|
|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
من صفات المعلم: الصدق والأمانة
من الصفات العَقْلية والنَّفْسِيَّة للمُعَلِّم الصِّدق والأمانة د. طه فارس الصِّدق: مطابقة القولِ الضميرَ والمخبرَ عنه معاً[1]، أو أن يكون ما في الذِّهن مطابقاً لما في الخارج[2]، وهو من أعظم الأخلاق السلوكية التي دعا إليها الإسلامُ، سواء كان ذلك في الأقوال أو الأفعال أو النيَّات. والمعلِّمُ هو أولى النَّاس بهذا الخلق، ولذلك ينبغي عليه أن يكون صادقاً فيما يقولُهُ وفيما يدعو إليه؛ لأنَّ منزلتَهُ منزلةُ القُدْوة التي يُتأسى بها[3]. والطلابُ إن ألِفُوا من معلمهم الصِّدق في القول والفعل اتبعُوه واقتَدَوا به في أقواله وأفعاله، أما إن أحسُّوا بكذب معلِّمهم فيما يقول ويفعل، اهتزَّت صورته في أذهانهم، وشَعروا بعدم عزمه على تحقيق ما يقول، أو عدم إيمانه بما يقول، وأصبح هذا المعلم قدوة سيئة لمن اقتدى به من طلبته، فيتعلمون منه الرياء والنِّفاق، وأمَّا من ربَّاهُ أهلُه ومعلمُوه على الصدق، فإنهم يسقِطون هذا المعلَّم من اعتبارهم، فلا يتأثروا فيه بقولٍ ولا عمل[4]. الأمانة: وهي ضِدُّ الخيانة، ويدخل في مدلولها كلُّ ما افترضه الله تعالى على عباده، وهي من أعظم الأخلاق السلوكية التي أشفقت السماوات والأرَضين من حملها مع شدَّتها وعظيم خلقها، وحَمَلَها الإنسان مع ضعفه ورخاوة تركيبه، وكان بحملها ظالماً لنفسه، جاهلاً بحقيقة ما حمله[5]. والأمانة تقتضي من المعلِّم صيانةَ كلِّ ما ينبغي عليه صيانته من حقوق وواجبات وأشياء ماديَّة أو معنويَّة، سواء كانت تِجَاه اللهِ تعالى أم تِجَاه النَّاسِ الذين يتعامل معهم، من إدارة أو طلبة أو أولياء أمور. وأمانة المعلِّم تقتضي منه أن يعطيَ مهنتَه حقَّهَا، ويبذلَ قُصَارَى جهدِهِ في نفع الطُّلاب وإفادتهم، ولا يَدَّخِرُ في ذلك وِسْعاً. وأما أمانته تِجَاه إدارةِ المدرسة: فهي أن يلتزم بالشروط والعهود التي أُخِذَت عليه عند الاتفاق على العمل معهم، ملتَزِمَاً بساعات الدَّوام المحدَّدَة، باذلاً للنصيحة بما يعودُ على العمل بالنَّفع، ويرقى به إلى المستوى المنشُود، رَافِعَاً اسمَ المدرسة بجودة أدائِهِ وتميًُزِه وإبداعه، محافظاً على مقتنيات المدرسة والوسائل التعليمية التي يستعملها. وأما أمانتُه تِجَاه الطُّلاب: فهي أن يحرِص على نفعهم وتعليمهم، وينصحَ لهم، وينمِّيَ إبداعاتِهم، ويُزْكِيَ حُبَّ القراءة والمُطَالعةِ فيهم، ويُحِبُّ الخيرَ لهم، ويكون كالأَبِ الشفيق الرَّفيق بهم. وأما أمانتُه تِجَاه أولياءِ أمور الطلبة: فهي أن يتواصل معهم، ويُطْلِعَ أولياءَ الأمور على حقيقة مستوى أبنائِهم، ويعالجَ بعضَ الظَّواهرِ السلبيَّةِ التي قد تظهرُ من بعضِهم، وذلك بالتَّعاونِ مع أوليائِهم. [1] انظر: مفردات الراغب 1/571ـ573. [2] انظر: التعريفات للجرجاني ص 177. [3] وقد عطف الله تعالى على الأمر بتقواه الأمرَ بصحبة الصادقين والكينونة معهم، فقال: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119] [4] وكما قال الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم : « فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة»، أخرجه الترمذي 4/668برقم 2518 عن الحسن بن علي، وقال: هذا حديث حسن صحيح؛ والحاكم في مستدركه 4 /110. [5] قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له" أخرجه أحمد في مسنده 3 /135 عن أنس بن مالك، وهو صحيح، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/96 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط، وفيه أبو هلال: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره. ولما جاء أهل نجران قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ابعث إلينا رجلاً أميناً، فقال: « لأبعثن إليكم رجلاً أميناً حق أمين»، فاستشرف له الناس، فبعث أبا عبيدة بن الجراح. أخرجه البخاري 4 /1592برقم 4120، ومسلم 4 /1882 برقم 2420.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |