ماذا أفعل بعد فسخ الخطبة ؟

[ابوالوليد المسلم]

ماذا أفعل بعد فسخ الخطبة ؟


أ. لولوة السجا


السؤال

♦ ملخص السؤال:
فتاة كانت مخطوبة وفسخت خطبتها بسبب إهمال خطيبها لها، وعدم تقديره لمشاعرها، وشعورها بأنه سيكون روتينيًّا، وأن الزواج لديه سُنة الحياة ولا بد منه فقط، هذا ما يَعرفه عن الزواج، لكنها تشعُر بالألم، وتريد نصائحَ لتخطِّي هذه المرحلة.

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 27 عامًا، أعمل مُعلمةً، عُقِدَ عقْدُ زواجي على شابٍّ أكبر مني بـ 5 سنوات، معه دبلوم ومُوظف حكومي، وأنا جامعية.


كان خطيبي طيبَ القلب، حساسًا، كتومًا، عنيدًا، متحرِّرًا، يُحب التباهي، وأنا حسَّاسة لأبعد الحدود، عاطفية، عنيدة، عصبيَّة، لا أحب التباهي!


طوال فترة خطوبتي وأنا غيرُ مرتاحة معه، وأحس ببُعدٍ تجاهه، فلم يكن يهتمُّ بي، وعلاقته بي سَطحية، وكنتُ أُعاني وأعذَّب مِن قلة اهتمامه بي، وهو لم يكنْ يشعر بهذا، ويرى كل شيء طبيعيًّا!


حاولتُ التقرُّب منه، والسؤالَ عنه، وكنتُ أحنُّ إليه وأهتمُّ به، وأُبادِر بخطوات ومحاولاتٍ لكي يتعلَّق كلٌّ منَّا بالآخر، لكنه كان قليلَ الاهتمام بي وباردًا معي.


تفكيرُه كان مَحدودًا، ويهتم بأشياء تافهةٍ، ويقضي نصف وقته في المواقع الاجتماعية بالنَّشْر لمَواضيع تافهة، بدل أن يقضيَ وقته معي.


أخبرتُه بمشاعري وحزني مما يَفعَلُ مِرارًا، لكنه لم يَتغيَّر، شعرتُ أنه يَرى الزواج شيئًا روتينيًّا وسُنة الحياة ولا بد منه، ولا يسعى لإنجاح الخطوبة، بل يُفَضِّل الهرَب عندما تواجهنا مشكلة.


سألتُه: ماذا تعني لك فترة الخطوبة؟ فقال: فترة الخطوبة مهمة فقط لاستكمال أثاث البيت!


تحملتُ وتحملتُ، ولم أستطعْ أكثر مِن ذلك، وقررتُ فسخَ الخطبة، وأخبَرتُ أهلي بقَراري، وبالفعل أَخبَر أهلي خطيبي وأهله بالقَرار، واتفقنا على فسخِ الخطوبة.


أعرف أنني اتَّخذتُ القرارَ الصحيح في فسخ الخطبة؛ لأنه لا يوجَد توافُقٌ فِكري وعقلي بيننا، وأعلم أنه بعد الزواج ستَزداد المشاكل بيننا أكثر، فكان فسخُ الخطبة أفضل مِن الطلاق بعد الزواج.


أشعر الآن بضيقٍ شديدٍ، وقهرٍ وألَمٍ في صدري، وأشعُر أنني لن أجتازَ هذه المحنة بسهولة، بل أعتقد أنني سأعيش حياتي وحيدةً.
كل ما أرجوه منكم أن تُساعدوني أن أتحسَّنَ، فأنا مُدَمَّرة نفسيًّا.


وجزاكم الله خيرًا على ما تُقدِّمون مِن نُصح

الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعدُ:
فما دمتِ قد قررتِ وانتهى الأمر، فالحمدُ لله على كل حالٍ، لعل الله يُخلف عليك خيرًا.


مِن الطبيعي أن يَتَمَلَّكك ذلك الشعورُ بالضيق بعد فسخ الخطوبة، ولعله شعور مُؤَقتٌ، وسيَزول مع الوقت بأمر الله.


الْزَمي الذِّكْر وتلاوة القرآن، واحرصي على أداء واجباتك الشرعية، واشغلي نفسك بالنافع المفيد، ولا تستسلمي للأفكار السلبية، واستمتعي بعلاقاتك بمَنْ حَولك مِن أهلٍ وصديقاتٍ وأقاربَ.


اهتمِّي بنفسك، وكأن شيئًا لَم يكنْ، وأكْثِري مِن الدعاء بأن يَشرحَ الله صدرَك ويَهديك لأحسن الأعمال والأخلاق.


اقرئي كثيرًا فيما يتعلق بتعزيز الثقة، وكيفية مُواجَهة المواقف المختلفة في الحياة، وتفاءلي بأن القادمَ أجمل؛ قال تعالى: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].