|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
خطوة واحدة بينك وبين النجاح.. هيا انطلق
خطوة واحدة بينك وبين النجاح.. هيا انطلق د. أسماء جابر العبد إلى مَن حار في دروب الحياة، وتشتَّت في دهاليزها، وانهزَم في مُعترك الحياة، وانهار على أعتابها وعاش على هامشها، لا يسعى للنهوض والتغيير، لكل مَن يريد المساهمة في إعمار الأرض ولو بالقليل، لكل مَن يسعى لتغيير نفسه ونهضة أُمته، ولو بجزءٍ يسير، هنا تجد ضالتَك إن شاء الله. لا تدع الماضي وإخفاقاته يَفترسك بإحباطاته وعثراته وهمومه، لا تخفْ من النجاح فتقعَ فريسة للواقع. إن النجاح ما كان يومًا شهرةً تُنال، أو درجةً علميةً تُحصَّل، أو وظيفة وأموالًا تُكتَسب، وليس النجاح الاستمتاع برخيص الشهوات، والانغماس في عاجل اللذات. إنه ذلك الهدف المنشود، وذاك الأمل البعيد الذي يتراءى في ظلمات الليل الحالكة، فيُبدِّد خوفَها أمنًا، وظلامها نورًا، وعناءها متعةً وراحة. إنه طريق وعرُ البداية، لذيذُ النهاية، فيَمِّمْ وجهك صوبَ حلمك، ولا تَتزعزع عنه قيدَ أُنْمُلة. اسعَ وجدَّ في السعي، وخطِّط جيدًا، ولا تلتفتْ وراءَك، وامضِ وعينُك على النهاية، ثم ضَعْ كلَّ أمنياتك في سجدةٍ بين يدي ربك، وثِقْ تمامًا أنه لن يردَّك خائبًا. إن أصحاب العقول المتَّقدة والهمة العالية، لا يقبلون الدنيَّة في دينهم أو دنياهم، لا يقبلون أقلَّ مما يستحقون، يسارعون للخيرات وهم لها سابقون، علموا أن الأمل لا يُدرَك إلا بالعمل، فسِرْ على طريقهم، وانْهَلْ من عزيمتهم، واكتسِب من خبرات الآخرين حولك وتجاربهم. استخِرْ ربَّك، واستشِرْ غيرك ممن سبَقك لتحقيق النجاح في هذا المجال، ثم اتَّخِذ قرارك واعزِم وتوكَّل، حدِّد أولوياتك؛ حتى لا تترك الأهم لتفعَل المهم، حدِّد وقتًا لتنهيَ فيه مهامك، وقسِّم المهمة الكبيرة على أجزاء صغيرة، ثم انضبِط وثابَر واصبِر، ولا يشغلنك تثبيطُ المحبطين، وتهكماتُ الفاشلين وإشاعاتُ المغرضين. إن طريق النجاح ليس مفروشًا بالورود، ولكنه مليء بالعقبات والمعوقات، فلا تحزَن من صعوبات أنضجتْك، ولا من أوقات علَّمتك وهذَّبتك. سخِّر العقبات، وذلِّل المشكلات، وأزِل المثبِّطات، واكِبِ الأحداث، وتعامَل مع المعطيات، وجدَّ المسير. وارفع حلمَك على أكُفِّ الرجاء، وبلِّل خدَّيك بدموع الاستكانة، واضرَع لربك بالدعاء (إن الله كريمٌ يحبُّ الكرم، ويحب معاليَ الأخلاق، ويكره سَفْسافَها). إذا غامرتَ في شرفٍ مَرومٍ فلا تقنَع بما دونَ النجومِ فطعمُ الموت في أمرٍ حقيرٍ كطعمِ الموت في أمرٍ عظيمِ[1] إن النجاح لا يقاس بزيادة الدخل، ولا ما في رصيدك من البنك، ولا بما تملِك من عقارات ومؤسسات، بل هو الدين والشرف والخلق والعِرض والكرامة، إنه أعمُّ وأعمق من هذا بكثيرٍ، هو في حب سعيد، هو في تحقيق أمل بعيد، فهو في رسم بسمة على وجهٍ مُتَجَهِّمٍ شريد، في تحقيق هدف بعد إلحاح في الطلب وكثرة التعب. كم من ناجحٍ سطَّر اسمه في كتب التاريخ وهو لا يملِك قوتَ يومه، عمر بن الخطاب كان يُرقِّع ثوبه، وكان صلى الله عليه وسلم يربط الحجرَ على بطنه من الجوع: قد يدركُ المجدَ الفتى ورِداؤه *** خَلَقٌ وجَيبُ قميصِه مَرقوعُ[2] حافظْ على قيمتك أن تتبعثرَ، ومبادئك أن تُنتهك، وكرامتك أن تُهان، وعقائدك أن تُمَسَّاعرِف مميزاتك ومواهبك ورغباتك ودوافعك حسب ظروفك وإمكانيتك، ولا تَعْدُ عيناك عن طريق الناجحين قبلَك، ومن أدمَن قرعَ الباب، سيُفتَح لا شك له. اكتشِف نفسك، واعرِف إبداعاتك وقدراتك ومهاراتك، واستغلَّ قدراتك اللامحدودة وإمكانياتك اللامتناهية، وطاقتك الكامنة. ادرس خطواتك وحدِّد أهدافك، وولِّ وجهك شطرها باذلًا ما تستطيع من أسباب، حتى تعانق هدفك وتصل إلى بُغيتك، واستعِن على قضاء حاجتك بكِتمان أمرك، واستشِر في أمرك الذين يخشون الله، ودَعْ عنك رفاقَ السوء، وإذا أخذتَ بكل أسباب النجاح، ثم لم يُحالفك الحظُّ، فلا تسخط ولا تتذمَّر، سيُعوضك الله خيرًا مما فقدتَ، فليس الفشل نهاية الحياة، بل بداية لنجاح جديد؛ لتعرف عيوبك وتتحاشاها، والخيرة دومًا فيما اختار لنا لله. ووراء كل بابٍ أُغلق في وجهك، أبوابٌ تفتح تجد وراءها ما تطمَح إليه وترجوه. وأخيرًا: إن النجاح كلَّ النجاح، هو تحقيق المهمة الجليلة السامية التي خُلِق الإنسان لأجلها، وأخذ منه العهد والميثاق على حسن أدائها؛ ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [النور: 52]، ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]. [1] المتنبي. [2] يُنسب هذا البيت لإبراهيم بن هرمة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |