مرافقة القلوب الحية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7820 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 45 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859358 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393678 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215897 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-01-2024, 03:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي مرافقة القلوب الحية

مرافقة القلوب الحية (1)



كتبه/ أبو بكر القاضي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن من أعظم أسباب حياة القلوب: أن تأخذ بنصيبك من مجالسة أصحاب القلوب الحية، وأن تجالس مَن يذكرك بالله -عز وجل- إذا رأيته، فعن عطاء بن يسار -رحمه الله- قال: فعن عطاء بن يسار -رحمه الله- قال: "إن موسى -عليه السلام- سأل ربه، فقال: ربِّ مَن هم أهلك الذين تظلهم في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك؟ فقال الله -عز وجل-: هم الطاهرة قلوبهم، البريئة أيديهم، الذين إذا ذُكروا ذُكِرتُ بهم، وإذا ذُكِرتُ ذُكروا بي، والذين يسبغون الوضوء على المكاره، والذين يغضبون لمحارمي إذا انتهكت كما يغضب النمر إذا حَرِب، والذين يكلفون بحبي كما يكلف الصبي بحب الناس، والذين ينيبون إلى ذكري كما تنيب النسور إلى أوكارها".

والشاهد ها هنا من هذا الأثر الجميل -وهو من الإسرائيليات التي تروى على سبيل الاستئناس بها، والذي هو جدير لأن نشرح كل كلمة منه-، هو قوله: "الذين إذا ذكروا ذُكِرتُ بهم، وإذا ذُكِرتُ ذُكروا بي"، فأهل الله هم الذين إذا ذُكروا يُذْكَر الله -عز وجل-، الذين إذا رأوا ذُكر الله --تبارك وتعالى--، سُئِلَ رَسُولُ اللهِ --صلى الله عليه وسلم--: مَنْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ؟ قَالَ: (الَّذِينَ إِذَا رُءُوا ذُكِرَ اللهُ) (رواه البيهقي والبزار، وصححه الألباني).

وهذا يكون من نقاء القلوب وصفاء الأرواح التي تنضح على الوجوه، وتنضح على الأقوال والأفعال، والسلوكيات، قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: "إن للحسنة نورًا في القلب، وضياءً في الوجه، وقوة في البدن، وبسطة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للمعصية لظلمة في القلب، وسوادًا في الوجه، ووهنًا في البدن، وضيقًا في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق" (انتهى).

فالطاعة لها نور يجده صاحبها في قلبه، ويجد طعم الحياة الحقة وطعم السعادة في قلبه، وكلما كان أكمل طاعة لله كان أكمل حياة، وأكمل نورًا، وأكمل عبادة، وهذا الأمر لا يتوقف عليه هو شخصيًّا، بل يصبح طاقة نور، وطاقة حياة، وطاقة سعادة متنقلة، يعدي كل مَن حوله بالنور والسعادة، وحب الحياة.

وحب الحياة ليس المقصود به حب الدنيا والتعلق بها؛ إنما حب الحياة التي فيها يطيع الله، التي فيها يثق بالله، ويحسن ظنه بالله، فيرضى بالله، وعن الله، وعن أقدار الله، وأقضية الله، وأرزاق الله، فيعيش قانعًا راضيًا، مبتهجًا، حسن الظن بالله -عز وجل-، راجيًا، خائفًا، صادقًا، مخلصًا لله -عز وجل-، ومثل هذا الشخص لا يستأثر بهذه السعادة لنفسه فقط، بل ينقلها لغيره، قال الله -تعالى-: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (فصلت: 33)، فهو يكون داعيًا إلى الله وسببًا لسعادة الناس، وسببًا في أن يذوق الناس من نهر الحياة وطعم السعادة، فيكون سببًا لكي يستجيب الخلق لله وللرسول -صلى الله عليه وسلم-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامَ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا) (رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ثَلَاثَ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبُّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّار) (متفق عليه).

فهذا العبد المؤمن دينه أغلى عنده من شحمه ولحمه وأعصابه، ودينه أغلى عنده من كل شيء، حتى وإن عذب وقطع فإنه لا يتخلى عن دينه، فيثبت حتى لو كفر أهل الأرض جميعًا، ولو عصى أهل الأرض جميعًا، ولو أعرض أهل الأرض جميعًا ومالوا عن دين الله -تبارك وتعالى-؛ فهو نسيج وحده طائع لله ولو كان غريباً؛ لأنه يستأنس بالله -تبارك وتعالى-، ومع ذلك فهو لا يكتفي بذلك، بل يدعو إلى الله -عز وجل-، ويبلغ رسالات الله، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً) (رواه البخاري)، وقال: (نَضَّرَ اللهُ امْرَأَ سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ، فَرُبَّ حَامِلٍ فِقْهِ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِل فِقْهِ لَيْسَ بِفَقِيهِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، وقال الله -تبارك وتعالى-: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ، وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللهُ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا) (الأحزاب: 39).

وللحديث بقية -إن شاء الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-02-2024, 12:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مرافقة القلوب الحية

مرافقة القلوب الحية (2)



كتبه/ أبو بكر القاضي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد ذكرنا في المقال السابق أن مِن أعظم أسباب حياة القلوب: أن تأخذ بنصيبك من مجالسة أصحاب القلوب الحية، ومن الأدلة على ذلك:
قال -تعالى-: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَنَهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) (الكهف: ??)، وكلما صبرت نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه اقتديت بنبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ فهذا كان أمرًا من الله -تبارك وتعالى- للنبي -صلى الله عليه وسلم-، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أصلًا هو سبب هداية هؤلاء الذين سيصبر نفسه معهم ويجالسهم، فما بالك إذا صبرت نفسك مع مَن تحتاج إليهم ليكونوا سببًا في هدايتك، وسببًا في أن تتعلم دين الله؛ ألست أولى وأحوج إلى ذلك من النبي -صلى الله عليه وسلم-؟!
ولذلك لما جاء الموت معاذ بن جبل -رضي الله عنه- كان يقول: "اخْنُقْ خَنْقَكَ، فَوَعِزَّتِكَ إِنِّي لَأُحِبُّكَ" (الطبقات الكبرى لابن سعد). وعن أبي الحباب قال: "لما احتضر معاذ قال لخادمته: "ويحك ! هل أصبحنا؟ قالت: لا. ثم تركها ساعة، ثم قال لها: انظري. فقالت: نعم. قال: أعوذ بالله من صباح إلى النار ثم قال: مرحبًا بالموت! مرحبًا بزائر جاء على فاقة! لا أفلح من ندم، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا لكري الأنهار، وغرس الأشجار، ولكن لمكابدة الليل الطويل، وظمأ الهواجر في الحر الشديد، ومزاحمة العلماء بالركب في مجالس الذكر" (العقد الفريد).
فكان معاذ -رضي الله عنه- وهو مَن هو يزاحم العلماء بالركب في مجالس الذكر، وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الجَنَّةِ فَارْتَعُوا) قَالُوا: وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: (حِلَقُ الذِّكْرِ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).
فحلق الذكر، ومجالس العلم، والعقيدة والفقه، والحلال والحرام، والأصول، والتفسير، والسيرة؛ هذه المجالس هي التي يعرف بها دين الله -عز وجل-، وبها تستصلح القلوب، وبها تعرف آفات القلوب وأمراضها فتحذرها، وبها تعرف أعمال القلوب الواجبة، والمستحبة، فتسعى لتحصيلها وتكميلها لكي تسير إلى الله -تبارك وتعالى- .
كان جعفر بن سليمان يقول: "كنتُ إذا أحسست بقساوة في قلبي، أذهب إلى محمد بن واسع، فأنظر إلى وجهه نظرة، فأخشع على أثرها أسبوعًا!"؛ يعني لا يحتاج إلى خطب ولا دروس، بل كان بمجرد النظر في وجه محمد بن واسع يخشع أسبوعًا! وكان عبد الله بن المبارك يقول: "إذا نظرتُ إلى الفضيل بن عياض جدد لي الحزن ومقتُّ نفسي!"؛ كان مجرد النظر إليه فقط، ليس حتى يسمعه وهو يعظ أو يتكلم؛ فكيف هذا؟! لأن سيماهم في وجوههم من أثر السجود.
الناس تعتقد أنها الزبيبة التي تكون في جبهة الإنسان، لا، بل أثر السجود هو السكينة والنور والوضاءة التي في الوجوه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (‌نَضَّرَ ‌اللَّهُ ‌امْرَأً ‌سَمِعَ ‌مِنَّا ‌حَدِيثًا ‌فَحَفِظَهُ ‌حَتَّى ‌يُبَلِّغَهُ ‌غَيْرَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، فأثر هذه النضارة التي في الوجه من العلم والعمل والدعوة إلى الله، النضارة التي في الوجه من ذكر الله جَلَّ وَعَلَا، وقيام الليل، وصيام النهار.
قيل للحسن البصري -رحمه الله-: "ما بال قوام الليل أحسن الناس وجوها؟ قال: لأنهم خلوا بالرحمن، فألبسهم نورًا من نوره".
فمن أسباب حياة القلوب، وأسباب الاغتراف من نهر الحياة: أن تجالس الصالحين، فانظر إلى من تخالل، ومن تصاحب، ومن نافسك في الدنيا؛ فألقها في نحره، ومن نافسك في الآخرة فنافسه فيها، ولا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 56.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.46 كيلو بايت... تم توفير 2.80 كيلو بايت...بمعدل (4.98%)]