حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) - الصفحة 16 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #151  
قديم 30-08-2022, 10:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)


حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(150)

الإعجاز في القرآن الكريم (1-2)



إن القرآن الكريم كلام معجز بلفظه وبلاغته، ومعجز بأحكامه وتشريعاته، ومعجز بعلومه ومعارفه، ومعجز بغيبياته وحقائقه المستقبلية، بل هو معجز بكل حرف وكل كلمة، والمقام يطول بالحديث عن جميع صور الإعجاز في هذا المصدر الرباني، ولكن هناك بعض الصور التي يتجلى فيها الإعجاز جليًا لكل الناس، والتي تدل على أن هذا المصدر هو من عند الله تعالى، وليس لأحد أن يأتي بشيء من مثله أبدًا، ومن بعض هذه الصور ما يلي:

1- فصاحة القرآن وبلاغته وتأثيرها على النفس: حيث تميَّزَ هذا المصدر ببلاغة قوية في العبارات وفصاحة في الألفاظ وتناسق في المعاني، من غير ركاكة في اللغة أو ضعف في الجمل، رغم كثرة آياته التي تزيد على ستة آلاف وستمائة آية، ورغم الامتداد الزمني الذي نزلت فيه هذه الآيات وهي ثلاثة وعشرون عامًا، وقد تحدّى البشر جميعًا على أن يأتوأ بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا، يقول الله تعالى:{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}(1).

ثم تحدّاهم على أن يأتوا بعشر سور مثله، يقول الله تعالى:{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ . فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ}(2).

بل تحدّاهم أن يأتوا بسورة مثله فعجزوا، يقول تبارك شأنه:{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ}(3)، ويقول في آية أخرى:{وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ}(4).

وكان تأثير هذه البلاغة والفصاحة سبب في إسلام عمر رضي الله عنه عندما قرأت عليه سورة طه في بيت أخته.

وقد قال الوليد بن المغيرة في القرآن الكريم بعد أن رجع إلى كفار قريش من عند رسول الله ﷺ قولاً بليغًا فقال: «فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني لا برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقوله شيئًا من هذا، ووالله إن لقوله الذي يقول لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته»(5).

2-التعرض للغيب كما ورد في سورة الروم، حيث إن المشركين كانوا يجادلون المسلمين في مكة عن انتصار الفرس وهم المجوس على الروم وهم أهل الكتاب، ويقولون أننا سنهزمكم كما هزم المجوسُ الرومَ، فجاء الخبر الإلهي في كتابه، بأن الروم ستنتصر بعد بضع سنوات، وقد تحقق هذا الخبر في أقل من عشر سنوات، وقد فرح المسلمون بذلك الانتصار لأنهم أهل الكتاب، وكان ذلك متزامنًا مع نصر المؤمنين على المشركين في بدر، يقول الله تعالى: {الم . غُلِبَتِ الرُّومُ . فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ . فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ . بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}(6).

وكذلك مثل دخول المسلمين مكة بعد أن رجعوا منها، يقول الله تعالى:{لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}(7)، وغيرها من الآيات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

(1) [الإسراء: 88]

(2) [هود: 13-14]

(3) [يونس: 38]

(4) [البقرة: 23]

(5) أخرجه الحاكم وصححه (2/506، رقم 3872). والبيهقي في الدلائل (2/198).

(6) [الروم: 1-5]

(7) [الفتح: 27]




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #152  
قديم 30-08-2022, 10:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(151)


الإعجاز في القرآن الكريم (2-2)


3 -الحديث عن أحوال الأمم السابقة، والإخبار عن كثير من أنبياء الله ورسله عليهم السلام وذكر أسمائهم، وأحداث دعواتهم مع أقوامهم والحوارات التي كانت تدور بينهم، وما آلت إليه حال تلك الأقوام حينما أعرضت عن رسل الله ورسالاته، كقوله تعالى عن نوح عليه السلام: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ}(1). وقوله عن أصحاب الكهف: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا . إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}(2).


4-الحقائق العلمية الموجودة في كتاب الله، وهي كثيرة، ومن بينها مراحل خلق الإنسان والأطوار التي يمر بها الجنين، حيث جاء تفصيلها في هذه الآيات {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ . ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ . ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}(3).

وآيات أخرى تتحدث عن الفلك والأحياء في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}(4). وأخرى تتحدث عن علم البصمات كما قوله تعالى: {بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ}(5). والآيات في هذا الباب كثيرة يطول المقام لذكرها.

5-أن القرآن الكريم شامل لجميع مناحي الحياة، وواف بكل مطالب الإنسان وحاجاته الضرورية، من الأحكام والتشريعات المتعلقة بذلك، يقول الله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}(6)،

ويقول أيضًا: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}(7).

6-من أعظم إعجازات كتاب الله أنه كتاب هداية ورشد، يقرؤه الكافر ويسلم، ويقرؤه الفاسق ويهتدي، قال تعالى: {ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}(8)، وقال جل وعلا: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ}(9).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ



(1) [العنكبوت: 14]



(2) [الكهف: 9-10]



(3) [المؤمنون: 12-14]



(4) [الأنبياء: 30]



(5) [القيامة: 4]



(6) [الشورى: 13]




(7) [الأنبياء: 107]



(8) [البقرة: 2]



(9) [البقرة: 185]




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #153  
قديم 30-08-2022, 11:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)


حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(152)

حفظ القرآن الكريم



تكفل الله تعالى بحفظ كتابه الكريم بألفاظه ومعانيه إلى قيام الساعة، لقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(1)، وقد حاول الكثيرون عبر التاريخ الإسلامي الطويل أن يثيروا الشبهات والشكوك حول القرآن، ابتداء من عصر النبوة وظهور مسليمة الكذاب وادعائه النبوة ونزول الوحي عليه، وانتهاء بحملات المستشرقين في العصور المتأخرة والتي لا تزال قائمة إلى هذا العصر، ولكن بفضل الله تعالى ورعايته، ثم بجهود أهل العلم والدعاة والمخلصين لهذا المصدر الرباني، باءت تلك المحاولات والجهود بالفشل وماتت كل شبهة أو طعن في القرآن الكريم بأرضها، لأن الله تعالى تكفل بحمايته ورعايته.

وبين الفينة والأخرى تظهر حملات جديدة للنيل من كتاب الله بصور وأشكال تختلف عن سوابقها، ومن أهم المداخل التي يحاولون تمرير شبهاتهم وأباطيلهم:

- قضية المرأة والحجاب وحقوقها ومساواتها مع الرجل، مع العلم أن من أهم مبادئ التي جاء بها القرآن هو إقرار حقوق المرأة في الجوانب المختلفة، فقد نزلت آيات كثيرة تتحدث عن حقوق المرأة وأحكامها وواجباتها ومشاركتها مع الرجل في بناء الأسرة والمجتمع، في وقت كانت الجاهلية لا تعترف بحق إنسانيتها، وقد سميت سورة من أطول سور القرآن بسورة النساء، فضلاً عن الأسباب الكثيرة الأخرى التي كانت المرأة سببًا لنزول الآيات وتتابع الوحي على رسول الله ﷺ.

- كما شملت حملات المتربصين بالقرآن الكريم التشكيك في الوحي وصدق الرسالة، مردّدة ما كانت تقوله اليهود والمنافقون في صدر الإسلام، من أن هذا الكتاب مستقاة من الكتب السماوية الأخرى، كالإنجيل والتوراة وغيرها، وأنه عليه الصلاة والسلام تلقى ذلك كله من الراهب بحيرة حين التقى به في طريقه إلى الشام، وهذا افتراء قديم وجديد، تصدى له أهل العلم ودحضوه من كل جانب.

- ومن الموضوعات التي أثاروها أيضًا، نقد التشريع في مجال الحدود وغيرها من قتل النفس بالنفس وقطع يد السارق ورجم الزاني والزانية أو جلدهما، وكلها كانت بمثابة نفخ في الهواء، لأن الله تعالى أخرج لهم من هذه الأمة من يبطل هذه الافتراءات من خلال البراهين والشواهد العقلية والمنطقية، ومن خلال الدراسة النفسية للإنسان والأحوال التي تمر بها هذه النفس، والضوابط التي ينبغي أن تلتزم بها حتى لا تخرج عن إطارها البشري الذي ميّزه الله تعالى عن بقية الكائنات والدواب.


والحديث يطول عن حملات التشويه والتشويش على كتاب الله تعالى، وقد صنّفت مؤلفات كثيرة حول هذا الموضوع منذ القديم وحتى الآن لتبقى رصيدًا حيًا للأمة وتحديًا قويًا أمام هذه الحملات إلى يوم القيامة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

(1) [الحجر:9]




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #154  
قديم 30-08-2022, 11:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(153)


عوامل حفظ القرآن الكريم (1-2)



من أجل أن يكون المؤمن أداة حقيقية لحفظ كتاب الله تعالى ومدافعًا عمليًا عن المصدر الأول من مصادر التشريع، وينال شرف هذه المشاركة، عليه أن يلتزم بمجموعة من الواجبات التي تكفل حفظ القرآن الكريم ودلائله، ومن أهم هذه الواجبات:

1- الإيمان والتصديق بأنه الكتاب الخاتم، الذي أنزل على محمد ﷺ عن طريق الوحي، ولا يأتيه الباطل من تبديل أو تحريف إلى يوم القيامة، يقول تبارك وتعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}(1).

2- العلم به في مجال التفسير وأسباب النزول، والأحكام والتشريع، والأخبار والقصص، ومعرفة المحكم منه من المتشابه، والناسخ من المنسوخ، وكذلك معرفة وجوه الإعجاز فيه ودراستها، والاطلاع على القراءات وأحكام التلاوة والتجويد وآدابها، وتصنيف ما كتب عنه من المؤلفات والمصنفات، ومعرفة طرق العلماء وجهودهم في استنباط الأحكام من الآيات وغيرها من العلوم المتعلقة بهذا الكتاب العظيم، وقد أثنى رسول الله ﷺ على من يعطي العناية بالقرآن الكريم في تعلّمه وتعليمه، فقال: «خيركم من تعلم القرآن وعلّمه»(2)، وقال ﷺ: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران»(3).

3-العمل بما في القرآن من أمر ونهي، والوقوف عند حدوده وتشريعاته، وترجمة آياته إلى واقع عملي، لأن الله تعالى وبّخ الذين لا يصل القرآن إلا إلى حناجرهم، وهدد بالوعيد من يقرأه ولا يأتي أحكامه، فقال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ . كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}(4)، وقال أيضًا: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}(5).

4-تلاوته بصورة دائمة وتدبر آياته لقوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}(6)، وقوله: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ}(7)

وقد جاء الثناء الإلهي على الذين يحافظون على تلاوة القرآن في الليل والنهار، وأنهم أفضل من غيرهم، يقول تبارك وتعالى:{لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ}(8).

ولعل أفضل وقت لتلاوة القرآن الكريم هو الساعات الأخيرة من الليل، كما جاءت الإشارة إليه في قوله تعالى:{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ}(9).

ولا شك أن هذا التواصل مع كتاب الله تعالى يعين في حفظه وحمايته من الزيادة والتدليس والتحريف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

(1) [النساء: 136]

(2) سبق تخريجه.

(3) سبق تخريجه.

(4) [الصف: 2-3]

(5) [البقرة: 85]


(6) [المزمل: 4]

(7) [النمل: 92]

(8) [آل عمران: 113]

(9) [المزمل: 20]




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #155  
قديم 30-08-2022, 11:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)


حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(154)

عوامل حفظ القرآن الكريم (2-2)


5- التحاكم إليه وتحكيمه في شؤون الحياة كلها، فهو الحَكَم العدل، المنزل من الحاكم العادل، وقد أمر الله تعالى عباده بذلك في قوله:{وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ}(1)، وبالمقابل فإن رفض حكمه والتحاكم إلى غيره بأنه أفضل منه يعدّ كفرًا صريحًا، لقوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}(2).


ومن العبث العلمي، والانحراف الفكري، أن ينظر فئات من الناس إلى القرآن الكريم على أنه كتاب مقدس يقرؤه الإنسان في المآتم والمناسبات الدينية وليس له علاقة بواقع الناس ومشكلاتهم ومعاملاتهم، ومن ثم الدعوة إلى إدارة شؤون الحياة وفق أنظمة وضعية وبشرية، وهي دعوة أسلافهم في الماضي حين قالوا بفصل الدين عن الحياة، وكأن هذا الكتاب لا يصلح لهذا العصر!.

إن كتاب الله تعالى فيه أخبار الأولين والآخرين، وهو المنهج الذي يتوافق مع الفطرة الإنسانية السليمة ويتلائم مع تطلعات الإنسان وأشواقه وحاجاته في الحياة، لأنه منزل من خالق هذا الإنسان وخالق هذه الأشواق والرغبات، ومهما حاول المتربصون للنيل من القرآن والإسلام فإنهم لا يستطيعون أن يطفئوا نور الله الذي أشرقت به الظلمات في الشرق والغرب، حتى لم تبق رقعة على الأرض إلا وصلها القرآن ودخلها الإسلام، بعد أن عرف العقلاء والعلماء حال البشرية والتخبط الذي تعيش فيه جرّاء تلك القوانين والأنظمة الجائرة.

بل إن كثيرًا من شعوب العالم دخلوا الإسلام حين تحلّى به أهله وترجموه في واقع حياتهم، في المعاملات والسياسة والأخلاق والاقتصاد والاجتماع وغيرها.

6-حفظ القرآن الكريم، والعناية بدُور التحفيظ ومدارسها ومعاهدها، وتسهيل سبل التحفيظ للراغبين في ذلك، الأمر الذي يجعل هذا الكتاب محفوظًا في الصدور مع السطور، وأما غير القادرين على حفظه فيكفيهم حفظ بعض سوره وتلاوته ومعرفة أحكامه، حتى لا يبقى صدره خاويًا من ذكر الله تعالى، يقول عليه الصلاة والسلام: «إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب«(3).

ومن أهم أسباب دوام حفظ القرآن في الصدور وعدم نسيانه هو المواظبة الدائمة على قراءته ومراجعته، لأن الانقطاع الطويل عنه ينسي صاحبه ما حفظ من آياته، يقول عليه الصلاة والسلام: «تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتًا من الإبل في عقلها«(4).

وينبغي أن يخصص المؤمن وقتًا محددًا في اليوم لتلاوة القرآن وحفظه، حسب مقدرته وإمكاناته ووقته، والرجوع إلى التفاسير للآيات التي تشكل عليه معانيها.

كما تجدر الإشارة هنا أنه جاء التحذير الشديد للانقطاع الطويل عن كتاب الله تعالى وتلاوته وحفظه، لأنه كلما ابتعد الإنسان عن كتاب ربه كلما اقترب من الشيطان، فيتهاون في العبادات، ولا يتورع في ركوب المعاصي والمنكرات، حتى تصل به الحال إلى الاستلام المطلق للشيطان والسير تحت رايته، يقول تعالى على لسان رسوله ﷺ عن حال قريش:{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}(5).

وجاء الوعيد الشديد المترتب على هجر القرآن والإعراض عنه، بعقابين شديدين في الدنيا والآخرة، يقول تبارك وتعالى:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ}(6).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

(1) [المائدة: 49]

(2) [النساء: 65]

(3) أخرجه الترمذي (ص655، رقم 2914) كتاب فضائل القرآن، باب الذي ليس في جوفه قرآن. قال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه الحاكم (1/554، رقم 2037) وصححه.

(4) أخرجه البخاري (ص902، رقم 5033) كتاب فضائل القرآن. باب استذكار القرآن وتعهده. ومسلم (ص320، رقم 1844) كتاب صلاة المسافرين، باب الأمر بتعهد القرآن وكراهة قول (نسيت) آية كذا وجواز قول أنسيتها.


(5) [الفرقان: 30]

(6) [طه: 124]




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #156  
قديم 11-10-2022, 07:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(155)

حال السلف وأثر القرآن الكريم عليهم


يقول تبارك وتعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}(1)، فإن لهذا القرآن أثرًا عجيبًا على النفس بصورة عامة ونفس المؤمن بصورة خاصة، لا سيما أولئك الذين تذوّقوا بلاغة اللغة وجمال المعاني وجذالة الأسلوب وقوة العبارات، مع الإيمان به وتدبره، لذلك كان للقرآن الكريم أثر قوي على السلف الصالح، لشدة إيمانهم ومعرفتهم باللغة وأساليبها، وفيما يلي نماذج لحال بعض السلف حين كانوا يستمعون إلى كتاب الله تعالى:

- عن مطرف بن عبد الله عن أبيه قال: «رأيت رسول الله ﷺ وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء«(2).

- وتقول عائشة رضي الله عنها عن أبيها: «كان أبو بكر رجلاً بكّاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن«(3).

-كما يروى أن تميمًا الداري رضي الله عنه قام ليلة حتى أصبح يردد هذه الآية: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}(4).

-قدم جبير بن مطعم على النبي ﷺ فسمعه يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ الآية:{أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ . أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ . أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ}(5)،يقول جبير: كاد قلبي أن يطير، وقال: وذلك أول ما وقر الإسلام في قلبي.

-وعن تأثر الجن بالقرآن: يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «انطلق النبي ﷺ في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب، قالوا: ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء، فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي ﷺ، وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا: هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء فهنالك حين رجعوا إلى قومهم وقالوا: يا قومنا{إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا . يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}(6)، فأنزل الله على نبيه ﷺ {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ} وإنما أوحي إليه قول الجن«(7).

- وكان الفضيل بن عياض شاطرًا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس، وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تاليًا يتلو: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ}(8)، فلما سمعها قال: بلى يا رب قد آن فرجع، فآواه الليل إلى خربة فإذا فيها سايلة فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم حتى نصبح، فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا، قال: ففكرت وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي وقوم من المسلمين ها هنا يخافوني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام«(9).

-ويروى أن بعض فقهاء مصر دخلوا على الشافعي وهو في المسجد وبين يديه المصحف فقال لهم الشافعي: «شغلكم الفقه عن القرآن إني لأصلي العتمة وأضع المصحف بين يدي، فما أطبقه حتى الصبح«(10).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [الحشر: 21]

(2) أخرجه النسائي (ص168، رقم 1214) كتاب السهو، باب التنحنح في الصلاة. وأحمد (4/25، رقم 16355).

(3) أخرجه البخاري (ص657، رقم 3905) كتاب الصلاة، باب المسجد يكون في الطريق.

(4) [الجاثية: 21]

(5) [الطور: 35-37]


(6) [الجن: 1-2]

(7) أخرجه البخاري (ص125، رقم 773) كتاب الصلاة، باب الجهر بقراءة صلاة الفجر.

(8) [الحديد: 16]

(9) سير أعلام النبلاء للذهبي 8/ 423، تحقيق محمد نعيم العرقسوس، مؤسسة الرسالة بيروت: لبنان، ط2، 1402هـ/ 1982م.

(10) البرهان في علوم القرآن 1/ 462.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #157  
قديم 11-10-2022, 08:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(156)




آثار القرآن الكريم على النفس والمجتمع (1-5)


لا يمكن حصر الآثار الإيجابية والثمرات اليانعة التي يكتسبها الإنسان من خلال التواصل مع كتاب الله تعالى بالقول والعمل، لأن الجهد البشري يبقى قاصرًا وناقصًا أمام هذا المعين الذي لا ينضب، ففيه من الفوائد والمنافع ما لا يعد ولا يحصى، هذا بالنسبة للمعلوم منها، وما يجهلها الإنسان ربما تكون أكثر وأكبر، لذا نشير إلى بعض من الآثار التي تعود بالخير والفائدة على الإنسان في الجوانب المختلفة لا سيما الجانب النفسي الذي هو محور حركته في الحياة، فمن هذه الآثار:

أولاً: أن القرآن الكريم كتاب هداية:

فالقرآن الكريم قبل كل شيء هو كتاب هداية أنزله الله تعالى إلى رسوله ليهديهم إلى سواء السبيل، لقوله تعالى: {ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}(1)، وقوله تعالى: {هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ}(2)، وقوله جل وعلا: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ}(3)، والآيات كثيرة في هذا الباب.

والهداية في القرآن تشمل جميع مناحي الحياة، فهو كتاب هداية إلى معرفة الله تعالى وتوحيده وإفراده بالعبودية، وهداية إلى إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وهداية إلى العلم الشرعي والتجريبي، وهداية إلى العمل الصالح والإيجابي، وهداية في التشريع والأحكام التي تنظم علاقات الناس ضمن الأسرة والمجتمع، وتحدد لهم الحقوق والواجبات، كما هو كتاب هداية إلى التعامل الصحيح مع الكون وما فيه من كائنات وجمادات، وغير ذلك من أنواع الهداية، والتي تؤدي جميعها في نهاية المطاف إلى رضوان الله تعالى وجناته.

* * *

ثانيًا: القرآن الكريم شفاء ورحمة:

إن القرآن الكريم هو شفاء للنفس من كل ما تعتريها من الأمراض والآفات، كالقلق واليأس والكآبة والخوف وغيرها، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}(4)،

كما أنه شفاء للأمراض العضوية التي يُبتلى بها الإنسان في جسده، لعموم الشفاء في قوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}(5)، حيث جاء (شفاءٌ) نكرة التي تدل على عموم الشفاء في النفس والبدن معًا. كما أنه تعالى لم يقل: (دواء)، لأن الدواء قد ينجع أو يفشل، أما الشفاء فهو تأكيد على المعافاة والتخلص من المرض بشكل نهائي.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله ﷺ إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات، فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلتُ أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظم بركة من يدي«(6).

والشواهد على هذه الحقيقة كثيرة، فهناك جموع من الناس تعافوا من الأمراض المزمنة بفضل قراءة القرآن بعد أن استعصى فيها الطب والعقاقير والتحاليل وغيرها.

والرقى الشرعية الصحيحة لا تخلو من قراءة سور من القرآن أو آيات منه لأنه العلاج الأقوى للتغلب على الأمراض المختلفة كما وصفه الله تعالى بقوله: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}(7).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)
[البقرة: 2]


(2)
[آل عمران: 138]


(3)
[البقرة: 185]


(4)
[يونس: 57]


(5)
[الإسراء: 82]


(6)
أخرجه مسلم (ص973، رقم 5714) كتاب السلام، باب رقية المريض بالمعوذات والنفث.


(7)
[فصلت: 44]






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #158  
قديم 11-10-2022, 08:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(157)


آثار القرآن الكريم على النفس والمجتمع (2-5)



ثالثًا: القرآن يورث السكينة:

وذلك تصديق لقوله ﷺ في الحديث السابق ذكره: «وما قعد قوم في مسجد يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده«(1).

- فحين يقرأ المريض والضعيف قوله تعالى: {وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}(2)، وقوله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}(3)، يشعر بالراحة والطمأنينة، لأن رحمة الله قريبة منه، وهو جل وعلا أرحم به من نفسه.

- وحين يقرأ الغني قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم}(4)، ويفعل ما يأمره به الله، تدخل الطمأنينة إلى نفسه لأنه قد أدّى حق الله تعالى عليه وأدخل السرور إلى قلوب الفقراء والمساكين.

- وحين يقرأ العاصي قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(5)، فإن ذلك يبعث في نفسه الإنابة إلى الله تعالى الذي لا يغلق باب التوبة لديه، فيبدأ حياة جديدة مليئة بالخير والعمل الصالح.

- وحين يقرأ اليائس قوله تعالى: {وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}(6)، فإنه يجد أمامه نورًا يدلّه إلى الأمل والتفاؤل، وأن الله تعالى قوي فوق كل قوة، وكبير فوق كل كبير، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وبذلك تطمئن نفسه ويخرج منها اليأس والقنوط.

- وحين يقرأ المتكبر قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ}(7)، وقوله تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا}(8)، يشعر بمدى ضعفه وفقره إلى الله تعالى، لا سيما وأنه مخلوق من هذه النطفة، فيدفعه ذلك إلى التواضع مع الله ومع الناس.

- وحين يقرأ المتغافل قوله تعالى:{مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}(9)، وقوله:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ}(10)، يصحو من رقاده وينفض الغبار عن كاهله ليفكر ويتأمل بجدّ في ملكوت السموات والأرض، ويقوم بأداء رسالته في الحياة وفق ما رسمه الله تعالى.

- وحين يقرأ المشغول قول الله تعالى:{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}(11)، يهزّ هذا القول كيانه ليجد أن أصل العمل يجب أن يكون لله تعالى وللآخرة، وأن العمل في الدنيا إنما هو وسيلة للمعاش والقيام بواجب العبادة على الأرض.

- وحين يقرأ المعرض قول الله تعالى:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ}(12)، يهوله هذا المشهد المرعب، فقر وحرمان وضنك في العيش وابتلاء في الحياة الدنيا، وأشد من ذلك العمى والحرمان يوم القيامة، فيدفعه هذا الشعور للرجوع إلى الله تعالى وتقديم الأعمال الصالحة بين يديه، وترك ما يبغضه الله من المعاصي والمفاسد والمنكرات.

وهكذا يكون تأثير القرأن الكريم على نفس قارئه المتأمل في آياته وأوامره ونواهيه.

* * *

رابعًا: القرآن الكريم حصن وحرز من الشرور والآثام:

لقوله تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا}(13)، وقوله ﷺ: «من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه»(14)،فالقرآن الكريم يحمي قارئه من الشرور المختلفة للنفس والبدن والمال والأولاد، سواء كانت هذه الشرور من الجن بالهمز والوسوسة والخوف أو كان من الإنس بالحسد والظلم وإلحاق الأذى، فإن قراءة القرآن وحفظه وتطبيقه تحفظ صاحبه من كل هذه الآفات.

لذا وصّى الرسول ﷺ الأمة بأن تكون على تواصل دائم مع القرآن لأن الشيطان ينفر من كلام الله تعالى، يقول عليه الصلاة والسلام: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة»(15)

ومعروف قصة أبي هريرة رضي الله عنه مع الشيطان حين قال له: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فخلى سبيله، فقال له النبي ﷺ: «أما إنه قد صدقك وهو كذوب»(16)

كما أن القرآن الكريم يعصم صاحبه من فتنة الدجال: لقوله ﷺ: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصِم من فتنة الدجّال»(17).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)
سبق تخريجه.


(2)
[يوسف: 92]


(3)
[الأعراف: 56]


(4)
[التوبة: 103]


(5)
[الزمر: 53]


(6)
[ يوسف: 87]


(7)
[النحل: 4]


(8)
[النساء: 28]


(9)
[الحج: 74]


(10)
[الزمر: 67]


(11)
[القصص: 77]


(12)
[طه: 124]



(13)
[الإسراء: 45]


(14)
أخرجه البخاري (ص677، رقم 4008) كتاب المغازي، باب (12). ومسلم (ص326، رقم 1880) كتاب صلاة المسافرين، باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة.


(15)
أخرجه مسلم (ص317، رقم 780) كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد.


(16)
أخرجه البخاري (ص898، رقم 5010) كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده.


(17)
أخرجه مسلم (ص326، رقم 1883) كتاب صلاة المسافرين، باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #159  
قديم 11-10-2022, 08:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(158)


آثار القرآن الكريم على النفس والمجتمع (3-5)



خامسًا: القرآن الكريم مصدر بناء وتنمية وعزّ ورفعة:

إن قراءة القرآن والتدبر في آياته وتطبيق أحكامه على النفس والواقع من أهم عوامل البناء والتنمية للأمة، بل إنه يكسب الأمة الرفعة والكرامة والتمكين في الأرض، وكيف لا يكون ذلك وهو الكتاب المنزل من العزيز الجبار القائل عن نفسه: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ}(1)، ويقول جل وعلا: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}(2).

إن الحفاظ على الكرامة وتحقيق النصر والتقدم العلمي والتقني، وتحقيق التوازن العسكري والاقتصادي، والمستوى الفكري والثقافي، مرهون كل ذلك بمدى قرب الأمة من القرآن وبعدها عنه، لقوله ﷺ: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين«(3).

كما يقول عليه الصلاة والسلام: «يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حلِّه فيُلبسُ تاج الكرامة، ثم يقول: يا ربّ زدْه، فيلبس حلّة الكرامة، ثم يقول: يا رب أرضَ عنه، فيقال له: اقرأ وارقَ ويزاد بكل آية حسنة«(4)، والشاهد على هذه الحقيقة على مستوى الأمة، حين كان القرآن دستورها ومرجعها، كانت ذا رفعة وكرامة وقوة وتمكين، حتى دانت لها أكبر الإمبراطوريتين في العالم، وأما حين هجرت هذا الكتاب وأخذت ببعض آياته وتركت جلّه، تحوّلت إلى أمة ضعيفة تسير في مؤخرة الركب، وتتسول العلم والمعرفة على أبواب الأمم الأخرى.

أما على مستوى الأفراد، فكم من وضيع قرأ القرآن ارتفع ووصل إلى المعالي، وكم من فقير قرأ القرآن اغتنى، وكم من مريض قرأ القرآن شفي وتعافى، وكم من فاشل قرأ القرآن نجح وارتقى، وهكذا.

فتشريع القرآن وحكمه، وأمره ونهيه، والعلوم التي يشملها والأخبار التي يسردها، والغيب الذي يكشفه، تعدّ مصدرًا حيويًا وحقيقيًا للأمة في ميادين الحياة المختلفة، في حين أن هذه المقومات لا تتوفر عند عقائد الأمم الأخرى ومذاهبها.

* * *

سادسًا: القرآن الكريم منظم لحياة الناس وشؤونهم:

لقد تميّز القرآن الكرام في معالجة مشكلات الحياة وتحديد علاقات الناس في المناحي المختلفة بالتوازن والاعتدال، بصورة تتلائم وتتوافق مع الفطرة الإنسانية السليمة، ومن الأمثلة على ذلك:

-تنظيم الجانب الاقتصادي من خلال الحث على القرض الحسن والصدقة وتحريم الربا بجميع أشكالها، يقول تبارك وتعالى:{مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ}(5)، ويقول جل وعلا: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}(6)، ويقول أيضًا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ . فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ}(7).

كل ذلك من أجل تحقيق العدالة الاقتصادية وعدم تكدس الأموال والأملاك في أيدي فئات محددة ومحتكرة.

-تنظيم الجانب الاجتماعي: من خلال الحث على الزواج الشرعي وتكوين الأسرة وإرساء دعائم الحب والوئام بين أفراد الأسرة لا سيما الزوجين، يقول تبارك وتعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}(8)، ثم حدد المهمة الملقاة على كاهل أفراد هذه الأسرة، يقول جل ثناؤه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}(9).

كما حثّ القرآن الكريم الأبناء للقيام بواجب البر والعناية بالوالدين والإحسان إليهما لقوله تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}(10).

-تنظيم الجانب السياسي: ويظهر هذا التنظيم واضحًا في القرآن الكريم حين يحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم داخل الدولة الإسلامية، كما في قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ}(11)، فإذا حدث إشكال أو نزاع فإن الحَكم حينها هو كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، لقوله تعالى في تتمة الآية:{فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}(12). وكذلك دعوتهم وفق المنهج القرآني القائل:{ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}(13).

كما أن القرآن الكريم تناول العلاقات السياسية مع الدول غير المسلمة وفق القاعدة القرآنية المعروفة:{وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}(14)، فالأصل في العلاقات الخارجية مع غير المسلمين هو السلام، ومن ثم دعوتهم عبر الوسائل المشروعة والمتاحة.

وهكذا بالنسبة لجميع الجوانب والميادين الأخرى، كان القرآن معالجًا لها ومنظمًا لأمورها، ومحددًا لأطرها وحدودها، بشكل متوازن ومعتدل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [الصافات: 180]

(2) [المجادلة: 11]

(3) أخرجه مسلم (ص329، رقم 1897) كتاب صلاة المسافرين، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه.

(4) أخرجه الترمذي (ص655، رقم 2915). وأحمد (2/192، رقم 6799). وقال: حديث حسن صحيح.

(5) [الحديد: 11]

(6) [البقرة: 276]

(7) [البقرة: 278-279]

(8) [الروم: 21]

(9) [التحريم: 6]

(10) [الإسراء: 23]

(11) [النساء: 59]

(12) [النساء: 59]

(13) [النحل: 125]

(14) [الأنفال: 61]




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #160  
قديم 11-10-2022, 08:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(159)


آثار القرآن الكريم على النفس والمجتمع (4-5)



سابعًا: القرآن الكريم يعالج مشكلة الفقر والبطالة

ويمكن توضيح هذا الأمر من خلال النقاط الآتية:

-أن القرآن الكريم أمر الإنسان بالسعي في الأرض والعمل من أجل الرزق والمعيشة حتى لا يكون عبئًا على الآخرين، فقال تعالى:{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}(1)، كما قال جل وعلا:{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}(2).

-أمر القرآن الكريم بدفع الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام، لأنها تغطي جزءًا كبيرًا من الفراغ المالي لدى بعض الناس، يقول تبارك وتعالى:{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}(3)، ويقول أيضًا:{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}(4).

-حث القرآن الكريم على الصدقة والإنفاق في سبيل الله من غير مال الزكاة، وأثنى على الفعل وأهله، قال تعالى:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ}(5)، كما ذمّ بالمقابل من يبخل عن الإنفاق في سبيل الله وآثر البخل والأنانية، فقال تعالى:{وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَىٰ . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ}(6)

* * *

ثامنًا: القرآن الكريم يعالج الأمراض النفسية:

بما أن القرآن الكريم شفاء للمؤمنين فإنه بهذا المعنى يعالج جميع الآفات النفسية التي تعود بالمفاسد والأضرار على صاحبها وعلى المجتمع، ومن أهم الآفات التي عالجها القرآن وحذّر الناس منها:

-آفة الكبر، وهي الاستعلاء على الناس والنظر إليهم نظرة دونية، فحرّم القرآن هذا المرض النفسي وجعله من الكبائر التي يعاقب عليها صاحبها، لأن الكبرياء لله وحده فلا ينازعه فيها أحد، يقول تبارك وتعالى على لسان لقمان لابنه:{وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}(7).

-آفة الحسد، وذلك من خلال إرساء دعائم الإخوة بين المؤمنين لقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}(8)، فالأخ لا يجوز له أن يحمل نحو أخيه حسدًا أو حقدًا أو كرهًا، لأن هذه الصفات خاصة بالمنافقين دون المؤمنين الذين يتميزون بصفاء القلب وطهارة النفس نحو إخوانهم في العقيدة، حيث قال عنهم الله تعالى:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}(9).

-آفة الرياء، الذي هو عكس الإخلاص، وهي العمل من أجل الشهرة أو المال أو الجاه أو أية منفعة دنيوية أخرى، ولها آثار خطيرة على الإنسان، لأنها القاعدة التي ينطلق منها في رحلة الحياة، وقد عالجها القرآن الكريم من خلال التحذير الشديد منها والعاقبة الوخيمة لصاحبها، وجعلها من صفات المنافقين، يقول تبارك وتعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}(10). وكذا الحال بالنسبة لجميع الآفات النفسية الأخرى.

والخلاصة: أن القرآن الكريم يطهر النفس من جميع الشوائب فيخلصها من هذه الأدواء، ويصفيها، فتبقى مطمئنة مرتاحة تعيش في كنف آياته بعيدة عن القلق والاضطراب والشكوك والوساوس والأوهام.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [الملك: 15]

(2) [القصص: 77]

(3) [البقرة: 43]

(4) [البقرة: 110]

(5) [الليل: 5-7]

(6) [الليل: 8-10]

(7) [ لقمان: 18]


(8) [الحجرات: 10]

(9) [الحشر: 10]

(10) [النساء: 142]




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 259.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 252.97 كيلو بايت... تم توفير 6.07 كيلو بايت...بمعدل (2.34%)]