منى وأمها (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92681 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11935 - عددالزوار : 190855 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56888 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26179 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 726 )           »          الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 59 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 57 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-05-2021, 02:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,601
الدولة : Egypt
افتراضي منى وأمها (قصة)

منى وأمها (قصة)
عادل عبدالله أحمد محمد الفقيه






أيُّ حبٍّ تكنُّه منى في صدرها لأمها؟ إنها الأم، بسمة الروح، غذاء الجسم، إنها الحياة بكاملها، فلولاها بعد الله ما كانت منى ولا وجدت على تلك الطبيعة.

إنها الهواء الذي لا تعيش بدونه، إنها الغذاء الذي تتقوَّى به على آلام الحياة الصعبة، إنها ظلُّها الذي تستظل به إذا قويت حرارة شمس الصيف الحار، هي الأُنس عند الوحشة، هي الحنان عند الغضب، هي الأمان عند الخوف؛ إنها الأم.

منى تحبُّ أمَّها حبًّا جمًّا، فلا تعيش بدونها، هكذا طبيعتها، ما أن تَستيقِظ في الصباح الباكر حتَّى تنطلق إلى حضن أمها مُقبِّلة يُمناها، تقدم لها كوبًا من الحليب، فتُمسكه أمُّها فتَشرب نصف الكأس، وتَسقي منى النِّصف الآخر.

لِمَ لا وهي مَن عاشت محرومةَ الأب؟ فوالدها بعيدٌ عنها، أكثر أيامه مُغترب عنها، ولهذا كانت أمها هي مَن تهتمُّ بها وتَرعاها.

لِمَ لا وهي من جاءها المخاض فأُسعفت إلى المستشفى، فلم تلد إلا بعملية جراحية حتى أنجبت منى.

كانت الأم تحكي لها حكايةً عند النوم، فما أن تنام حتى تأخذها إلى غرفتها، فما أن تَستيقظ ليلًا حتى تَنطلِق إلى غرفة أمِّها لتنام في حضنها قائلةً لها: إني لم أستطِع أن أعيش بدونك، أنت حياتي يا أمي.

حدث يومًا من الأيام خلاف بين والدتها ووالدها نتج عنه أن تركت البيت في الصباح الباكر ولم تعلم مُنى بالأمر، استيقظت كعادتها مُنطلقة نحو المطبخ لترى والدتها إلا أنها لم تجدْها، سألت والدها عن أمِّها فقال لها: لقد ذهبت إلى بيت والدها، توسَّلت منى إلى والدها أن يلحقها بأمها، لكنه رفض، حاولت مرارًا وتكرارًا فلم يأبه لقولها، فعز عليها ما تسمع، امتنعت عن الأكل، سقمت، نحَلَ جسمُها، اصفرَّ وجهُها، وتقرَّحت مقلتاها من كثرة البكاء.

نعم، إنها والدتها، لم تنم بعْدُ، إنها تعاني فراق الأم، رقَّ والدها لحالها، فذهب إلى أمِّها وطيَّب خاطرها وأعادها إلى البيت، فما أن رأت أمَّها حتى طارت إليها وكأنها فقدتها منذ سنين!

وفي يوم من الأيام دخلت منى على والدتها تُخبرها..
والدتي، ألم تعلمي ماذا سيكون غدًا؟
قالت الأم: لا.
منى: إنه عيد ميلادي يا أمي، فماذا ستُجهِّزين لي؟
قالت الأم: كل ما تحبين.
وفي اليوم الثاني ذهبت الأم إلى السوق واشترت كل ما يُسعد منى.

اجتمعت الأسرة في المنزل، فرح الجميع، فما أن تمَّ النهار وقَرُب الليل حتى دنا ملَك الموت، دنا هادم اللذات ومفرِّق الجماعات، مرمِّل النساء، وميتِّم الأطفال!

دنا من والدتها ليُعالج روحها، ليأخذ حياة منى!
إنه الموت، لا يرحم صغيرًا، ولا يوقِّر كبيرًا، إنه ملك الموت!

جاءت منى، فتحت الباب، وجدت أمَّها على الفراش، ظنَّت أنها مُتعَبة مما صنعت طول نهارها، جاء العشاء، دخلت منى إلى المطبخ، أعدَّت كوبًا من الحليب، طرقت الباب علَّ أمها أن تستيقظ، ولكن لم تُجبْ، فتحت الباب ونادت: أمي.. أمي.. لقد أعددتُ لك كوبًا من الحليب، استيقظي يا أمي!

تقدَّمت إليها، حركت أناملها، فلم ترَ منها حركة!
أسرعت إلى والدها: بابا.. بابا.. أمي لم تستيقظ!
إنها نائمة، أرجوك أيقظها!
الوالد: منى، أنا مشغول، ليس الآن وقت المزاح.
منى: بابا، أمي لم تستيقظ بعد!
الوالد: منى، عندي عمل، أيقظيها أنتِ.

ظن والدُها أنَّ والدتها تمزَح، تقدَّم نحوها، رفع يدها، عرف أنْ لا حركة فيها، تظاهَرَ لمنى أن والدتها متعبة، أخذ منى إلى غرفتها لتنام، وظل الرجل يبكي بكاء الثَّكلى، سمع الجيران بكاهُ، تجمَّعوا جميعًا، بكى الجميع، كل هذا ومنى لم تعلم شيئًا.

وفي الصباح سارعت منى كالعادة تقدِّم لأمها كوب اللبن، رأت الجيران حول أمها يبكون، تقدمت إلى أمها لترى ما بها، ماذا حصل؟ أمسكت بيدِها، حرَّكت رأسها، سارعت إلى والدها وهي تبكي بكاءً حارًّا، بابا.. بابا.. أمي.. أمي، إنها لم تستيقظ بعْدُ، أبي، أرجوك أيقظ أمي، أبي، إني لا أحتمل أن أعيش بدونها، أبي، أرجوك أيقظها!

رفعت رأس والدها، وجدتِ الدَّمعة تفيض من عينيه، عرفت أن أمها فارقت الحياة.
أمسكت يديه قائلةً: أرجوك لا تقل: إنها فارقت الحياة، أبي، مَن لي بعدها؟!

جهز الناس أمها وحمَلوها على أعناقهم صوب المقبرة، سارت منى وراء الجنازة باكيةً حزينةً، فما أن أكمل الناس حفر القبر ووضعوا والدتها فيهحتى رجع الجميع إلى منازلهم، عادوا وعيونهم تفيض من الدمع، لكن منى لم تعدْ، لم تَقمْ من على قبر أمها، حاول والدها أن يُداعبها قائلًا: إني أبوك حبيبتي منى، حاول أن يَمسح دموع عينيها، يريد عودتها إلى المنزل، لكنه لم يستطع، فقد أصرَّت على البقاء، تركها والدها حتى تهدأ، فما إن ذهب الناس إلى بيوتهم حتى عاد والدها بعد ظهر ذلك اليوم، وما إن وصل إلى المقبرة حتى رأى منى ملقاةً على قبر والدتها، تقدم إليها، رفَعَ يدَها، حرَّكها، لكنه وجدها قد لحقت بأمها!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.95 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]