الوصل والفصل في البلاغة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 781 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 131 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 29 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 94 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-03-2021, 06:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي الوصل والفصل في البلاغة

الوصل والفصل في البلاغة


أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن




شرح دروس البلاغة للشيخ محمد بن صالح العثيمين




تحقيق الأستاذ أشرف بن يوسف (11)






الوصل: عطف جملة على أخرى، والفصل: تركه.



والكلام هنا قاصر على العطف بالواو؛ لأن العطف بغيرها لا يقع فيه اشتباه.



ولكل من الوصل بها والفصل مواضع (1).



يجب الوصل بالواو.

يجب الوصل في موضعين:

(الأول): إذا اتفقت الجملتان خبرًا أو إنشاءً، وكان بينهما جهة جامعة؛ أي: مناسبة تامة، ولم يكن مانع من العطف، نحو: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾ [الانفطار: 13، 14]، ونحو: ﴿ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا ﴾ [التوبة: 82] (2).



(الثاني): إذا أوهم ترك العطف خلاف المقصود، كما إذا قلت: لا، وشفاه الله، جوابًا لمن يسألك: هل برئ علي من المرض؟ فترك الواو يوهم الدعاء عليه، وغرضك الدعاء له (3).




(1) إذن: الوصل عطف الشيء على الشيء بالواو، والفصل ترك عطفه بالواو، هذا هو الضابط، ولكل منهما مواضع يذكرها المؤلف.

(2) الآن لو فصل، فقيل: إن الأبرار لفي نعيم، إن الفجار لفي جحيم، لتنافرت الجملتان، فإذا قلت: وإن الفجار، صارت المناسبة بينهما أظهر، فهنا وصل؛ لأننا عطفنا إحدى الجملتين على الأخرى بالواو، كذلك أيضًا قوله تعالى: ﴿ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا ﴾ [التوبة: 82]، لو حذفت الواو، فقيل: فليضحكوا قليلًا، ليبكوا كثيرًا، لم يكن بين الجملتين تناسب.

لكن إذا قلنا: ﴿ وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا ﴾ [التوبة: 82]، قرنَتِ الواو بينهما، وصار بينهما مناسبة.

(3) هذه كثيرًا ما تقع، ويخطئ فيها الناس.

ومثلها أن تقول: لا هداك الله، لا رحمك الله.

تسأله: هل قدم زيد؟ يقول: لا رحمك الله.

هل شفي من المرض؟ يقول: لا شفاه الله، وما أشبه ذلك.

فهنا يتعين العطف بالواو، وهو الوصل، فتقول: لا، وشفاه الله، لا وهداك الله، لا ورحمك الله، وهكذا.



ولو قلت لمن سألك: هل برئ زيد من المرض؟ فقلت: لا شفاه الله، فماذا سيقول لك؟

جواب: سيقول: ما الذي بينك وبينه، حتى تدعو عليه بعدم الشفاء؟!



لكن لو قلت: لا، وشفاه الله، قطعت هذا الاحتمال، وصار الوصل هنا واجبًا؛ ولهذا ينبغي عليك أن تراعي هذا، فتضع في ذهنك أن تأتي بالواو، وللأسف أن أكثر مخاطبتنا بعدم الواو.



مواضع الفصل:

يجب الفصل في خمسة مواضع (1):

(الأول): أن يكون بين الجملتين اتحاد تام، بأن تكون الثانية بدلًا من الأولى، نحو: ﴿ أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ﴾ [الشعراء: 132، 133] (2).

أو بأن تكون بيانًا لها، نحو: ﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ ﴾ [طه: 120] (3).




(١) الفصل سبق أنه ترك العطف بالواو، وهو يجب في خمسة مواضيع، كما سيأتي في كلام المؤلف.

(2) قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الشعراء: 132]، بماذا أمدنا؟

الجواب: ﴿ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ﴾ [الشعراء: 133]، فهنا فصل؛ لأنك لو وصلت وقلت: وأمدكم بأنعام وبنين، صارت الثانية غير الأولى، والمقصود بيان أن الثانية هي الأولى، فيكون قوله تعالى: ﴿ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ﴾ [الشعراء: 133] بدلًا من الأولى.

(3) القائل هو إبليس.

وقوله سبحانه: ﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ ﴾ [طه: 120]، يعني: ألقى إليه الوسواس، ولم يقل: فوسوس له، بل أوصله إليه، فقال: ﴿ قَالَ يَا آدَمُ ﴾ [طه: 120]، كلمة: ﴿ قَالَ يَا آدَمُ ﴾ بيان للوسوسة التي ألقاها إليه الشيطان.

لو قال: فوسوس إليه الشيطان، وقال: يا آدم، لكان ﴿ قَالَ يَا آدَمُ ﴾ غير الوسوسة، ويكون وسوس إليه بشيء غير مذكور، وقال: يا آدم.



أو بأن تكون مؤكدة لها، نحو: ﴿ فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴾ [الطارق: 17] (1).

ويقال في هذا المواضع: إن بين الجملتين كمال الاتصال (2).

(الثاني): أن يكون بين الجملتين تباين تام، بأن يختلفا خبرًا وإنشاء (3)؛ كقوله:




(١) فـ: "مهِّل، وأمهِلْ" معناهما واحد.

وقوله سبحانه: ﴿ فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ ﴾ [الطارق: 17]، هذا مطلق، لا يدرى: هل أمهلهم كثيرًا أو قليلًا؟ فيذهب الذهن كل مذهب، فقال: ﴿ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴾ [الطارق: 17].

فإن قال قائل: لماذا قال: "مهِّل، أمهلهم"؟

قلنا: هذا الاختلاف بين الفعلين؛ لئلا يقع التكرار، وهو ما يسمى عندهم بالتفنن في العبارة.

ولو قلت في غير القرآن أيضًا: أمهل الكافرين، أمهلهم، جاز.

ولو قلت في غير القرآن أيضًا: مهِّل الكافرين، مهلهم رويدًا، جاز أيضًا.

(٢) وذلك لأن الثانية هي الأولى، أو بدل منها، أو بيان لها؛ فبينهما كمال الاتصال.

(٣) هذه عكس الأولى، والتباين فسره بأن يختلفا خبرًا وإنشاء؛ يعني: بأن تكون إحداهما خبرًا، والأخرى إنشاء.



لا تسأل المرء عن خلائقه في وجهه شاهد من الخبر (1)

وكقول الآخر:

وقال رائدهم: أرسوا نزاولها فحتفُ كل امرئ يجري بمقدار (2)





(1) قوله: لا تسأل المرء عن خلائقه؛ يعني: لا تسأله: ما الذي بك؟ ما الذي أغضبك؟ ما الذي سرك؟

لأن في وجهه شاهدًا من الخبر؛ فالإنسان يعرف الشخص إذا رأى وجهه، فيعرف أنه مسرور، أو مغموم، أو صديق، أو عدو؛ فالوجوه في الحقيقة صفحات القلوب.

وهل هاتان الجملتان اختلفتا خبرًا وإنشاء؟

الجواب: نعم؛ فالأولى إنشاء، والثانية خبر.

(2) بين الجملتين تباين؛ فالأولى إنشاء، والثانية خبر، وبينهما فصل، وإن كان هناك عطف، ولكنه بغير الواو، والعطف بغير الواو فصل[1].



أو بألا يكون بينهما مناسبة في المعنى؛ كقولك: علي كاتب، الحمام طائر، فإنه لا مناسبة في المعنى بين كتابة علي، وطيران الحمام.



ويقال في هذا الموضع: إن بين الجملتين كمال الانقطاع (1).



(الثالث): كون الجملة الثانية جوابًا عن سؤال نشأ من الجملة الأولى؛ كقوله تعالى: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ﴾ [يوسف: 53] (2).

ويقال: بين الجملتين شبه كمال الاتصال.



(الرابع): أن تسبق جملة بجملتين، يصح عطفها على إحداهما؛ لوجود المناسبة، وفي عطفها على الأخرى فساد، فيترك العطف؛ دفعًا للوهم؛ كقوله:

وتظن سلمى أنني أبغي بها بدلًا، أراها في الضلال تهيم (3)




(1) الآن لو قال قائل: علي كاتب، والحمام طائر، لانتقد الناس عليه ذلك؛ إذ ما هي العلاقة بين "علي كاتب، والحمام طائر"، فبينهما تباين تام؛ لعدم المناسبة؛ ولذا فصلهما المؤلف.

(2) كلتا الجملتين خبر[2]، لكن الثانية تعليل للأولى؛ فالجملة التعليلية بينها وبين الجملة الأولى فصل، وهذا الفصل واجب؛ لأنها تعليل لها.

(3) فلو قال: وأراها، لكان يحتمل أن تكون عطفًا على "تظن"، وأن تكون عطفًا على "أبغي"، والمعنى يختلف اختلافًا عظيمًا؛ ولذلك نقول: اقطع العطف حتى تكون "أراها في الضلال تهيم" جملة مستقلة.



فجملة (أراها) يصح عطفها على "تظن"، لكن يمنع من هذا توهم العطف على جملة "أبغي بها"، فتكون الجملة الثالثة من مظنونات "سلمى"، مع أنه ليس مرادًا.

ويقال: بين الجملتين في هذا الموضع شبه كمال الانقطاع.



(الخامس): أن يقصد تشريك الجملتين في الحكم لقيام مانع؛ كقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ﴾ [البقرة: 14، 15].



فجملة ﴿ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ﴾ لا يصح عطفها على: {إِنَّا مَعَكُمْ}؛ لاقتضائه أنه من مقولهم، ولا على جملة: ﴿ قَالُوا ﴾؛ لاقتضائه أن استهزاء الله بهم مقيد بحال خلوهم إلى شياطينهم.

ويقال: بين الجملتين في هذا الموضع توسيط بين الكمالين (1).




(1) يعني رحمه الله: أنه إذا لم يقصد تشريك الجملتين في الحكم لقيام مانع، فإنه يجب الفصل؛ لئلا يتوهم واهم أن الجملتين مشتركتان في الحكم، وعلى كل حال فإنه إذا قال قائل: هذه المعاني التي قالها المؤلف بماذا تدرك؟

فالجواب: أنها تدرك بسياق الكلام، وما يحتمله من المعاني؛ ولذلك ربما يفهم بعض الناس أن الأَولى الفصل، وآخر يرى أن الأَولى الوصل؛ لأن الأفهام تختلف.



فالشيء الذي يرجع إلى القرائن، هذا لا بد أن يختلف الناس فيه، لكن أنت إذا عرفت الضابط، فنزل كلامك الذي تتكلم به على هذا الضابط.



وبذلك ينتهي الكلام على كل من الوصل والفصل:

فالوصل هو: العطف بالواو خاصة.

والفصل: عدم ذلك؛ إما بألا يعقد أصلًا، وإما يعقد بغير الواو.



أما قول المؤلف: ويقال يقال، فهذا التعريف الاصطلاحي عند البلاغيين، وأنت إن شئت فلا تقل هذا؛ لأن الاصطلاح لا مشاحة فيه.



أسئلة على باب الوصل والفصل


السؤال الأول: وضح ما يجب وصله، وما يجب فصله، وسر كل منهما في الأمثلة الآتية:

(أ‌) قال تعالى: ﴿ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [النور: 36، 37].

(ب‌) قال تعالى: ﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ﴾ [النمل: 88].

(ج) قال تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ﴾ [الأعراف: 31].

(د) قال تعالى: ﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ ﴾ [الرعد: 2].

(هـ) قال تعالى: ﴿ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ﴾ [يوسف: 31].

(و) قال تعالى: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ﴾ [يوسف: 53].

(ز) يهوى الثناء مبرز ومقصر = حب الثناء طبيعة الإنسان

(ح) حكم المنية في البرية جاري = ما هذه الدنيا بدار قرار

(ط) ألا من يشتري سهرًا بنوم = سعيد من يبيت قرير عين

(ي) يرى البخيل سبيل المال واحدة = إن الكريم يرى في ماله سبلا

(ك) اخْطُ مع الدهر إذا ما خطا = واجرِ مع الدهر كما يجري



الأجوبة عنها:

(أ‌) فصلت الثانية عن الأولى؛ لشبه كمال الاتصال؛ فإنها جواب سؤال ناشئ مما قبلها.



(ب‌) فصلت جملة "تحسبها" عن جملة "ترى"؛ لكمال الاتصال بينهما؛ لأن الثانية بدل اشتمال من الأولى.



(ج) وصل بين جملتي "كلوا"، و"اشربوا"؛ لاتفاقمها إنشاءً، مع وجود المناسبة وعدم المانع.



(د) فصلت جملة "يفصل" عن جملة "يدبر"؛ لكمال الاتصال بينهما؛ لأن الثانية بعضٌ من كل.



(هـ) فصلت جملة "إن هذا" إلخ عن جمل "ما هذا بشرًا"؛ لكمال الاتصال بينهما؛ لأن الثانية توكيد معنوي للأولى؛ إذ مجرى العادة والعرف أنه إذا قيل في معرض المدح: ما هذا بشرًا، وما هذا بآدمي: أن يكون الغرض أنه ملَك، فيكنى به عن ذلك.



(و) فصلت جمل "إن النفس" إلخ عن جمل "وما أبرئ" إلخ؛ لشبه كمال الاتصال بينهما؛ لأن الثانية جواب سؤال ناشئ من الأولى.



(ز) فصل الشطر الثاني عن الشطر الأول؛ لكمال الاتصال بينهما؛ لأن الثاني مؤكد للأول.



(ح) فصل الشطر الثاني عن الأول؛ لكمال الاتصال بينهما؛ لأن الثاني توكيد معنوي للأول؛ لأنه يفهم من جريان حكم الموت على الخلق أن الدنيا ليست دار بقاء، فأكد ذلك بالشطر الثاني.



(ط) فصل الشطر الثاني عن الأول؛ لكمال الانقطاع بينهما، لاختلافهما خبرًا وإنشاء.



(ى) فصل الشطر الثاني عن الأول؛ لشبه كمال الاتصال بينهما؛ لأن الثاني جواب عن سؤال مقدر نشأ من الأول، كأنه قيل: حال الكريم في ماله؟ فقال: إن الكريم.. إلخ.



(ك) وصل بين الشطرين؛ لاتفاقهما إنشاءً، مع وجود الجامع، وعدم المانع.





[1] وقال الشيخ علم الدين محمد ياسين في كتابه "حسن الصياغة شرح دروس البلاغة" ص78:

وقال رائدهم: أي: عريف القوم؛ أعني الشجاع الذي يتقدم لطلب الماء والكلأ.

أرسوا؛ أي: أقيموا بهذا المكان المناسب للحرب.

نُزاولها: بالرفع على الاستئناف، فكأنه قيل: لماذا أمرت بالإرساء؟ فقال: نزاولها.

أي: نحاول أمر الحرب، ونحتال لإقامتها بأعمالها.

فحتف كل امرئ يجري بمقدار: علة لمحذوف؛ أي: ولا تخافوا من الحتف، وهو الموت، بمباشرة أعمال الحرب؛ فإن المرء لا يجري عليه حتفه إلا بقدر الله وقضائه، باشَر الحرب أم لا.

فجملة "نزاولها" خبر لفظًا ومعنى، ولم تعطف هذه الثانية على الأولى؛ لاختلافهما، على أن الغرض بها تعليل الأمر بالإرساء بمزاولته أمر الحرب، وهذا يقتضي الفصل أيضًا.

ومما ذكر في المثالين علمت أن لها جهتين؛ وجود الإنشائية والخبرية، وهو كمال الانقطاع الموجب للفصل، ووجود الاستئنافية، وهو مانع من العطف أيضًا فتدبر؛اهـ.




[2] الجملتان اللتان يشير إليهما الشارح رحمه الله، هما:

1- الجملة الأولى: قوله تعالى: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ﴾ [يوسف: 53].

2- والجملة الثانية: قوله تعالى: ﴿ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ﴾ [يوسف: 53].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 82.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.20 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.35%)]