النفس في القرآن الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 509 - عددالزوار : 39305 )           »          روضة الأنوار في سيرة النبي المختار كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          كتاب(الفتنة وموقف المسلم منها) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          جبر الخواطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          من أعلام الدعاة المجاهدين: الشيخ العربي بلقاسم التبسي الجزائري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          صيحات من النذير العريان لإنقاذ سفينة التعليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ما أثمن الكتابة رغم كونها مكابدة مخاض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الصحبة الصالحة سبيل السعادة والنجاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          حقوق كبار السن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          وسائل الرسول صلى الله عليه وسلم في التعليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-10-2024, 08:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 141,828
الدولة : Egypt
افتراضي النفس في القرآن الكريم

النفس في القرآن الكريم


أ.د. محمد أمحزون




النَّفْس -جمعها أنفُس- هي ذات الإنسان المسؤولة عن أفعاله واهتماماته وطبيعة شخصيته، وتسيطر على حركاته وسكناته، وهي القوة العاقلة المدركة فيه.
ولذلك كان من أهمّ وظائف النفس البشرية: الإدراك العقلي، وهو الذي يجعل الإنسان يُدْرِك الأمور المعنوية، ويفهم القضايا الجوهرية في الحياة؛ مثل قِيَم: العدل، والحق، والخير، والمساواة، والشورى، والأخلاق: كالعفَّة، والنزاهة، والوفاء، والحكمة... إلخ.
ولقد جاءت النفس في القرآن الكريم على أوْجُه ومعاني كثيرة، لا يتَّسع المقام لذِكْرها في هذا المقال.
ولتكْمُل النفس البشرية، وتتحقّق طمأنينتها وسعادتها، وليكون الإنسان فاضلًا؛ لا بد أن تسيطر قواه العقلية والروحية على قواه وغرائزه الحيوانية، فيكون العقل -بعلومه الصحيحة- هو الحاكم في مملكة الإدراك، وليس الهوى والشهوة والشبهة.
ويساعد على ذلك: تعلُّم العلوم الصحيحة التي مصدرها الوحي، وتعلُّم الاعتقادات الحقَّة من مشكاة الأنبياء. ويُعين على ذلك: رياضة النفس وتهذيبها وتزكيتها، فيسمو الإنسان ويصل إلى مستوى الحياة الطيبة في الدنيا، وإلى السعادة الحقيقية في الآخرة.
إن الله -جلَّت عظمته- هو الذي خلق «النفس»، وهو -سبحانه- الأعلم بالنفوس، وهو الذي بيَّن للنفس طريق الهداية وطريق الضلال؛ لأجل ذلك ينبغي الرجوع إلى الوحي لمعرفة كيفية التعامل مع النفس البشرية، وكيفية توجيهها، وعلاجها من الأمراض، أو تربيتها وتزكيتها، والسعي في خلاصها ونجاتها في الآخرة من العذاب وفوزها بالجنة.
ولمَّا كانت وظيفة الإنسان في هذه الحياة الدنيا هي حمل «الأمانة» التي أشفقت منها السموات والأرض والجبال، وهي التكليف، وكانت الغاية الكبرى من وجود الإنسان على سطح هذا الكوكب هي «العبادة»؛ فإن الله -تقدست أسماؤه- قد خلق الإنسان في أحسن تقويم، ومنَحه وسائل الإدراك والأجهزة التي تُعينه على حمل أعباء الخلافة وعمارة الأرض وفق المنهاج الرباني المنزَّل من السماء لحركة الحياة، ولم يُكلِّفه إلا ما يطيق؛ {لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 233].
ولأجل ذلك، فإن النفس البشرية مسؤولة أمام الله تعالى؛ {وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 93]. وهي حُرّة في اختيار الطريق الذي تريده؛ إما طريق الهدى أو طريق الضلال؛ {وَقُلِ الْـحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29].
وبعد تقرير حرية النفس الإنسانية في مشيئة الهدى والضلال؛ يأتي التنبيه على مسؤوليتها عن هذه الحرية يوم الحساب؛ فهي حرة في الدنيا، ولكنها مسؤولة عن اختيارها أمام الله تعالى؛ {مَنْ عَمِلَ صَالِـحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} [فصلت: 46].
وهي بذلك الاختيار ستجد جزاءها يوم القيامة؛ قال الله تعالى: {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [غافر: 17]، وقال تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا} [آل عمران: 30].
ولقد أبرز القرآن العظيم صفات النفس الإنسانية في عددٍ كثير من الآيات القرآنية؛ ومن أهم هذه الصفات ما يلي:
- إن النفس تَعرف الخير والشر؛ لأنها تُميِّز بينهما؛ إذ منحها الله تعالى القدرة على معرفة التقوى، ومعرفة الفجور؛ قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا 7 فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا 8 قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا 9 وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس: 7 - 10].
- إن النفس هي التي توسوس لصاحبها، وتُحدِّثه بالخير والشر، وهذه الوساوس لا يُحاسَب الإنسان عليها ما لم يقلها أو يفعلها؛ قال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16].
- إنها تَظلم ذاتها وتَظلم غيرها؛ قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَـمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [يونس: 54] ، وقال تعالى: {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا} [طه: ١١١].
- إنها تأمر بالسوء؛ لأن النفس تميل بطبعها إلى الشر أكثر من ميلها إلى الخير؛ قال تعالى على لسان امرأة العزيز: {إنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} [يوسف: 53].
ومن اللافت للنظر أن النفس البشرية تعاني من أمراض متنوِّعة، جُلُّها يتعلق بالناحية المعنوية والأخلاقية، وهي في مُجملها تؤذي الناس في الدنيا، وتؤول بهم إلى الخسارة في الآخرة. ولذلك تحتاج إلى علاج، وعلاجها في اتّباع أوامر الشرع التي تضمَّنها الكتاب والسُّنة، وتجنُّب المحرمات.
وعلى العموم، فإن الذي يتبّع تعاليم الإسلام وشرائعه وأحكامه، سوف يرى بأنها تُولي اهتمامًا خاصًّا لمعرفة النفس، وتدعو إلى تربيتها وتزكيتها، وتهذيب طباعها، وتقويم ما فيها من اعوجاج، وذلك لكَبْح جماحها عن الشر انتهاءً واستسلامًا، ودفعها إلى الخير امتثالاً واستجابةً.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.98 كيلو بايت... تم توفير 1.62 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]