المادة اللغوية في القواميس العربية، وأبرز قضاياها - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12410 - عددالزوار : 209016 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 167 - عددالزوار : 59590 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 60 - عددالزوار : 761 )           »          الأعمال اليسيرة.. والأجور الكثيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          خواطر متفرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وإفساد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 37 )           »          القذف أنواعه وشروطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 67 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 15886 )           »          الضلع أعود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-09-2022, 10:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي المادة اللغوية في القواميس العربية، وأبرز قضاياها

المادة اللغوية في القواميس العربية، وأبرز قضاياها
هاجر الملاحي


تُعتبر المواد اللغوية اللَّبِنات التي تَقوم عليها الصناعةُ القاموسية، وسنحاول في هذا التقرير التطرُّق إلى مَفهوم المادة اللغوية، وأبرز قضاياها، ويحقُّ لنا هاهنا وضع جملة من الإشكالات:
♦ ما مفهوم المادَّة اللغوية؟
♦ وما أهمُّ قضايا المادة القاموسية؟

المادة اللغوية في اللغة: كلُّ ما يكون مددًا لغيره، ومادَّة الشيء: أصولُه وعناصره التي يتكوَّن منها، سواء كانت عناصر حسيَّة أو معنوية، ومواد اللغة: ألفاظُها في الاصطلاح[1].

فقد دأب العربُ منذ القرن الأول للهجرة وحتى القرن الثانيَ عَشَرَ على جَمْع مواد القاموس؛ فجمع بعضهم غريبَ القرآن ونوادره، وجمع آخرون ما يذكَّر ويؤنَّث... وهناك مَن بحث الاشتقاق في اللغة، أو جمَع المترادف أو المتشابه منه، أو عُني بما يُلحَن فيه، أو بالمعرَّب والدَّخيل[2].

وبتتبُّع مجموعة من القواميس، نتبيَّن قضايا المادة التي تتَّصل بالقواميس العربية، ومن بينها:
الفصاحة: لغة: قال الرَّاغب الأصفهاني في مفرداته: "الفَصْحُ: خلوصُ الشيء مما يَشوبه، وأصلُه في اللَّبَن، وأفصح فهو فصيح"[3].
والفَصاحة في المفرد: خلوصُه من تنافُر الحروف؛ (أي: ثقل الكلمة على اللِّسان، والعُسر في النُّطق)، ومن مخالفة القياس اللغوي.
أما عند المعجميين: فيقصد بها اللُّغة الفصيحة الصَّحيحة العربيَّة الخالصة، التي استعملها العربُ الأقحاح.

وقد أقرَّ السيوطيُّ بصحَّة الألفاظ التي احتواها معجم (الصحاح) للجوهري، فقال: "وغالبًا هذه الكتب لم يلتزم فيها مؤلِّفوها الصحيحَ؛ بل جمَعوا فيها ما صحَّ وغيره... وأوَّل مَن التزم الصَّحيحَ مقتصرًا عليه: الإمام أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري؛ ولهذا سمَّى كتابه الصَّحاح"[4].

المُولَّد: وهو كلُّ ما أحدَثه المولَّدون الذين لا يُحتجُّ بألفاظهم، ومن أمثلته ما جاء في (ديوان الأدب) للفارابي: "الخُمُّ: القَوْصَرَة يجعل فيها التبن لتبيض فيها الدَّجاجة؛ وهي مولَّدة، وقال ابن دريد: تسميتُهم الأنثى من القرود (منةً) مولَّد، وجاء في ذيل الفصيح للبغدادي: والفطرة لفظٌ مولَّد"[5].

الاستقصاء/ الإحاطة: تبرز قضيَّة الاستقصاء في مجموعة من المعاجم التي توخَّى أصحابها استقصاءَ جميع المواد، وخير مثالٍ على ذلك معجم "لسان العرب" لابن منظور، فمنهجه حسب حسين نصار يَقتضي الاستقصاء والترتيب[6]، كما أنَّ ابن منظور عمد إلى جمع مادَّته من معاجم ومصادر مختلفة (التهذيب، والمحكم، والصَّحاح، وحواشي ابن بري)، وهذا الجمع يدلُّ على محاولته للاستقصاء الشامل لجميع مواد اللغة العربية، واسم المعجم في حدِّ ذاته (لسان العرب) دليل على ذلك.

المعَرَّب والدخيل: المعرَّب: ما استعملتْه العرب من الألفاظ الموضوعة لمعانٍ في غير لغاتها، وقد قال بعضُ أهل العلم عن أحرف كثيرة: إنَّها لغات العجم، منها: طه، واليم، والطور، والربانيون، فيقال: إنها بالسريانية، والصراط، والقسطاس، والفردوس، يقال: إنها بالرومية، ومشكاة، وكِفلين، يقال: إنَّها بالحبشية، وهيت لك، يقال: إنَّها بالحورانية[7]، ويمكن القول: إنَّ القرآن الكريم سليم مِن هذه الناحية، عكس ما ذهب إليه البعض؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ﴾ [يوسف: 2]، وقوله: ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 195].

أما بالنِّسبة لمصطلح (الدَّخيل)، فلا نجد في معاجم الدَّخيل ولا الكتب التي تحدَّثتْ عنه مصطلحًا مستقرًّا لهذه الكلمة؛ فكثيرًا ما اقترن بالمعرَّب[8].

والدَّخيل هو: "اللفظ الأجنبي (يعني: غير العربي)، الذي دخل العربيَّةَ دون تغيير"[9]، ويضيف له بعضُ اللغويين قيدًا آخر؛ وهو أن يكون بعد عصور الاحتجاج، والدَّخيل فيه أمران مميَّزان؛ أولهما: دخوله إلى العربيَّة بعد عصور الاحتجاج، وثانيهما: أن يكون وزنه غير موافقٍ لأوزان الكلمات العربية.


الغريب: أو الحوشي جاء في الصحاح: "حُوشِيُّ الكلام: وحشيه وغريبه"[10]، جاء في كتاب المزهر: "والغرابة أن تكون الكلمة وحشيَّة لا يظهر معناها؛ فيحتاج في معرفتها أن ينقر (يبحث) عنها في كتب اللغة المبسوطة"[11]، كما أنَّ اللفظة ولو كانت حسنة مستغربة لا يعلمها إلَّا العالم المبرز، والأعرابي القُح، لأدخلت في خانة الوحشي[12].
ومن أمثلته: كتاب غريب القرآن، وكتاب تأويل مشكل القرآن؛ لابن قتيبة[13].

المطَّرد والشاذ: (طرد) بمعنى التتابع والاستمرار، والمطرد في الخصائص: "ما استمرَّ من الكلام في الإعراب وغيره من مواضع الصناعة المطردة"[14].
(شذذ) بمعنى التفرُّق والتفرد، أما الشاذُّ فهو "ما فارَق ما عليه بقيَّة بابه، وانفرد عن ذلك إلى غيره"[15].

وهما على أربعة أضرب: مطَّرد في الاستعمال والقياس معًا، شاذ في القياس ومطَّرد في الاستعمال، مطَّرد في القياس وشاذ في الاستعمال، شاذ في القياس والاستعمال معًا.

أمثلة الشاذ: في معجم الصحاح للجوهري: نقول: جئت مجيئًا حسنًا، وهو شاذ؛ لأنَّ المصدر من فعل يفعِل مفعَل بفتح العين، وقد شذَّت منه حروف؛ فجاءت على مَفعِل؛ كالمجيء والمحيض، والمكيل والمصير.

المهمل والمستعمل: قسَّم السيوطي المهملَ إلى ضربين: ضرب لا يجوز ائتلاف حروفه في كلام العرب ألبتة (كجيم تؤلف مع كاف)، وضرب آخر يجوز تألف حروفه؛ لكن العرب لم تقل عليه[16]، وجاء في الخصائص لابن جني: "أمَّا إهمال ما أُهمل ممَّا تحتمله قسمة التركيب في بعض الأصول المتطورة أو المستعملة، فأكثره متروك للاستثقال، وبقيته ملحقة به ومقفاة على إثره"[17]، ومن المهمل أيضًا ما رفض استعماله لتقارب حروفه نحو: سص و صص.

النوادر: جاء في الصحاح: "ندر الشيء يندر ندورًا: سقط وشذ"، وقد عمد القدماءُ إلى التأليف في هذا الباب، وخصَّصوا له مصنفات متميزة، من بينها: نوادر أبي زيد، ونوادر ابن الأعرابي، ونوادر أبي عمرو الشيباني وغيرهم[18].

ومن بين أمثلة هذه القضيَّة نقل ابن دريد في معجمه الجمهرة أخبارًا عن النوادر من كُتب الأصمعي وأبي حاتم، وهو نقل أمين، ومصدر لأخبار العرب وعاداتهم[19]، ومن أمثلتها ذكره مثلًا باب "ما جاء من النَّوادر في صفة النصال"، وباب "مِن نوادر ما جاء في القوس وصفاتها عن أبي عبيدة"، و"باب قال الأصمعي سماه رحاب الشجر".

ومن أمثلة النوادر أيضًا ما جاء به أبو عُبيد في الغريب المصنف: "الحَرْش: الأثر، العيقة: ساحل البحر، النسع: العرق... ومن نوادر الفعل: تشاول القوم: تناول بعضهم بعضًا عند القتال...".

الحقيقة والمجاز: لهذا النوع من المعاجم أهميَّة قصوى لا تقل أهمِّية عن باقي المعاجم، وقد خصَّه بالتأليف العلامة محمود بن عمر الزمخشري في كتابه "أساس البلاغة"؛ فقد شرح فيه قدرًا كبيرًا من الاستعمالات المجازيَّة، فأزال الغموضَ عنها... وأبان عمَّا فيها من البلاغة ليستفاد منها[20]؛ فمنهج الزَّمخشري في هذا الصدد واضحٌ وضوحَ الشمس؛ حيث يركز على بيان العبارات المجازية، وشرح كلام العرب المأثور، يقول الزمخشريُّ عنه في مقدمته: "... وهو كتاب لم تزل نَعَام القلوب إليه زفَّافة... فُليت له العربية وما فصُح من لغاتها، وملُح من بلاغاتها، وما سُمع من الأعراب في بواديها"[21]، ومن أمثلة ذلك قوله: "أبر: شاة مَأبورة: أكلتِ الإبرةَ في علفها... ومن المجاز:إبرة القرن لطرَفِه، وإبرة المرفق لطرفه، وإبرة العقرب والنخلة لشوكتها"[22].


خاتمة:
حديثنا عن هذه القضايا لا يعني أنَّنا حصرنا جميعَ قضايا المواد في القواميس العربية، إلَّا أنها أبرز ما ألمَّ به اللغويون العرب، إضافة إلى قضايا أخرى من قبيل: العدد، حجم الكلمات...


[1] المعجم العربي التاريخي، ص (74)، نقلًا عن: مجلة اللغة العربية وآدابها، العدد السادس، 2008، لحيدر جبار عيدان.

[2] المعجم العربي بين الحاضر والماضي؛ عدنان الخطيب، ص (35، 36)؛ بتصرف.

[3] المزهر في علوم اللغة وأنواعها؛ السيوطي، مكتبة دار التراث، القاهرة، ط 3، 2008، (1/ 185).

[4] المزهر (1/ 97).

[5] المصدر نفسه، ص (304، 305)؛ بتصرف.

[6] المعجم العربي نشأته وتطوره، حسين نصار.

[7] نفسه، ص (268).

[8] مقاصد التأليف في المعجم العربي؛ محمود أحمد الزين، الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، ط 1، 2010، ص (61).

[9] المعجم الوسيط (1/ 14)، نقلًا عن مقاصد التأليف في المعجم العربي، ص (61).

[10] المزهر؛ السيوطي، ص (233).

[11] نفسه، ص (186).

[12] نفسه، ص (233).

[13] المعجم في المغرب العربي إلى بداية القرن الرابع عشر الهجري، عبدالعلي الودغيري، ص (76).

[14] الخصائص 1/ 97.

[15] الخصائص 1/ 97.

[16] المزهر ص (240).

[17] المزهر، ص (240).

[18] نفسه، ص (234).

[19] محمد بن دريد وكتابه الجمهرة؛ الراجحي، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1985، ص (295).

[20] مقاصد التأليف في المعجم العربي، ص (29).

[21] أساس البلاغة؛ الزمخشري، تح: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1998، ص (16).

[22] أساس البلاغة؛ جار الله الزمخشري (1/ 17).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.90 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.14%)]