|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مشكلات في دراسة الطب
مشكلات في دراسة الطب آمال محمد عبدالوهاب السؤال: ♦ الملخص: طالبة بكلية الطب تخشى أن تكون طبيبة فاشلة؛ إذ تواجهها صعوبات في الدراسة، وتشعر بأنها غير قادرة على إنجاز أي شيء، بالإضافة إلى ضغوطات الأهل وأسئلتهم المتعلقة بالطب، وتسأل: ما الحل؟ ♦ التفاصيل: منذ أن دخلت كلية الطب قبل سنتين، ووضعي يزداد سوءًا، لقد التحقت بالكلية برغبتي وقد حصلت على تشجيع أهلي، وقد كان لا بأس بي بالمرحلة الأولى التي حصلت فيها على تقدير جيد؛ ما سبَّب لي إحباطًا، وفي السنة الثانية بدأ اهتمامي بالدراسة وبأي شيء يتلاشى، حتى إنني لا أذكر أنني منذ مدة قد أنجزت شيئًا مفيدًا - حتى لو كان ترتيب ثيابي - حقًّا أصبحت لا أبالي بشيء، ويزيد الأمر سوءًا الضغط الذي أتعرَّض له من أهلي ومَن حولي؛ حيث يريدون مني أن أكون خبيرة بالأمراض والأدوية، أعلم أني مُقصرة في دراستي، ولكن في ذات الوقت حتى وإن كنت مجتهدة، فهذا لا يعني معرفتي التامة بكل هذه العلوم في السنوات الأولى بالطب، وأيضًا الضغط الذي أضعه على نفسي بنفسي؛ حيث أريد أن أكون طبيبة ناجحة، ولكن أشعر بالخوف من عدم ملائمتي لهذه المهنة العظيمة، ومن أن أكون مجرد رقم في تَعداد الأطباء، من ناحية أخرى أشعر بأني أقل ممن حولي؛ حيث لاحظت أن الناس يتقربون لي فترة لتحقيق مصلحة، ثم يسألون عني أو أسأل عنهم في فترات متقطعة؛ لذلك عزلت نفسي لعلي أجد الراحة الداخلية، أنا أخاف من المستقبل بشدة ومن عدم تحقيق ما أريد، وأخاف أيضًا من الفشل؛ ما جعل الاكتئاب والحزن ملازمين لي، وكلما حاولت أن أنهض، أعود لأنكسر مرة أخرى كأني في وسط دوامة، ولا يخفى عليكم أني قد ابتعدت عن الله؛ فحرفيًّا أنا لم أعُدْ أستطيع القيام بأي شيء، وقد طلبت من أهلي أن أستشيرَ طبيبًا، لكنهم رفضوا بحجة أنه ليس بي شيء، وأنها فقط تَهَيُّؤات، وأنه عليَّ أن أعمل وأجتهد، لكنهم لا يفهمون أنني على الرغم من رغبتي في العمل والاجتهاد، فإني لا أستطيع، أعتذر جدًّا عن الإطالة، وأتمنى أن أجد لديكم الحل لِما تناولته الرسالة، وجزاكم الله الجنة، وأصلحنا وإياكم. الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: ابنتي الكريمة الطموحة المجتهدة: مشكلتكِ بسيطة؛ فما تعانين منه في دراستكِ تكاد تكون ظاهرة بين طالبات كلية الطب، خاصة في بداية الدراسة؛ لأسباب منها: أولًا: الدراسة الموسوعية في الكلية، التي تختلف كمًّا ونوعًا عن المراحل الدراسية السابقة لها - هي دراسة شاقة بلا شكٍّ. طالب الطب اعتاد قبل التحاقه بالكلية على قدرته على فَهْمِ وحفظ المواد الدراسية بسهولة وسلاسة إلى حد كبير، لكنه يصطدم بكمِّ وتنوُّع المعلومات التي يجب أن يحصِّلَها ويفهمها ويطبِّقَها، الأمر الذي يجعله يواجه ضغطًا عصبيًّا ونفسيًّا، ويبذل مجهودًا ضخمًا مقارنة بما سبق، وهذا الضغط ينتج عنه شعورٌ بالحزن والكآبة. ثانيًا: عدم معرفة الأهل لطبيعة الدراسة ومشقتها، والمراحل المختلفة التي يجب أن يجتازها طالب الطب، حتي يصبح مؤهلًا لتشخيص الأمراض وعلاجها - يضغط عليكِ، ويسبب لكِ الإحراج. ثالثًا: خوفكِ من أن تصبحي طبيبة عادية، ومجرد رقم يُضاف لعدد الأطباء في غير محله؛ فأنتِ إذا ما وصلتِ إلى مرحلة علاج الأمراض، فأنتِ لستِ عادية على الإطلاق، هذه محطة عظيمة ومهمة لحياة كثيرٍ من البشر، أتت بعد رحلة مجهدة من الدراسة والعلم. الحل: تيقُّنُكِ بأن كل ما تمرُّينَ به هو نتيجة نوعية الدراسة، وأنكِ لستِ وحدكِ في شعوركِ بكل ذلك، وأنكِ تبلين بلاءً حسنًا؛ بدليل حصولكِ على تقدير جيد. أما بخصوص استعجال الأهل وأسئلتهم السابقة لأوانها، فخذي الأمر كأنه دعابة، وامزحي معهم، واشرحي للمقربين منكِ مراحل الدراسة التي تستغرق سنواتٍ لمعرفة وفَهْم جسم الإنسان، ثم تأتي سنوات أخرى لمعرفة الأمراض، ثم سنوات لمعرفة العلاج. استعيني بالنت وسماع المحاضرات والدروس التي تساعدكِ على الفهم. استعيني بصديقة سبقتكِ في السنة الدراسية؛ لتعطيَكِ خبرتها في أحسن السُّبل وأسرعها للتحصيل. أنا واثقة من تجاوزكِ هذه المرحلة بسلام إن شاء الله. هي دراسة صعبة وشاقة، لكنها مهنة عظيمة وإنسانية، اصبري نفسكِ على مداومة الصلاة وسماع القرآن الكريم. استقطعي من وقتكِ اليسيرَ من الترفيه والترويح عن النفس. لو استمرت حالتكِ النفسية ولم تتغير، استشيري طبيبًا نفسيًّا، وأنا من خبرتي مع أولادي أنكِ ستتجاوزين هذه المرحلة بسلام، رزقكِ الله العلم النافع والسكينة والأمن.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |