تفسير قوله تعالى: {من قتل نفسا بغير نفس} - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-03-2021, 11:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير قوله تعالى: {من قتل نفسا بغير نفس}

تفسير قوله تعالى: {من قتل نفسا بغير نفس}











قال تعالى: ﴿ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32].





قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

من جملة الآيات التي فيها بيان تعظيم حُرمة المسلم قوله تعالى: ﴿ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32]، بيَّنَ الله في هذه الآية أن من قتَل نفسًا بغير نفسٍ أو فساد في الأرض، فكأنما قتَل الناس جميعًا؛ لأن حُرمة المسلمين واحدة، ومن انتهَكَ حرمة شخص من المسلمين، فكأنما انتَهَك حرمة جميع المسلمين، كما أن من كذَّب رسولًا واحدًا من الرسل، فكأنما كذَّب جميع الرسل؛ ولهذا اقرأ قوله تعالى: ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الشعراء: 105]، مع أنهم لم يكذِّبوا إلا واحدًا؛ فإنه لم يُبعَثْ رسولٌ قبل نوح، وما بعد نوح لم يُدرِكْه قومُه، لكن من كذَّب رسولًا واحدًا فكأنما كذَّب جميع الرسل، ومن قتَل نفسًا محرَّمة، فكأنما قتل الناس جميعًا؛ لأن حرمة المسلمين واحدة.



ومن أَحْياها؛ أي: سعى في إحيائها وإنقاذها من هلَكة، فكأنما أَحْيا الناس جميعًا.



وإحياؤها وإنقاذها من الهلكة تارة يكوم من هلكة لا قِبَلَ للإنسان بها، فتكون من الله، مثل أن يشبَّ حريق في بيت رجل، فتحاول إنقاذه، فهذا إحياء للنفس.




وأما القسم الثاني، فهو ما للإنسان فيه قِبَلٌ، مثل أن يحاول رجل العُدْوانَ على شخص ليقتُلَه، فتحُول بينه وبينه وتحميه من القتل، فأنت الآن أحييتَ نفسًا. ومن فعل ذلك فكأنما أحيا الناس جميعًا؛ لأن إحياء شخص مسلم كإحياء جميع الناس.




وقوله عزَّ وجلَّ: ﴿ بِغَيْرِ نَفْسٍ ﴾ يستفاد منه أن من قتَل نفسًا بنفس فهو معذور ولا حرج عليه؛ قال الله تعالى: ﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ﴾ [المائدة: 45]، فإذا قتل نفسًا بحقٍّ؛ أي: بنفس أخرى، فلا لوم عليه ولا إثم، ويرث القاتلُ من المقتول إذا قتَلَه بحق، ولا يرث القاتلُ من المقتول إذا قتله بغير حق.



ولنضرب لهذا مثلًا بثلاثة إخوة قتل الكبير منهم الصغير عمدًا، فالذي يرث الصغيرَ أخوه الأوسط، وأخوه الكبير لا يرثه؛ لأنه قتله بغير حق، ثم طالَبَ الأوسطُ بدم أخيه الصغير، فقتَل أخاه الكبير قِصاصًا، فهل يرث الأوسطُ من أخيه الكبير وهو قاتلُه؟ نعم يرث؛ لأنه قتَلَه بحق، والكبيرُ الذي قتل الصغيرَ لا يرث؛ لأنه قتله بغير حق.



فالقتل بحق لا لوم فيه وليس له أثر؛ لأنه قصاص، والله تعالى يقول: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 179].




وقوله عزَّ وجلَّ: ﴿ أَوْ فَسَادٍ ﴾، والفساد في الأرض ليس معناه أن يسلِّط الإنسان الحفار فيهدم بيتًا ولو كان ذلك بغير حق، فهذا وإن كان فسادًا، لكن لا يَحِلُّ به دمُ مسلم، والفسادُ في الأرض إنما يكون بنشر الأفكار السيئة، أو العقائد الخبيثة، أو قطع الطريق، أو ترويج المخدرات أو ما أشبه ذلك، هذا هو الفساد في الأرض، فمن أفسَدَ في الأرض على هذا الوجه فدمُه هَدَرٌ حلال، يُقتَل لأنه ساعٍ في الأرض بالفساد؛ بل إن الله تعالى قال في نفس السورة: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ﴾ [المائدة: 33]، على حسب جريمتهم، إن كانت كبيرة فبالقتل، وإن كانت دونها فبالصَّلْب، وإن كانت دونها فبقطعِ أيديهِم وأرجُلِهم من خلافٍ تُقطَع اليد اليمنى والرِّجْلُ اليسرى، وإن كان دون ذلك فبأنْ يُنفَوْا من الأرض، إما بالحبس مدى الحياة، كما قال بذلك بعض أهل العلم، وإما بالطرد عن المدن، كما قاله آخرون، لكن إذا كان لا يندفع شرُّهم بطردهم من المدن حُبِسوا إلى الموت.



فالحاصل: أن من قتل نفسًا لإفسادها في الأرض، فلا لوم عليه؛ بل إن قتل النفس التي تسعى للإفساد في الأرض واجبٌ، وقتل النفس بالنفس مباح إلا على رأي الإمام مالك رحمه الله وشيخ الإسلام ابن تيمية، فإنَّ قتل الغِيلةِ واجبٌ فيه القِصاصُ، يعني من غافَلَ شخصًا فقتَلَه فإنه يُقتَل حتى ولو عفا أولياء المقتول؛ لأن الغِيلة شرٌّ وفساد، لا يمكن التخلص منها.



مثلًا يجيء إنسان لشخص أثناء نومه فيقتُله، فهذا يُقتَل على كل حال، حتى ولو قال أولياء المقتول: عفَوْنا عنه ولا نبغي شيئًا، هذا رأي الإمام مالك وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وهو القول الحق، أنه إذا قُتل إنسان غيلةً فلا بد من قتلِ القاتل، ولا خيار لأولياء المقتول في ذلك.



فالحاصل أن الله بيَّن في هذه الآية أن قتل نفسٍ واحدة بغير نفس أو فساد في الأرض كقتل جميع الناس، وإحياءَ نفس واحدة كإحياء جميع الناس، وهذا يدلُّ على عِظَمِ القتل، ولو أن إنسانًا أحصى كم قُتل من بني آدم بغير حقٍّ لم يَقدِرْ، ومع ذلك فكل نفس تُقتَل فعلى ابن آدم الأولِ الذي قتَل أخاه كِفلٌ منها، وعليه من إثمه نصيب.



وابن آدم الذي قتَل أخاه، قتَلَه حسدًا، حيث كان أول ما جاء آدم من الأبناء اثنين من بني آدم، وقد قرَّبا قربانًا، قربةً إلى الله، فتَقبَّلَ اللهُ من واحد ولم يَتقبَّلْ من الآخر، فقال الثاني الذي لم يُتقبَّلْ منه لأخيه: لأقتُلَنَّك؛ لماذا يَتقبَّل الله منك ولا يتقبل مني؟! حسَدَه على فضل الله تعالى عليه، فقال له: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]، يعني اتقِ الله ويقبل الله منك، لكن مَن توعَّدَ أخاه بالقتل فليس بمُتَّقٍ لله، وفي النهاية قتَلَه والعياذ بالله ﴿ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 30]، خَسِر - والعياذ بالله - بهذه الفَعلةِ الشنيعة التي أقدَمَ عليها.



ويقال: إنه بقي يحمل أخاه الذي قتَلَه أربعين يومًا على ظهره، ما يدري ماذا يفعل به؛ لأن القبور لم تُعرَفْ في ذلك لوقت، فبعَثَ الله غرابًا يبحث في الأرض، يعني بأظفاره؛ ليريه كيف يواري سوءةَ أخيه، وقيل: إن غرابين اقتَتَلا فقتَل أحدهما الآخر، فحفر أحدهما للثاني فدفنه، فاقتدى به هذا القاتلُ ودفن أخاه، وهذا من العجائب، أن تكون الغِربانُ هي التي علَّمتْ بني آدم الدفن.



فالحاصل: أن كل نفس تُقتَل بغير حقٍّ، فعلى القاتل الأول من إثمها نصيبٌ والعياذ بالله، وهكذا أيضًا من سنَّ القتل بعد أمن الناس وصار يغتال الناس وما أشبه ذلك، وتجرَّأَ الناسُ على هذا من أجل فعلِه، فإن عليه من الإثم نصيبًا؛ لأنه هو الذي كان سببًا في انتهاك هذا، ومن سَنَّ سنة سيئة فعليه وِزرُها ووِزرُ من عمل بها إلى يوم الدين.



نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من دعاة الخير وفاعليه، إنه جواد كريم.



المصدر: «شرح رياض الصالحين» (2/ 544 - 548).
منقول
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.25 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]