إشكاليات التواصل العاطفي عند الأطفال - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         دور المسجد في بناء المجتمع الإنساني المتماسك السليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ملامح الشخصية الحضارية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المثنى بن حارثة الشيباني فارس الفرسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أدب الحديث على الهاتف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          المدرسة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أثر صحبة العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 94 - عددالزوار : 74452 )           »          علمني هؤلاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الحب المفقود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-04-2021, 11:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,491
الدولة : Egypt
افتراضي إشكاليات التواصل العاطفي عند الأطفال

إشكاليات التواصل العاطفي عند الأطفال (1 / 4)
د. علال الزهواني










تمهيد:

يمكن أن نحدد مفهومًا لإشكالية التواصل مع الطفل بالاعتماد على فكرة وجود نَسَقٍ مركب من العوائق، وبالتالي يمكن القول: إن الإشكاليةَ هنا لها جانبان: جانب متعلق بوجود عدد من المشاكل والقضايا المرتبطة بالتواصل، وجانب آخرُ متعلق بوجود عدد من العوائق التي تحول دون نجاح العملية التواصُلِيَّة، وبالتالي فمعنى إشكالية التواصل مع الطفل هو وجود عدد من المشاكل، ووجود عدد من العوائق التي تُعرقِل العملية التواصلية، ويمكن تصنيف مُجْمَل المشاكل التي تَطرح نفسَها أثناء العملية التواصلية في إطار أربعة مجالات أساسية: المجال النفسي، المجال الاجتماعي، المجال اللغوي، المجال التربوي؛ على أساسِ أَنَّ المشاكل المطروحة في هذه المجالات لا تَعْنِي بالضرورة أنها كل المشاكل؛ وإنما تشكل أبرزَها، في حين أن المشاكل الأخرى التي قد تبرز بين الحين والآخر يمكنُ أن تَتَأَطَّرَ في هذا المجال أو ذاك.



1- إشكالية التواصل العاطفي في المجال النفسي:

تبرز عدد من المشاكل؛ مثل: الخوف والخجل والحزن، فالطفل منذ خروجه من الرَّحِم تبدأُ مخاوفُه؛ لأنه أصبحَ عُرْضةً لكل التحديات المُمْكنة من العالم الخارجي، فهو إحساسٌ انفعاليٌّ بالتوتر، يدفع الخائفَ إلى الهروب من موضوعِ خوفِه، حتى التوتر، وقد يكون سبب الخوف شيئًا واقعيًّا، أو حالةً نفسيةً.




ويرتبطُ الخوف عند الطفل بنوعية العلاقات التي تجمعه بأهله، كما أنهم يتأثرون بردَّات فعلهم، فإذا أظْهَرَت الأم - مثلًا - خوفَها من الحيوانات أو من الرعد أو غير ذلك، صار الطفل يشعر بنفس الإحساس، ويمكن أن يكون الخوف طبيعيًّا، ويمكن أن يكون مَرَضِيًّا؛ لذلك يجب التمييز بينهما؛ لأن النوعَ الأول مشتركٌ بين معظم الأطفال، كالخوف من الظلام والرعد والغرباء والحيوانات، وتظهر هذه المخاوف أحيانًا في أحلام الأطفال بشكل واضح.




وقد تنجم المخاوف أحيانًا عن طريق تعامل الأهل مع الطفل، فهم يلجؤون أحيانًا إلى تخويفه عمدًا كي يطيعَهم، فيقولون له مثلًا: "إذا لم تفعل كذا وكذا، سيأتي فلان ويخطفك أو يقطع لسانك أو يخيفك"، وغير ذلك من أساليب التخويف المعتمَدة، وقد يتأثر الطفل أيضًا بالبرامج التلفزيونية وأفلامِ الفيديو والكتبِ، فإذا شاهد مناظرَ عُنْفٍ مُخِيفةً، انتَقل هذا الخوفُ إليه؛ مما يزيدُ من مخاوف الطفل الطبيعية، كالخوف من الظلام وغيره، وأخيرًا يمكن أن تؤدي الخلافات المستمرة بين الأب والأم إلى إحساس الطفل بعدم الأمان، مما يخلق لديه إحساسًا دائمًا بالخوف.




وأما ما نلاحظه في المؤسسات التربوية والتعليمية، فهو تملُّك الخوف لشخصية بعض الأطفال الذين يصبح الخوف لَصِيقًا بهم في جميع المواقف، وقد يكون الخوف من المعلم أعظمَ درجةً من الخوف من عقابِه وعنفِه؛ فتَتَكَوَّنُ لديهم عُقَدٌ نفسية لها آثار سلبية؛ كالتَّلَعْثُمِ في الكلام، وصعوبةِ التنفس، والتبولِ... و"يَعِجُّ وسط المؤسسة التربوية - مع الأسف - بمخاوفَ من كل نوع، يتأثر سِجِلُّ المخاوف لدى الطفل بعُمْقٍ بذلك، بل ويَغْتَنِي بمخاوفَ جديدةٍ محيطة، فنظام القيم الذي يكتشفُهُ الطفل، يتجاوز بكثيرٍ بعضَ تحذيراتِ الوسَط الأُسري، ويَتَهدَّدُ شخْصَ الطفلِ الهشِّ مخاوفُ كثيرةٌ: الخوفُ من العقاب، الخوفُ من أن يُرْفَضَ، الخوفُ من الامتحانات..."[1]؛ ولذلك يعتبر خوف الأطفال من المعلم مؤشِّرًا على انعدامِ التواصل، وإحساسِهم بعدم الطمأنينة والقلق.




يمكن للوقايةِ أن تُجنب الطفل الكثير من المخاوف، وهنا يكمن دور الأهل، وأهم وسائل وقاية الطفل من الخوف[2]:

تنشئَتُه منذ نعومة أظفاره على الإيمانِ بالله، وعبادتِه، واللجوءِ إليه في كل ما يَنُوبُ ويُرَوِّعُ.




إعطاؤُهُ حريَّة التصرف، وتحمُّل المسؤولية، وممارسة الأمور على قَدْرِ نُمُوِّها.




تمكينُه - منذ أن يَعْقِلَ - من الخِلْطة العملية مع الآخرين، وإتاحةُ المجال له للالتقاء بهم والتعرفِ عليهم؛ لِيَشْعُرَ من قرارة نفسه ووِجدانِه أنه محلُّ عطف ومحبة واحترامٍ مع كل من يجتمع به، ويتعرفُ عليه.




يجب أن يعتاد الأهلُ على السيطرةِ على مخاوفِهم وانفعالاتِهم أمام أطفالهم.




عدم تخويف الأطفال لإجبارهم على تصرف معين، وإذا أردنا أنْ يتجنبوا أشياءَ مؤذية، علينا أن نشرحَ لهم وجهَ الأَذِيَّةِ فيه؛ حتى يقتنعوا.




عدمُ التقليل من أهمية الطفل، وعدمُ توبيخِه بشكل دائم.




تجنُّبُ المشادات الساخنة بين الأهل أمام الطفل.




إذا شعر الطفل بالخوف من شيءٍ ما، يجب أن نشرحَ له ماهية هذا الشيء، ونناقشَه في أسباب خوفه بأسلوب يفهمُه.




تعليم الطفل كيفية الاسترخاء بعد إحساسه بالخوف، بالإضافة إلى تعويده على التفكير بنفسه في مواضيع خوفه.




مشاهدةُ أفلام للصغار تُظْهِرُ كيف يمكن للطفل الشجاع أن يتغلب على خوفه.




ومما يَنصَح به علماءُ النفس والتربية: أن تُتاحَ الفرصةُ للطفل للتعرف على الشيء الذي يُخِيفُهُ وتعويدُه تدريجيًّا عليه، فنجعله يقتربُ منه، يلمسُه، يتحسسُه؛ حتى يقتنعَ أنه غيرُ مخيف، أمَّا إذا لم يكن شيئًا ملموسًا، فيمكن أن نُعَوِّدَهُ على رؤيته أو الإحساس به، فإذا كان يخاف الظلام، فلا بأس بأن يُلاعَب بإطفاء النور ثم إشعاله، وإن كان يخاف الماء، فلا بأس بأن يُسْمَحَ له بأن يلعب بقليلٍ من الماء في إناء صغير... وهكذا.




تلقينُه مواقف السلَف البطولية، وتأديبُه على التخلق بأخلاق الصحابة؛ لِيَتَطَبَّعَ على الشجاعة والبطولة.




ونشير ختامًا إلى أنه ليس معنى هذا ألَّا يخاف الطفل مطلقًا؛ فالخوف لا بد منه في بعض الأمور؛ لأنه يحفظ بقاءَ الطفل، فعليه أن يخاف من الله، وإيذاء الناس، وارتكاب الجرائم، ولْيكن خوفًا طبيعيًّا سويًّا، لا مبالغةَ فيه ولا تهاونَ.




وبالنسبة للأطفال الخجولين، "فهم دائمًا يتجنَّبون الآخرين، وهم دائمًا في خوفٍ وعدمِ ثقة، ومهزومون متردِّدون يتجنَّبون المواقف، وينكمشون من الأُلْفة أو الاتصال بغيرهم، وهم يجدون صعوبةً في الاشتراك مع الآخرين، وشعورُهم المسيطر عليهم عدمُ الراحة والقلق، وهم دائمًا مُتَمَلْمِلون، ويتهرَّبون من المواقف الاجتماعية، والخوفُ من التقييم السالب عندهم غالبًا ما يكون مصحوبًا بالسلوك الاجتماعي غيرِ المتكيِّف، وهم لا يشاركون في المدرسة، أو في المجتمع، ولكنهم ليسوا كذلك في البيت، والمشكلة تكون أخطرَ إن كان هؤلاء الأطفال خجولين في البيت أيضًا"[3]، فغالبًا ما ينمو الأطفال والخجلُ يرافقهم، فهم لا يجرُؤون على القيام بأي تصرف دون وجود الأهل، يخافون من محادثةِ الآخرين، ويدل ذلك على عدم ثقة الطفل بنفسه وبقدرته على تدبير أموره؛ لذلك فإنه يَعجِز عن التصرف بمهارةٍ في المجتمع، مما يجعله عُرْضَةً لسخرية الآخرين؛ فيزدادُ إحساسُه بالنقص، لا سيما وأن وجهَه يصبح أحمرَ اللون عند كلِّ حدثٍ بسيط، يزيدُ الأهل - عادةً - من سوء الوضع بتضايُقِهم الدائمِ منه - بدل مساعدتِه - فيؤَنِّبُونَه ويعذِّبونه بكلمات تجرحُه وتزيدُ من انكماشه على نفسه[4].



يشير خبراءُ علم النفس إلى أنَّ مشكلة الخجل لدى الأطفال "تعود إلى عدة عواملَ، منها: عواملُ وراثية، وعدمُ إعطاء الطفل الثقةَ الكافيةَ في نفسه، والحرمان الماديُّ والعاطفيُّ والتربويُّ، والحمايةُ الزائدةُ للطفلِ، وإهمالُ الطفل، وإهانةُ الطفل والسخريةُ منه ونعتُه بالخَجُول، فتصبحُ - مع الأيام - صفةً دائمةً فيه، والنَّموذَجُ والقسوةُ الزائدة، والشعورُ بالنقص إِمَّا لِعَاهَةٍ جسديَّةٍ أو عقليةٍ أو ضعفِ مستواه الدراسي، وعدم الثبات في معاملة الطفل، والاكتئاب وخلل في كيميائية المخ، وعدم سماح الوالدين للأطفال بالذهاب معهم إلى المناسبات الاجتماعية أو الجلوسِ مع الزوار، وعدم السماح للطفل بالتعبير عن آرائه وكَبْته أثناء الحديث، وتعرضه لتجربةٍ سلبية أمام الآخرين والشجار أمام الطفل بحيث يشعر بعدم الأمان والقلق، وتراكم الصدمات والتجاربِ المؤلمة؛ مما يؤدي بالإنسان إلى نشوء سلوك اجتنابي وما يرافقه من خوف و قلق"[5]، إذًا فالخجلُ مشكلةٌ غيرُ نادرةٍ لدى الأطفال؛ لذلك يبدو من الضروريِّ محاولةُ القضاءِ عليها، وكما هو الحال دومًا: الوقاية خير من العلاج؛ لذا على الأهل:

"السماحُ للطفل بإنشاء علاقات اجتماعية مع مَن هم في مِثْلِ سنه؛ حتى لا يعيش دون رُفْقَةٍ.




منعُهُ بشتى الوسائل من البقاءِ وحيدًا، ومساعدتُه على الخروج إلى العالم والمجتمع.




تشجيعُه دائمًا حتى تزدادَ ثقتُه بنفسه.




عدمُ التشديد في تطبيق آداب السلوك، وعدمُ الإيحاء للطفل بأنه مخطئٌ دائمًا.




تشجيعُه بكل الوسائل، فمهما يَكُنِ العمل الذي يقومُ به، فأظهِروا له إعجابَكم به، ولا ضَيْرَ إن بَالَغْتُمْ في ذلك؛ حتى يشعرَ الطفل بأنه قادرٌ على تحقيقِ الأفضلِ، فتزدادَ ثِقَتُهُ بنفسه، وينتصر شيئًا ما على خجله.




توفيرُ جوٍّ هادئٍ للطفل في المنزل بعيدًا عن التوتر وعن المواقفِ التي تثير فيه القلقَ والخوفَ وعدمَ الأمان.




استخدامُ الأسلوبِ المرنِ في معاملة الطفل.




توفيرُ الحب والعطف والحنان للطفل.




تعليمُ الطفل مهارةَ التواصلِ مع الآخرين.




تشجيعُ الطفل على الإبداع والابتكار، وإبرازُ جوانب التَّمَيُّزِ فيه مما يَزيد ثقتَه بنفسه.




إتاحةُ الفرصة للطفل للاعتماد على نفسه، وقَلِّلْ من قَلَقِكَ الزائدِ عليه.




أن يُترَكَ للطفل حريةُ اختيارِ بعضِ الأشياء كالملابس، استخدام الألعاب التي تَتَطَلَّبُ وتثير التعاون الاجتماعيَّ.




إنشاءُ عَلاقةِ صراحةٍ وصداقةٍ مع الطفل، وكن مستمِعًا جيدًا له، ولا تَكْبِتْهُ أثناء حديثه.




عدمُ دفعِه للقيام بأعمالٍ تفوق قدراته"[6].




"إضعافُ الحساسية للخجل، فبِاستطاعةِ الأطفال أن يتعلَّموا أنَّ المواقفَ الاجتماعيةَ لا يَلزَم بالضرورة أن تكون مُخِيفةً، يمكنُ أن يُهَدِّئَهم الوالدانِ عند المواقف؛ فبذلك يُصبِحُون أكثرَ اجتماعيًّا تدريجيًّا، ولهم أن يتخيَّلوا كيف يقومون بسلوكٍ اجتماعيٍّ كانوا يَخَافُونه في السابق، ثم دمجُهُم في مواقفَ حقيقية، وبالتالي سَيَقِلُّ خجلهم.




تشجيع توكيد الذات: فيَجِبُ أن يُسألُوا بصراحة عما يريدون، وكيف يُمْكِنُ لهم التغلبُ على خوفهم وارتباكهم من أجل التعبير عن أنفسهم.




تدريبُ الطفل على المهاراتِ الاجتماعية، وذلك عندما يشترك الأطفال في تدريباتٍ جماعيةٍ، فإن بعض المحادثات والتفاعلات تحدث بالطبع، وبهذا يمكن للطفل أن يعبر عن رأيه أمام الآخرين، ويمكن تقسيم التدريب الاجتماعي إلى الخطوات التالية: التعليم، والتغذية الراجعة، والتدريب السلوكي، والتمثيل مع لَعِب الدور.




تشجيعُ التحدثِ الإيجابيِّ مع النفس؛ فإن أحدَ المظاهرِ المدمِّرة للطفل أن يَعْتَقِدَ في ذاته وشخصيته الخجلَ، ويؤكِّدَ لنفسِه أنه خجولٌ ولا يستطيعُ الاتصالَ بالآخرين؛ لذا يجب أن نُعلِّمَ الأطفال أن الخجل هو سلوك يقوم به الأطفال والناس، وهو ليس ملازمًا لهم، وأنه يمكن مقاومتُه بالتدرُّبِ على سلوكياتٍ جديدةٍ، تؤدي إلى إمكانية زيادةِ الاتجاهات الإيجابية، وتحسينِ الاتصال مع الآخرين"[7].




ويجب التفريق بين الخجل والحياء؛ فالخجل هو انكماشُ الطفل وانطواؤُه على نفسه وعدمُ تفاعلِه وتواصلِه مع الآخرين، أما الحياء، فهو التزامُ الطفل بقواعدِ الأدب والأخلاق.‏




ويبدو بعض الأطفال حزينِينَ جدًّا، لا ترى الابتسامة على وجههم ألبتةَ، وكأنَّ همومَ العالم بأَسْره تنصب فوقَ رؤوسهم، وقد تتطورُ هذه الحالة لتصبحَ مرضًا نفسيًّا يدْعى الاكتئاب، وقد يؤدي عدم ثقة الطفل بنفسه، وإحساسه بأنه أدنى من رفاقه؛ بسبب مرضٍ معيَّن أو ضعفٍ مَدْرَسِيٍّ - إلى شعورِه بالحزن الشديد، يمكن أن ينتج ذلك أيضًا عن خلل في العائلة، فإذا كان أحدُ الوالدَيْنِ مريضًا أو مدمنًا أو غير ذلك، توتَّرَتْ أجواءُ البيت، مما ينعكسُ سلبيًّا على نفسيةِ الطفل، لا سيما إذا كان يرى دائمًا أهلَه في حزن وغضب، ويمكن كذلك أن يتأثرَ الطفلُ إذا كان والداه يرفضانِه لمشاكلَ خاصةٍ بينهما، أو إذا تُوُفِّيَ أحدُهما، ويؤدي إلى الحُزْنِ أيضًا إحساسُ الطفل بالوَحدة وبأنه منبوذٌ من رفاقه والمجتمعِ، يمكنُ أن يتفاقم هذا الإحساس إذا كان الأهلُ فقراءَ غيرَ قادرين على إرضاء حاجيَّات طفلهم الأساسية، وقد تكون المشاكل المدرسية ربما تَحْمِلُ من رُسوبٍ وضَعْفٍ وإحباطٍ أحيانًا سَبَبًا أساسيًّا في غَرَقِ الطفل في حالةٍ من الحُزْنِ والكآبة، لا سيما إذا كان ردَّةُ فعلِ أهله عنيفةً وقاسيةً.




وللوقاية من مُشْكِلِ الحزن، فلا بُدَّ مِن:

تعزيزِ ثقةِ الطفلِ بنفسه وتشجيعِه في كل ما يقوم به من أعمالٍ، بالإضافة إلى تعليمِه مهاراتٍ جديدةً تزيدُ من إحساسه بالثقة.




تعزيزِ عَلاقاته الاجتماعية وبخاصةٍ مع مَن هُم في سِنِّه؛ حتى لا ينطوي على نفسه ويعيش وحيدًا فيزداد إحساسُه بالحزن.




إعطاءِ الطفل الحريةَ في التعريف عمَّا يشعُرُ به من أحاسيسَ وانفعالات، فإذا تأكَّدَ أن هناك من يهتم به ويصغي إليه، شَعَرَ بالأمان والسعادة.




تصفيةِ الأجواء العائلية، خاصةً بين الوالدين، فلا يتشاجران أمام الطفل ولا يُظْهِرَان الحزن والاكتئاب والألم؛ لأن ذلك كله ينعكس على نفسه.




محاولةِ مساعدة الطفل في حَلِّ مشاكله المدرسية، وعدمِ الطلب إليه أكثرَ من قدرته، فإذا لم يكن قادرًا على ذلك، شَعَرَ بالذنب تِجَاه أهله وفَقَدَ ثقتَه، مما يؤدي إلى وقوعه في الحزن.




الاعتدالِ في معاملة الطفل، فلا نقسو عليه كثيرًا ولا نعاملُه باللين الشديد؛ لأن كِلَا الحالتين تؤديان إلى الاضطراب والحزن، وأحيانًا المرض النفسي.




ويجب لعلاج مشكلة الحزن[8]:

التحدثُ إليه دائمًا، ومحاولةُ فهم مشاكله، والإصغاء إليها باهتمامٍ، ومساعدتُه على حَلِّهَا.

محاولةُ تأمين جوٍّ عائليٍّ هادئٍ تسُوده المحبة، فلا مشاحنات أو مشاجرات، على الأقل بحضوره.

إخراجُه من وَحْدَتِه وتوسيعُ عَلاقاته الاجتماعية.

معاملتُه بالحسنى والاهتمامُ به.

أمَّا إذا تفاقَم الوضع، فمن الأفضل استشارة اختصاصيٍّ في علم النفس.





وينبغي - لتفادي مثل هذه السلوكيات جميعها - إعدادُ المعلم للاهتمام بالجانب الوجداني للطفل، وعدمُ الاقتصار على التكوين الأكاديمي، يقول جان بياجيه في هذا الإطار: "ما لم يَتِمَّ إعدادُ المدرسين بطريقة كافية، فلن تُجْدِينَا أحسنُ البرامجِ، كما لن تَنْفَعَنَا أَجْمَلُ النظريات حول ما ينبغي تحقيقُه"[9].







[1] مخاوف الطفل، مبارك ربيع، مجلة سيكولوجية التربية، العدد3، (الطفولة والمراهقة)، مطبعة النجاح الجديدة، 2001، الدار البيضاء، ص 148.




[2] التعامل مع خوف الطفل، موقع islamqa.




[3] مشكلة الخجل عند الأطفال، www.alukah.net .




[4] طفلك قادم، مرجع سابق، ص 11 و 12، بتصرف.




[5] علاج الخجل عند الأطفال، الحصن النفسي.




[6] - علاج الخجل عند الأطفال، الحصن النفسي.




[7] مشكلة الخجل عند الأطفال، www.alukah.net .




[8] طفلك قادم، مرجع سابق، ص 13 و14 بتصرف.




[9] أسئلة التجديد التربوي، المصطفى إدملود، مطبعة النجاح الجديدة 2003، الدار البيضاء، ص 123.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 82.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.96 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.27%)]