عين دامعة .. وكف صغيرة " قصة طفل يشبه السلف " - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 39 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 43 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-01-2023, 02:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي عين دامعة .. وكف صغيرة " قصة طفل يشبه السلف "

عين دامعة .. وكف صغيرة " قصة طفل يشبه السلف "
أحمد عبدالرازق عياد



بعد أن أدينا فرضَ جُمْعَتِنَا شاءت لنا نفوسُنا أن نتنسم شيئا من عبير سلفنا الصالحين، وأن نقبس من هديهم، ونُتْرِعَ كؤوسنا من حديثهم، فما كان إلا أن حملتنا أقدامُنا صوبَ الشيخ عليّ؛ ذاك رجل ستينيٌ وقور، ذو لحية بيضاء شع نورها، وثياب بيضاء مثلَ ريح المسك كان ريحُها، تبدو عليها أمارات العِتْقِ والقِدَم؛ إلا أنها نظيفة نظافةَ قلبه من الأحقاد، يذكرك مرآه برجالات السلف؛ تواضعًا وزهادًة، وتعبق مجالسه بذكر الصالحين؛ محبًة وسعادًة.

إذا أتيحت لك الفرصةُ فجالست الشيخ عليّ لا تملك إلا أن تقول: ذاك رجل فرغ من الدنيا، بل فرغت منه الدنيا، فلم يطلبها ولم تطلبه، فما لها وله!

تحلّقنا حول الشيخ عليّ، وقد أَنِسَ بنا كما أَنِسْنَا به على عادته في كرم الضيافة، فهو رجل يُقبل على أضيافه فيكرمهم بكل ما آتاه الله من ملكة؛ يكرمهم بابتسامته الصافية، وأذنه الواعية، ووجهه المشرق، وعينه التي تطلب المزيد من الحديث.

لكننا لم نأت ليسمعَنَا الشيخُ عليّ؛ بل لنسمع من الشيخ عليّ، وننهل من معينه الصافي، ولذا آثرنا الصمت ريثما يفتح هو للحديث بابا نُدْلِفُ منه إلى غايتنا من سويداء قلبه، فما مضى من الزمن غيرُ يسير حتى مدّ لنا بساطا أرجوانيا تبدو عليه آياتُ القِدَمِ هو الآخر؛ إذ كثيرا ما بُسِطَ وطُوِيَ كثرةَ الطُّرَّاقِ والجَائِينَ. وقدم لنا شيئا من الرطب، وقال لنا بلهجة الوالد الشفيق: «كلوا». فأكلنا ممتثلين أمره، وإلا كان مالا تحمد عقباه.

وبقيت فضلةٌ من تمر، فنادى ابنا له صغيرا يقال له: «أسعد»، وقد سماه على اسم «أسعد بن زرارة» ذلكم الصحابي الجليل.

وأمره أن يرفع ما تبقى من تمرات، فامتثل الصغير أمر أبيه، فلما همّ بالانصراف قال: يا أبت، غدا المدارس وليس عندي حذاء، وحذائي قديم لا يصلح؟

فظننا أن الوالد الشفيق سيخرج من جيبه ثمن الحذاء ويدفعه إلى ولده، لكن ما حدث كان غريبا بالنسبة إلى مألوف أهل زماننا، والأغربُ منه فعلُ الصغير، قال الشيخ لولده: يا أسعد، سَلِ الله أن يعطيك حذاء؛ فإن أباك لا يملك ثمنه!

فما كان من الصغير إلا أن ذهب مهرولا حتى عاد وعلى وجهه آثارُ الوضوء، وفي كفه سجادة صغيرة، فافترشها، وركع ركعتين لا تَسَلْ عن حُسنهما، كأحسن ما أنت رَاءٍ من العُبّاد الزاهدين، ثم انصرف من صلاته، وبسط كفيه الصغيرتين شطر قبلة الدعاء، وقال بصوتٍ يستنصت الآذان وتخشع له خلايا الإيمان: يا رب، غدا المدارس، وليس عندي حذاء، وقد سألتُ أبي حذاًء جديدا فاعتذر بأنه لا يملك ثمنه، ودلّني عليك، فها أنا ذا يا رب، أسألك حذاء جديدا من عندك، على أن يكون أزرق اللون، تماما مثل حذاء صديقي عمر، لا أريد لونا سواه يا رب، فأرسله إليّ قبل الغد، فالغد هو المدارس، وليس عندي حذاء!

فوالله ما استطاع أقسانا قلبا أن يملك عينيه من البكاء، أذلك مشهدٌ من مشاهد زماننا هذا، أذاك الصبي من صبياننا الذين لو قيل لهم مثل هذا القول لصرخوا في وجوهنا بأن هذا الكلام غير مُجْدٍ، وغير مقنع، وغير عقلاني! أم أننا عدنا إلى زمان السلف الصالحين في قوة يقينهم، وحسن توكلهم، والتجائهم إلى الله في المُلِمّات! طبعا مع الأخذ في الأسباب. تلك والله التربية، وأحسن بها من كنز يُخلّفه الوالد لولده بعد موته.

ووالله ما برحنا حتى سمعنا الباب يُطرق، فقيل: من؟ قيل: جارتُكم، أمُّ عبد الله!

فهرول صغيرنُا نحو الباب قائلا: جاء الحذاء، جاء الحذاء، شكرا يا رب! فلم ندر لأي الأمرين نعجب؛ لحسن دعائه، أم لشدة يقينه؟! ولا أخفيك.. لقد ساءت ظنونُنا في تلك الساعة، وذهبت بنا كل مذهب، وإنّ قلوبنا كادت تقفز من بين الضلوع شفقةً على هذا الصغير، فما عساه يكون لو لم يأت الحذاء؟!! إن يقينه سيتزلزل ولا بدّ، فرحماك يا رب بهذا الصغير أن تتخطفه الظنونُ والوساوسُ، وأن يكون ألعوبةَ الشيطان في يومنا هذا.

لكنّ الله صدَّقَ يقينَ الصبيّ وكذّب ظنونَنا، فما لبث أن عاد مهرولًا ثانيةً حاملا في يمناه عُلبةً أنيقةً ازدانت بألوانٍ شتى من النقوش البديعة اللامعة ما بين أحمر وأزرق وما إليهما من الألوان، فوضعها بين يدي والده (الشيخ عليّ)، فعجبنا، لكنّ الشيخ لم يعجب، وقال: ما هذا يا أسعد؟

أسعد: حذاء!
الشيخ عليّ مبتسما: كيف جاءك؟
أسعد: جاءت به جارتنا أمُّ عبد الله وقالت: إنها اشترته لابنها عبد الله لكنه تضايق عن قدمه، فأهدته إليّ.
الشيخ عليّ-ولا زالت الابتسامة تضيء وجهه-: الحمد لله؛ فقد أجاب دعاءك.
أسعد: نعم، أجاب دعائي، وأعطاني مطلبي.
الشيخ عليّ: لكن ألا ترى إلى لونه؟
أسعد: نعم يا أبت، إنه أزرق اللون تماما، مثل حذاء صديقي عمر.
الشيخ عليّ: يا ولدي، اعلم يقينا أنه ما وقف على باب الله صادقٌ فخاب.

التعليق على القصة:
إن تربية الأبناء مهمةٌ شاقةٌ لا يطيقها كل أحد، ولا يحسنها إلا من أوتي موهبة الِبنَاء البَنَّاء الذي يتغيَّا إحياء أمة كانت الشمس لا تغيب عن ممالكها طرفة عين.

وإن التربية الإيمانية كنز فريد يتركه الوالد لولده بعد موته، ومن جواهر هذا الكنز؛ قوةُ اليقين في الله، وحسنُ التوكل عليه، والالتجاءُ في الملمات إليه.

إن تعويد الأطفال على الطلب المباشر من الله -عن طريق تذليل الصعاب في سبيل الحصول على المطالب-مما يرسخ حقائق الإيمان في نفوسهم، ويربطهم ربطا عمليا بمعاني العقيدة الإسلامية.

ولحكمةٍ مّا جعل الله عز وجل الدعاء مظهرا من أهم مظاهر العبادة له والخضوع لعظمته، قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]، وقال عز وجل: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم-فيما صحّ عنه-أن الدعاء هو العبادة، فهلموا أيها المربون إلى ترسيخ معاني العبادة في نفوس هؤلاء الصغار؛ حتى ينشأ ذلك الجيل الذي يكون جديرا بحمل أمانة الإسلام.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.09 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]