|
|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
سلسلة أحاديث رمضان حديث: يا رسول الله، تخلفني في النساء والصبيان؟
سلسلة أحاديث رمضان حديث: يا رسول الله، تخلفني في النساء والصبيان؟ عصام الدين بن إبراهيم النقيلي عن سعد بن أبي وقاص قال: خَلَّفَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ في غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، تُخَلِّفُنِي في النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ فَقالَ: أَما تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَى؟ غيرَ أنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي[1]. الشرح: علِيُّ بنُ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه الخَليفةُ الرَّابعُ للمُسلِمينَ، وأحَدُ العَشَرةِ المُبشَّرينَ بالجَنَّةِ، وابنُ عمِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وزَوجُ ابنَتِه فاطمةَ رضي الله عنها، وأبو الحَسَنِ والحُسَينِ رضي الله عنهما، سِبطَيْ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وفي هذا الحَديثِ ذِكرُ فَضيلةٍ مِن فَضائلِ عليٍّ رَضيَ اللهُ عنه؛ حيث قال له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أمَا تَرْضى أنْ تَكونَ منِّي بمَنزِلةِ هارونَ مِن مُوسى؟»؛ أي: نازلًا منِّي مَنزلةَ هارونَ مِن موسى، وذلك أنَّ مُوسى عليه السَّلامُ قال لأخيهِ حينَ أرادَ الخُروجَ إلى الطُّورِ: اخلُفْني في قَوْمي، كما قال تعالَى: ﴿ وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ﴾ [الأعراف: 142]، أي: بَني إسْرائيلَ، وسَببُ قَولِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم هذا القولَ لعَلِيٍّ: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم حينَ خَرَج إلى تَبوكَ في السَّنةِ التَّاسِعةِ منَ الهِجرةِ لم يَستَصحِبْه؛ لأنَّه كان مَريضًا، وفي رِوايةِ مُسلمٍ: «فقال علِيٌّ: تُخلِّفُني في النِّساءِ والصِّبيانِ؟»، كأنَّه استَنقَصَ تَرْكَه وَراءَه، فقال له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم هذا القولَ. وزادَ في رِوايةِ مُسلمٍ أيضًا: «غيرَ أنَّه لا نَبيَّ بَعْدي»، لَمَّا شبَّهَه في تَخْليفِه إيَّاه بهارونَ حينَ خلَّفه مُوسى، خاف أنْ يَتأوَّلَ مُتأوِّلٌ فيَدَّعيَ النُّبوَّةَ لعلِيٍّ، كما خَلَف هارونُ نُبوَّةَ مُوسى عليهما السَّلامُ؛ لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خاتَمُ النَّبيِّينَ. وصحيح القول: أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين والأنصار، ولم يبقَ إلَّا عليٌّ رضي الله عنه، فآخى الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه معه، فهو أخوه بتك الحالة، لذلك قال: أَما تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَى. وفي الحديث: بيان واضح على خلافة عليٍّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي قدره الله تعالى له. وفيه: عظيم مقام عليٍّ رضي الله عنه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو قال قائل: إنه لا يكون بعد أبي بكر في الفضل إلا عليٌّ، لصدَق، وهذا محل نزاع بين أهل العلم، واجتمعوا على مراتبهم - أي الخلفاء - بمراتب خلافتهم، والصحيح أنَّه لا يعرف مقام تفاضُلهم إلَّا الله تعالى وحده، وأنَّهم كلُّهم على الخير، وكلٌّ وعد الله الحسنى، ولكلٍّ منهم مَنقبةٌ عظيمة. [1] أخرجه البخاري في صحيحه 3706، ومسلم 2404.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |