التأويل التقابلي وتجديد درس الأدب (مقاربة لنموذج سيميائي) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-08-2022, 09:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي التأويل التقابلي وتجديد درس الأدب (مقاربة لنموذج سيميائي)

التأويل التقابلي وتجديد درس الأدب (مقاربة لنموذج سيميائي)
إبراهيم أكراف





قراءة في غلاف رواية "مرافئ الحب السبعة"[1]
















نتناول في هذه المقالة إمكانية تطبيق نظرية التأويل التقابلي على نموذج سيميائي في المجال التربوي، وهو الأمر الذي بقي مجالاً للاجتهاد بعدما تم تطبيق النظرية على مجموعة من النصوص، من قبل الباحث محمد بازي، وطلبته، وباحثين آخرين.







وإننا إذ نخطو هذه الخطوة ندرك ما في ذلك من صعوبات، غير أننا لا نرضى العيش أبد الدهر بين الحفر؛ لذا فإننا صعِدنا هذا الجبل، بما ملكنا من عدة تأويلية تقابلية، تجنبنا خلالها الإسقاط للمفاهيم السيميائية المتعارف عليها أكاديميًّا، واكتفينا بالاشتغال بمجموعة من الثنائيات المشكِّلة للصورة لغويًّا وأيقونيًّا.







إذا كان الدرس الفلسفي الناجح هو الذي يثير القلق المعرفي لدى المتعلمين، فإن الدرس الأدبي الناجح هو الذي يدهش المتعلمين، ويحرك الرغبة المكنونة في الكتابة عندهم، ومفتاح الدهشة لدى المتعلمين إدراكهم لمعاني النصوص، وهذا لا يتأتى إلا بامتلاك آلية يتم بها تحليل النص.







1- تشهية المتعلم:



إن للصورة دورًا مهمًّا في حياتنا اليومية، فلا يكاد يخلو منها مكان، وما أحوجنا إلى النظرة الجمالية الواعية بدلالة الصور والعبارات المصاحبة لها! إنها تلخص الكثير من الكلام، وهذا محور درسنا لهذا اليوم.







2- استكشاف مكونات الغِلاف بالتقابل:



(تأمل الصورة لمدة خمس دقائق)







أ- توصيف مكونات الغلاف (ممَّ يتكون غلاف هذه الرواية؟):



تتكون الصورة من مشيرات، هي:



قلب من حبل أحمر سميك في وسط صفحة يغلب عليها اللون البني، تخترقه صفرة ترمز لمواقع جغرافية، وداخله ناحية اليمين جزء من الخريطة.



إثبات نوع المؤلَّف (رواية) وسط القلب بلون أسود مفتوح.



عنوان المؤلَّف وسط أعلى الصفحة بخط مضغوط، باللون الأحمر.



اسم الناشر وسط أسفل الصفحة بخط صغير الحجم.







(كم حقلاً يمكن استخراجه من هذه المشيرات؟):



يمكن تقسيم هذه المشيرات إلى ثلاثة حقول:



حقل الأشكال/ الأشياء.



حقل الألوان.



حقل الأسماء.







إذًا عندنا في هذه الصورة تقابل ثلاثي بين الأشكال والألوان والأسماء.







ب- تحليل مكونات الغِلاف:



1- تقابل الصريح الضمني في العنوان:




الصريح

الضمني

مرافئ الحب السبعة




ما المرفأ؟ هو المكان الذي ترسو فيه السفينة.
هل للحب مرفأ؟ لا، ليس له مرفأ.
جيد، ماذا يسمى هذا بلاغيًّا؟/ هل التعبير حقيقي أم مجازي؟
إذًا، هو تعبير مجازي.
ما نوعه؟ استعارة. حدد أطراف الاستعارة: المستعار: المرافئ/ المستعار منه: السفينة/ المستعار له: الحب.
ما هو الطرف المحذوف؟ السفينة. إذًا الاستعارة مكنية، حيث حذف المشبه به وصرح بالمشبه، والقرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي مرفأ. ما العلاقة بين الحب والسفن؟
التنقل/ الترحال. لمَ استعار الأديب السفن للحب؟
استعار الأديب السفن للحب لتصوير حال القلب الذي لا يثبت على حب مكان واحد، وما يقاسيه، وذلك بإخراجه من المجرد إلى المحسوس؛ لأن السفن مما يدركه الناس بأبصارهم، ويعلمون أنها لا تسلم في رحلتها من مرفأ لآخر من لطم الأمواج.
لمَ قلت مكانًا واحدًا، ولم تقل فتاة أو شجرة؟ (وضعية مشكلة)
لأن كلمة مرافئ تدل على اسم مكان، وهذا مما يرجح أن الحب يتعلق بأمكنة لمحبها ذكريات معها.








1.1 تقابل العنوان واللون:




العنوان

اللون




مرافئ الحب السبعة

اللون الأحمر/ خط بارز
ما دلالة اللون الأحمر؟ يدل اللون الأحمر على معانٍ شتى؛ منها: التضحية، والمعاناة، والحب.
ما الدلالة التي يوحي بها اللون مقرونًا بـ "مرافئ الحب السبعة"؟
يوحي اللون الأحمر في ارتباطه بالعنوان بالمعاناة.
لـمَ؟
لأن الترحال بين المرافئ السبعة، يعكس اللااستقرار، وهو ما يوحي بالمعاناة من أجل الاستقرار.
ما دلالة كتابة العنوان بخط مضغوط؟
تدل كتابة العنوان بخط مضغوط على شدة وطء المعاناة.








1.2 تقابل الأشكال:



ما دلالات القلب والحبل؟




القلب

الحبل








القلب مضغة في الجسم، صلاح الإنسان وفساده رهين به، وموطن الأسرار والأحاسيس. أما الحبل فدليل على المعاناة، كما جاء في القرآن الكريم: ﴿ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ [المسد: 5]، وعلى الخوف: "اللي عضُّو الحنش يخاف من الحبل" (من لدغه الثعبان فليخشَ الحبل)، ويدل هذا التقابل على جَلَدِ بطل الرواية، من خلال تشبيه القلب بالحبل، كأن القلب الذي هو من لحم ودم لن يتحمل هذه المعاناة.







1.3 تقابل الأشكال والألوان:



ما إحالات المقطع الموجود وسط القلب؟ وما رمزية اللون البني؟



يحيل المقطع الجغرافي الموجود في الجانب الأيمن من القلب إلى موطن محفور في قلب بطل الرواية. أما اللون البني فيرمز للتراب، وهذا يعني أن بطل الرواية يحمل وطنه في قلبه. وقد أورد الجاحظ في كتاب "الحنين إلى الأوطان" أن "العرب إذا غزت وسافرت حملت معها من تربة بلدها رملًا وعَفَرًا تستنشقه عند نزلة أو زكام أو صداع"[2].







1.4 تقابل الأشكال والموضِع:



ماذا تجسد أطراف الحبل؟ وعمَّ ينُمُّ موضع القلب على الغِلاف؟




امتداد أطراف الحبل نحو الأعلى

موضع القلب في الغِلاف

يمتد الطرَف الأول ناحية اليمين، في حين يمتد الطرف الثاني ناحية اليسار، ويجسد هذا الامتداد تنازع الأمكنة لهذا القلب.

ينُمُّ موضع القلب بشكل مستقيم، وسط الغلاف، على ثبات القلب على حب موطن واحد رغم تنازع الأمكنة له.








لمَ وضع الكاتب نوع المؤلَّف داخل القلب؟




القلب/ الحبل

موضع نوع المؤلَّف (رواية)




يشي التقابل بين القلب/الحبل وموضِع نوع المؤلَّف بأن أحداثه نابعة من القلب؛ أي: إنها أحداث واقعية عاشها بطل الرواية.







1.5 تقابل موضع المؤلَّف واللون:



عمَّ يعبر اللون الأسود الباهت؟




نوع المؤلَّف (رواية)/ موضعه

أسود باهت




يعبر اللون الأسود الباهت على قِدَمِ أحداث الرواية، وهي أحداث حزينة؛ لأن السواد رمز للرعب، والخوف، والحزن، ما تزال تواصل امتدادها في قلب بطل الرواية.







3- الفهم بالتقابلات:



(تكليف المتعلمين بإنتاج نص حول الغلاف باستثمار ما تم التطرق إليه في مرحلة التحليل)



تتضافر المشيرات البصرية في غلاف رواية "مرافئ الحب السبعة"؛ لتحقق تقابلات، تؤسس لأحداث الرواية، وزمانها، ومكانها؛ فالعنوان يضعنا بتقابلاته الصرفية والبلاغية واللونية (نسبة إلى اللون) أمام بؤرة الأحداث؛ حيث إن المرافئ تشير إلى تعدد الأمكنة، وهو الأمر الذي يستنتج منه تعدد الأحداث والأزمنة، كما أن هذه الكلمة "المرافئ" وُظِّفت على وجه الاستعارة؛ لإخراج الحب من المجرد إلى المحسوس، ولتبيان ما قاسته الذات في تنقلها بين الأمكنة، كالسفينة تلطمها الأمواج قبل أن تبلغ المرفأ، أما كتابة العنوان باللون الأحمر الناصع المضغوط، فتعكس وطأة المعاناة واستمرارها، ويزكي هذا التأويلَ تقابلُ القلب وموضع نوع المؤلَّف ولونه؛ إذ تمت موضعة نوع المؤلف وسط القلب باللون الأسود الباهت، وهو ما يعني أن الرواية عصارة قلب، أو بالأحرى وليدة الألم، وأحداثها عتيقة، لكنها ما تزال ممتدة في الفؤاد، فلا يجد لها البطل غير تراب الوطن بلسمًا، كما يبين ذلك التقابل بين اللون البني والقلب، هذا الأخير يثير شكله الناظرين/ القارئين، فيُشرعون نوافذ التأويل على التقابل بين قلب الإنسان وهذا القلب الخارق للمألوف، حيث إنه قلب من حبل سميك بلون أحمر يَشِعُّ ألمًا؛ ومعنى هذا التقابل أن معاناة البطل لا يتسع لها قلب من لحم ودم، كما أنه يرمز إلى صلابته وتجلُّده أمام المعاناة.







إذًا، باستقراء هذه المشيرات، يكون المتعلم قد بنى فهمًا أوليًّا لعوالم النص، يسعى للتثبت منها أثناء القراءة، وهذا ما يسمى بالافتراض.







4- إضاءات:



استنادًا إلى ما رأيناه في تحليل غلاف الرواية، وفيما تشاهدونه في التلفاز والشابكة، ما وظيفة الصورة؟



الوظيفية الجمالية والتأثيرية.



الوظيفة التكثيفية والاختزالية.



الوظيفة التعريفية.



الوظيفة التذكيرية (النوستالجية).







(تكليف المتعلمين بإبداعات شخصية مستوحاة من الصورة).







[1] علي القاسمي، مرافئ الحب السبعة، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء - المغرب/ لبنان - بيروت، 2012.




[2] أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، الحنين إلى الأوطان، سلسلة اللغة والأدب 1، دار الرائد العربي، بيروت/ لبنان،ط. 2، 1982، ص: 15-16.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.37 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]