. * كانت آمنة بنت أبي الورع من العابدات, وكانت إذا ذكرت النار بكت وأبكت. * كان عمر بن عبدالعزيز ساكتاً فقالوا: ما لك يا أمير المؤمنين ؟ قال: كنت مفكراً في أهل الجنة كيف يتزاورون فيها, وفي أهل النار كيف يصطرخون فيها, ثم بكى. * قال أبو معشر: كنا في جنازة مع أبي جعفر القارى, فبكى أبو جعفر, ثم قال: حدثني زيد بن أسلم أن أهل النار لا يتنفسون, فذلك الذي أبكاني. * عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: لو أن رجلاً من أهل النار أخرج إلى الدنيا, لمات أهل الدنيا من وحشة منظره, ونتن ريحه, ثم بكى عبدالله بكاء شديداً.
* احتضر نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما فبكى,, فقيل: ما يبكيك ؟ قال: ذكرت سعد بن معاذ وضغطة القبر. * وعن ثابت البناني, أنه دخل المقابر فبكى, ثم قال: بليت أجسادهم, وبقيت أخبارهم, فالعهد قريب, واللقاء بعيد. * وعن حسين الجعفي, قال: أتى رجل قبراً محفوراً, فاطلع في اللحد, فبكى بكاءً شديداً. واشتد بكاؤه. وقال: والله أنت بيتي حقاً, والله لإن استطعت لأعمرنك. * وعن ميمون بن مهران, قال: خرجت مع عمر بن عبدالعزيز إلى المقابر, فلما نظر إليها بكى, ثم أقبل على ميمون فقال: هذه قبور آبائي بني أمية, كأنهم لم يشاركوا أهل الدنيا في لذتهم وعيشهم, أما تراهم صرعى دخلت بهم المثلات, واستحكم فيهم البلاء, وأصابت الهوام في أبدانهم مقيلاً, ثم بكى. * عن أبي عاصم الحيطي, قال: كنت أمشى مع محمد بن واسع, فأتينا المقابر, فدمعت عيناه, ثم قال: يا أبا عاصم, لا يغرنك ما ترى من خمودهم, فكأنك بهم قد وثبوا من هذه الأجداث, من بين مسرور ومهموم.
وبكى عبدالرحمن بن الأسود عند موته وقال: وأسفاه على الصوم والصلاة, ولم يزل يتلو القرآن حتى مات. وبكى يزيد الرقاشي عند موته وقال: أبكى على ما يفتوني من قيام الليل وصيام النهار. ثم بكى. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: إذا كان المحسن يندم على ترك الزيادة فكيف يكون حال المسيء.؟
* مرض عامر بن قيس فبكي, فقيل له: ما يبكيك ؟ قال: ما لي لا أبكي, ومن أحق بالبكاء مني والله ما أبكي حرصاً على الدنيا, ولا جزعاً من الموت, ولكن لبعد سفري وقلة زادي وإني أمسيت في صعود وهبوط جنة أو نار فلا أدري إلى أيهما أصير.
* يحيى بن عيسى بن حسين بن إدريس, أبو البركات الأنباري, الواعظ الزاهد, كان يبكى على المنبر.
• كان رحمه الله كثيرًا ما يبكي عند سماع القرآن الكريم، أيًّا كان صوت التالي، أو حُسْن ترتيله من عدمه. • كان يبكي إذا سمِع شيئًا من السنة النبوية. • كان كثير البكاء إذا سمِع شيئًا يتعلَّقُ بتعظيم القرآن أو السنة. • كان يبكي إذا سمِع أخبار الاضطهاد والتعذيب التي تمرُّ بالمسلمين في بعض البلاد. • كان يبكي كثيرًا إذا تُوفِّي أحد العلماء المشهورين، أو من لهم بلاء في الإسلام. • وكثيرًا ما كان يبكي إذا سمِع حادثة الإفك، أو قصة الثلاثة الذين خُلِّفُوا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |