مياه النار (قصة قصيرة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836892 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379405 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191257 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2666 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 661 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 947 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1099 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 854 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-05-2021, 02:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي مياه النار (قصة قصيرة)

مياه النار (قصة قصيرة)
د. مصطفى عطية جمعة








دائما مغلقٌ هذا الدكان، القابع أسفل بيت عم " حليم "، بابه خشبي ذو ضلفات أربعة، مكتوب أعلاه " محل بويات "، دون اسم أو سجل تجاري. أعلم أن صاحبه المعلم " إبراهيم "، ومحله في آخر شارع الروبي المؤدي لميدان المبيضة، ولكنني أجد الأسطى " ربيع " يجلس أمام الباب المغلق، ويدخن الشيشة، وهو ساهم. أتأمل وجهه: آثار السهر راسخة في ملامحه المنتفخة. من الصباح وإلى الظهيرة، يجلس على كرسي من مقهى " زغلول " محشوة مقعدته بعفش الأرز، بآلية يغيّر صبي المقهى حجر الشيشة كلما خبت نارها.



الباب مفتوح، وكرسي المقهى خاوٍ، توقفت، كنت في طريقي إلى سوق الخضار لشراء بصل صعيدي. قدمي إلى داخل المحل، ربيع مولٍ ظهره، واصلت التقدم، ضوء المصباح الأصفر يشارك ما تسرب من أشعة الشمس في تبديد ظلام المحل؛ الذي جاء في مكان منزو من الحارة، فينأى عنه قرص الشمس، ولا تفلح في إنارته اللمبةُ الصفراء المدلاة من السقف. الحيطان مقشرة الطلاء، مسودة اللون، وثمة صناديق وعدة براميل وزمزميات بلاستيكية في أركان المحل. منهمكٌ ربيع في صب سائل يفور بالدخان من برميل إلى زمزمية، ثم يغلقها بإحكام. قليلة هي القطرات التي صبها ربيع، واحتلت قاع الزمزمية كما بدت في الضوء ثم حملها الزبون بعدما ناول ربيعا خمسة جنيهات، استكثرت المبلغ على القطرات.



الباب يوصَد، وربيع على كرسيه، ودخان الشيشة يصّاعد.



تتبعت الزبون، أحسست بشبه بينه وبين ربيع، السؤال في حلقي، أنطق:

يا عم، يا عم، ماذا في الزمزمية؟

مياه النار.



حملت الإجابة استفساراً إلى جدي، الذي ضحك وهو يقول:

إنه يشوي الجسم، ويفتت الحديد والنحاس، يذكرنا بشراب جهنم.



( 1 )

صرخت زوجة " سيد " بائع البطيخ فيه، وهي تشير إليه:

يا مرسي، أنت آكل لقمة زيادة عن الناس.

تحلو له الجلسة في مقهى زغلول في ميدان المبيضة، ساعة المغربية، حوله عدد من شباب الحي وقد ارتفعت ضحكاتهم، يفتح أزرار جلبابه المكوي بعناية، وقد عقف كمّيه باستدارة عند رسغيه، وانسدل شعره على جبهته وكتفيه. كنت أشتري حلاوة طحينية شعر من محل " حسن السواح "، آثرت أن أرتكن جانباً، ممسكاً بزجاجة مياه غازية. تلتقط أذني كلمات من حديثه الذي خبا صوته قليلاً، تحدث عن البنات الحلوة اللائي يمشين معه، مقسماً بالأغلظ أيمانا صدق ما حكاه عن البنت التي اختلى بها في بدروم منزلهم، ولما قاومت فتح مطواة " قرن الغزال " عليها، صارخاً: يا بنت.., جسمي نار مولعة.



يسأله أحدهم ماسحاً جوخه:

ماذا فعلت في نقطة الشرطة أمس؟




يضحك مرسي، هازئاً:

كنت أشرب سيجارة محشية، عند سيد الفكهاني، ومرّت عربة شرطة فيها ضابط عيّل جديد، أنا رميت السيجارة في الأرض، وهو نزل أخذني للنقطة.

حبسوك.

****ه، طلعني الصول " زكي " بعشرين جنيها، وسجلوها قضية.






في تجمّعهم الليلي أمام منزل القاضي، جلسوا على المصطبة الحجرية، كنت أصغرهم، احتميت بأخي الكبير، تهامسوا عن مرسي:

قابل البنت " تحية " في العامود، قال لها: لو تكلمتِ يكون جزاؤك "شوية" مياه النار، على وجهك الحلو، يا حلو. البنت كتمت صراخها، وجرت في الشارع.



وقال آخر كأنه يفشي سراً:

واحد من أقاربه، يقولون خاله، أمسكه في البدروم متلبساً، فتح المطواة عليه، وهو محشش، ولولا أن خاله هرب، لقتله.






يخفي وجهه بشال أبيض، يظهر ليلاً، متسكعا في دكاكين "الخضراوية والجزارين "، همسات الناس:

انتظرتْه " تحية " عند البدروم، ورشّت عليه.

ناس تقول إن أخاها هو السبب.



رفعت صوته زوجة سيد، وهي جالسة على عربة زوجها الخشبية تنادي على تفاح مائل للحمرة:

قلت له: لا تأكل أكثر من الناس..، والله البنت تحية مجدع.



يضاحكها زوجها:

والله العظيم، لم يكن فيه بدروم ولا أي شيء، كان يفتح صدره قدام الشباب.



( 2 )

يركب الموتوسيكل فارداً ذراعيه ويميل يمنة ويسرة، يفر العيال من أمامه، هذا هو " علي " ابن المعلم " محمود القللي " الجزار، نفس أبيه: سمرة الوجه، والطول الفارع، والجسم الممتلئ. حين وصل مقهى " زغلول "، قال له أحد الشباب، وقد علم السرّ:

ألا تخاف أن يبلغ أحد عنك وأنت تلعب على المتوسيكل يا علي؟



فهم علي الإشارة:

لا تنس أننا ملوك الحي.

حسرة في نفوسهم، وهم يرون ابن العشرين، قد ذاق النساء من سنين، زوّجه أبوه وأقام فرحا جمع الحي فيه، وغنم عشرة آلاف جنيه من النقوط، بعدها صار الولد يجلس مع الرجال المتزوجين ويغمز لهم، ويهمس، ويرفع صوته للشباب:

" الرجال تجلس مع الرجال ".



تناثرت في الحي أن هناك من أبلغ الجيش عنه، وأنهم قبضوا عليه، وتركوه بـ " واسطة "؛ دبّرها والده.

في الجلسة نفسها، قال علي وهو يمتص عنّاباً:

الفلوس تشتري أثخن رأس في بلدكم.






في المستشفى، بين الحياة والموت.

قالها " زغلول "، للشباب المتجمع على الكراسي أمام مقهاه فاستفسروا منه، ولكنه لوى رأسه، ومضى بصينيته.

التقت الأعين، وتحلقت في دائرةٍ الوجوه، وعلا صوت سيد الفكهاني الواقف أمام دكانه، وقد سدّت عربته الخشبية باب الدكان، وعليها برتقال مرصوص بعناية:

هذا من ربيع " الكلب "..



اقترب منه حسن السوّاح " البقّال " فضحك سيد:

مسكين الولد، مشى وراء ربيع، أنا قلت له: اقطع إصبعك، وقل لهم طار في ماكينة فرم اللحم في دكاننا، ويعفونك من الجيش وترتاح.

وماذا حدث؟

ربيع قال له: نقطة واحدة في أذنك، وتريح نفسك، ثم عملية بسيطة وترجع تسمع مرة ثانية، مادام الضابط الواسطة قال لك: يلزمك عاهة.

تقصد: نقطة مياه النار!؟






ضلفات باب الدكان مغلقة، ربيع غارق في شيشته، عيناه ساهمتان في اللاشيء، يبدو وجهه كابيا بين نفثات الدخان، الناس في جيئتها وذهابها، لا يعلمون أنه يعد السويعات كي يذهب لينام ثم يخرج ويبدأ سهرته في دكان سيد، ويعلمون أن مرسي بدأ في السهر معهم لزوم الخدمة , وتدبير أمور الكيف، وأن "ربيعا " أقسم له أن من رشّه كان من حي البارودية، وأنه لم يبع قطرة واحدة لابن القللي.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.21 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]