08-01-2022, 06:16 PM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة :
|
|
متفائل يترقب الطوفان (شعر تفعيلة)
متفائل يترقب الطوفان (شعر تفعيلة)
مروان عدنان
أنا رجلٌ تنبَّأَ بالعمى من قبلِ أنْ يعمَى!
أمرُّ على الطَّريقِ أقولُ قد أمشيهِ متَّكئًا بلا بصَرِ
فإنِّي الآنَ أبصرهُ ولكنْ ربَّما قدري..
سيجعلُ كلَّ من حولي يُلقّبني بصيرا!
يُخفِّفُ بعضَ معناها الثَّقيلَ كأنَّما
لو قالَ: أعمى،
سوفَ يجرحني كثيرا!
ولا يدري
أنا رجلٌ تنبَّأ بالعمى من قبلِ أنْ يعمى
أنا متفائلٌ أترقَّبُ الطُّوفانَ لا أخشاهُ إنْ يأتِ
كما لو أنَّني الفردوسَ لا الطُّوفانَ أرقبُ طيلةَ الوقتِ!
أخافُ الحربَ، أمّي دائماً كانتْ تُخبِّئُ منْ طعامِ اليومِ للأيامِ تخشى القحطَ والأزماتِ
تذهبُ مذهبَ العربِ!
وحتى حينما أغفو، حِذائي عندَ رأسي دائمًا متأهِّبٌ للعدوِ والهربِ
أتاكَ الذِّئبُ، راحَ الذِّئبُ.. هذي حالةُ الشَّعبِ!
أنا رجلٌ تنبَّأ بالعمى والموتِ والسُّلطانِ والغربانِ، بالثَّرواتِ تُكنزُ بالعمائمِ بالتُّقاةِ وبالعساكرِ والرَّصاصِ، وبالمنافي..
وأبصرَ من وراءِ وراءِ تأْريخٍ من الثَّوراتِ والسَّحلِ!
جهنَّمَ إذْ تمورُ، تصيحُ.. تَغليْ
تنبَّأ بالخرابِ يجيءُ..
والأهوالِ..
ظنَّ الناسُ أنَّ نبوءَتي وهمٌ!
أَنا رَجلٌ تنبَّأ بالعمى مِنْ قَبلِ أَنْ يَعْمَى
عِيالُ اللهِ أعرفُهمْ..
أبي منهُمْ..
أبي قدْ كانَ لا ينسى قُبيلَ الليلِ قنديلَ الفناءِ يعبُّهُ زيتًا
فأعجَبُ منهُ!
ما جدواهُ؟
هذا في السَّما قمرٌ..
يقولُ: لعلَّهُ يأفلْ!
أَصبُّ عليهِ أسئِلتي
أقولُ، يقولُ، ما قلناهُ، يَنصحُني.. فأسألهُ.. يردُّ، أهمُّ أنْ أسألْ!
توقَّعْ أسوأَ الأشياءِ، أسوأَها
فما مِنْ قادمٍ أفضلْ!
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|