الفرصة الأخيرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7822 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 49 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859418 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393777 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215940 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-03-2024, 10:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي الفرصة الأخيرة





الفرصة الأخيرة


من الطرق التحفيزية للأعمال هي التحفيزات الشعورية، ومن أنجح الطرق الذهنية التحفيز بالإرادة، بحيث يكون المخاطب هو من يتولى التفكر والتأمل الذاتي، ومن ذلك ما نحن بصدده من طرق التحفيز لشهر رمضان بروح مشتاقة، ونفس متحفزة للعمل، وذلك من خلال التفكير بأن رمضان هذا سيكون آخر رمضان في العمر، وتخيُّل هذا المعنى وتقليبه في الذهن.
وهذا التحفيز له ما يسنده في النصوص النبوية التي حثت المسلم على ملازمة ذِكر الموت، ودوام التفكر في المصير، كما في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك".
وإذا كان لا ينتظر أن يصبح إذا أمسى، ولا ينتظر أن يمسي إذا أصبح، فمن باب أوْلى أن لا ينتظر قدوم رمضان آخَر بعد عام كامل، فذلك أدعى أن يكون متأهبا على الدوام للقاء خالقه جل وعلا، وهذا لا يعني تعطيل حياته، وإهمال أسباب البقاء، والشعور بالوحشة من الناس، والتشاؤم القاطع عن متعة الحياة، فالشريعة لا تأمر بذلك، ولا يمكن أن تضرب النصوص بعضها ببعض، بل المقصود أن يتحفز بهذا الشعور إلى تجويد أعماله، ومحاسبة نفسه، وتدبير أموره بحزم وعقل.
قال العيني: "هذه كلمة جامعة لأنواع النصائح إذ الغريب لقلة معرفته بالناس قليل الحسد والعداوة والحقد والنفاق والنزاع، وسائر الرذائل منشؤها الاختلاط بالخلائق، ولقلة إقامته قليل الدار والبستان والمزرعة والأهل والعيال وسائر العلائق التي هي منشأ الاشتغال عن الخالق".
إذن فتعزيز الشعور بالفرصة الأخيرة مطلب نبوي، يسنده الواقع المشاهد، فكم من مُؤَمِّل بلوغ موسم آخر كان الموت أعجل من أمله، وأسرع من ارتداد طرْفه، فلم يدرك رمضان الثاني إلا وقد صار من أهل الأجداث رهين عمله وكسبه، بل بعضهم لم يكمل رمضان الذي هو فيه.
فلو دخل المسلم في رمضان بهذا الشعور المُحَفِّز، فسيكون لرمضان وقع آخر، وسيكون اجتهاده في إتقان صيامه وقيامه اجتهادا عظيما، مثله كمثل الطالب المثابر وهو يكتب ورقة الإجابة في الامتحان الذي تمكن من فهم أسئلته، فهو متحفز بمداد الرجاء، يخط إجابة الواثق القريب من رؤية الدرجات وأوسمة التكريم، لا يشغله عن ورقته شاغل، ولا يصرف ذهنه عن شأنه صارف، يجيب بكل جوارحه، مستغرق الفكرة، عميق النظرة، يسجل الجواب وهو مستشعر قلم التصحيح، فيدفعه ذلك إلى مزيد من التنقيح، يجمل كتابته، ويستحضر ما يطلبه منه سائله بكل دقة وروية.
وفي ظل هذا الشعور بآخر فرصة، سيتحقق من وقوع صيامه إيمانا واحتسابا، كما في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه»، فالموقن بالرحيل إلى الله لن يصوم إلا مؤمنا بالله الذي شرع الصيام، محتسبا للأجر والثواب عنده؛ لأنه لم يعد لديه ما يطمع به من عَرَض الدنيا، بل توحد المقصد لديه بنيل ما عند الله، فهو يرى بقلبه البقاء الأطول، والنعيم الأكمل، كما كان حال أنس بن النضر يوم أحُد، وهو يستقبل المعركة قائلا: "واهاً لريح الجنة أجده دون أحد" رواه البخاري.
ولا غرابة فإن المستغرق في الشعور بالآخرة، والمستعد للقاء الله، لن يضيع فرصة الظفر بموسم رمضان، ولن يكون عمله كعمل غيره ممن تتطاول بهم الآمال، ويبطئ بهم التسويف، بل هو في إقبال على الله مستمر، أوقاته معمورة، وأعماله مبرورة، ووصاياه مسطورة، فلو قيل لأحدهم تموت غدا ما زاد في عمله شيئا، وقد كان من أوصاف عباد الله الصالحين: {وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون، أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} [المؤمنون:60]، فقلبه مسكون بوجل الرجوع إلى الله، يدفعه دفعاً إلى المسارعة في أبواب الخير، والتسابق في مواسم الطاعات.
وإذا استطاع المسلم أن يحفز نفسه للعمل في رمضان باستخدام هذه الوسيلة الفاعلة، بأن يعمل عمل المُوَدِّع الذي يملك الفرصة الأخيرة، فإنه بذلك يسيطر المسلم على نوازع النفس المائلة به إلى الغفلة والتسويف، وتنبعث جوارحه للانطلاق في ميدان العمل، ومن كان هذا حاله أوشك أن يقبض على عمل صالح، فيكتب الله له رضاه الذي لن يظفر بمثله..
منقول








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 45.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 43.60 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (5.10%)]