شرح حديث أبي سعيد وأبي هريرة: "ما بعث الله من نبي، ولا استخلف من خليفة، إلا كانت له ب - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858357 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 392804 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215475 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-10-2021, 07:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث أبي سعيد وأبي هريرة: "ما بعث الله من نبي، ولا استخلف من خليفة، إلا كانت له ب

شرح حديث أبي سعيد وأبي هريرة: "ما بعث الله من نبي، ولا استخلف من خليفة، إلا كانت له بطانتان"
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين



قال الله تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67].

عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما بعث الله من نبي، ولا استخلف من خليفة، إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضُّه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، والمعصوم مَن عصَم الله))؛ رواه البخاري.



وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أراد الله بالأمير خيرًا جعل له وزير صدق؛ إن نسي ذكَّره، وإن ذكَر أعانه، وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء؛ إن نسي لم يذكِّره، وإن ذكَر لم يُعِنه))؛ رواه أبو داود بإسناد جيد على شرط مسلم.



قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

قال النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين: (باب حث القاضي والسلطان وغيرهما من ولاة الأمور على اتخاذ وزير صالح، والتحذير من قرناء السوء)، ثم ذكر المؤلف قول الله تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]؛ الأخلاء: جمع خليل، والخليل هو الذي أحبك وتحبه حبًّا عظيمًا حتى يتخلل حبُّه جميع البدن، وفي ذلك يقول الشاعر:

قد تخلَّلتَ مسلكَ الرُّوح مني ♦♦♦ وبذا سمِّي الخليل خليلَا



فإذا صدق الود واشتد، فإن أعلى أنواع المحبة هي الخُلة؛ ولهذا اتخذ اللهُ إبراهيم خليلًا واتخذ محمدًا صلى الله عليه وسلم خليلًا، ولا نعلم أنه اتخذ خليلًا من خلقه إلا هذين النبيَّينِ إبراهيمَ ومحمدًا صلى الله عليهما وسلم؛ ولهذا نقول: من قال: (إن إبراهيم خليل الله، وموسى كليم الله، ومحمدًا حبيب الله)، فقد هضم محمدًا صلى الله عليه وسلم حقَّه؛ لأنه إذا جعله حبيب الله فقط، فقد نزل رتبته، بل هو عليه الصلاة والسلام أعلى من الحبيب، فالله تعالى يحب المؤمنين ويحب المقسطين ويحب المتقين، فمحبته أوسع، لكن الخلة لا تحصل لكل واحد.



فهؤلاء المساكين الجهال يقولون: محمد حبيب الله وإبراهيم خليل الله، سبحان الله يقولون ذلك مع أنه يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله اتخذني خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((لو كنت متخذًا من أمتي خليلًا، لاتخذت أبا بكر))، ومع هذا سئل: أي الرجال أحب إليك؟ قال: ((أبو بكر)).



ففرق بين الخلة والمحبة؛ الخلة أعظم من المحبة.



فالأخلاء في الدنيا والأصدقاء في الدنيا هم على صداقتهم، لكنهم في الآخرة أعداء، قال تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]، فإن المتقين محبتهم في الله، والرجلان إذا تحابَّا في الله اجتمعا عليه وتفرَّقا عليه، كانا من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، جعلنا الله منهم، ويدل على أن الأخلاء سيكونون أعداء إلا المتقين قوله تعالى: ﴿ قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ﴾ [الأعراف: 38]، وقال تعالى: ﴿ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ﴾ [البقرة: 166]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: تقطعت بهم المحبة، فكانت المحبة بينهما في الدنيا، وفي الآخرة تتلاشى وتتقطع.



ثم إنه يجب أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى يبتلي العبد، فتارة ييسِّره لأخلاءِ صدقٍ يدعونه للخير، يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر، ويعينونه على ما يعجز عنه، وتارة يُبتلى بقوم خلاف ذلك؛ ولهذا جاء في الحديث: ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالِل)).



وقال عليه الصلاة والسلام: ((مثل الجليس الصالح كحامل المسك؛ إما أن يبيعك - أي: يبيع لك مسكًا - وإما أن يحذيك - أي: يعطيك مجانًا - وإما أن تجد منه رائحة طيبة))، أما الجليس السوء والعياذ بالله فإنه ((كنافخ الكير؛ إما أن يُحرق ثيابك)) بما يتطاير عليك من شرر النار، ((وإما أن تجد منه رائحة كريهة)).



وفي حديث عائشة الذي ساقه المؤلف رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أراد الله بأمير خيرًا، جعل له وزير صدق؛ إن نسي ذكَّره، وإن ذكَر أعانه، وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء؛ إن نسي لم يذكِّره، وإن ذكَر لم يعنه)).



وكذلك أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الله ما بعث من نبيٍّ ولا استخلف من خليفة، إلا كان له بطانتان: بطانة خير تأمره بالخير وتحثه عليه، وبطانة سوء تدله على السوء وتأمره به، قال: ((والمعصوم من عصمه الله))، وهذا شيء مشاهد، تجد الأمراء بعضهم يكون صالحًا في نفسه حريصًا على الخير، لكن يقيض الله له قرناء سوء والعياذ بالله، فيصُدُّونه عما يريد من الخير، ويزينون له السوء، ويبغِّضونه لعباد الله، وتجد بعض الأمراء يكون في نفسه غير صالح، لكن عنده بطانة خير تدله على الخير وتحثه عليه، وتدله على ما يوجب المحبة بينه وبين رعيته؛ حتى يستقيم وتصلح حاله، والمعصوم من عصمه الله.



إذا كان هذا في الأمراء، ففتِّش نفسك أنت، فإذا رأيت من أصحابك أنهم يدلونك على الخير ويعينونك عليه، وإذا نسيت ذكَّروك، وإذا جهلت علَّموك، فاستمسك بحُجَزهم وعَضَّ عليهم بالنواجذ.




وإذا رأيت من أصحابك من هو مهمل في حقك، ولا يبالي هل هلكت أم بقيت، بل ربما يسعى لهلاكك، فاحذره؛ فإنه السم الناقع والعياذ بالله، لا تقرب هؤلاء، بل ابتعد عنهم، فِرَّ منهم فرارك من الأسد.



والإنسان الموفَّق هو الذي لا يكون بليدًا كالحجر، بل يكون فطنًا ذكيًّا كالزجاجة يُرى ما وراءها من صفائها، فيكون عنده يقظة شفافة بحيث يرى ويعرف ما ينفعه وما يضره، فيحرص على ما ينفعه، ويتجنب ما يضره، نسأل الله لنا وللمسلمين التوفيق.




المصدر: «شرح رياض الصالحين» (4/ 14- 19)







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.93 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]