|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
رفض الزواج لرعاية الوالدة
رفض الزواج لرعاية الوالدة الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة صديقتُها ترفُض الزواج مِن أجل خدمة والدتها العاجزة، وتريد النصيحة لصديقتِها هل تكمل على ذلك أو لا؟! ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لي صديقةٌ ترفُض الزواج مِن أجل خدمة والدتها العاجزة، مع أنها تَقَدَّم لها خاطبون كثيرون، لكنها ترفُض، وترى أنَّ أمها أولى بالرعاية. المشكلة أنه لا يُشاركها أحدٌ مِن إخوتها الذكور أو الإناث، سواء في الخدمة أو النفَقة، وكثيرًا ما نصحتُها بأن تتزوَّج وتتمتَّع بحياتِها؛ لأنَّ رعايةَ أمها ليستْ مسؤوليتها وحدها، بل مسؤولية إخوتها أيضًا، إلا أنَّها ترفُض ذلك. فهل مِن حقها أن تَرفُض الزواج لأجل خدمة ورعاية أمها؟ وما نصيحتكم لها ولمثيلاتها؟ الجواب الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فأيتها الأخت الكريمة، جزاكِ الله خيرًا على اهتمامِكِ البالغ بصديقتك، وشكَرَ الله لتلك الفتاة برَّها بأمِّها، وما تقوم به مِن تضحيات كبيرة من أجلها. اعلمي أن الزواج سُنَّة الحياة الصحيحة، وناموس الحياة القويم، وهو أمر ضروريٌّ لكلا الجنسَين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حثَّ الشباب على الزواج في قوله: ((يا معشرَ الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فلْيَتَزَوَّج؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصَنُ للفَرْج، ومَن لم يستطِعْ فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء))؛ متفق عليه. وقد ذَكَرَ الأئمةُ أنَّ الزواج تعتريه الأحكام التكليفيَّة الخمسة: الوُجوب، والنَّدب، والحُرمة، والكراهة، والإباحة. فمَن يشعر برغبة جامحة، ويخشى على نفسه مِن الوقوع في الحرام؛ وَجَبَ عليه الزواج، وإن لم يَخشه نُدب له، وإن أوقَعَه الزواج في الحرام؛ كعدم القدرة على الوطء أو النفقة حرم عليه، وإن أداه لقَطع المستحبات كُره في حقِّه، وإلا أُبيح، والرجل والمرأة في كل ذلك سواء. والذي أنصح به تلك الفتاة ألا تستمرَّ في رفض فكرة الزواج، ولتقبَل مَن يتقدَّم لخطبتها ممن هو مَرضيُّ الدِّين والخلُق، وتَشترط عليه أن يسمح لها بالذهاب لخِدمة أمها، أو أن يقبل الإقامة مع أمها، أو أن تسكن قريبًا منها، وبهذا تجمع بين الزواج ورعاية أمِّها، وهذا بلا شك هو الأفضل والأكمل. وأيضًا فإن مسؤولية الأمِّ موزَّعة على جميع أبنائها، وليس عليها هي فقط، فالأبناء الذكور يمكنهم أن يُسهموا بالمال لتوفير خادمة لأمِّهم. والحاصل أن على الفتاة ألا تَترك فُرَص الزواج تمرُّ منها، وإنما تُحسن اختيار شاب صالح يُعينها على برِّ أمِّها، وإكرامها، والإحسان إليها، ولا يفرِّق بينهما، ولتتوكَّل على الله في هذا، ولتُكثِر مِن الدعاء أن يمنَّ الله عز وجل وأن يَرزقها بزوجٍ يساعدها على بر ورعاية أمها، لكن إن تعذَّر على تلك الفتاة الجمع بين الزواج ورعاية الأم، أو رفَضَ إخوانُها التعاون معها في رعايتها، وكانت في نفس الوقت غير تائقة للزَّواج، ولا تخشى الفتنة على نفسها، فلا حرج عليها في ترك الزواج. وفي الختام، أسأل الله أن يرزقها حُسن ثواب برِّها وعاطفتها النبيلة، وأن يقدِّر لها الخير حيث كان
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |