|
|
روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
من فوائد شهر رمضان للأطفال
من فوائد شهر رمضان للأطفال محمود مصطفى من أعظم فوائد شهر رمضان المبارك أنه يُعطي البيوت طابعًا روحانيًّا؛ بسبب اجتهاد أفراد الأسرة في إقامة شعائر الله تعالى وعباداته، وتربيةُ الأبناء من أعظم العبادات التي يتقرَّب بها المرء إلى رب العزة، ولكن يجب أن تكون هذه التربية خالصة لوجه الله تعالى، وليس لمنفعة في المستقبل. ربِّ ابنك لوجه الله؛ ليُرضي الله لا لينفعك، واعلم أنه إذا أرضى الله نفَعَكَ؛ قال تعالى: ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ﴾ [لقمان: 14]. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له))، فإذا صَلح الولد دعا لأبيه. فشهر رمضان فرصة عظيمة للآباء والأمهات حتى يعوِّدوا أولادهم على العبادات والطاعات التي تورثُ مَحبَّة الله في قلب الطفل منذ الصِّغَر، فإنَّه إذا رأى كرَمَ ربِّه وجزيل عطاياهُ في رمضان، زادت محبته سبحانه، والمحبة ركن في الإيمان، وهي أساس الأعمال، فيُقْبِل الطفل على العمل مُحبًّا له، متمسِّكًا به، متقِنًا لأدائه، ويجب على الأب في رمضان أن يربِّي أولاده على تدارس القرآن وتدبُّره، وهو معنى أخصُّ من مجرَّد قراءته، فيعيش الطفل بين آيات القرآن وقصصه ووعده ووعيده، فتدمع عينُه تارةً ويلينُ قلبُه تارةً أخرى، يرى الأمم الماضية حاضرةً عنده، ويعيشُ مع الأنبياء صبرهم ونصحهم وابتلاءهم، ويستنبط الأحكام ويستفيد الفوائد؛ ولذلك: "كان جبريل يُدارس النبيَّ صلى الله عليه وسلم القُرآن في رمضان كل ليلة". رمضان يربي الأطفال على الاتباع ومُوافَقة الشرع؛ حيث لا يفطر الصائم إلا إذا أَذِن له الشرع؛ وذلك بغروب الشمس، ولا يُمسك الصَّائم إلا إذا أَذِن له الشَّرع؛ وذلك بأذانِ الفجْر، كما يَمتنِع الصائم عن المباحات امتثالاً لأمْر الشرع، فيتربَّى الطفل على تتبُّع أوامره والتقيُّد بِها، وتنفيذها على حدود ما رسَمه لنا، ويعني هذا سلامة الأفعال من البِدَع والانْحِراف وضمان ذلك؛ فإنَّه من المتقرِّر أنَّ الله أكمل لنا الشرع من جَميع جوانبه وأحكامه وآدابه. ومن صام فإنه يتربى على حفظ اللسان عن فاحش الكلام، ومن حفِظ لسانَه سلِمتْ له أعماله؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أصبح أحدُكُم صائمًا فلا يرفُثْ ولا يَسْخَبْ)). والرفَثُ والسَّخَبُ: هو فاحشُ الكلام الذي لا يَليق بالمؤمن المتَّقي ربَّه سبحانه. ففي رمضان يتعوّد الطفل على حفْظ الوقْت من الضياع، وهذا من مقاصد الشرع العظيمة، وفي رمضان يَحرِص الآباء على تعليم أبنائهم ضرورة استِغْلال وقتِه بالطَّاعات، ويحذِّر من الملهيات والمعاصي، وفي ذلك تربية له على اغتِنام عُمره بِما ينفعه عند الله، ولو كان حرصنا على أوقاتنا كما نكون في رمضان لتبدَّلتْ أحوالنا، والله المستعان. ومن الضروري جدًّا أن يعرف الطفل أن أسمى فوائد الصيام تتعلق بزرع الشُّعور داخله بأهل الفَقْر والحاجة، ومعرِفة ما يُقاسونَه من ألَم الجوع وحرِّ العَطَش، فيكون ذلك مراعاة للإنفاق والعطف عليهم والالتفات لهم، وكذلك يربِّي رمضان في نفس الطفل الانتِصار بِمعناه العظيم، فيتعلَّم الانتِصار على شهوة الأكل والبطن، والفرج، ووسائلها من نظَرٍ وتَفكير، وهذا أوَّل خطوة في طريق الانتصار والمجاهدة. وقد أجْمع أهل العلم على أنَّ الصِّبيانَ يُؤْمَرون بالصِّيام ليتعوَّدوا، وهذا تربية لَهم من وجهين: تربية لهم على تعوُّد العبادة، وتربية لهم على حَمل المسؤولية، وأنَّ عليهم ما على الكبار، وأنَّهم جزء مِن المُجتمع.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |