من أسرار غزوة الفتح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 654 - عددالزوار : 74745 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 58 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          هاجر… يقين في وادٍ غير ذي زرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          الغش ... آفة تهدم العلم والتعليم والمجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-05-2025, 10:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,747
الدولة : Egypt
افتراضي من أسرار غزوة الفتح

من أسرار غزوة الفتح



العلامة الشيخ البهي الخولي

متى فتحت مكة؟


تقول كتب التاريخ أنَّ مكة فتحت في الثامن عشر من شهر رمضان للسنة الثامنة من الهجرة إذ سار إليها النبي صلى الله عليه وسلم على رأس جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل، فاستولى عليها، ولكن نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية والتأمل في ظواهر الأحداث، كل ذلك يشير إلى غير ما يقول التاريخ ، إذ يوجِّه الذهن إلى أن مكة فتحت قبل ذلك بعامين اثنين في السنة السادسة من الهجرة في الظروف التي عقد فيها صلح الحديبية...

ولكنَّ المعروف لقرَّاء التاريخ أن صلح الحديبية لم يكن فيه فتح ، بل لم يكن فيه قتال ، إذ كفَّ الله المسلمين عن المشركين، والمشركين عن المسلمين وعُقد بينهما صلح لم يكن موضع رضا المسلمين يسمى صلح الحديبية... فكيف يقال أن مكة فتحت في ظروف هذا الصلح الذي لم يحصل فيه قتال.... والذي ظلت مكة بعده في أيدي أهلها عامين اثنين إلى أن دخلها جيش النبيِّ صلى الله عليه وسلم في السنة الثامنة؟
ويزداد هذا التساؤل قوة حين نعرف أنَّ ظروف هذا الصلح تتلخَّص في أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان قد رأى في منامه أنه دخل المسجد الحرام بمكة وطاف به ، و كان يحدثِّ أصحابه بأن تلك رؤيا حق...
ثم بدا له في ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة أن يخرج في جمع من أصحابه لأداء عمرة يطوفون فيها بالكعبة ويسعون بين الصفا والمروة ، وينحرون هديهم في الحرم ويعودون... فخرج في ألف وأربعمائة من أصحابه ليس معهم من عدة الحرب شيء إلا السيف في القراب... وساقوا معهم هديهم أي : الإبل التي سينحرونها هدية لله في ا لحرم ... وفي الطريق لبسوا ملابس الإحرام إذ أحرموا بالعمرة ... ولكن قريشاً أخذتها حمية الجاهلية ، وقالوا: والله لا يدخل بلدتنا علينا عنوة أبداً ، ولن ندع العرب تتحدث بذلك فتعاهدوا بينهم أن يكونوا يداً واحدة في مدافعته وقتاله عن معقل مجدهم ، وقرروا أن يخرجوا إلى قتاله ومعهم نساؤهم بأطفالهن ، ليكون ذلك أدعى للثبات ومضاعفة حمية القتال...
ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره الحديبية ـ وهي مكان قرب مكة ـ نزل بأصحابه ليعالج شأنه مع قريش ، فأرسل عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى أهل مكة ليخبرهم أنَّ المسلمين لم يجيئوا لقتال ، بل جاءوا للعمرة ، وسيرجعون بعد أدائها... وبقي عثمان رضي الله عنه بمكة مدة طارت الإشاعات أثناءها بين المسلمين بأن قريشاً قتلت سيدنا عثمان... ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهيئ نفوس أصحابه للقاء القوم ، فدعاهم إلى البيعة ، فتواثبوا إليه ـ وهو تحت شجرة كانت هناك ـ فبايعوه في حماسة وشوق إلى الله.
وكان أول من بايعه أبو سنان الأسدي ، إذ قال : ابسط يدك أبايعك يا رسول الله ، فقال عليه السلام : (علام تبايع؟ ) فقال: أبايعك على ما في نفسك ، أضرب بين يديك لا أفر.
وفي روعة البيعة ورحانيتها العالية .ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان رضي الله عنه، فأراد أن يكون له نصيب من شرف البيعة ورضوانها فقال : (اللهم إن عثمان في حاجتك وحاجة نبيك) وضرب بإحدى يديه على الأخرى مبايعاً عن عثمان ، فكانت يد رسول الله لعثمان خيراً له من يده.
وأرسلت قريش خلال ذلك رسلاً أحدهم بعد الآخر ليتحقَّق من حال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما تبيَّنوا أنه جاء للنسك والعمرة لا للقتال ، عقدوا معه صلحاً على أن يرجع من عامه هذا لا يدخل عليهم مكة، وأن يعود العام المقبل لأداء عمرته...
وكان من شروط الصلح: أن يردَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من يجئه من قريش مسلماً، فيعيده إلى قريش، وأن من جاء قريشاًَ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ترده قريش إليه...
ودخل على المسلمين من ذلك الصلح غمٌّ شديد، وكان عمر بن الخطاب نفسه من أشدِّ المعارضين له ، ولم ينج من المعارضة سوى أبي بكر رضي الله عنه... ولم يكن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بإزاء هذه المعارضة إلا أن كان يقول : (أنا عبد الله ورسوله لن أخالفه ولن يضيِّعني).
ذلك صلح الحديبية ، وتلك ظروفه ، ليس فيها حربٌ ولا فتح ، وليس فيه إلا شروط لم تُرضِ طموحَ المسلمين ، فكيف يقال: أن مكة فتحت يومئذ في العام السادس ، لا في العام الثامن كما تقول كتب التاريخ؟
في القرآن الكريم سورة كاملة عن فتح مكة، أنزلها الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم عند انصرافه راجعاً من صلح الحديبية يقول سبحانه في أولها :[إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا] {الفتح: 1-2} . وفي هذه السورة جواب ما نسأل عنه ... فيها جماع أسرار الفتح التي نحاول تجلية بعضها في هذا المقال.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-05-2025, 10:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,747
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من أسرار غزوة الفتح

من أسرار غزوة الفتح-2-






العلامة الشيخ البهي الخولي

-2-

وعجائب الفتح وغرائب الأحداث لا تتاح للناس سدى ، بل هي سنن مقدورة لا تستجيب إلا لمن أخذها بحقِّها ، فإذا كانت سنن الطبيعة في تسخير الهواء والماء والبخار والكهرباء ـ مثلاً ـ تتأتى على الجهل ، ولا تستجيب إلا لمن عرف حقها وراضها بالعلم والخبرة فكذلك سنن الغيب الروحي تتأبى على الجهل ولا تستجيب إلا لمن راضها بالعلم والخبرة... غير أنَّ العلم هنا هو العلم بالله والإيمان به سبحانه ، لا العلم بقضايا المادة وقوانين الطبيعة...
والجهل هنا ليس هو الجهل بقضايا العلم الطبيعي ، بل هو الجهل بالله ، وخلو القلب منه سبحانه.
فإذا آمن المرء بالله وعرف قدره في تصريف الكون ، وأن بيده زمام كل شيء ، صرف إليه رجاءه ، وحسن فيه ظنه، وأخلص قلبه من كل هوى طائش وشهوة باطلة ، وهنا يتحقَّق للمرء وجوده الربَّاني ، وبهذا الوجود الربَّاني يتصرَّف في سنن الغيب الروحي ، ويكون نافذ المشيئة بإذن الله ، أما إذا كان جاهلاً بالله ، مطموسَ البصيرة، فإنَّ ظنه بالأفق الإلهي لا يتعلق منه بخير ولا شر ، إذ لا يتصور أنه مصدر لأيِّ ترجيح أو أثر إيجابي ، وذلك هو الخذلان المحض ، وإن شئت فقل: إن مثل هذا قد جنى على (وجوده الرباني) ، فهو معزول عن سنن الحق العاملة في هذا الوجود... ونحن نقرأ ذلك المعنى الدقيق في دقائق سورة الفتح فإن الرسول صلى الله عليه وسلم حين خرج بأصحابه إلى الحديبية، طلب إلى الأعراب المقيمين حول المدينة، مثل غفار ومزينة وجهينة، أن يخرجوا معه فتباطأ عنه أكثرهم فلما بدأ عودته من الحديبية، ونزلت عليه سورة الفتح، ذكر الله تعالى فيها هؤلاء الأعراب بقوله :[سَيَقُولُ لَكَ المُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ] {الفتح:11} .
وأعلن سبحانه حقيقتهم بقوله :[بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا] {الفتح:12} .أي أن سوء تقديرهم لشأن الله عزَّ وجل سوَّل لهم أن القوة الماديَّة وحدها أساس النصر والغلبة ، فساء ظنهم بالمصير الذي سيلقاه المسلمون لأنهم قلة مضيعة لا سلاح لها ، وأنَّ قريشاً لن تلبث أن تحيط بهم ، فلن يفلت منهم أحد... وذلك هو عبرة الآية إذ تنص على أن تلك الظنون الفاسدة الجاهلة التي سمَّاها القرآن (ظن السوء) إنما تمحق الوجود الربَّاني ، لصاحبها فإذا هو من الهلكى ، لأن (القوم البور) الذين تذكرهم الآية هم : القوم الهلكى على ما تنصه كتب اللغة...







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.61 كيلو بايت... تم توفير 2.09 كيلو بايت...بمعدل (3.62%)]