#1
|
||||
|
||||
الاختصار في أبواب التمييز والعطف والنداء
الاختصار في أبواب التمييز والعطف والنداء أ. د. عبدالله أحمد جاد الكريم حسن التَّمْيِيْزُ: هو كل نكرة تضمن معنى (من) لبيان ما قبله من إجمال (إبهام)؛ سواء أكان إبهام ذات (مفرد) أم إبهام نسبة (جملة). ومن خلال تعريف التمييز ووظيفته يتضح لنا الاختصار في هذا الباب. ومن أنواع تمييز المفرد تمييز العدد فأقول العدد إن كان واحدا أو اثنين لم يحتج إلى تمييز استغناء بالنص على المفرد والمثني فيقال رجل ورجلان؛ لأنَّه أخصرُ وأجودُ، ولا يُقالُ وَاحِدٌ رجلاً ولا اثنا رجل [1] ومن أمثلة الاختصار في هذا الباب قولهم: عشرون درهمًا، "في عشرين درهمًا عشرون من الدراهم؛ فاستخفوا وأرادوا الاختصار"[2]، و"حذفوا (مِنْ، والألف واللام) واقتصروا على واحد منكور من الجنس لحصول الغرض به مع الاختصار"[3]. العَطْفُ: تقوم حروف العطف في باب العطف مقام تكرار العامل وتغني غناءه، ففي ظل وجود حرف العطف نستغني به عما هو أطول منه، وفي ذلك اختصارًا، فقولك: قام زيد وعمرو، أصله: قام زيد، وقام عمرو، ولكن استغنى عن تكرار العامل بحرف العطف، اختصارًا [4] ويقول السيوطي: "ومن الاختصار تركيب (إمَّا) العاطفة على قول سيبويه من (إنْ) الشرطية و (ما) النافية؛ لأنها تغني عن إظهار الجمل الشرطية حذرًا من الإطالة"[5]؛ ومن ذلك قولنا: أمَّا زيدٌ فقائمٌ، ف (أمَّا) الشرطية جاءت عوضًا عن: حرف الشرط، وفعل الشرط، وفاعله. البَدَل: يرد البدل لبيان المبدل منه والتثبت من حقيقته، كقولك: مررت بأخيك زيد، فالممرور به الآن هو الأخ زيد نفسه، وليس غيره، وكان أصل الكلام الذي يرد فيه البدل أن يكون جملتين، فالأصل في المثال السابق أن نقول: مررت بأخيك، مررت بزيد وفي ذلك اختصار للكلام حيث إن لفظ البدل أغنى بذلك عن ذكر جملتين كاملتين معًا، ويقول ابن السراج:" تقول: زيد ضربته أخاك، فتبدل (أخاك) من (الهاء)؛ لأن الكلام الأول قد تم، وقد خبرتك أن البدل إنما هو اختصار خبرين "[6]. [1] الهمع (2/ 346). [2] العدد في اللغة (1/ 32). [3] ينظر: اللباب (1/ 297). [4] شرح المفصل (3/ 75). [5] الأشباه (1/ 52). [6] الأصول (2/ 54).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |