|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
بين الدراسة والعمل
بين الدراسة والعمل أ. منى مصطفى السؤال: ♦ الملخص: فتاة تتنازع نفسها بين العمل والرغبة في التفوق الدراسي، بالإضافة إلى مشاكل أخرى اجتماعية؛ فأحسَّت بالملل والضجر من الحياة كلها، وتسأل: ماذا تفعل؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أواجه مشكلة في دراستي، فعندي امتحان نهائي (فاينال)، وحاولت أن آخذ إجازة من عملي؛ لأني أريد أن أدرس وأن ترتفع درجاتي، وهناك مادة تجميعي فيها سيئ جدًّا، لكن كمية الأشياء التي شغلت تفكيري جعلتني أشعر بالملل، وأني أريد أن أرتاح فحسب، كلما أردت أن أدرس، أشعر باكتئاب وملل ونكد، فليس لدي صديقات يشجعنني على الدراسة، ولا أن ننجز المواد قبل الامتحان، أشعر بأن المشاكل تحاصرني من كل ناحية؛ من مصاريف الجامعة، ومشاكل في عملي، ومشاكل مع زميلاتي في الجامعة، فشعرت بالملل والضجر من كل شيء دفعة واحدة، أرشدوني وجزاكم الله خيرًا. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ أما بعد: فيا ابنتي الغالية، يقول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم لسيدنا حنظلة عن ترويح القلوب: ((ولكن يا حنظلة، ساعة وساعة))؛ أي: اجعل لقلبك ساعات من الجد في الذكر والعمل، وساعات من الترويح، وهو من هو، الذي لا ينطق عن الهوى، صلوات ربي وسلامه عليه، وأنتِ تنازعكِ جهات شتى؛ عمل، وصحبة غير مريحة، ودراسة عملية صعبة مثل الصيدلة. هذا عبء ربما لا يقوى عليه الرجال إلا بصعوبة، يسعدني الطموح، ويسعدني الاجتهاد، بل وأفخر بكل مَن ينفق عمره في الخير، سواء في عمل أو دراسة، أو نصح للناس، ولكن يحزنني جدًّا جدًّا التكالب على الدنيا، لماذا تحمِّلين نفسكِ فوق طاقتكِ؟ هل ستعيشين أكثر من عمركِ؟ هل ستحصدين أكثر من رزقكِ؟ هل باجتهادكِ ستصلين لمكانة لم يقدرها الله لكِ في علم الغيب عنده؟ بالتأكيد لا، إذًا يجب ألَّا تُحمِّلي نفسكِ فوق طاقتها، عليكِ فقط ترتيب أولويات حياتكِ، أعطي وقتكِ الأكثر لِما له أولوية في حياتكِ، سواء كان العمل أو الدراسة. لا تتحايلي على الرزق، فقط عليكِ السعي بالقدر الذي لا يقتل شغفكِ بالحياة، وقدرتكِ على المواصلة، فما عليكِ الآن هو أن تفاضلي بين العمل والدراسة، وتركزي في أحدهما فقط بحسب حاجتكِ. في نفسي أتمنى أن تكملي دراستكِ، فناقشي الحال مع أهلكِ، إن كانوا يستطيعون الإنفاق عليكِ، حتى تنتهي من الدراسة، فنعم بها، اتركي العمل ستخف الأعباء من عقلكِ، وستستطيعين المواصلة في الدراسة بصدرٍ منشرحٍ بإذن الله، خاصة أنها ستوفر لكِ عملًا أفضل بعد سنوات محدودة بإذن الله. ممكن توسيع الدائرة وإشراك أعمامكِ أو أخوالكِ أو حتى الجمعيات الخيرية، ليساعدوا في الإنفاق عليكِ حتى الانتهاء. إن لم تتمكني من ذلك، فاكتفي بالعمل إن لم يكن هناك مصدر رزق آخر، وفي النهاية لن يفوتكِ شيء من رزقكِ، سواء وظيفة أو شهادة. أما الحياة بهذا التشتت، فلن تنتج إلا فشلًا في الاتجاهين، بالإضافة للمرض النفسي الذي يصيب الإنسان لإحساسه بالتقصير، أو عدم الانسجام. هناك اقتراح ربما يكون صعبًا، ولكن أنتِ من تقررين وهو: أن تحوِّلي من كلية الصيدلة لكلية نظرية مثل التربية مثلًا، سيكون الأمر أقل جهدًا عليكِ، وبإذن الله مجال التربية واسع للعمل ربما يقارب الصيدلة. أما بالنسبة للصحبة المزعجة، فتجنَّبي الذين يزعجونكِ، أو ينالون من قلبكِ قدر المستطاع، وسلي الله أن يرزقكِ صحبةً صالحة تقر بها عينكِ، وتأنس بها روحكِ، والنوم الكثير ما هو إلا هروب من هذا الواقع الشاحب الذي لا يناسب عمركِ. آخر نصيحة وفيها الشفاء بإذن الله هي: استعيني بالذكر والقرآن، فهما أهم علاج لهذا القلب المثقل، وإن جاءكِ خاطب مناسب فوافقي فورًا. لا تتعجبي، فالسير مع الفطرة التي خلقنا الله عليها هو أول طريق الاطمئنان النفسي. وفقكِ الله للخير، وشرح صدركِ، وأزال همَّكِ، وأحسن إليكِ، وأرضاكِ بما يرضيه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |