|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
كتاب قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام
كتاب قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام لمحمود محمد شاكر صفية الشقيفي مقدمة الأستاذ محمود محمد شاكر قال أبو فهر محمود بن محمد شاكر بن أحمد الحسيني (ت: 1418هـ) :( بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله مالك الملك لا شريك له. هو الواحد القهار. وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله وصفوته من خلقه، أنزل عليه القرآن العظيم كلام الله ليقرأه على الناس على مُكْثٍ، فأدى الأمانة، وبلغنا رسالة ربه، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا، وصلى الله على أبوينا إبراهيم وإسماعيل وعلى سائر الأنبياء صلاة طيبة. وبعدُ: كان مفروضًا، أو هكذا سولت لي نفسي، أن أرتجل كلمة أجعلها مدخلاً إلى ماس وف أحدثكم عنه، ولكن لما دنا موعد هذا اللقاء خفت وجزعت، فآثرت أن لا أورط نفسي في أسبوع واحد مرتين، وحسبي ما ورطني فيه أخي وصديقي أبو فهد، الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، منذ أيام قلائل كما يعلم بعضكم، غفر الله لي وله. فأنا أجد حرجًا شديد الشراسة قابضًا على أكظامي، يأخذني أخذًا عنيفًا إذا ما قدر علي أن أقف في جمع من الناس مرتجلاً للكلام. فهذه ليست صناعتي، لم آلفها ولم أمارسها قط، صناعتي هي حمل القلم بين أناملي في خلوة بعيدة عن الناس، في كنف السكينة والاطمئنان، حيث لا يشغلني عما أريده خوف ولا تردد، ولا عين تحملق في وجهي، ولا أذن تصغى تنازعني لساني، وحيث لا يبلبلني صوت نفسي وأنا أسمع كلاما قد فصم عني، ثم لا أملك رده أو تغييره إن أخطأت أو جرت أو تهاويت في زلل، فإن هذه البلبلة بين البسط والقبض، خليقة أن تتركني كالمخنوق لا يجد مساغًا للتنفس. نعم، فأنا لا أجد حريتي إلا مع القلم، فهو وحده الذي يستطيع أن يتحدث عن نفسي مبينًا عنها، غير متردد ولا خائف ولا متهيب ولا متلجلج. ألفت هذه الحرية وأحببتها، حتى بطل عمل لساني وشفتي أو كاد، وصار القلم وحده هو لساني الذي أتحدث به إلى جموع [قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام: 5] الناس. هذا عذري، فإن قبلتموه فهي منة لكم علي، وإن كرهتموه فلم تقبلوه، فأنا على كل حال لا أستطيع أن أفارق حريتي، لأقع في أسر من لا يرحمني. ولستم به إن شاء الله. وأظن أن أكثركم قرأ أو سمع أني سألقي سلسلة محاضرات. تحمل أسلوبًا جديدًا في الدراسات الأدبية كما جاء في إعلان الجامعة، وهذا تعبير مألوف متعارف عليه في جميع الجامعات، ولكني كعادتي، أخاف الأوهام التي تنشئها مفردات اللغة في أذهان القارئين والسامعين، فرأيته واجبًا علي أن أزيل وهما كبيرًا تحمله هذه الكلمات. فأنا بلا شك عندي، لست محاضرًا، لأني لم أعالج المحاضرة قط في حياتي، بل يحسن أن أقول لكم: إني لم أستمع إلى محاضرات إلا في صدر حياتي، حين كنت طالبًا في الجامعة، وحين كنت شابًا صغيرًا أتابع بعض ما كان في المحاضرات في زماني الأول البعيد، ثم بدا لي، وأنا في شرخ الشباب، أن أعتزل الحياة العامة بعض الاعتزال، فلم أسمع في خلال هذه العزلة سوى محاضرات قليلة جدًا، كنت أسمعها أحيانًا غارقًا في الدهشة من قدرة المحاضر المرتجل على التدفق في حديثه، كأنه يقرأ من كتاب. كيف يتم له هذا؟ لا أدري. وكنت أتمنى بيني وبين نفسي أن أكون كمثله، ولكن العجز كان يقف دائمًا حائلاً بيني وبين ما أتمنى. كنت أقول لنفسي أحيانًا: هذا المحاضر بلا شك، قد أوتي قدرًا كبيرًا جدًا من شيء حرمته، وهو شجاعة النظرة، وإلا فكيف يلقي هذا الجمع الكبير من الناس وعيناه في عيونهم؟ مئات العيون تنظر في عينيه، كيف يتلقى هذه السهام النوافذ بلا رهبة؟ مئات العيون تحيط به وتجشه وتقلبه وتروزه، تأخذه وترفعه وتضعه، وتنشره وتطويه، وتتداوله بالمس الرفيق والمس الخشن، كأنه ثوب عند بزاز تقلبه أيدي المشترين. كيف يطيق هذا؟ كيف يصبر له؟ لا أدري. وأنا الآن بينكم قد وقعت في مثل هذه التجربة المخوفة، ولا أدري كيف أجد عواقبها في نفسي، بعد أن أنزل عن هذا المنبر، ثم أفارقكم إلى الفندق، ثم أخلو بعد ذلك في غرفتي أتأمل ما كان مني ومنكم كيف كان. تجربة جديدة، أرجو أن أجد [قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام: 6] لها لذة كل جديد، إن صدق الحطيئة في قوله: لكل جديد لذة، غير أنني ...... وجدت جديد الموت غير لذيذ وقد صدق في الثانية بلا ريب، فهل هو صادق في الأولى حيث جعلها عامة مستغرقة لكل شيء؟ لا أدري الآن. والله أستعين على ما كتب علي، وأسأله اللطف في قضائه وقدره. بيد أن الأساتذة الكبا رمن المحاضرين المتمكنين، قادرون على معونتي، وعلى التخفيف عني، بإرشادي إلى حقيقة هذه التجربة، وهم الآن جلوس معنا يسمعون ما أقول، فعسى أن يتكرموا على متطفل وابن سبيل، يسألهم ما لا يرزأهم شيئًا، إلا أن يأخذوا بيده ليخرجوه من ورطته وحيرته ومخاوفه، وهذا قليل من كثير فضلهم على كل طالب علم مسترشد.هذا والمحاضر محتاج، فيما أظن إلى قدر كبير جدًا من التنبه الخاطف المتتابع، فإنه يلقي جمعًا كبيرًا من الناس تختلف أسماعهم في تلقي ما يسمعون، ويختلف قدر اهتمامهم بما يسمعون، فينبغي أن يكون قادرًا على إدراك ذلك، لا بهذه المعرفة وحدها، بل بدقة ملاحظة وجوه الناس وحركاتهم في مجالسهم، فيسرع ابتداءً إلى إخراجهم من مما ينتابهم من الاعتراض عليه أو الضيق بحديثه، بمهارة فائقة، حتى يفرغ من محاضرته وقد أرضى جميعهم، وشغلهم عن حديث أنفسهم بحديثه. وليس هذا مكان تفصيل معنى «المحاضرة» وواجب المحاضر، ولكني أشير إليه لأعلمكم أني من كل هذه المواهب فقير معدم وأما «الدراسة الأدبية»، فأنا في الحقيقة غير قادر الآن لضيق الوقت على أن أفصل لكم رأيي فيها، وفي الاختلاف الذي أراه بين الدراسة الأدبية المحضة التي يتولاها أساتذة الجامعة في دروسهم وكتبهم، وبين شيء آخر لا يقوم إلا على مقدمة صحيحة من «الدراسة الأدبية المحضة». ولكنه يخالفها في النتيجة وفي الأسلوب، وهي كتابة الكاتب الذي يتناول نفس ما تتناوله الدراسة الأدبية المحضة، ولكنه يصوغها صياغة كاتب لا صياغة أستاذ دارس. فأنا في الحقيقة [قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام: 7] أول الرجلين، لأن صناعتي هي الكتابة لا غير، ولأني لا أحب أن أكون مرة أخرى متطفلاً على الأساتذة الدارسين، مقحمًا نفسي بينهم. ومع ذلك، فأنا أرجو أن أوضح لكم الأمر بعض التوضيح، فأنا حين أتناول ما يتناوله الأستاذ الجامعي الدارس، أبدأ القراءة دارسًا متفرغًا للدرس على «منهج» بينته منذ إحدى عشرة سنة في بعض ما كتبت، حيث قلت: «لفظ: المنهج، يحتاج مني هنا إلى بعض الإبانة، وإن كنت لا أريد به الآن ما اصطلح عليه المتكلمون في مثل هذا الشأن، بل أريد «ما قبل المنهج» أي الأساس الذي لا يقوم المنهج إلا عليه. فهذا الذي سميته هنا «منهجًا» ينقسم إلى شطرين: شطر في تناول المادة، وشطر في معاجلة التطبيق. فشطر المادة يتطلب قبل كل شيء، جمعها من مظانها على وجه الاستيعاب المتيسر، ثم تصنيف هذا المجموع، ثم تمحيص مفرداته تمحيصًا دقيقًا، وذلك بتحليل أجزائها بدقة متناهية، وبمهارة وحذق، حتى يتيسر للدارس أن يرى ما هو زيف جليًا واضحًا، وما هو صحيح مستبينًا ظاهرًا، بلا غفلة وبلا هوى وبلا تسرع». «أما شطر التطبيق، فيقتضي إعادة تركيب المادة بعد نفي زيفها وتمحيص جيدها، باستيعاب أيضًا لكل احتمال للخطأ أو الهوى أو التسرع. ثم على الدارس أن يتحرى لكل حقيقة من الحقائق موضعًا هو حق موضعها، لأن أخفى إساءة في وضع إحدى الحقائق في غير موضعها، خليق أن يشوه عمود الصورة تشويهًا بالغ القبح والشناعة». هذا ما قلت قديمًا، وأنا بلا شك ملتزم به في القراءة قبل الكتابة، ولكن الفرق بين ما أكتبه بعدئذ، وبين ما يكتبه الأستاذ الدارس، هو أنه بأستاذيته يلزم نفسه بإثبات كل ما وقف عليه مردودًا إلى مرجعه = أما أنا فعبد لصناعتي. وهي الكتابة، أتخير من مادة الدراسة الصحيحة ما أريد، وأفرق ما كان حقه [قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام: 8] عند الدارس أن يجتمع، وأتنقل من الخواطر من معنى إلى معنى، ولا أكاد أرد إلى المراجع إلا ما لا بد من رده، وأقف على أشياء يتجاوزها الدارس فأطيل الوقوف، وفروق أخرى كثيرة جدًا، أخشى أن أتمادى بها وتتمادى بي، حتى أضيع وقتي ووقتكم، ولكنها على كل حال ظاهرة فيما كتبت قديمًا وحديثًا، ولكني رأيت أكثر أصحابنا قد غفل عنها. وإذن، فينبغي أن أبرئ ذمتي فأقول لكم: إني لست محاضرًا، ولست أستاذًا جامعيًا دارسًا، ولكني حين تورطت في هذا الأمر أصررت على أن أبقى كاتبًا، محاولاً بعض المحاولة أن أتشبه بالمحاضرين فيما أكتب على جهل مني بالمحاضرة، ومحاولاً أيضًا أن أتشبه بالأساتذة الدارسين، مع أني مشارك لهم في الأصل، وهو الدراسة التي أمارسها بصرامة كما يمارسونها، ولذلك فسيبقى ما تسمعونه مني كتابة أولاً، ثم محاضرة على إشفاق من الإخفاق في التجربة، ثم دراسة أدبية مقاربة، أخشى أن يتلقاها الأساتذة الكبار الحاضرون اليوم معنا، على مضض بشيء من الامتعاض، ولكني أرجو أن لا يجدوا ذلك في أنفسهم لأني أشاركهم مشاركة تامة في أصول الدراسة، وفي الالتزام بمنهج ارتضيته، لا يضرهم أن يخالف مناهجهم بعض المخالفة. ومع ذلك، فكن ينبغي أن لا أشك في قدرتهم على التغاضي عن هذه المخالفة التي ارتكبتها، لأنهم أرحب الناس صدورًا، وأعظمهم تسامحًا، وقد غمروني جميعًا بمودة لا أنساها، وبحسن لقاء وتفقد، لا يدع أحدهما للشك في النفس موضعًا). [قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام: 5-9] قضايا الشعر الجاهلي التي تناولها الكتاب قال أبو فهر محمود بن محمد شاكر بن أحمد الحسيني (ت: 1418هـ) حين دعيت إلى هذه الجامعة، بدا لي أن أجعل أحاديثي عن شعر الأعشى الكبير، ميمون بن قيس، فلما مضيت في دراسة شعره، تبين لي أن أبدأ بحديث عن الشعر الجاهلي، لأن رأيي فيه لا ينفصل البتة عن رأيي في شعر الأعشى... أجده أمرًا لا بد منه أن أتحدث حديثًا موجزًا عن الشعر الجاهلي عامة، قبل أن أبدأ حديثي عن شعر الأعشى الكبير، ميمون بن قيس، وشعره الذي وصل إلينا في ديوان مجموع، هو من رواية أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب، مولى [قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام: 9] بني شيبان، وهو الإمام الذي انتهت إليه إمامة أهل الكوفة، ولد سنة مئتين، وتوفي ببغداد ليلة السبت لعشر خلون من جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومئتين. وبعض هذه الحديث عن الشعر الجاهلي لا بد منه، لأنه لا ينفصل البتة عن رأيي في شعر الأعشى، وفيما وصل إلينا منه، ولا عن رأيي فيما قاله بعض علمائنا الأقدمين في بعض قصائده التي انتهت إلينا أنها مصنوعة، ولا عن رأيي فيما ادعاه بعض المحدثين من الحكم على كثير من شعره، أو على أكثر شعره، أنه موضوع منحول. وعندي أن أكبر القضايا التي يثيرها أمر >الشعر الجاهلي< ثلاث قضايا: القضية الأولى: قضية عمر الشعر الجاهلي الذي وقع إلينا، وهي قضية متفرعة عن أولية الشعر نفسه في لسان العرب. والقضية الثانية: قضية شعراء الجاهلية المعروفين، وما انتهى إلينا من أشعارهم، ومقدار هذا الشعر. والقضية الثالثة: قضية وضع الشعر ونحله شعراء الجاهلية، أهي صحيحة أم باطلة؟ فإن صحت، فأين هذا المنحول فيما وصلنا عن العلماء الرواة من أشعارهم؟ وهذه القضايا الثلاث متداخلة متشابكة، ومن صواب الرأي أن يحاول المرء أن يوضح مواضع الفصل بين كل قضية وقضية. لأن هذا الفصل بين متداخلاتها خليق أن يضيء الطريق للباحث، ويعينه على تصور قضية الشعر الجاهلي كله تصورًا صحيحًا أو قريبًا من الصحيح، وسأحاول أن أفعل ذلك، مستعينًا بالله، وباذلاً غاية جهدي اليوم، بعد زمان طويل مضى على محنتي محنة شديدة قاسية بأمر الشعر الجاهلي في أول عمري، وما وقعت يومئذ فيه من الاضطراب حتى استقر قراري على صحة ما انتهيت إليه من الثقة بصحة هذا الشعر ثقة لا تتزعزع، فرميت كل ما كان يومئذ دبر أذني، وانطلقت أدرس الشعر نفسه، وبلذة أجدها في دراسته. غير مبال بكل ما كان من [قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام: 10] اضطرابي حتى انتهيت إلى الاستقرار والاطمئنان إلى صحة هذا الشعر. فالآن بعد هذا الزمان المتباعد. أحاول أن ألم شعث ما انتشر وضاع ونسى من أسباب ثقتي بهذا الشعر) [قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام: 9-11] يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |