منهجية الحفظ والاستظهار للقرآن الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-08-2022, 12:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي منهجية الحفظ والاستظهار للقرآن الكريم

منهجية الحفظ والاستظهار للقرآن الكريم


نايف عبوش








لمواجهةِ حملات الإساءة المعاصرة التي تتعمدُ التعرُّض لمنهجية حفظ واستظهار النص القرآني بالنقد بغير طرائق علومه، بقصد الانتقاص منها، وصدِّ المسلمين عنها، فلا بد من الإشارة ابتداءً إلى أن تلك المنهجية في الثقافة الإسلامية، قد أَثْرَتْ عملية (حفظ، واستظهار، وتفسير) القرآن الكريم برصيد دسم من المعرفة، وتراكم مشهود من الموروث العلمي في علوم القرآن.

لذلك؛ فإن المطلوب من الكتَّاب المختصِّين بالعلوم الإسلامية، وكل الناس المنصفين في العالَم من النُّخب المهتمَّة بالمعرفة الإسلامية، التصدِّي الحازم لهذا النهج المسيء، وفضح مقاصد القائمين به بالحجَّة العلمية المقابلة، ورفض أسلوب تناول النص القرآني حفظًا، واستظهارًا، وتلقيًا، وتفسيرًا، بأدواتٍ غريبة عن علومه، ومنهجيات دراسته المعتمدة، تحت ذريعة مواكبةِ تطورات العصر، والحاجة إلى التوسُّع في وسائل الحفظ خارج سياقات شروطه المعروفة في الثقافة العربية الإسلامية.

هنا لا بد من الإشارة إلى أن العرب كانوا أُمَّة أُميَّة في الجاهلية، وفي صدر الإسلام، وقد بعث الله تعالى فيهم نبيًّا أميًّا اختاره من بينهم، هو محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، ولعل من بين معجزات الرسول الكريم الجديرة بالانتباه والتأمل حقًّا الحفظَ؛ حيث استظهر صلى الله عليه وسلم كتاب الله، وهو أميٌّ لا يقرَأ ولا يكتب، كما هو معروف.

والعرب مع أميَّتهم كانوا أهلَ فصاحة وبلاغة وبيان، بالسليقة العربية، التي أفرزت عندهم ملكة الحفظ والاستظهار، التي تميزوا بها بشكل لافتٍ للنظر؛ حيث كان العربي يفخَرُ بحفظ الكلام الكثير، وفي المقدّمة منه الشعر (صنعتهم الرئيسة)، فكانت ذاكرتُه لاقطةً عجيبة، يحفظ بها ما يسمعه على الفور بنباهة، وبذلك كان من خصوصيات العرب القدرة الفائقة على الحفظ، دون أن يكون ذلك مثلبة بحقهم، فالاستظهار عندهم لم يكن مجرَّدَ وسيلة من وسائل تحصيل المعلومات وتداولها وحسب، كما هو الحال في وسائل التحصيل الأخرى؛ كالكتابة، والتسجيل على كل ما يصلح للكتابة والتسجيل، بحسب اختلاف العصور والبيئات والثقافات، بل كان منهجُهم في الحفظ والاستظهار، هو وسيلةً للفَهم والعلم معًا، حتى إنهم بمقاييس الترجيح المعمول بها لديهم في تقييمِ القدرات المعرفية للأفراد كانوا يعتمِدون قاعدةَ: (مَن يحفظ حجَّة على مَن لا يحفظ).

وقد جاء التعبير القرآني بليغًا في وصف ملكتَي الحفظ والعلم عند نبي الله يوسف عليه السلام، في قوله تعالى على لسان يوسف: ﴿ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55].

وقد اختار الله تعالى اللُّغة العربية - التي لم تكن لغةَ كتابةٍ، ولا لغة قراءة يوم ذاك، وإنما كانت فقط لغةَ الذاكرة والحفظ والاستظهار عند العرب - لتكون لغة القرآن.

وبهذه اللغة، وبتلك المنهجية المعتمدة بينهم في تداولها، جرى حفظ كلام الله عز وجل في الصدور، وهو لا زال ينتقلُ من جيل إلى آخر عبر منهجية الحفظ هذه، التي ما فتئت معتمدة عند المسلمين كأسلوب معياري رصين في الثقافة العربية الإسلامية على توالي العصور، وسيظل هذا الأسلوب منهجًا معياريًّا معتمدًا في الاستظهار إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها.

وما دام الناس يختلفون في طريقة تحصيل العلم والمعرفة؛ حيث يعتمد بعضهم الوَرَق، أو الأشرطة الممغنطة، أو الأقراص المُدمَجة للحواسيب، في حين يعتمد البعض الآخر على ذاكرتِه التي أودعها الله عز وجل في دماغه، فلماذا إذًا يُعاب على العرب أسلوبهم في حفظ المعلومات في الذاكرة الدماغية دون سواهم ممن يحفظون معلوماتهم باستعمال وسائل أخرى، لا سيما أن وسيلة الحفظ البشرية في الدماغ ربما تكون أكثر أمنًا في الحفاظ على المعلومات من باقي الوسائل المعروفة للحفظ، بما فيها الأقراص الرقمية الصلبة الحديثة، التي باتت عرضةً لأخطار التدمير والضياع بالقرصنة، والفيروسات المدمِّرة، رغم كل التحوطات التي تتيحها برامج الحماية، في حين أن الذاكرة الإنسانية في الأدمغة البشرية لا يطولُها شيء من ذلك الوباء، ما خلا الشيخوخة التي قال الله تعالى عنها: ﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ﴾ [النحل: 70]، والتي لا تأخذُ فعلها في حياة الإنسان إلا على مدى طويل كما هو معروف؛ بحيث يمكن معه اتخاذ التحوطات اللازمة لتفادي تداعياتها المحتملة على الحفظ.

لذلك؛ فإن القول بأن الحفظ يؤثّر سلبًا على الفَهم قولٌ غير دقيق، ولا يصح اعتماده حجَّة في هذا المجال، بل لعل أكثر الناس قدرةً على الحفظ، أقدرهم على الفهم.

وتأسيسًا على ما تقدَّم من معطيات، فإن أي محاولة لتعطيل ملكة الحفظ بذرائع واهية، تسيء إلى مقصد نقلِ القرآن الكريم، ولعل لنا عبرة فيما حصل مع الأمم الكتابية من قبلنا لكتبهم السماوية من إساءة وتحريف؛ حيث لم يكن بمقدور الكتابة عندهم إنقاذ تلك الكتب؛ وذلك نظرًا لتعرُّض وسائل الكتابة للتلف مع مرور الزمن، في حين تظل الذاكرة البشرية متوقدة، وتتداول الأجيال محفوظاتها بحيوية على مر العصور.

ولذلك كله، فقد حرَص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في حياته على تعليم صحابته القرآن، وحثَّهم على قراءته، فكانوا يحرِصون بدورهم على حفظه، وتدارسه، وقراءته، آناء الليل وأطراف النهار، وقد أعدَّ أربعة منهم لمهمة حفظ القرآن وتلاوته، وأمر الصحابة أن (يستقرئوا القرآن من أَربعة) سمّاهم صلى الله عليه وسلم بالاسم؛ ليضمن انتشار القرآن بين الأمّة، ويطمئن على سلامتِه من أي إساءة، أو لحن، باعتبار أن هؤلاء الأربعة قد أخذوا القرآن كاملاً من النبي مشافهة؛ أي (إذنًا عن فم، وفمًا عن إذن)، ولذلك أوصى النبي الصحابةَ الكرام بأخذ القرآن الكريم من هؤلاء القرَّاء الأربعة المتقنين ابتداءً.


وهكذا اعتاد المسلمون أن يتعاهدوا القرآن بالحفظ والتدبر والنقل، بمقتضى تلك المنهجية المعيارية الدقيقة، التي ظلَّت ديدنَهم جيلاً بعد جيل، حتى وصل إلينا القرآن في عصرنا الحاضر كما نزل، وستبقى هذه المنهجية معتمَدةً حتى تقوم الساعة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.69 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]